حوار مع الخطاط الأمازيغي موليد ن يدوسعدن

أجرى الجوار: محمد ادبك

يعتبر موليد ن يدوسعدن واحدا من الخطاطين الأمازيغ القلائل الذين يبدعون في مجال كاليغرافيا تيفيناغ. ابن منطقة تالوين، الذي يبدع في هذا المجال، بإمكاناته الفردية المحدودة، كله أمل في أن يتبوأ خط تيفيناغ مكانة متميزة، ليضاهي الخطوط العالمية الأخرى. في هذا الحوار الذي أجريته معه، يفتح موليد ن يدوسعدن صدره للقارئ الأمازيغي، وهذا نص الحوار:

سؤال: أولا، من هو موليد نيد وسعدن؟

جواب: موليد من مواليد منطقة تالوين، تلقيت بها تعليمي الابتدائي والإعدادي والثانوي، شاعر وخطاط أمازيغي، إنسان جد متواضع، مناضل جمعوي، منخرط في عدة جمعيات أمازيغية، ورئيس سابق لجمعية انزكوم للثقافة والرياضة والأعمال الاجتماعية بتالوين.

سؤال: حدثنا عن بدايتك مع كاليغرافيا تيفيناغ؟

جواب: بدايتي مع كاليغرافيا تيفيناغ كانت سنة 2004، حينها كنت أستعمل أدوات تقليدية كالصمغ والقلم، ثم الزعفران الطبيعي، وهو المنتوج الطبيعي المعروف بمنطقة تالوين، كنت في البداية أستعمل الخط العربي، بعدها فكرت في خط تيفيناغ، الذي وجدت فيه ذاتي باعتباره خطا أصيلا في حاجة إلى مبدعين، فنقلت شعري الأمازيغي إلى حرف تيفيناغ، فقمت بخطه في لوحاتي الإبداعية، وقمت بخط بعض الأمثال الأمازيغية، نموذج نان ويلي زرينين للشاعر الأمازيغي الكبير محمد مستاوي، ثم بعض الأقوال والحكم العالمية.

وفي السنوات الأخيرة انتقلت من الأدوات التقليدية إلى أدوات حديثة وعصرية، بحيث دخلت تجربة استعمال المداد الصناعي والريشة، عوض الصمغ والقلم، ويبقى الزعفران دائم الحضور في إبداعاتي الكاليغرافية بخط تيفيناغ، باعتباره منتوجا أمازيغيا طبيعيا خالصا يمنح إبداعاتي رونقا جميلا.

سؤال: ما هي المعارض الوطنية والدولية التي شارك فيها الخطاط الأمازيغ ي موليد؟

جواب: شاركت بعدة معارض وطنية ودولية، آخرها كان:

ـ مهرجان الزعفران بتالوين 2009.

ـ معرض رياض سيدي مكدول بمدينة الصويرة شهر 07_2009.

ـ gallerie arbre Blue _Essaouira.

_exposition permanante_mois 08 jusqu’au mois 09_2009-

ـ المشاركة في أنشطة جمعية انزكوم (تالوين) بمناسبة الاحتفال بالربيع الأمازيغ ي.

ـ المركب الثقافي محمد جمال الدرة باكادير، بمناسبة الأيام الثقافية المنظمة من قبل لجنة طلبة تالوين.

ـ دار الثقافة بتالوين، المعرض كان فرديا.

سؤال: ما هي وظيفة الخطاط في مجتمعه خصوصا منه الأمازيغ ي؟

جواب: وظيفة الخطاط الأمازيغ ي في نظري هي: إبراز خصائص الأمازيغية كلغة، وإظهار روعة وجمالية الإبداع بخط تيفيناغ، من خلال الدفع به إلى الأمام، لكي يضاهي الخطوط العالمية الأخرى، كالخط اللاتيني، العربي... وباعتباره خطا له جذور في شمال إفريقيا، وله ميزة جمالية وفنية، وحمولة ثقافية وهوياتية وحضارية، تميز شعب شمال إفريقيا، الذي هو بالطبع شعب أمازيغي.

سؤال: كيف يستقبل الجمهور الأمازيغي إبداعاتك؟

جواب: يستقبلها بانبهار وإعجاب، باعتبار ميدان كاليغرافيا تيفيناغ ميدانا يقل فيه المبدعين، فهناك إقبال على إبداعاتي، نظرا لمكانة خط تيفيناغ في وجدان الجمهور الأمازيغي، كخط أصيل وعريق، كالخط الصيني والياباني... أو غيرها من الخطوط العريقة القديمة.

سؤال: هل يتلقى موليد دعما من جهات معينة كالجمعيات الأمازيغية مثلا؟

جواب: تقدمت بنداء من خلال مقال نشر بجريدة «العالم الأمازيغي»، قصد مساعدة جل المبدعين في مجال كل ما له صلة بالثقافة الأمازيغية، من كاليغرافيا، شعر، وفن تشكيلي... إلا أنه لحد الآن الدعم منعدم صراحة.

سؤال: ما هي مشاريعك الفنية القادمة؟وما هي المعارض التي ستشارك فيها؟

جواب: هناك دائما تجديد واستمرارية، فمؤخرا أقوم بتوظيف خط تيفيناغ وخطه على الأثواب، ولدي الرغبة لخطه كذلك على الزرابي، التي تعد من مظاهر حضارتنا الموروثة أبا عن جد. أما المعارض، فبرمجتها تكون بالصدفة، والدعوة تكون دائما مفاجئة.

سؤال: كيف تنظر إلى مستوى كاليغرافيا تيفيناغ؟

جواب: أكيد أن كاليغرافيا تيفيناغ في مرحلتها الجنينية، وهي بصراحة فن راق وجميل يتقبله الجميع، ولديه مستقبل زاهر، وما أخشاه على فننا هذا هو دخول بعض الانتهازيين والمتطفلين، الذين يقومون بتمييع فن كاليغرافيا تيفيناغ، دون معرفة مسبقة بهذا المجال، ويكون التوظيف السياسي هو المحرك الأول لهؤلاء.

سؤال: كيف تحضر القضية الأمازيغية في إبداعاتك الفنية الكاليغرافية؟

جواب: الخطاب أكيد موجود في لوحاتي وإبداعاتي بخط تيفيناغ، والأمازيغية (لغة، ثقافة، حضارة)، حاضرة دائما في إبداعاتي الكاليغرافية والشعرية، ما دام أن الدفاع عن كاليغرافيا تيفيناغ والإبداع بها هو مبتغاي، فإنه دفاع عن الأمازيغية وعن قضيتنا العادلة والمشروعة.

سؤال: كلمة أخيرة؟

جواب: نتمنى من الجمعيات الأمازيغية (الحركة الأمازيغية عموما)، والغيورين على القضية الأمازيغية، تقديم الدعم للخطاطين والمبدعين في مجال كاليغرافيا تيفيناغ، وللمثقف الأمازيغي عموما، ودعوتهم للمشاركة في أنشطتهم الثقافية، بغية خدمة لغتنا وثقافتنا الأمازيغية، والرفع من مستوى حركة كاليغرافيا تيفيناغ، ويبقى الهدف الأكبر هو رد الاعتبار للهوية والثقافة الأمازيغيتين، خصوصا، ونحن في زمن تطغى عليه الصورة، ويلعب فيه الإعلام دورا كبيرا من خلال التأثير في وجدان المتلقي.

يمكن الاطلاع، لمن يرغب في ذلك، على بعض إبداعاتي المعروضة على موقعي: www.molidaz.blogspot.com