|
جمعية إيمال للتنمية، تينزرت تغجيجت، اقليم كلميم أيام الفن الأمازيغي بتينزرت تحت شعار: "الجذور التاريخية للفن الأمازيغي بالصحراء"، نظمت جمعية إيمال للتنمية بشراكة مع جمعية إسني ن ورغ أيام الفن الأمازيغي بتينزرت، تغجيجت بإقليم كلميم يومي 14 و 15 يوليوز 2007. في اليوم الأول، وبعد حفل استقبال وفد جمعية إسني ورغ، تم تنظيم رحلة استكشافية للمنطقة وقف فيها الزوار على أهم المآثر التاريخية لتينزرت. وفي المساء كان الجمهور على موعد مع السهرة الفنية حيث تم في البداية إلقاء كلمة الافتتاح، رحب فيها رئيس جمعية إيمال السيد محمد بومزوغ بالحضور الكريم، بعدها تمت تلاوة كلمات الجمعيات المنظمة أشادت بمثل هذه المبادرات التي تهدف إلى النهوض والاهتمام بالفن الأمازيغي والرقي به، ليتم عرض بطاقة تعريفية عن جمعية إيمال (مكتبها المسير، أهدافها، أنشطتها المنجزة والمستقبلية) وتم بعد ذلك عرض ورقة عن تجربة قافلة الفيلم الأمازيغي لإسني ن ورغ، هذه العروض تمت عبر المسلط الضوئي، ليكون الجمهور بعد ذلك على موعد مع وصلة موسيقية أتحف من خلالها هشام أخنشي (نجم جائزة تبعمرانت) ولطيفة أمزيك الجمهور الحاضر بأغان خالدة، بعدها جاء دور مجموعة تمتارت المحلية للأغنية العصرية والتي كانت في الموعد حيث أطربت الحضور بأغان من ألبوم المجموعة، تفاعل معها الجمهور ورددوا معها مقاطعها، ليصل الجزء الثاني من السهرة والذي ينتظره الكل بشغف كبير، حيث تم عرض فيلم "أمودو ؤنامور" لمخرجه سعيد باحوس عبر الشاشة الكبيرة، التزم الكل الصمت وتابعوا أحداث هذا الفيلم في جزئيه الأول والثاني، خصوصا أنها المرة الأولى التي يعرض فيها فيلم سينمائي عبر الشاشة الكبيرة بالمنطقة. في اليوم الثاني، شمل البرنامج تنظيم ورشات تكوينية لفائدة التلاميذ، تهافت الجميع، كل حسب ميولاته، على هذه الورشات التي سهر عليها فنانون، أيت السي عدي محمد ورشيد بوقسيم في ورشة المسرح، زهرة موس في الرسم والفن التشكيلي وسعيد عادل في ورشة التصوير. وبعد انتهاء الورشات وزعت جوائز تحفيزية على التلاميذ الذين استفادوا من هذه العملية. وبعد الزوال، تم تنظيم ندوة فكرية حول موقع الأمازيغية في الإعلام وذلك بقاعة الجماعة حضرها العديد من الفاعلين الجمعويين والصحافيين والمهتمين بالميدان الإعلامي وسكان المنطقة، تطرق فيها الأساتذة أحمد الخنبوبي، إبراهيم أمكراز، حسن باليزيد ورشيد بوقسيم إلى التهميش الذي تعانيه الأمازيغية لغة وثقافة في الإعلام بشتى أنواعه بالمغرب، وبعد المناقشة المستفيضة، خرج الحاضرون بعدة توصيات تدعو إلى ضرورة رد الاعتبار للأمازيغية في الإعلام المغربي مناصفة مع اللغات الأخرى، وكذا ضرورة الإسراع بإنشاء قناة أمازيغية تنفتح على الأمازيغيين بتراب تمازغا. و بالموازاة، واهتماما بالعنصر النسوي، تم تنظيم لقاء تواصلي مع نساء المنطقة لمناقشة مشاكلهن وأفق انتظاراتهن، حيث لبين الدعوة وحضرْن بكثرة، معبرات على أنهن واعيات بأهمية النهوض بالعنصر النسوي وضرورة إدماجه في تنمية المنطقة، فتح لهن لأول مرة جسرا للتواصل مع الفنانات والفاعلات الجمعويات، أطر هذا اللقاء التواصلي زهرة فكهي وليلى بن دياب عن جمعية تاوسنا بالدشيرة، لطيفة امزيك عن جمعية إسني ن ورغ وعدة فنانات وفاعلات جمعويات تحملن مشاق السفر وقدمن من أكادير لهذا الغرض، في الأخير خرجن بعدة توصيات تروم النهوض بالعنصر النسوي المهمش وإدماجه في التنمية وشددن على ضرورة خلق تعاونيات لفائدة النساء. وفي المساء، وانطلاقا من العاشرة ليلا كان للجمهور موعد مع فرقة سيدي حمو الطالب للمسرح القادمة من مدينة تيزنيت، التي أدت مسرحية "إنا كانكا"، كما تم عرض فيلم وثائقي حول الملك الأمازيغي شيشونغ لمعده سعيد أخيخون، ليتم الانتقال إلى الجزء الثاني من البرنامج، فرقة أحواش وإنظامن، أبدعت فيها فرقة تينزرت لأحواش رقصات فنية مشكلة سمفونية زغردت لها النساء وصفق لها الرجال، كما تابع الجمهور الحاضر أبياتا من الشعر الحواري الذي يميز المنطقة. وكانت كثمرة لهذه الأيام الثقافية الفنية، توقيع اتفاقية شراكة بين الجمعيتين إيمال وإسني ن ورغ حول التعاون الثقافي والفني للرقي بالأمازيغية فنا وثقافة. لتختتم الأيام بتوزيع الشواهد التقديرية على الجمعيات والفنانين الذين صنعوا الحدث بتينزرت وساهموا في إنجاح هذه التظاهرة التي تروم النهوض بالفني تكوينا وممارسة، هؤلاء الذين عبروا عن سرورهم بهذا النشاط الفني الرائع وشددوا على تكراره في مثل هذه المناطق المهمشة. (حسان أوهمو، نائب الكاتب العام)
|
|