تطورات معركة المعطلين بالحسيمة

منذ دخول الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب ـ السكرتارية الإقليمية ـ في اعتصامها البطولي المفتوح بتاريخ 13/07/04 بمقر الاتحاد المغربي للشغل بالحسيمة، وقوات الأمن المتعددة الألوان والأشكال ترابض بهذا الموقع معززة بالهراوات والزراويط وكل الدعم اللوجيتيكي الذي يحتمه منطقهم الأمني في مثل هذه الحالات... غير أن مناضلي الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب، ظلوا طيلة هذه المدة ملتزمين بأجندة نضالهم اليومي، في مقدمتها تنظيم وقفات احتجاجية بمقر الاتحاد مرددين مختلف الشعارات الدالة عن تخاذل المسؤولين ورفضهم الاستجابة لمطلبهم في الشغل والعيش الكريم... مستنكرين هذه الفيالق من العساكر الجاثمة على صدر النقابة / المعتصم منذ ما يقرب من شهر،  تخللتها عدة هجمات من طرف هذه القوات بدون رأفة ولا حنان... كما حدث يوم الخميس 5/08/04  مرتين، الأولى على الساعة السابعة مساء، لحظة انطلاق وقفتهم الاحتجاجية اليومية بشعاراتها المعتادة ضد سياسة التعليم والتشغيل والوعود الكاذبة. أما واقع البطالة والقتل البطيء الممارس ضد خيرة أبناء هذا الوطن الذين كان الأجدر بهذه الدولة أن تبوئهم مواقع المسؤولية والتسيير في هذا البلد الغريب الأطوار، بدل أن يظلوا  باستمرار ألعوبة في يد هذه القوات التي تختبر على أجسادهم النحيلة أبشع أساليب القمع والمطاردة بشكل شبه يومي.

مباشرة على الساعة الثامنة وأربعين دقيقة، وبشكل أكثر عنفا وهمجية تدخلت  مرة ثانية قوات القمع  ضد هذه الجموع من المعتصمين والمحتجين  بموقعهم الدائم الاتحاد المغربي للشغل، وقد نتج عن التدخلين معا جروح متفاوتة الخطورة نتيجة الرفس والركل والسلخ الزرواطي... هذه الممارسات أضحت تقليدا يوميا ضد المعطلين في معركتهم النوعية هذه  إلى درجة أصبح معها الضحايا يستغنون عن اللجوء للمستشفى...

لكن الشيء الجديد في هذه المعركة المسترسلة للمعطلين بالحسيمة، هو مساندة شبابنا المهاجر لها بكل ثقله وتواجده المستمر، وكذلك تعاطف المواطنين الرائع مع مطالبها، خصوصا بفعل استفزازات  العساكر للمارة وطريقتهم القمعية في التعامل مع المواطنين... ومع ذلك فالمعركة لازالت مستمرة ومفتوحة على كل الاحتمالات  مادام الموقف الرسمي منشغلا  هذه الأيام بمهرجانات  صيف الحسيمة...  التي جند لها مختلف الانتهازيين والوصوليين وخدام المخزن الأوفياء، محليين وخارجيين قصد تشويه واقع حال المنكوبين والمعطلين وكل الفئات الاجتماعية المغلوبة على أمرها.

ملاحظة :

 أعلن ملتقى الجمعيات المهتمة بالشأن العام عن مسيرة شعبية السبت 04/08/07  بالساحة الكبرى، وهي المسيرة التي كانت مبرمجة ضمن سلسلة من الخطوات النضالية التي ينجزها منكوبو زلزال الحسيمة من أجل الضغط على المسؤولين محليا ووطنيا للاستجابة لمطلبهم المشروع : إيجاد مسكن ملائم لكل أسرة منكوبة،  مع رفضهم القاطع لما جاء به "البرنامج الحكومي" فيما يسمى بإعادة إعمار الحسيمة... الذي فتح شهية مجموعة من السماسرة لتسويق معاناة المنكوبين والاتجار فيها تحت اسم  "المجتمع المدني" . وقد وصل الأمر ببعضهم إلى  استعمال المساجد لإقناع الرافضين بتقبل مساعدات الدولة... والباقية ستأتي...