|
| |
حفل "إيدرنان"
بقلم: موشيم أحمد* (الدشيرة)
من بين
ما يميّز “إيمازيغن نخ“ هو حفاظهم على عوائدهم وطقوسهم بدقة. ففي المنطقة التي
أنتمي إليها، أعني مسقط رأسي, تعتبر حفلة "إدرنان" التي يخلدّها السكان كل سنة من
بين هذه الطقوس الموروثة أباً عن جدٍ, والتي تحترم مواعيدها بانتظام.
إذاً ماذا تعـــــــــني كلمة إدرنان؟
إن كلمة “إدرنان“ تعني “السفنج“ أو الفطيرة قديما حيث تصنع من دقيق الشعير أو
القمح وزيت "أركان". أما في عصرنا هذا فتصنع من الدقيق الممتاز وزيت المائدة "لوسيور".
ومن تقاليد أهل المنطقة أيضا إرفاق التمر، وخاصة من نوع "بوفـكوس" بالوليمة مع
ملئه بـالسمن "أُودِي".
ماهـــــي المناطـــــق المحتفــــلة بهـــــذه الحفلة؟
تتوزع المناطق المحتفلة بهذه الحفلة, كل حسب إنتمائه إلى الجماعة التي تدخل تحت
نفود دائرة أنزي عمالة تزنيت, فنجد قبيلة إداوبعقيل التابعة لجماعة تيغمي، فرقة
أنزي التابعة لجماعة أنزي ثم فرقة تافراوت المولود التابعة لجماعة تافراوت المولود,
ثم فرقة إداوسملال التابعة لجماعة تيزغران وفرفة أداي التابعة لإثنين واداي؛ وفي
النهاية نجد فرقة أيت أحمد التابعة لجماعة أربعاء أيت أحمد.
مـــــــتى يبـــــــتدئ الإحتفـــــــــــال بها؟
يبتدئ الاحتفال في أواخر شهر يناير “ءيناير ءيمازيغن من كل سنة, وينتهي في أواخر
شهر أبريل. والقبيلة التي تبتدئ الاحتفال هي أيت أحمد في الخميس الأخير من يناير
الفلاحي, وتليها الفرقة التي أنتمي إليها، ألا وهي إداوبعقيل بفاصل زمني يصل إلى
أسبوع (في هذه السنة 2005 سيكون الاحتفال يوم الخميس 17 فبراير ), ثم تليها فرقة
أداي في الخميس الثاني من نفس الشهر, وتليها فئة من تافراوت لمولود, ثم فرقة
إرسموكن التابعة لجماعة أنزي في الخميس الثالث من مارس الفلاحي, أي بعد رجوع الزوار
في “ أنموكـار ن مارس" الذي يقام بتازروالت زاوية سيدي أحمد أوموسى, ثم تليها الفرق
الأخرى كل حسب عاداتها و تقالدها...
ولابد من الإشارة أن هذه الحفلة تبتدئ يوم الخميس لتنتهي يوم السبت مساءاًَ, حيث في
صباح يوم الخميس تكون البيوت نظيفة ومجهزة, إستعدادا للاحتفال واستقبال الضيوف
والأصدقاء والأحباب. وفي ليلة يوم الجمعة والسبت تقام سهرة أحواش خاصة بالنساء
وتسمى “أحواش ؤ غُـكُـمِي" حيث تغني النساء ويقوم الرجال بضرب البندير "ألون" و "العواد"
....
أثناء سؤالي عن أصل هذه الحفلة قال لي أحد المسننين في الدوار “لمُوضع“ أنها أمر
من أحد الأولياء الصالحين آنداك المعروف في منطقة أنزي، إسمه “محمد أعجلي“ المولود
بدوار “أوكـارس" ويبعد هذا الدوار عن مركز أنزي ببعض الكلوميترات القليلة جداً،
والمدفون حاليا حسب بعض المعلومات بدوار "أفا أوزور"، جماعة تيغمي، ويعرف هذا
الدوار بصناعة الأواني الطينية كـالطاجين / أبوقال / تكينت / الكانون / .....) ..
والسبب في إقامة هذه الحفلة هو عندما اشتكت قبائل المنطقة إلى الولي الصالح “محمد
أعجلي” على الحصار الذي فرضه عليهم الاستعمار البرتغالي (بردقيس) حيث تسلط عليهم
وحاصرهم ومنع عليهم التجمعات في الدواوير, أمرهم الولي آنذاك بمطالبة الاستعمار
البرتغالي بالترخيص لهم بإقامة حفلة إدرنان, لكي يتشاوروا فيما بينهم والتفكير في
الطريقة التي تمكنهم من محاربة ومهاجمة الاستعمار” البْرْدْقِسي“.
أنظروا يا إخواني كيف كان يفكر هذا الولي الصالح كي يحارب الإستعمار!!
(موشيم أحمد، طالب بالمرحلة الثانوية, باحث مهتم بالثقافة الأمازيغية.
E-mail ; mouchim_amazigh@yahoo.fr )
|
