|
|
الأستاذ لحسن أمقران يرد على مزاعم رئيس «رابطة إيمازيغن» بقلم لحسن أمقران (أنمراي- تنجداد) بعد تأسيس ما يعرف ب «رابطة إيمازيغن لنصرة فلسطين»، اعتبرنا الأمر محمودا رغم ما يستلزمه من المناقشة وتوضيح للمفاهيم والأهداف، كانت الخطوة اعترافا ضمنيا بضرورة مواكبة التغيير والوضع الجديد من جانب من كان بالأمس القريب يتصبب عرقا لسماع كلمة «أمازيغ»، استحسننا المبادرة رغم أنها تمت بالطريقة التي يعرفها مهندسوها أكثر من العامة التي نعتبر جزءا منها. اجتمع «الإخوة الأفاضل» وشكلوا إطارهم العتيد الذي نتمنى صادقين أن لا يحيد عن هدفه الأسمى: نصرة فلسطين. بعد أقل من يوم من تأسيس الرابطة الأمازيغية إذن، أطل علينا رئيسها ليشن هجوما غير مسبوق على الأمازيغ والأمازيغية وهو المعروف بموفقه منها مسبقا، أدخلها مع سبق الإصرار والتعمد في «الصهيونية والتطبيع»، وأطلق العنان لسيل من الاتهامات الباطلة التي أكل عليها الدهر وشرب، ونصب نفسه محاميا للقومية الفاشية ورائدا في التنجيم الجيو-سياسي، تارة محذرا وتارة متنبئا، مصدرا لأحكام جزافية في حق مؤسسات بأكملها إرضاء لذاته و»رفاقه» و»إخوته». اعذروني أيها «الإخوان» لقد أخطأتم الاختيار.... إن الأمازيغ يرون من واجبهم الإنساني قبل القومي الضيق، التضامن مع الشعب الفلسطيني الأعزل الذي يعاني بين مطرقة الاحتلال وسندان تآمر وتخاذل القادة والساسة من الإخوان، إن الأمازيغ ليسوا في حاجة إلى دروس في التضامن من جهات وخاصة من أشخاص يعرفون متى ولمن يصفقون. لا أريد أن أخوض في القضية الفلسطينية وإلا سأحيد عن مبتغاي من وراء هذه السطور، وكون هذه القضية ليست الأولى التي يجب أن تستأثر باهتمامنا وانشغالنا، فمهما اجتهدنا واجتهدتم، لن نكون أكثر «فلسطينية» من الفلسطينيين، عطفا عن كوننا لا نرضى بالاسترزاق بآلام الأبرياء والعزل هناك.أن يدعي إنسان –يعرف نفسه أكثر مما يعرفه غيره-أنه جاء لتصحيح انطباع خاطئ يحاول دعاة الأمازيغية «الصهيونية» إعطاءه عبر تصوير الأمازيغ في البلدان المغاربية و»وطنه» العربي، كلام يستحق أكثر من وقفة، وهل هناك من أمازيغ صهاينة في بلادنا؟؟ إذا كان الأمر بالإيجاب فحري بكم ومن واجبكم يا سادة تطهير بلادكم من هؤلاء قبل تطهير فلسطين. إنه حكم ينم عن عداء بين للأمازيغ الذين لا يشاطرون زعيم «رابطة إيمازيغن» تصوراته وتوجهاته البعثية والعروبية.عندما يقول صاحبنا «إيمازيغن الأحرار» فليعلم أن التكرار يسيء إلى المبنى والمعنى، والأمازيغ معناها الأحرار، ولاوجود لأمازيغ غير أحرار إلا من ارتضى لنفسه ذلك. استرسل الرفيق محذرا من «مخطط خطير» لتقسيم المغرب إلى دويلات كما هو حال العراق والسودان، ألا تعلم «أخي» أن المثالين اللذيْن تقدمت بهما من أهم قلاع القومية التي تحاولون اخفائها في العباءة الاسلامية «للإخوة الأفاضل»؟؟؟ ألا تدري أن النزاع المفتعل بأقاليمنا الجنوبية استورده «رفاقنا» من تلك العواصم القومية التي تعني لهم ولك الكثير؟؟ تحدثت عن هويتك فقلت إنك أمازيغي إسلامي عربي... يا للعجب، إن عدم فهم معنى «الهوية» ومحدداتها يشفع لي في عدم الرد على هذه المسألة خصوصا أن التطبع شعار أساتذتنا ومفكرينا وحقوقيينا وصحافيينا.... الأجلاء. حاول زعيم الرابطة إيهامنا أن مجموعة من الأمازيغ يسترزقون بالدعاية الصهيونية ولا يجدون غضاضة في الافتخار بصهيونيتهم بل وربط ذلك ب»قافلة المثليين» و»موشي ديان» وغيرها من الترهات، حقيقة إنه لأمر مؤسف ومخجل أن يكيل الإنسان هكذا اتهامات لأبناء بلده بغير دليل قاطع وملموس يقطع الشك باليقين بدلا عن التلفيق والتجني الذي لا يتجاوز صداه آذان أصحابه. نحمد الله أن مخرج الشريط -الذي نجح في إسقاط أقنعة المغرر بهم من أبناء الأمازيغية- لم يكن من مناضلي الحركة الأمازيغية، إالا لكانت الأمور أسوء بكثير ولأدينت قضيتنا العادلة بالتعامل مع العدو والتآمر على الوطن. لو كنت مكان المخرج لقاضيت كل هؤلاء الذين يصنفون عملا وثائقيا يؤرخ لحقبة من التاريخ المغربي ضمن الأفلام «الصهيونية» بل ويخوض في طبيعة أصدقائه ليحدد من يليق ومن لا يليق، لو كنت قيما على القناة الثانية –وهذا ليس من باب الدفاع عن توجهاتها وخطها التحريري- لرفعت دعوى قضائية لمن يعتبر مؤسسة إعلامية رسمية بوقا «صهيونيا»، إنها قمة التهجم والتجني.تناول صاحبنا مؤسسة المرحوم إدريس بنزكري وتحدث عن وصية المرحوم، يا عجبا أستاذي، وهل الديمقراطيات العالمية وأنت أدرى منا بهذا تؤمن بالتوريث الذي تدافع عنه رغم اليأس؟؟؟ أم أن الأمر سيؤول إلى فتاوى آخر الزمن لفقهاء يحللون ويحرمون كيفما شاؤوا؟؟؟ مسألة أخرى لا تقل غرابة عن سابقاتها، تلك التي يحذرنا فيها الرفيق من «تقسيم» المغرب إلى «جمهورية» ريفية وأخرى سوسية، هل يجهل أستاذنا بالنظام الفيدرالي والجهوية الموسعة كنسخة مغربية لهذا النظام الذي عبرت سلطات البلاد عن رغبتها في إرسائه؟؟؟ متى تحترمون يا أستاذ مشاعر إخوانك الأمازيغ وتكف عن التهويل من مشروعهم الحضاري الذي تسميه ب»التفتيتي»؟؟؟ إن قولك أن الأمازيغ يفتخرون بإسلامهم وعروبتهم، باطل أريد به باطل، لماذا ربط الاسلام بالعروبة؟؟؟ كأمازيغي –وهذا يلزمني-أفتخر بالإسلام أيما افتخار، لكنني لا ولن أرضى بالعروبة بديلا عن أمازيغيتي كما يفعل الكثيرون ممن أنساهم رضى الرفاق والشهرة البائدة والربح الفاني حقيقتهم وسقطوا في «العهر الهوياتي».دفاعك عن تسمية المغرب «العربي» دليل على حنينك – ولك الحق في ذلك- إلى عصور غير التي تعيشها، فاذا كنت تؤمن بالديمقراطية فاعلم أن المغاربة، إلا النذر القليل والقليل جدا صوتوا على «المغرب الكبير» في الوثيقة الدستورية وسنظل نوظف المغرب الكبير بدلا عن تسميتكم الإقصائية. الأمازيغ يا ابن بلدتي، ليسوا ضد العروبة لكنهم ضد التعريب الممنهج الذي يروم تغيير خلق الله ومحو الخصوصيات باسم «الوحدة» من «المحيط إلى الخليج»، الأمازيغ ليسوا ضد الإسلام لكنهم ضد التوظيف السياسوي للرسالة الربانية والركوب عليها لبلوغ أهداف دنيوية وضيعة فانية، ربما يقول قائل لم الرد على مثل هذه الأباطيل والترهات التي عهدناها كأمازيغ ومن أمازيغ، إلا أنني لم أتمالك نفسي أمام سيل التجني والافتراء الذي اجتهد فيه رئيس الرابطة الأمازيغية.ختاما، أهمس في أذن الأخ الرفيق أن الأمازيغية والهجوم عليها سينال رضى أساتذة القومية العربية بالمغرب، الا أنه لا يضمن له اللحاق بركبهم الميتولوجي لأنهم لا يثقون في من سواهم خاصة اذا تعلق الأمر بتلاميذ «برابرة». أسأل السداد لرابطة «إيمازيغن» في سعيها إلى نصرة فلسطين، أسأل الهداية لمن يتمطى فلسطين وآلامها والإسلام وقدسيته لضرب الأمازيغية والأمازيغ، وأسأل التوبة لأعضاء الرابطة إلى اختيار من يرأسهم، ولكل مغرر به فاقد للصدق مع ذاته قبل غيره أن يراجع أوراقه قبل فوات الآوان. وأختم بتقديم بشرى للأمازيغية التي أضحت «ملكا» للجميع.
|
|