|
|
هدم الأمازيغية من الداخل... عذرا استروا عورتكم يا معشر الإقصائيين بقلم: عبد الحق مربوط (ماسين مربوط) عرف النضال من أجل القضية الأمازيغية مراحل عديدة اختلفت فيها الإستراتيجية النضالية حسب التطورات الدولية والإقليمية وخاصة حسب استراتيجية أعداء القضية. وبالعودة إلى تاريخ القضية الأمازيغية ودون تلخيص مراحله، نكتفي فقط بتسليط الضوء على بعض الأحداث التي ميزت تاريخ المغرب الأمازيغي ولنقسمها لمجموعة من المراحل والسياقات: فترة القوة العسكرية الأمازيغية والتفوق السياسي للقومية الإقصائية العربية: كان بالإمكان خلال محاربة الاستعمار الفرنسي أن يكون للمقاومة المسلحة الأمازيغية القوية آنذاك جناح سياسي موازٍ يستغل الانتصارات من أجل رسم مستقبل المغرب المستقل الذي يحفظ للأمازيغ كرامتهم وحقوقهم باعتبارهم أغلبية حقيقية، لكن عدم الاهتمام بالجانب السياسي ترك المجال لنخبة مرتبطة بالقومية العربية آنذاك لاستغلال المقاومة للتفاوض مع فرنسا من أجل بناء دولة مستقلة يحددون هم مرتكزاتها المبنية على العروبة والإسلام، ودون الرجوع لحيثيات بناء عش العروبة على الأرض التي استشهد من أجلها المقاومون الأحرار يمكن القول إن الخطأ الأول للأمازيغ هو المقاومة المسلحة دون وجود خط سياسي كما هو الشأن بالنسبة لأعداء الأمازيغية الذين عملوا على الجانب السياسي أكثر من العسكري فترة القوة النظامية للدولة العربية الجديدة وتشتت صف المقاومة بعد سنة 1956 شرع أتباع الاستقلال في تصفية كوادر جيش التحرير بدءا بالمنسق الوطني عباس المساعدي. حينها بدأت المرحلة الثانية لتثبيت الدولة العربية باتهام أجنحة المقاومة تارة بالخيانة وتارة أخرى باغتيال رجالاتها وأطرها. ففي هذه الفترة سعى الأمازيغ للتنظيم لكن بعد فوات الأوان وبعد أن فقدوا قوة السلاح؛ فكان الاستسلام وبداية مسلسل تعريب البقر والشجر حينها عرّف الإقصائي العروبي بنبركة الإنسان الأمازيغي قائلا: الإنسان البربري هو الذي لم يلج المدرسة بعد. وبقدرة قادر أصبح المغرب ورشا كبيرا لتنزيل إيديولوجية شكيب أرسلان وعلال الفاسي حقبة الانتساب القسري إلى من المحيط إلى الخليج أصبح المغربي «عربيا» غصبا عنه بل أصبح يؤمن أنه عربي بفعل التخدير الديني والتعليمي والإعلامي. فأصبح المغربي بلكنته الأمازيغية يغني ويرسم ويقاتل في كل البقع من أجل «الأمة العربية ويتفاخر وينافس من أجل أن يضبط تاريخ وجغرافية الخليج الفارسي وأصبح يقال عن البربري الذي لم يلج المدرسة البطل الرياضي العربي والممثل والعداء والبهلوان... وكل شيء مغربي أصبح عربيا برضى المستلب ( بفتح التاء) نفسه. هذا مع بعض الاستثناء كبوجمعة الهباز وآخرين. فكان واضحا أن انتصار التعريب كان مزلزلا خلال هذه الفترة.مرحلة الاستيقاظ وبداية إعادة البناء لن يستطيع أحد أن ينكر دور الكتابات الأمازيغية في إيصال الخطاب إلى كل الفئات وخاصة الطلابية التي قامت بدورها اللازم مند 1989 في فضح واقع التعريب؛ فكانت النظرة الاحتقارية للنظام أو التيارات المتمركسة تجاه النضال الأمازيغي باعتباره خطابا جديدا لن يستطيع تنظيف أدمغة المغاربة الملوثة بنرجيسة القومية العربية؛ ورغم محاولة إجهاض الولادة الجديدة سواء في الشارع باعتقال أعضاءتيليلي أو بمماسة العنف على الطالب الأمازيغي فإن الفئة القليلة للمناضلين الأمازيغيين تقوت كميا وأصبحت قوة متدرجة، أصبح القوميون يعرفون أنها الخطر القادم على إديولوجياتهم خاصة بالنظر إلى المبادئ التي تشكل أسس الحركة الأمازيغية الداعية فقط إلى الاعتراف بوجود الأمازيغ بالمغرب وبوجود التعدد الثقافي بالبلد آنذاك.مرحلة الهجوم لتشكيلها التهديد الأبرز على عروبة المغرب القسرية هُوجمت الحركة الأمازيغية ومناضلوها باعتبارهم يشتّتون وحدة المجتمع العربي المغربي؛ لكن الجديد المفاجئ لخصوم الأمازيغية هو أن الحركة الأمازيغية التي دعت فقط إلى الاعتراف بالمكون الأمازيغي أصبحت تفنّد عروبة المغرب كلّيا وتؤكد وحدة الشعب المغربي الأمازيغي في حين أصبحت قوى العروبة تتبنى التعدد الهوياتي! والأضحوكة أن الذين دافعوا على هوية واحدة عربية للمغرب أصبحوا يهللون للهوية العربية الأمازيغية الإفريقية الأندلسية... كما يقولون! لكن الغاية لديهم في تعديد الهوية هو نفي الطابع الأمازيغي للهوية المغربية؛ لكن قوة الخطاب الأمازيغي وعلميته وتفوقه على كل المؤامرات من استغلال الدين بوتيرة حاولوا من خلالها تكفير وصهينة وتنصير وتبعية المناضل الأمازيغي الذي انتصر وتقوى أكثر، ودليل ذلك أن أصبح حتى الطفل من أشد مناصري القضية الأمازيغية في كل أزقة المغرب.بقوة الخطاب الأمازيغي ومناضلي القضية لم يجد النظام المغربي بدا من زج مناضلين عشرات السنين في غياهب السجون كما هو حال مصطفى اساي وحميد أعظوش وعاهيد واشطوبان وٱخرين وذلك لكسر شوكة إيمازيغن، بالموازاة مع ذلك شنت عصابات متمركسة منذ 2003 عنفا مسلحا على مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية الذين قضوا عشرات الأيام في المستشفيات نتيجة تعرضهم لمحاولات اغتيال، لكن هذا العنف وهذه الاعتقالات لم تزد إلا في زيادة تشبث إيمازيغن بقضيتهم، وبالتالي فشل القوميين فشلا ذريعا في كسر شوكة الحركة الأمازيغية فلا الصّهينة ولا تُهم التبعية والتقسيم ولا التكفير ولا السجن ولا العنف استطاع أن يُبعد تزايد المؤمنين كل يوم بالقضية الأمازيغية وبذلك كان لا بد للعروبة أن تبحث لها على استراتيجية جديدة. الهدم من الداخل بعد استنفاد كل أساليب الترهيب والترغيب المتبعة لجعل المناضل يفقد الثقة والأمل في قضيته كان ولا بدّ من إيجاد مخرج يحفظ ماء وجه القومية العربية بالمغرب، فكان إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية الذي تمكن من خلاله المخزن من احتواء العديد من المناضلين وكذلك تشتيت صفوف الحركة الأمازيغية، لكن الأم الأمازيغية والحركة الثقافية الأمازيغية بالجامعة لم تبخل على القضية بولادة مناضلين أوفياء أحرجوا المخزن العربي في الشارع السياسي وأمام أنظار العالم وكل الهيئات الدولية التي وبخت تقاريرها الدولة العربية للمغرب ودعتها لاحترام حقوق الشعب الأمازيغي، ففشل المعهد في القتل الرحيم للأمازيغية، لكن المخزن حاول مرة أخرى وذلك بمحاولة تمويه الشعب المغربي بترسيم اللغة الأمازيغية في الدستور لكن ولأن المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين فإن التمثيلية الدستورية لم تخدع الأمازيغي بل زاد اقتناع المغاربة أنهم يتعرضون لسياسة استلابية خطيرة وجب الوقوف ضدها بالنفس والنفيس. وبالفعل فالشباب الأمازيغي يبرهن أنه من سوف يرسم صورة الغد مهما حكم المورسكيون اليوم.« أنا أمازيغي إسلامي عربي»، هذه الجملة المضحكة أصبحت مألوفة من أفواه الأمازيغوفوبيين الذين بدأوا إستراتيجية جديدة وهي محاولة اختراق الجسم الأمازيغي الصلب ومحاولة التحدث كطرف من داخل الحركة الأمازيغية كأنه يكفي أن تضيف كلمة أمازيغية لأي جمعية حتى تصبح الجمعية أمازيغية، هذه الإستراتيجة التي أُصنفها ضمن استراتيجية الهدم من الداخل استعملت من قبل من طرف قوميين يساريين وهم التروتسكيون الذين حاولوا غرس أحد جذورهم العروبية داخل الحركة الأمازيغية وذلك عن طريق ما سموه بالخط الأمازيغي الكفاحي، فشل التروتسكيون في هذا الاختراق الذي لم تتم دراسته من طرف تيارات الإسلام السياسي التي حاولت اختراق قلعة أمازيغية صامدة وذلك حينما حاول مجموعة من الإسلاميين تمويه ساكنة تنغير من خلال تأسيس ما يسمى رابطة إيمازغن من أجل فلسطين فما كان أن خلت القاعة المحتضنة لترّهاتهم إلا من بعض أعضاء العدالة والتنمية الإسلامي والعدل والإحسان الذين أصدروا بيانا خرافيا كأن تنغير بساكنتها وحجرها قد حضرت مؤتمرهم، لكن من حقهم السرور لعقد مؤتمرهم بتنغير دون تسجيل أي اقتحام من طرف الشعب للقاعة فيكفيهم ما دامت تنغير وأهلها يؤمنون باحترام حق التبندير أو تعبير هؤلاء الإنتهازيين. ختاما يا معشر القوميين يساريين أو إسلاميين اعلموا أنه لا يمكن لكم أن تضعوا أي إطار لكم ضمن أطر الحركة الأمازيغية، فكفوا عن المحاولة وذلك للأسباب التالية: ـ الحركة الأمازيغية لها خطاب واضح لم يترك الباب للمتطفلين من أمثال رابطة إيمازغن من أجل فلسطين ـ بمجرد ذكر مصطلح أنا أمازيغي عربي فلا تستحمر الشعب بنسبك إلى الحركة الأمازيغية ـ مفاهيم من قبيل الأمة العربية ووطنية قضية الفلسطينين و الأمازيغية الصهيونية و وطننا العربي والإسلام ـ العروبة لا مكان لها في الخطاب الأمازيغي ـ أن تتحدث اللغة الأمازيغية لا يشفع لك أن تنتسب للحركة الأمازيغية....فعذرا، استروا عورتكم يا معشر الإقصائيين لأن تسمية جمعياتكم بإضافة لفظ الأمازيغية في آخر العناوين لن يغير من الأمر شيئا فإطاراتكم الاسترزاقية ستبقى عروبية إقصائية لأن الخطاب هو من يحدد هوية أية جمعية، فلا تقلقوا واجتهدوا لاختراع أساليب جديدة تحية خاصة في الأخير لا يفوتني أن أحيي عاليا السيد مخرج فلم «جيرو-زاليم» كمال هشكار الذي أظهر لضعاف البصر التعايش الذي طبع علاقات المغاربة يهودا كانوا أم مسلمين.عبد الحق مربوط ( ماسين مربوط)
|
|