لله درك يا أحرضان!!
بقلم: محمد بودهان
في تصريح لجريدة "الشرق الأوسط" ليوم 19 أكتوبر 2004، قال السيد محجوبي أحرضان،
الأمين العام للحركة الوطنية الشعبية، «الحقيقة هي أن بعض المغاربة أصبحوا عراقيين
وفلسطينيين أكثر من العراقيين والفلسطينيين أنفسهم. وهذا لا يعني أننا لا نحس
بالحزن والألم إزاء ما يتعرض له الأشقاء في فلسطين والعراق، إنهم خرجوا من معطف
مغربيتهم ولجأوا إلى الاهتمام بمشاكل أخرى، مثلا بالنسبة لمشكلة الصحراء من يا ترى
من أشقائنا المشارقة رفع صوته عاليا دعما للحق المغربي في أراضيه. هذا في وقت كلما
حدث شيء في المشرق يتحول فيه ألمغاربه إلى مشارقة»، مضيفا بأن المشارقة «إخوة لنا
ولكن لا يوجد أحد منهم خرج في مظاهرة تؤيد حق المغرب في وحدة ترابه بل على العكس لا
أحد يحرك ساكنا».
والمهم في تصريح السيد أحرضان، ليس قوله بأن بعض المغاربة أصبحوا فلسطينيين
وعراقيين أكثر من الفلسطينيين والعراقيين أنفسهم، بل قوله بأن العرب لم يسبق لهم أن
وقفوا بجانب المغرب في الدفاع عن حقه في استكمال وحدته الترابية. وهو ما يبرز
المجانية التي يخدم بها المغاربة القضايا العربية دون أي مقابل أو رد للجميل
بمساندة القضايا المغربية. وهذا ليس خطأ هؤلاء العرب الذين لا يساندون المغرب، بل
هو خطأ هؤلاء المغاربة الذين يتفانون في تقديم الخدمات للعرب تزلفا إليهم واستدرارا
لرضاهم واستحسانهم. إنها تكرار بشكل مضحك لعلاقة المريد بشيخه، كما شرح ذلك بامتياز
الأستاذ ميمون أمسبريد في إحدى المقالات بتاويزا، هذا المريد الذي يجد راحته
النفسية ويحقق ذاته من خلال خدمة شيخه الكبير في السن والتجربة والعلم.
قد يبدو ما قاله السيد أحرضان تحصيلا للحاصل ما دام صادرا عن أمازيغي أصيل معروف
بالتمسك بأمازيغيته والدفاع عنها. لهذا كم كنت أتمنى أن يصدر هذا الكلام عن الأمين
العام لحزب الاستقلال أو الاتحاد الاشتراكي أو اليسار الموحد أو العدالة والتنمية
أو وزراء في الحكومة أو مستشارين للملك... حتى يكون ذلك مؤشرا حقيقيا على أن هناك
تغيرا على مستوى الوعي الهوياتي لدى المسؤولين في الحكم وفي الأحزاب.
|