| |
الزموريون / سكان زمور: دراسة إثنية من خلال
الاستمارة التي أعدتها الإقامة العامة الفرنسية بالمغرب (الجزء
الأول)
نص:الكابيتان
كيرليو*، ترجمه: أحمد برطيع
1 ـ تشكيل الأسرة
مبدآن أساسيان يظهران جليا عند دراستنا لبنية المجتمع "البربري" الأمازيغي عند
الزموريينن في زمن السيبة.
1 ـ القايد لا يمثل إطلاقا إلا شخصا تمثيليا، بدون سلطات فعلية كبيرة، حيث أن إدارة
القبيلة تتم بيد "الجماعة" التي تستوحي الأعراف المحلية، كما أن الخصوصيات دائما
محترمة والشكل العام للنظام فهو ديمقراطي.
2 ـ الأسرة: تعني في معناها الواسع، القاعدة الأساسية للمجتمع البربري، مع سمو
منزلة رب الأسرة، إنها تشكل «الوحدة» التي تشمل كل الأفراد الذين تربطهم قرابة من
جانب الرجال، إنه «لعظم» «الفخدة». البربري ، مشكلين بالدرجة الأولى تجمعات أكثر
تضامنا، والتي تلتحم بخلايا أخرى شبيهة، أكثر أو أقل ارتباطا بينهما مكونين بذلك "قبيلة".انطلاقا
من هذه المعطيات، سيكون من السهل علينا أن نفهم، من خلال هذه المقدمات، ما يأتي من
بعد، إطلاقية بعض التقاليد.
عكس ما ييجري عند الساكنة الحضرية، الرجل الشاب بصفة عامة يعرف مسبقا المرأة التي
يريد أن يتزوجها، حيث يلتقي بها بمناسبة تنقلاته المختلفة، حفلات، أشغال فلاحية،
تجمعات متنوعة، هذه المرأة قد تنتمي إلى نفس جهته/ منطقته، أو تنتمي إلى قبيلته، بل
قد تنتمي حتى إلى قبيلة مختلفة عنه. إن الرغبة في بناء بيت أصبحت ملحة، حيث الشاب
غير المتزوج «عزري»،عندما يصبح راغبا في بناء بيت، فإنه لا يفاتح أباه مباشرة ، لأن
الأعراف تمنع المحادثة في هذا الموضوع مع الأصول، بل يسر بها إلى أخ أو صديق، الذي
سيكون ممثله في هذه الظروف /الحالة/: إنه «الرقاص» AMAZAN (مصطلح بربري مرادف رسول،
مبعوث). آمازان/الرقاص، سيبحث عن الأب أو (من يقوم مقامه /الأم) التي تتكلف بمهمة
السؤال على مؤهلات و كفاءات الفتاة من ناحية السلوك والناحية الأخلاقية للفتاة
المرغوبة. إذا كان الزواج مقبولا فإنه يخبر AMAZAN الرقاص بذلك، الذي يرد على
الاقتراح بالقبول.
يذهب الأب رفقة خمسة أو ستة نبلاء من جماعته، الجماعة التي ينتمي إليها، لزيارة أب
الفتاة التي اختارها ابنه، يقدمون أنفسهم تبعا للتقاليد بقول تعبيري :"ضيف الله"،
بعد تبادل بعض أطراف الحديث ، يعرضون هدف زيارتهم.
عادة عند الزموريين، الزواج يختزل دائما في «عقد بيع» بسيط، في هذه الأثناء يسأل
الأب عن الضمانات، لتأمين سعادة ابنته، آخذا بعين الاعتبار قبل أن يخبرهم بقراره،
خصائص الراغب «الزوج»، قيمته الشخصية، شخصيته، بالإضافة إلى وضعه الاجتماعي، أو
يرفض العرض: جاعلا أمامه استشارة زوجته، .....؟ طالبا منها آراءها، أو مطالبها، أو
رضاها، تم يطلب قبول ابنته، إذا كان الزواج مناسبا لهذه الأخيرة يشرعون مباشرة في
الجانب العملي، ليتم مباشرة الاتفاق بحضور «الجماعة»، عندما يتم تقديم قيمة المهر
في التاريخ المحدد وفق شكل الدفع "التسديد". ليست هناك أية قاعدة معينة تنظم هذا
الموضوع ، فالكل هو مسألة اتفاق بين الأطراف المعنية. قيمة هذه الدورويات تتنوع /تختلف/
بين أكبر النسب بداية من بعض الدورويات بالنسبة للفقراء لتصل الي غاية 500 دورو بعض
الأحيان، بل إننا نذكر حالة نادرة حقيقية تلك التي تتعلق بفتاة من قبيلة أيت اوريبل
دفع فيها 400 دورو، ولكن بصفة عامة مثل هذه الأرقام تبقي مجهولة /غير معروفة عند
الزموريين، ومتوسط المهر يتراوح بين 80 و250 دورو، والأداء تقريبا دائما مقسم: جزء
من الفضة وجزء عيني (منتجات فلاحية أو رؤوس البهائم الذي قدرته «الجماعة»).
عادة الزواج المطلوب هو زواج الرجل الشاب بفتاة عذراء، والأعراف في هذه الحالة
الخاصة تقضي بأن يقدم طالب الزواج لخطيبته هدية شخصية "تشيشة"، هذه عموما تخص آيت
زكري، 8 أمداد من الزرع /القمح /الحبوب، جرة سمن، زبدة، خروف، عند بني اعمر، 6
أمداد قمح/الزرع/جرة سمن، خرفان. كل هذا يبقي تحت تصرف الفتاة.
2 يحدث أحيانا في بعض الحالات، التي يكتشف فيها الزوج بعد ليلة الزفاف بأنه كان
مخدوعا في الفتاة، وبدون أن يفضحها، من جهة أخرى، إلا أنه لاينسي إذن أن يطالب «بالتشيشة»
التي أهداها، طبيعيا، بعض المثرثرين لايترددون في نشر بعض الأقاويل، محاولات دائمة
لإبعاد هذه المضايقات المعكرة للحب النقي للمتزوجين .
إذا كانت الفتاة ليست عذراء فالزوج لا يقدم لها إلا خروفا واحدا .
الزواج ممنوع بين المتقاربين أبويا، إخوان، أخوات، الأحفاد، والعمات، والخالات،
وزوجة العم وزوجة الخال والأحفاد، والأحفاد والحفيدات، في حين أن الارتباطات بين
أبناء العم الأشقاء وبنات العم الشقيقات من جانب الأب تبقي مفضلة، وبامتياز .
تبعا للأعراف الزمورية، وفي هذه الحالة الخاصة، الرجل الشاب له حق الزواج بابنة عمه
الشقيق، قبل كل الآخرين الراغبين في الزواج منها. هذا حق مطلق، وعند الحاجة مطالبته
بالقوة، والثمن يناقش كما في السابق، وإذا لم يتم الاتفاق على هذه النقطة، لا أحد
يستطيع أن يتزوج بالفتاة قبل موت ابن عمها، وإذا كان مجموعة من الإخوان يرغبون في
الزواج بنفس ابنة العم الشقيقة، البكر له حق الأولوية، الفتاة الشابة لا تستشار قط
في هذه الحالة الخاصة.
وإذا خالفت هذه القاعدة فإنها ستنفى، قسرا، عن قبيلتها هروبا من الاقتصاص .
الزواج بأرملة أو مطلقة «هجالةtadgel "نادر ، وغير مألوف حاليا، الاحتفال بالزواج
دائما مصحوب بالأفراح، عموما قصيرة المدة، الزمورييون مكونون فقط من سكان قرويين،
ذوي فقر كبير، وليس لهم لا الإمكانيات، ولا الوقت للراحة من شقاء عنائهم اليومي.
une Dhifa. د حيفة تهدى للأبوين، والأصدقاء، و كبش مذبوح، وبعض الدجاج المنحور،
لاينبغي نسيان أن كل حفلة بربرية وإن كانت بسيطة ، تتلخص في هذه المبادئ : "نأكل ،
نشرب" ، بعد غد ، الكل يغادر والحياة العادية تعود.
في هذه الأثناء، بما أن آباء الزوجين سعداء كثيرا، الاحتفالات المهمة مقامة في
المكان، تبعا لطقس محلي جد متبع/ منتشر. مجموع هذه الاحتفالات تحمل اسم "عرس /إيسلان"
. اليوم الأول من الاحتفالات ، الخطيب أو العريس يبعث "التشيشة" التي تحمل في موكب،
بأبهة، من طرف مجموعة من أصحابه لداخل خيمة والد الخطيبة، العروسة / تسليت. في نفس
الوقت، تبدأ النساء في جرش الحبوب، والرجال يذبحون الخرفان ، بينما الخطيبة مصحوبة
بصديقاتها تذهب لدعوة الآباء، وناس الدوار للحفلة/ العرس. مساء نفس اليوم، يقدم
أكبر عشاء من طرف والد الفتاة الشابة، وفي وقت متأخر من الليل، أطباق تليها أطباق،
في نهاية الوليمة، صلاة، أحيانا، تتلى من طرف فقيه، النساء المجتمعات يرسلن بعدها
زغاريد الفرح، طول الليلة، حديث، شرب الشاي، لهو، موسيقيون مدعوين، بعضهم ينفخ ملء
رئتيه «الزمارات / نايات قصبية ،(بالبربرية: غانيم ghanim) أو «الغياطة» (بالبربرية
: أعرابن ARABEN)، بينما الآخرون يضربون بشوق على طعريجة Taarija (بالبربرية :
أكويل Agouel) النتيجة.. لا يمكن توقعها، وهكذا فمجموع كل هذه الإيقاعات /الأصوات /
الموسيقى/ المتنوعة تنتج تنافرا مرعبا، والذي يزيده سيطرة لاعب الطبل:» بندير". (بالبربية،
ألون: Alloun) الذي يضرب بمحيط يده على آلته، الإثارة تجلب قليلا.. قليلا الضيوف
الذين يحضرون أكثر.. فأكثر، لا معين، مهندمين، الشباب لا يتأخرون في الخروج لإنشاء
وتهييء رقصة أحيدوس، فرقة من عشرة إلى اثنتا عشرة، منظمين رجالا ونساء. يتماسكون
بالأيدي مشكلين الدائرة التي في مركزها يتنقل الموسيقيون. يدورون في دائرة مركزين
على كل أنواع التمايلات الو ركية وتوازن الأجساد، بعد ذلك وعند الإشارة، كل واحد
يتجه بجسده، وفي وقت واحد بخصورهم إلى الأمام، الحركة مرفقة بصيحة مرسلة من طرف
الكل وفي لازمة موحدة ، وحركة الأرجل ضاربة الأرض في إيقاع.
زوج المستقبل، طيلة اليوم ينظف حمامه، كما يستعمل الحناء Henné، ليصل أثناء العشاء،
بعد أن مكث بعض الوقت يغادر الضيوف الذين يبقون محتفلين حتى الصباح، ثم يعودون
إليه، المهم
أن يترك أحد الأبوين، أو صديق، «لوزير» مكلف بالسهر على حراسة الخطيبة.
من العادة، عند نهاية المأدبة التي افتتحت بها الحفلة، أن يقوم من بين الضيوف، جمع
كمية من المنتوج يتم تقديمه إلى الفتاة الشابة.
جرت العادة، عند نهاية وليمة العشاء التي يفتتح بها الاحتفال أن يتم من بين الضيوف،
جمع كمية من المنتوج وتقديمه للفتاة الشابة بطلب من «المصيح» أو «البراح»، الزوج
يعطي أولى تقدميات/ الهدية، بين 1أو 2 دورو، تبعا لإمكانيات وضعيته، البراح يعليه
أو يعليها، (دورو 1 أو دورويات) في الهواء صائحا: «هذا مقدم من طرف السلطان «هذا من
عند السلطان» هذا التعبير التصويري يشير إلى أن الخطيب هو السلطان: العريس، يعني
سيد اليوم، بعد ذلك كل واحد من الضيوف، رجل أو امرأة، يقدم فلسه التي تشكل تواليا
موضوع عرض جماهيري من البراح، هذا الأخير يصيح كل مرة باسم المانح.
غدا، الحفلة تستمر في خيمة الخطيب، الفتاة الشابة تبقى في بيت أبيها، حيث النساء
المسنات المجربات تقضي اليوم في تزيينها، يحمونها، يلبسونها ملابس جديدة، يقومون
بطلاء جسدها بالحناء، اليدين والرجلين/ القدمين، يضعون لها الملوان أو الكحل في
العينين، والسواك على الشفاه.
في المساء، من نفس اليوم، بعد حوالي الساعة الخامسة ، يرسل الخطيب فرسا مسرجة،
وعلما أبيض إلى خيمة الفتاة الشابة، هذه الأخيرة محمولة على الدابة، يقدمون لها
العلم الذي تمسكه أمامها، إلى يدها، لوزير، يرافقه بعض الفرسان، يأخذون اتجاه
الموكب الذي يتعاظم بسرعة بكل الأصدقاء والجيران، والانطلاق يتم وسط الصياح الصراخ،
الفانتازيا/الفرقعات البار ودية، وزغاريد النساء، العرف يقضي بأن يكون الأب غائبا
في هذه اللحظة.
الموكب يدخل دوار الزوجة، متجها نحو الجماعة (مدرسة) التي توجد في المركز والتي
يطوفون حولها ثلاث مرات، ليتوقف أمام خيمة الزوج، الفتاة الشابة تضع رجلها، بعد أن
تكون قد لمست ثلاث مرات، علمه المائل لخيمة زوجها المستقبلي، تدخل بعدها إلى الخيمة
Khima، وتقبل رأس أكبر النساء سنا التي تنتظرها، إشارة إلى الترحيب، الزوج دائما
ليس حاضرا، إنه ملتجئ في خيمة أحد أصدقائه، العرف الزموري يقضي بأن لقاء الزوجين،
يتم داخل موقع خارجي عن الدوار، حديقة، باقة أشجار مثلا، توجد قريبة، أو نزل محضر
مسبقا بأجود الزرابي، هنا في الغالب سيقضون ليلة الزفاف.
إذن، عند اقتراب سقوط الظلام، "لوزير" يقود الفتاة الشابة إلى مكان الموعد، الزوج
يصل إليه ، من جانبه، يصطحب من طرف أحد أصدقاء "لوزير"، الحبيبين يتركان ،إذن،
الزواج يتمم، أحيانا، الفتاة الشابة، تتزوج غصبا عنها، أو من أجل كل الأسباب
الأخرى، تعارض رغبات زوجها الذي لا يستطيع أن يمارس حقوقه الزوجية، هذا الأخير لا
يتردد في استعمال القوة العنيفة، ووزيره الوفي يكون هنا ليعيره يدا قوية، بواسطة
عمامة Rezza، يربطون لها المعصمين خلف الظهر، تاركين بينهما فجوة من 75 إلى 80
سنتمتر ثم يقلبون الفتاة فجأة، ممرين الجزء الحر من الرزة العمامة بين ركبتيها، ثم
يمدها له خلف الرقبة. مما لا شك فيه، أن بهذه الوضعية، البائسة غير قادرة على
القيام بأدنى حركة، وترى مكرهة على تحمل معاشرة زوجها، بعد أن تكون قد افتضت تفك من
قيودها.
غدا، ملابسها المحمرة معروضة فوق خيمة زوجها، حيث تعود المرأة الصغيرة لوحدها،
الأفراح وطلقات البارود، حيث يتكلمون عن المسحوق، مسجلين هذا اليوم، وينهون حفلات
الزواج.
طيلة ثلاثة أيام، المرأة الشابة لا تغادر خيمة زوجها، تحت أي مبرر، تبقى نائمة،
أثناء هذا الوقت، تستطيع أن تضع حزاما مثل كل النساء المتزوجات، واضعة فوق الجبين
لمسة طلاء، عكر، وتستطيع الخروج للتفرغ للاهتمام بأشغال المنزل.
الأيام السبعة الأولى الموالية لليلة الزفاف، يسكن الزوج في خيمة صديقه الذي جعلها
تحت تصرفه، ويعوده كل يوم، إلا أنه يزور خيمة المرأة الشابة التي تخاف عليه أن
يغادرها قبل طلوع الفجر.
ثامن يوم فقط، يستطيع أن يعود إلى الحياة المشتركة مع زوجته ويسكن معها. كما رأينا
في السابق ، الأسرة «الزمورية على مبدأ الأسرة
الأسرة «الزمورية على مبدأ سلطة رئيسها، هذه الأخيرة، دون أن تكون مطلقة، الأب هو
السيد المطلق للبيت، ويبقى القاضي/الحاكم الوحيد لأعماله و معاقبته و تأديبه، التي
يظن أنه يجب فرضها عليهم، عدد النساء التي يستطيع أن يأخذها الرجل، محددة في أربعة،
ولكن في الحقيقة العملية ترتفع. تتسع لتشمل كل العبيد والإيماء والمحظيات اللواتي
يعشن مجتمعات داخل الخيمة.
في بعض الحالات، خلالها العرف يحد من قوة العلاقة الزوجية، مثلا، زوج قتل امرأته،
إذا تقدم بعرض مبررات كافية، جديا لتوضيح فعلته، لا يتعرض لأي متابعة، في حالة
العكس، آباء الضحية يتدخلون للمطالبة بأداء الدية، DIA، إذا كانت هذه مرفوضة، فإنهم
يثأر ون بقتل إحدى النساء من أسرة القاتل.
سلطة الأب مطلقة على الأولاد الذكور حتى يتحرروا، قليل من التضييق في هذا الوقت
بضرورة الفرار إلى بلاد أخرى في حالة القتل بأسباب واهية/ غير كافية.
عندما يصل الأطفال إلى سن البلوغ/المراهقة، أو أكثر، وبالضبط سن الصوم أو أداء
رمضان، سلطة الأب تصبح مقتصرة على نظام الأخلاق، وإذا كان هناك مرة خلاف بينهما،
الافتراق إذن يصبح كاملا، والولد يغادر الخيمة.
عندما تشتكي المرأة من تربية أبنائها، فإنها تتجه إلى الأب، أو إذا كان هذا الأخير
غائبا إلى أحد الأعمام، أو إلى الجماعة.
مبدئيا: تتكلف بتربية البنات حتى وقت زواجهن، حيث الأب القاضي الوحيد، في حالة
النزاع، يسترد الأب كل حقوقه وأولاده، كيف ما كان الجنس الذي ينتمون إليه، ينحدرون
منه وحده.
عندما تشتكي المرأة من سوء المعاملة من طرف الزوج، تلتجئ داخل خيمة والدها، الجماعة
تقدر وعلى طلب من الزوج، تنتدب واحدا أو اثنين من أعضائها، للتصريح/الاحتجاج، إذا
كان عمله غير مبرر، عند الحاجة تعطى للزوج ملاحظات.
على العكس، أضرار الزوج كانت خطورتها أكبر. والمرأة لها أسبابها الجدية لتوضيح
مغادرتها لخيمة الزوجية، (نقص التغذية، الملابس، سوء المعاملة المكررة، الخ ..)،
إنها إذن جد مرحب بها من طرف أبويها، والطلاق يمكن المطالبة به. ومع ذلك، إذا كانت
المرأة الزمورية تظهر ككائن بلا شخصية، هذا لا يتبعه أن دورها يكون إطلاقا لاغيا،
حسنا كطاعة مطالب زوجها، تتحكم جيدا ودائما في زمام النفقات. زوجها يأخذ رأيها في
أشغاله، مشاغله، يستأنس بآرائها بكل امتعاض، كما في المثل العربي، «استشر زوجتك ولا
تفعل إلا ما برأسك». العرف هو أيضا أن رجلا يمكن أن يتهرب مؤقتا من أعدائه باحثا عن
حماية امرأة كما سنرى فيما بعد.
إنها ازدواجية مظهر المرأة البربرية، تشترى، وتعامل كشيء، كريع، محصول، من جهة أخرى
محترمة ومسموعة، وهبت القوة التي تسمح لها إنقاذ حتى مجرم، والتي تكون الجانب
الأصلي المتجدر، والتي يجسدونها بتشكيلات متنوعة.
إذا كان تعدد الزوجات طبيعيا داخل المجتمع البربري، الطلاق إنه ممارسة ليست أقل
مألوفة. هذا الأخير قد يتم النطق به على طلب هذا أو ذاك، من الزوجين، مع هذا
الاختلاف على أن المرأة مضطرة لتقديم سبب كاف، متفحصين الحالات المختلفة، ومسائلين
العرف.
الزوج لديه أسباب جادة، للافتراق عن زوجته، يزور الجماعات للجهتين المعنيتين، أب
الفتاة الشابة، كحاضر، الطلاق إذن قبل والفقيه يحرر محضر الجلسة/ عقد الجلسة
المغلقة بعد ذلك يقدمه إلى المرأة.
مبدئيا، المهر يجب أن يرد كليا، خلال الثلاث أشهر وعشرة أيام الموالية ليوم الطلاق،
في البداية قدم على مراحل، تبعا للاتفاقيات التي كانت قد وضعت، المرأة تعود إلى
أبيها الذي تبقى تحت تصرفه، ويستطيع أن يزوجها بإرادته، وإذا كان المهر لازال كليا
لم يستخلص، تبرئة الزوج الأول للاستفادة من هذه الفرصة لكي يعوض عنه، عن المهر
المدفوع من طرف الراغب الجديد.
عكس مايقع في قبائل المخزن، المرأة لا تستقل أبدا، وتعود تحت الوصاية الأبوية. في
لحظة النطق بالطلاق، «الجماعة تطلب من المرأة إن كانت حاملا؟إذا لم تكن، يجب عليها
أن تقسم ثلاث
عكس مايقع في قبائل المخزن، المرأة لا تستقل أبدا، وتعود تحت الوصاية الأبوية. في
لحظة النطق بالطلاق، «الجماعة تطلب من المرأة إن كانت حاملا؟إذا لم تكن، يجب عليها
أن تقسم ثلاث جمعات متتالية أمام ولي البلاد، بعد، كيفما كانت تستطيع أن تتزوج
ثانية بدون أي, مدة أخرى محددة، أخرى، خلاصة هذه الأسابيع الثلاث تحدد درجات
الخصوبة.
إذا صرحت المرأة للجماعة أنها حامل، والطلاق قد نطق به على الأقل، المرأة تعود إلى
أبويها، وعندما يأتي الجنين إلى العالم، يبعث إلى الأب الذي يقوم بتنشئته كما هو
متفق عليه، إلا أن الأم ترضعه شهرا واحدا، وتستطيع أن تتابع تربيته، إذا كان قد
اتفق بينهما وزوجها السابق.
إذا كان الاتفاق بينها وبين زوجها السابق، هذا الأخير مكلف بأن يبعث الملابس
الضرورية، والتغذية طيلة هذه المدة. هذا الامتياز ، يبقى حتى في حالة زواج المرأة
ثانية، وإلا المولود يحمل إلى أبيه منذ ولادته، ويتم إرضاعه من طرف امرأة أخرى، أو
تربيته بحليب المعزة.
للزوج أسباب أخرى لطلب الطلاق إضافة إلى إرادته الشخصية. في هذه الحالة أب المطلقة
لايدفع إلا النصف من المهر وذلك في اليوم فقط حيث ابنته تتزوج ثانية.
المرأة هي كذلك تنزعج من طلب الطلاق، متوسلة قسوة زوجها، إذا «الجماعة اعترفت بصحة
التبريرات المدلى بها، لامهر يتم تعويضه، لكن كيفما كانت أخطاء الزوج، الأطفال
ينتمون إليه.
بالمقابل، إذا كانت الأسباب غير كافية، الأب بنفسه، يرجع ابنته إلى الخيمة الزوجية،
وإذا الزوج صرح بالطلاق، يتم إرجاع المهر إليه.
إن، عن سوء نية، المرأة غادرت زوجها، وضد إرادته، فيجب عليها أن لا تظهر على إقليم
الكونفيدرالية الزمورية، زوجها ينطق بالطلاق بطلب من الجماعة، في هذه الحالة
الخاصة، المرأة مذنبة بمغادرتها البيت الزوجية، الواقعة، الأعراف الزمورية لاتطبق
عليها. تستطيع إذن أن تتزوج ثانية بإرادتها، أبوها يعتبرها منذ ذلك الحين مثل
الغريبة ولا يتدخل أبدا.
عند آيت زمور ،الشيخ عموما محترم وجد مسموع، وموثوق في تجاربه، ويلتمس دائما
نصائحه، إذا كانت وضعيته الثرواتية تسمح له العيش في خيمته مع زوجته وابنائه غير
المتزوجين /العزاب، إذا كان ارملا وليس لديه بنات بجانبه، أو يتزوج بامرأة في سن
مناسب، التي تهتم بأشغال البيت أو يطلب إقامة خيمة مشتركة مع أحد أبنائه.
طيب، نادرا ما نجد أن عجوزا محتاجا لا يكون في مأوى، من طرف هذا أو ذاك من أبنائه
الذي يقوم بتوفير حاجياته المادية، في حالة ما اذا لم يستطع توفيرها بنفسه. أي خلاف
يقع يجبرهما على الافتراق، الابن يغادر الخيمة التي يتركها تحت تصرف الأب، ويبعث
التغذية الضرورية، البؤساء، الذين ليس لهم أي من الوالدين، وأن سنهم الكبير، يمنعهم
من العمل يعيشون علي حسنات /صدقات الناس أو يتم إيواؤهم من طرف الأقارب ومساعدين.
(يتبع في العدد القادم)
*ملاحظة: المصدر الذي ترحم
منه هذا النص يحمل عنوان:
"Les ‘zamours’: Étude ethnographique d'après le questionnaire de la résidence de
France au Maroc" par: le capitaine Querleu, Chef de renseignements
بدون تاريخ ولا اسم الناشر.
|