|
حوار مع محمد لعوج رئيس "جمعية إيمازيغن بكتالونيا" حاوره: سعيد بلغربي إسبانيا في هذا الحوار يجيب عن أسئلتنا رئيس "جمعية إيمازيغن بكاتالونيا"، الناشط والفاعل الجمعوي محمد لعوج، والمهتم بالقضية الأمازيغية بالمهجر... وهو من مواليد 1972 بشبذان بالريف المغربي، ساهم في كتالونيا بتأسيس إطارات جمعوية كان يدافع من خلالها على اللغة الأمازيغية، وكما كان يعد في فترة التسعنيات برنامجا إذاعيا يهم الجالية الأمازيغية المقيمة بالمنطقة... سؤال: تناسلت في السنوات الأخيرة العديد من الجمعيات المهتمة بالقضية الأمازيغية بمنطقة كطالونيا/ في نظرك إلى ماذا يعود ذلك؟ جواب: في البداية أشكركم جزيل الشكر.
تعتبر الهجرة إلى إسبانيا، خاصة في منطقة كطالونيا، فتية مقارنة مع باقي دول أروبا. وفي السنوات الأخيرة عرفت المنطقة هجرة مكثفة من قبل إيمازيغن الريف والجنوب الشرقي للمغرب بالخصوص، وذلك لظروف يعرفها الجميع. في البداية كانت انشغالاتهم تقتصر على تسوية أوضاعهم القانونية، وترتيب مشاكلهم المتعلقة بالسكن والعمل إلخ... ولكن بعد مرور الوقت، ووعيا منهم بضرورة الاهتمام بثقافتهم ولغتهم الأم، والتي يدركون أن بها تكون الاستمرارية وبواسطتها يلتحم ويتشبث الأمازيغ بالوطن الأم، إذن من خلال هذا جاءت فكرة تأسيس مجموعة من الإطارات الجمعوية الأمازيغية، ليس فقط بكطالونيا وإنما في مختلف الجهات الإسبانية، وهذا ما يؤكد على اهتمام الجالية الأمازيغية بحقوقها اللغوية والتقافية والهوياتية... سؤال: كنتم منذ مدة طويلة تفكرون في تأسيس إطار جمعوي أمازيغي تمخض عن ذلك ميلاد "جمعية إيمازيغن بكطالونيا". من خلال هذه التجربة ما هي المشاكل والمعيقات التي يعاني منها العمل الجمعوي بالمهجر؟ جواب: إن "جمعية إيمازيغن بكطالونيا" جمعية فتية، جاءت إلى الوجود بعد مشاورات واتصالات مع مجموعة من المناضلين الأمازيغ الذين ينتمون إلى مجموعة من المناطق الأمازيغية في المغرب والجزائر.ولكن نظرا لالتزامات العمل وللظروف القاهرة التي تؤثر بشكل سلبي على السير العادي للعمل الجمعوي الأمازيغي بالمهجر، فإننا مع ذلك نحاول دائما أن نوفر الوقت ونعمل بكل جهد من أجل خلق جو ملائم لمناقشة ما يهم الوضع الثقافي والاجتماعي الذي هو هم كل الإخوان الأمازيغ. سؤال: كنتم تعدون برنامجا إذاعيا بالأمازيغية والكطالانية يتناول مجموعة من المواضيع تهم المهاجرين بكطالونيا وذلك بإحدى القنوات الإذاعية المحلية بنفس المنطقة. كيف كان تجاوب الجالية الأمازيغية مع هذه البرامج؟ جواب: في التسعينات أتيحت لنا فرصة لإعداد وتقديم برنامج أسبوعي في قناة محلية، وكان الهدف الأساسي للبرنامج هو التعريف بالتاريخ والحضارة المغربية، فكما تعلمون فإن هذه المنطقة لم تعرف أية هجرة من جنوب البحر المتوسط منذ خروج المسلمين من شبه الجزيرة الإيبيرية والأفواج التي شاركت في الحرب الأهلية في الثلاثينات من القرن الماضي ضد الجمهوريين المعروفين بـ"الحمر"، ومن خلال هذه المعطيات صححنا بعض المفاهيم الخاطئة التي كانت مترسبة في مخيلة المجتمع الكطالاني عن ثقافة وحضارة المغاربة. سؤال: في رأيك هل استطاعت الجمعيات الأمازيغية بكطالونيا أن تؤدي رسالتها النضالية من خلال إيصال الخطاب الأمازيغي للنخب الكطالانية؟ جواب: في نظري الخطاب الأمازيغي يجب أن يستقطب من طرف الأمازيغيين أولا ثم يعمم على جميع شرائح هذا المجتمع. وفي هذا الصدد إننا جد متفائلين كون الخطاب الأمازيغي قد استطاع أن يصل إلى كثير من الشرائح في المجتمع الكطالاني والمغربي، وكما استطاع الخطاب كذلك أن يكون محط اهتمام الحكومة الكطالانية من خلال وصيتها حول توفير الظروف الملائمة لاندماج الجالية الأمازيغية في المنطقة. سؤال: ما هو تقييمك لتجربة تدريس الأمازيغية بمنطقة كطالونيا؟ جواب: مازلنا في بداية مشروع تدريس اللغة الأم للأطفال المغاربة القاطنين في هذا البلد، وللعلم فقد صادق البرلمان الكطالاني على تدريس اللغة الأمازيغية للأطفال المغاربة، إلا أننا نؤكد ونطالب من الدولة المغربية أن تساهم في مشروع تدريس اللغة الأم لأطفالنا المقيمين بهذه المنطقة وفي كل أروبا لكي يحافظوا على ثقافتهم الأصلية وذلك عبر إرسال أساتذة مختصين في هذا الميدان أو العمل على مساعدة الجمعيات الأمازيغية لكي تساهم بشكل فعال في هذا الشأن الذي يعد من بين القضايا الأساسية لجل المغاربة المقيمين بإسبانيا. كلمة أخيرة؟ ـ مستقبل الجيل المزداد هنا بكطالونيا رهين بالحفاظ على ثقافته وهويته ولغته الأمازيغية، ولهذا فإنه من الأساسي التفكير في خلق قنوات لتحسيس هذا الجيل بالقيم الوطنية وذلك من خلال التشبث بأصالته الأمازيغية المغربية. (حاوره: سعيد بلغربي إسبانيا، Amazigh31@hotmail.com)
|
|