الاستلاب العروبي والمجتمع المدني المغربي

بقلم: الحسين بوردة

دافعت فعاليات المجتمع المغربي عن شرف المغربيات ضد الإساءة التي يتعرضن لها في قنوات الشرق التي تختصرهن في المشعوذات والعاهرات وهي هدية أخرى من سلسلة الهدايا إلى أنصار القارة السادسة الممتدة من المحيط إلى الخليج حيت تجند الكتاب والصحافيون وجمعيات المجتمع المدني ضد هذا الاحتقار. لكن هناك أسئلة في حاجة إلى أجوبة من كل أمازيغي غيور على هدا الشعب الأمازيغي ليدرك أن هؤلاء يعتبرونه مواطنا من الدرجة الصفر. أين كان هؤلاء الكتاب حين وصفت القنوات المصرية الأمازيغ بأنهم سلالة من القوادين واللصوص بمناسبة مقابلة كرة القدم التي جمعت الجزائريين والمصريين؟ أين كانوا حين نشرت جريدة الشارع المصري مقالا يصف الأمازيغ بأنهم شعب عاهر؟ إن كان هؤلاء على علم وسكتوا فهذه خيانة أم إن لم يعملوا فدليل آخر أن عقولهم ليست في المغرب. أين كان خالد الناصري ممثل الدولة العروبية للدفاع عن كرامة الأمازيغ؟ أم أن دستور المملكة الشريفة لا يعترف بهذا الشعب؟؟؟ ومن شأن الدفاع عنهم أن يسقطه في الاعتراف بوجودهم في المغرب وتعكير الأجواء مع إخوانه في العروبة في بلاد الفراعنة. أين كانت هذه الجمعيات التي تتبجح بالدفاع عن الكرامة والمغاربة وباستعمالها لمفردات ثقيله بمعاني الوطنية الصادقة من قبل شرفاء المغرب والكرامة المغربية المهدورة؟ أم أنكم تنتظرون تعريب آخر إنسان أمازيغي لعل وعسى أن يقبل ويرضى المشارقة على عروبتكم الزائفة والتي ستجعل العرب الحقيقيين يحتقرونكم إلى أن تعرفوا أنفسكم بأنفسكم. هل نحن الفجوة الوحيدة التي تحول دون التحام أمتكم المزعومة؟؟ هل تعتقدون أننا نرضى أن نعيش عربا بالتبني ونتوسل هوية زائفة وتاريخا يبين عدم تحضر البدو مند زمان. نحن لا نشعر بالنقص بل الأمازيغية مفخرة وبوتقة شخصيتنا التي نعتز بها أمام جميع شعوب العالم. تأكدوا أننا شعب متمرد على التاريخ برفضه للانقراض والسبب هو الإيمان بمبدأ التعايش وليس الانصهار كما يرغب أنصار أزلام العروبة. ونقسم بدماء شهداء قضيتنا أن لا تموت دون المرور على جثتنا. فنحن نسعى أن يكون المغرب للمغاربة لكن أنصار البدو في المغرب حولتهم المقررات المخزنية إلى عبادة الخليجين وخدام أوفياء للقومية العربية الفاشلة في أوطانها.

يثبت التاريخ أن المشارقة لا يعترفون بالجميل. فطارق بن زياد الذي غزا الأندلس كان مصيره سجون بني أمية كما أن الأمازيغ الذين رافقوه إلى إسبانيا كان مصيرهم معتقلات شبيهة بسجون النازية وهو ما عجل بسقوط الأندلس. ولا يزال العرب يتباكون على الفردوس المفقود والتسمية في حد ذاتها تحمل دلالة عن فكر استعماري. ولا يزال عرب المشرق يحلمون يوما أن يتحول شمال إفريقيا إلى ملحقة لدولهم أو بالأحرى قبائلهم. لهذا يعملون على تصدير ثقافتهم الوهابية عبر الكتيبات الصفراء لحشد الأنصار واغتصاب ثقافة البلاد. من جانب آخر يسعون إلى غزو البلاد ثقافيا بفنهم الهابط معتمدين على إعلام لاوطني ومثقفين يفضلون بيع الذمم على قول الحقيقة.

أصبحت جد متأكد من قولة كن ندافع عنها بحماس في أيام الجامعة وهي أن الحركة الثقافية الأمازيغية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الأمازيغي داخل الجامعة المغربية. نعم فلنا شرف الانتماء للحركة الأمازيغية التي رصدت الإساءة للمغاربة سواء في الأمس أو اليوم. لسنا بوفوزيلات لدهاليز تصفية الحسابات ولا نتحرك بأوامر أي كان. وسندافع عن شرف أي مغربي تمت إهانته مهما كان عرقه أو دينه أو لونه. نستمد شرعيتنا من حبنا لهذه الأرض التي سقاها أجدادنا بدمائهم. لا ننتظر ممن يهينون كرامتنا في وطننا أن يدافعوا عن شرفنا لدى المشارقة. معركتنا طويلة وشاقة وهي التحرر من الاستلاب العروبي الذي نخر جسد شعبنا وكان سببا في مجموعة من الممارسات المشينة من أشباه المثقفين المتملقين التي أفرزت مجتمعا مدنيا قد ينتفض من أجل شعوب بعيدة عنا آلاف الأميال ويتقبل أن تداس كرامته من قبل أتفه جندي مستعمر إسباني ولا يتحرك إلا بجهاز تحكم المخابرات المغربية التي تتحكم في وسائل الإعلام والصحافة الصفراء وتستطيع التلاعب بالرأي العام متى تشاء وكما تشاء.