|
واقع وتحديات المرأة الأمازيغية المناضلة بقلم: زهرة اكازوTanirt عندما تمد يد رجل على امرأة، فذلك هو الضعف عينه لأنه يحتقر بنظرته قوتها، فهنا انعدام رجولته، لأنه ينتقل من منطق العقل، الذي عجز به عن الوصول إلى مبتغاه إلى منطق الانفعال المتمثل في الإحساس بالغضب وممارسة جميع أشكال العنف ضدها ماديا كان أو رمزيا، ليصبح هنا العنف منطقا للضعفاء، حينها تصبح المرأة في درجة أعلى منه وتستطيع بذلك أن تنتشي نشوة الفوز عليه، ويصبح بدوره رهين قوتها وجبروتها لأنها استطاعت استفزازه فكريا وتحويل عصارة فكره إلى مكبوتات عاطفية يحولها إلى عنف. عنفه إذن هو تعبير عن عدم قدرته على الوصول إلى مبتغاه فكريا. ومن هنا فإن كانت دموع المرأة سلاحها كما يدعون، فالعنف إذن هو سلاح الرجل. قد لا يتفق بعض الرجال مع هذه المقدمة، اعتقادا منهم أنني أحاول من خلالها أن أجعل الرجل في مستوى أدنى من المرأة أو أنني أنظر للرجل نظرة نتشية (الفيلسوف نتشه) لكنني اخترت لمقالي هذه المقدمة لتحيلنا على بعض الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة الأمازيغية على العموم والمناضلة على الخصوص داخل مجتمعنا الأمازيغي الذي تعودته أميسيا يقدرها ويجعلها ملكة عصرها. لقد عاشت المرأة الأمازيغية في مجتمعها منذ أزل التاريخ مكرمة، انطلاقا من مجتمعها الصغير المتمثل في بيتها وفي كنف أسرتها إلى حد شغلها لأعلى المناصب السياسية وجلوسها على عرش الملك (الملكتان دهيا وتنهنان). فمقارنة مع المرأة الأمازيغية اليوم التي، ورغم قوتها نجد أنها تعاني من القمع سجينة لغتها الأم تحت وطاة سياسة التعريب التي تنهجها الدولة، والتي تعجز من خلالها التعبير عن متطلباتها بحرية وكذا سياسة التهميش التي ركنتها في أعالي الجبال كابتة بذلك رغبتها الملحة في التعليم والخروج من قوقعة الوحدة والانزواء، لكن حفاظها على لسانها الأمازيغي جعل منها مناضلة فطريا وأضحى دليلا على قوتها وتحديا للسياسات التي تحاول إجلاءها وقطع أرحامها، فهي لا زالت تمرر خطاباتها البسيطة المتمثلة في لسانها ولغتها الأم داخل بيتها،تحييها في كل طفل تنجبه،وتمنحها حياة جديدة فتجعلها بذلك لغة حية لا تموت أبد الدهر، أما المرأة الأمازيغية المناضلة وعيا فهي المرأة التي تحمل هم قضيتها الأمازيغية. وهنا انطلقت من مسيرتي النضالية المتواضعة داخل الحركة الأمازيغية لإعطاء لمحة بسيطة عن واقع المرأة المناضلة داخلها، فهي امرأة تعبر عن مسلماتها بكل حرية كيفما شاءت ومتى شاءت، امرأة مناضلة، هي امرأة تتحدى جميع القوى المجتمعية الضاغطة: المخزن، المجتمع وأسرتها كجزء لا يتجزأ من هذا اللوبي، ويكفي تحديها لهذا اللوبي لإثبات وجود الأمازيغية لغة، ثقافة وهوية، أما حيويتها داخل الحركة الأمازيغية بجميع مكوناتها أو فوق خشبة المسرح كفنانة ملتزمة تتخذ من فنها أسلوبا للاحتجاج، فهو يعطي للنضال نكهة خاصة، وجود يرغم صديقها المناضل على احترامها وتقديس كينونتها كما جرت العادة عند المجتمع الأمازيغي في بقاع تمازغا، لأنها بذلك تقدم تضحيات كثيرة وتغض الطرف على النظرة القاسية للمجتمع لها. ولتقريب القارئ أكثر ببعض الانتهاكات التي تتعرض لها هذه المناضلة سأحاول تسليط الضوء على المرأة المناضلة داخل أسوار الجامعة، هذه المناضلة التي تجعل الشجاعة رفيقة دربها مناضلة تحافظ على صمودها وقوتها الفكريين، امرأة لا تبحث عن مساواتها مع الرجل لكونه إشكالا غير مطروح داخل الحركة الثقافية الأمازيغية بالجامعة حيث تعامل معاملة مناضلة متحملة لمسؤوليتها مرغمة على الانتباه كل الانتباه من الوقوع في الخطأ شأنها شأن صديقها المناضل،لأن وجودها داخل الساحة الجامعية كمناضلة يعني تحديها لكل الأشكال التعسفية والقمعية والعنصرية التي تمارس على مناضلي ومناضلات MCA . وغير بعيد عن بعض تلك الانتهاكات المرضية، وبالرجوع إلى أحدات المواجهات العنيفة التي حصلت بكلية بن زهر بأكادير مع بداية شهر ماي بين الحركة التفافية الأمازيغية والطلبة الصحراوين، والتي كرست فيها العنصرية والعنف كمبادئ متخلفة يتخذها "الطلبة" الصحراويون كل سنة للاعتداء على مناضلينا، لاحظنا أنه بعد فشل مخططات هؤلاء في استفزاز مناضلي MCAانتقلوا إلى مناضلاتها كوسيلة لخلق البلبلة وجعل سياستهم العروبية المخزنية محط الأنظار وذلك إما بطردهن من الكلية، أو تهديدهن تهديدات خطيرة... ونفس الانتهاكات حصلت مع مناضلات ََMCA موقع امكناس وغيره من المواقع المستهدفة، حيث تعرضن بدورهن إلي الإهانة من طرف العصابات الإجرامية المتمركسة معبرين بذلك عن ضعفهم الذي أضحى مرضا وجدوا دواءه في العنف المادي والرمزي ضد مناضلات MCA . تفكير همجي حيواني ضد عقل المرأة الأمازيغية ونضالها، عنف ضد عجز جسدها عن المقاومة خوفا من قوة عقلها، قتلة يتخفون وراء ثياب طلبة، ثورة داخلية لا يستطيعون بها مواجهة واقعهم فكريا، عقلية أدنى ما يمكن أن نصفها بعقلية قطيع تجتر سياسات عروبية جاهلية كانت تئد البنات وتبيعهن في سوق النخاسة وتتخذهن جواري وسبايا، في الوقت الذي كانت فيه المرأة الأمازيغية ملكة في قصرها تعتلي أعلى المناصب السياسية، بل ومكونا مقدسا في أسرتها. ومصطلح تمغارت يحمل كل الدلالات على قيمة هذه المرأة في مجتمعها الأمازيغي. المرأة الأمازيغية المناضلة إذن هي جزء مهم وفعال داخل نضال الحركة الأمازيغية. فهي تثبت وجودها فكريا وتمنع عنها كل الأشكال الصورية والشكلية بجعلها مزهرية تزين بها نشاطات الحركة، امرأة متحررة من غطرسة الرجل، واعية تمام الوعي بقضيتها، وأي محاولة لقمعها أو احتواء استقلاليتها فهو استعباد واغتصاب لفكرها ووأد لنضالها، وإثبات ذاتها رهين بنزع الأفكار العروبية المتخلفة التي تشيئها وتنظر إليها نظرة رخيصة تجعلها حبيسة حيطان البيت مجبرة غير مخيرة، وأخيرا اختيارها بطلة لمدونة أقل ما يمكن القول عنها أنها جرد لحقوق باتت حبرا على ورق.
|
|