|
|
مقتطفات من شعر المقامة الأمازيغي: الشعر العطاوي نموذجا بقلم: محمد وعمي (النيف، الرشيدية) من المسلم به أن الكلمة، بصفة عامة، والشعر بصفة خاصة يلعب دورا كبيرا في استنهاض الهمم وإذكاء الحماس والرفع من المعنويات والتحفيز على الصمود والمقاومة، مما يشكل إرباكا وإزعاجا للعدو. فما بالنا لو اجتمعت في الشخص الواحد صفتا الشاعر والمحارب. سأحاول في مقالي المتواضع هذا الإشارة إلى بعض نماذج شعر المقاومة لشعراء آيت عطّا، عايشوا معركة "بوگافر" كمحاربين وشعراء في آن واحد. وهذه ميزة خاصة لأنه ليس من سمع كمن رأى كما يقال. ومقالي هذا فرصة للكشف عن بعض نماذج الشعر والشعراء العطاويين، كجزء من التراث الأدبي الأمازيغي المغربي، الذي طاله التهميش ـ ولا يزال ـ لمسخ ذاكرة الأجيال وفصلها عن ماضيها المجيد. كما أن هذه السطور تذكير بصفحات خالدة من تاريخ المقاومة الشعبية بالجنوب الشرقي للمغرب. ففي مثل هذا التاريخ (ما بين ليلة 12 ـ 13 فبراير 1933)، كانت تدور وقائع معركة "بوگافر" الخالدة التي تجاهل الإعلام الرسمي ذكراها الثامنة والستين، كما تجاهل ذكرى أنوال ولهري. 111 ـ يقول الشاعر المجاهد أحمد أباسو من آيت خوخذ ن آيت الفرسي: Annayex ayt bugafer a laxira bedden am Arraw n ayt bugafer ami ylaq ljawi, Ila qassen wudi ysemmidvend tendafin Tla qassen tareyt, ila qassen wurgh igi yella. والترجمة التقريبية هي: رأيت أهل بوگافر يتحدون الموت أبناء بوگافر يستحقون كل طيب يستحقون ما لذ وطاب من الأطعمة يستحقون خيولا مسرجة، يستحقون الذهب متى وجد. 2 ـ تقول الشاعرة هرة واسو من آيت عيسى وابراهيم: Unna itoeqqalen I tin n Bugafer iddu d ad nalla, Bugafer a yaxatar teotamed iyujilen, Acertvu, tenna k ut Bugafer ams d alutv Utass d iwehdak ula lgul n Nbula وترجمته: من يتذكر ملحمة بوگافر فليأت لنبكي وقعة بوگافر الكبرى أكثرت من اليتامى شرطو، قالت لك مقاوِمة بوگافر مرّغ وجهك في الوحل زمرّغ فيه طغيناك وجيوش بولا 3 ـ يقول الشاعر والمجاهد باسو عدي من آيت أسفول: Ikka ghif i Bugafer ytallix nbula, Rix ad herbax arumi ad aghed uriwulu, Nasi d bucfer araghed ikkat s lmeonula Alli d yusi lanfatv ur yad zoimegh Ar ax talla titv inew umi yehresv agusif. والترجمة هي: شاركت في معركة بوگافر أيام بولا أردت محاربة المستعمر لأوقف تقدمه فحاربته ببوشفر وحاربني بالرشاشات فاختلطت الدماء بماء العيون فبكت مقلتي كالغيث الغزير هذه مقتطفات من قصائد طويلة لشعراء الأمس القريب (1933)، طالهم النسيان، ولا يعرف أحد عنهم وعن شعرهم ومقاومتهم شيئا، إلا من كلف نفسه عناء البحث والتحري، في حين ذاع صيت قصائد عنترة وزهير وأبي نواس... في 26/2/2001.
|
|