|
|
«تاواركيت د ئميك»: أول رواية بالأمازيغية تترجم إلى الفرنسية بقلم: رشيد نجيب
صدرت مؤخرا عن دار النشر إديليفر الترجمة الفرنسية لرواية «تاواركيت د ئميك»، وهي رواية مكتوبة في الأصل باللغة الأمازيغية للروائي والمبدع والمناضل الأمازيغي محمد أكوناض. وقام بعملية الترجمة الأستاذ والباحث الحسن ناشف لتكون بذلك أول عمل روائي أمازيغي تتم ترجمته إلى إحدى اللغات الأجنبية حاملة كعنوان: «زغرودة في المسجد». وتحكي الرواية وقائع إقدام أحد الأئمة (الفقيه إبراهيم تانشيارت البطل الرئيسي) بإحدى قرى منطقة الجنوب المغربي (قرية أيت ؤسول) على خرق البروتوكول الديني في سابقة هي الأولى من نوعها على إعداد خطبة الجمعة الأسبوعية باللغة الأمازيغية، هذه اللغة التي يتقنها المصلون بدل اللغة العربية، باعتبارها لغة رسمية كثيرة الاستخدام والتوظيف في الحقل الديني، والتي اعتاد تقديم خطبه ومواعظه الدينية بها. وتتوالى بعد ذلك الأحداث وسط استغراب السلطات المختصة من جهة، وإعجاب المصلين ومرتادي المسجد خاصة من النساء المصليات التي أطلقت إحداهن زغرودة من وقع الفرحة من جهة ثانية. ليتمكن الكاتب من خلال أول رواية له من إبراز التناقضات والعلاقات القائمة بين ثلاث عناصر: اللغة، السلطة والدين، والمساهمة من زاوية إبداعية محضة في خلق نقاش حول التراتبية اللغوية بالبلاد كما يعكسها كل من الواقع والسوق اللغويتين. وصدرت رواية «تاوركيت د ئميك» سنة 2002 بمدينة أكادير مساهمة في تقعيد الأدب الأمازيغي الحديث ومعززة كذلك المسار الإبداعي لصاحبها الذي ألف بالخصوص في مجال أدب الطفل، وله عدد من الإصدارات الهامة في هذا المضمار: فاسيليسا تافالكايت (فاسيليسا الجميلة)، تيدوكلا (الصداقة)، إليس ن ؤكليد (الأميرة)، تيميلا ئفرسن (اليمامة الذكية). كما اشتغل في المجال الإذاعي مقدما ولايزال لبرنامج ثقافي وأدبي بإذاعة أكادير منذ أواسط التسعينيات وهو برنامج «تاوسنا تاغامت ن كويان» (الثقافة حق للجميع) والذي تحول في فترة لاحقة إلى برنامج «تاوسنا تامازيغت» (الثقافة الأمازيغية). وله كذلك رواية ثانية بعنوان: «إلدجيكن ن تيدي» دون إغفال اشتغاله بمجموعة من الجمعيات على صعيد الحركة الأمازيغية بالمغرب كمنظمة تاماينوت والجامعة الصيفية ورابطة تيرا للكتاب باللغة الأمازيغية. ويعتبر الأستاذ محمد أكوناض من الكتاب والمبدعين القلائل الذي يبدعون في المجال السردي أو النثري باللغة الأمازيغية فيما يتجه الكثير من الكتاب إلى الإبداع في المجال الشعري. أما المترجم الأستاذ الحسن ناشف فقد اشتغل بداية في حقل التعليم كأستاذ بالسلك الابتدائي قبل تخرجه لاحقا من المركز التربوي الجهوي كأستاذ للغة الفرنسية والسلك الخاص بجامعة نانصي، ثم مفتشا تربويا في سلك التعليم الثانوي. يعد حاليا رسالة دكتوراه في مجال علوم اللغة بجامعة رين الفرنسية، وتعتبر ترجمته لهذه الرواية أولى توقيعاته الإبداعية المنشورة. ينشط بالميدان الثقافي والجمعوي وهو عضو المكتب الوطني لجمعية مدرسي اللغة الفرنسية بالمغرب. |
|