|
|
متى يستوعب النضال الأمازيغي مفهوم "تاويزا" للهوية والدولة الأمازيغية؟ بقلم: براهيم أسافو ؤتمازغا
الهوية / الأر ض / الدولة... إنها المفاهيم التي ترد، كثيراً، في شهرية "ثاويزا" المناضلة ومقالات مديرها تحديداً. فكيف يرى المناضلون والمناضلات هذه المفاهيم – الأمازيغية – الثلاثة ؟! تعددت آراء بنات و أبناء أموسو أمازيغ حول هذه الأصول والأركان الهوياتية: منهم من يرى أن الهوية تتحدد باللغة لا بالأرض. ومنهم من يرى أنها لا تتحدد – في العالم كله – إلا بالأرض وحدها (المو طن الجغرافي).... الشئ الذي أدى إلى طرح إشكالية: هل الهوية في بلادنا واحدة أم متعددة؟! لهذا السؤال الهوياتي جوابان مختلفان: هي هوية متعددة (جواب من ذهب إلى أنها تتحدد باللغة لا بالأرض = لغات بلادنا متعددة ، إذن هوياتها متعددة) . والجواب الثاني: هي هوية واحدة (جواب الذين يرون أنها تتحدد بالأرض وليس باللغة = أرض بلادنا هي أرض واحدة من تين ئكي (طنجة) إلى لْكويرَا، إذن هويتها هي هوية واحدة مستمدة من أرض واحدة) . وهذا الاختلاف سيؤدي – بالضرورة - إلى اختلاف آخر . إنه الاختلاف حول "الدولة الأمازيغية". ذلك أن أنصار "الهوية ُتستمد من الأرض لا من غيرها" يناضلون "من أجل دولة أمازيغية تستمد هويتها من أرضها الأمازيغية". في حين أن الذين يذهبون إلى أن ما يحدد الهوية هو اللغة، لا يساندون هذا المشروع الهوياتي الأمازيغي (مشروع الدولة الأمازيغية). لماذا لا يساندونه؟! لسببين اثنين هما: 1 ـ إنهم "لم يستوعبوا" بعدُ معنى أن الهوية تتحدد بمَوْطنها الجغرافي لا بغيره كالعرْق واللغة وغيرهما.(1). 2 ـ أنهم فهموا "الدولة الأمازيغية" فهماً عرقياً، نتيجة طبيعية لـ"عدم إدراكهم" معنى أن الهوية ترابية لا عرقية أو لغوية. والدولة والهوية هما شئ واحد: إذا حدث خلل في مفهوم الهوية سيحدث – بالضرورة – خلل في مفهوم الدولة. وهذا المفهوم العرقي للدولة الأمازيغية هو الذي نجده في كتابات بعض الأمازيغيين كالأستاذين الأحمديْن: الدغرني وعصيد .(2) . فمتى سيتبنى النضال الأمازيغي المفهومَ الترابي والجغرافي للهوية والدولة الأمازيغيتيْن، عوض المفهوم العرقي واللغوي؟! هل من جواب؟ ! الهامشان (1). من الذين أشاروا – ولو تلميحا – إلى أن الهوية تُستمد من المَوْطن الجغرافي الأستاذان محمد شفيق والصافي مومن علي . انظر "لمحة عن 33 قرنا من تاريخ الأمازيغيين" عند حديثه عن "الدول الأمازيغية في العهد الإسلامي" . ص 46 . و "خطابات إلى الشعب الأمازيغي" . ص 159- 160. (2). يُنظر كتاب "البديل الأمازيغي" للدغرني . ص 83 . وكتاب "سياسة تدبير الشأن الأمازيغي بالمغرب" لعصيد . ص 51 . تانميرت .
|
|