|
|
من أسرار تيفيناغ بقلم: محمد الزگاني (الناظور)
لماذا رسمت حروف "تيفيناغ" بشكلها المعروف وليس بشكل آخر؟ ألا يمكن أن تكون هناك علاقة بين هندستها الكاليغرافية وحركات أعضاء الفم أثناء النطق بهذه الحروف. لنتأمل الحروف التالية: ـ لننظر كيف رسم حرف "ز" الأمازيغي Z (ًًZ):Z ألا ترى أنه مركب من "شفتين"، العليا والسفلى، بينهما خط عمودي؟ أليس هذا الرسم هو رسم كذلك لحركات اللسان والشفتين عندما ننطق حرف Z؟ ـ ولننظر كيف رسم حرف "أ" الأمازيغي A A(A): ألا ترى أنه يرسم الشفتين وهما متباعدتان عندما يكون الفم مفتوحا؟ أليس هو ما نقوم به فعلا عندما ننطق بحرف A؟ ـ وللنظر كذلك كيف رسم حرف "ب" الأمازيغي BB (B): إنه يرسم الشفتين على شكل دائري يربط بينهما خط عمودي وهو اللسان، أليس ذلك رسما لنفس الحركات التي تقوم بها الشفاه واللسان عندما ننطق حرف B؟ ـ لننظر أيضا في الشكل الهندسي لحرف "س" الأمازيغي SS (S): ألا يمثل هذا الرسم شفتين دائرتين يتوسطهما اللسان وهو ما نقوم به عندما ننطق بحرف S؟ هذه أمثلة لإثارة الانتباه إلى ما يمكن ان يكون هناك من علاقة بين الحركات العضوية للنطق بحروف "تيفيناغ" والأشكال الهندسية التي رسمت بها هذه الحروف. ربما قد يؤدي البحث في هذه العلاقة إلى اكتشاف جوانب أخرى من عبقرية اللغة الأمازيغية، تلك اللغة التي قال عنها الأستاذ حميدي علي »إن كثيرا من الألغاز البشرية تجد حلها في الثقافة واللغة الأمازيغية، وأن الكثير من الحروب وقعت لأنهم نسوا جدنا المحترم "أمازيغ" الذي تكلم وعلمهم الكلام. ومقتنعون أيضا انه سيأتي يوم يدين فيه العالم أجمع كل من ساهم في تقتيل الأمازيغية، لغة البشر الأولى، وسيشعر لحظتها المخططون لذلك بأنهم أقزام وجهلة وشريرون مع إرث إنساني فريد لا مثيل له« (ثاويزا، العدد 45) |
|