uïïun  153, 

ynyur 2960

  (Janvier  2010)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

racid nini d xalid ssufyani niv idrfyiyn imaynutn

Amaris amaynu n tamaynut lxsas

Rrif

Anfarar

Cem d tamazgha

Amddukl ancruf

Tfawt n webrid

Agdez

Asif n ighilufn

Ssidat a yusman

Français

L'amazighité entre arabisation et islamisme

Lettre au président Sarkozy

Fulgence de Ruspe

Condoléances du CMA

العربية

رشيد نيني وخالد السفياني أو الموالي الجدد

ألم نقل لكم...؟

عبد الله العروي والتكفبر عن الذنب تجاه الأمازيغية

أقفلوا السراويل

هل كان الأمازيغيون حقا وثنيين؟.

مع الشيخ أحمد العدوي

بيان حقيقة من السيد عمر زنفي

الأمازيغية بمكسيكو

حوار مع الخطاط الأمازيغي  موليد ن يدوسعدن

حوار مع الممثل الأمازيغي براهيم واعراب

الذكرى المائوية لمعركة إغزار ن ووشن

أيام ثقافية للحركة الأمازيغية بجامعة أكادير

كتابان للدكتور مصطفى الغديري

أميافا تخلد الذكرى 60 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان

تكريم إبراهيم أخياط

رسالة من معتقلي القضية الأمازيغية

بيان الحركة الأمازيغية بثيطاوين

بيان الحركة الأمازيغية بأكادير

تأسيس فرع لمريك بالرشيدية

بلاغ تاماينوت

بيان المرصد الأمازيغي

تعزية أيت غيغوش

تعزية جمعية تنغير

تعزية جمعيات أيث عبد الله

 

 

 

ألم نقل لكم...؟

بقلم: ميمون أمسبريذ

 

«بربر وزبالة» (علاء مبارك، ابن رئيس جمهورية مصر العربية)

 

ليس عندي بارابول ولم أتابع أحداث ما صار يعرف عند الإعلاميين العرب ب»بموقعة أم درمان»، ولا الحرب الإعلامية التي يبدو أنها رافقتها وتلتها في الوسائط السمعية-البصرية والمكتوبة لمصر والجزائر. ولم أكن لأحفل بها لولا أنها طرحت على نحو نيئ وفظ السؤال الذي دأبت الحركة الأمازيغية بشمال أفريقيا على طرحه منذ نصف قرن بطريقة عقلانية متحضرة . عنيت سؤال الهوية.

قلت: لم أتابع كل ذلك مباشرة. وما بلغني منه كان عن طريق أصداء «الموقعة» في بعض الصحف المغربية على شكل افتتاحيات وقراءات بعدية لصحفيين ومعلقين مغاربة يندبون فيها حظ «الأمة العربية» العاثر، التي لا يزداد حلم وحدتها إلا تراجعا بسبب نزق بعض زعمائها وصناع الرأي فيها؛ إلى آخر مثل هذا الكلام المكرور الذي عودتنا عليه هذه الأقلام منذ نصف قرن.

ستكون معلوماتي حول «الموقعة» إذن مستقاة من بعض تلك الكتابات التي دأبت على قراءتها، ربما خضوعا لنزعة مازوشية عندي لم أشف منها رغم البعد والمحاولة. وسأقتصر على استحضار بعض الوقائع الخطابية دون الحدثية؛ إذ تلك أفصح من هذه تعبيرا وأوضح دلالة. ولنصفها وصفا قبل التعليق عليها:

- «بربر وزبالة» (هكذا يصف علاء مبارك شعب الجزائر).

- «أطالب بالمقاطعة الشاملة لكل ما هو جزائري، الشعب الغوغائي»؛ الشعب الجزائري «شعب فاقد الهوية»، «عميل»، «بدون تاريخ»(محمد صبحي، ممثل مصري).

- «رغم استيائي مما حدث، أنا سعيدة لكشف حقيقة الجزائريين السيئة أمام الجميع... أنا لا أهتم بالذهاب إلى جمهور لا يتقبل الفن. مستاءة للغاية بسبب وجود هذا الحقد في من يوضع اسمهم ضمن شعوب العرب» (هيفاء وهبي، مغنية لبنانية).

- الجزائريون يحسدون مصر، البلد الذي «تفوق عليهم علما وحضارة وثقافة ورقيا» (عمرو أديب، إعلامي مصري).

- الشعب الجزائري «همجي»، «إرهابي»، «بربري»... (الصوت الجماعي لجوقة الإعلاميين والفنانين والمثقفين المصريين والمشارقة الذين شاركوا في الحرب الإعلامية على الجزائر).

- الخ...

أكتفي من هذا الهذيان العنصري بهذه النماذج التي استخرجتها من الجريدتين المغربيتين المتنافستين المتكاملتين: «الصباح» و»المساء»؛ وهي قطعا غيض من فيض مما جاء فيهما ومما قيل على الفضائيات التي لا أشاهدها. والحقيقة التي يتغافل عنها النائحون والمولولون على الشرف العربي الرفيع للمغاربيين الذين طعنوا في عروبتهم من قبل مصر العروبة، هي أن هذه هي الصورة التي عند معظم المشارقة العرب عن المغاربيين. ولم تفعل «الحرب» الكروية التي دارت بين الجزائر ومصر سوى تجليتها في هيئة عدوانية؛ بينما كانت تعبر عن نفسها في حال السلم بصيغ أقل عدوانية، لكن بنفس الحمولة من الاستعلاء والأبوية بل والاحتقار (من قبيل هذه العبارات المسكوكة التي يتلذذ العروبيون المغاربة بسماعها من زوارهم المشارقة من فنانين ومثقفين: «شعب طيب»، «شعب وديع»،» شعب متعطش إلى الثقافة والفن» – أي لا ثقافة له ولا فن، الخ.).

لكن هل يحق لنا أن نلوم المصريين والمشارقة عموما على اعتزازهم بهويتهم وافتخارهم بثقافتهم؟ إن الأحق باللوم في نظري هم هؤلاء المغاربيون الذين اختاروا عن إصرار أن يكونوا لقطاء هويتيين، قصارى طموحهم هو أن يقبل الأب الشرقي بتبنيهم.

إانه لمثير ومؤثر أن يتماهى الصحفيون والمعلقون المغاربة بالشعب الجزائري. إذ لم يكتفوا بالوقوف إلى جانب الجزائر شعبا وتاريخا وثقافة ضد مصر متعجرفة، بل لقد شعروا أنهم هم أنفسهم مستهدفون من خلال الجزائريين. وما ذلك إلا لأنهم شعروا شعورا مبهما بأن شيئا ما عميقا يجمع بينهم والجزائريين ويجعل منهم ذاتا متميزة مقابل الآخر المصري/الشرقي/العربي. وإلا فكيف نفهم هذه الحمية التي استبدت بالمغاربة وجعلتهم يهبون للذود خطابيا عن الجزائريين كأنهم (أي المغاربة) هم المعنيون بالأصالة بالتهجم المصري؟! لم تقعدهم عن ذلك عقود من الشنآن والإحن اللذين عملت الطغمة الحاكمة بالجزائر على تغذيتهما، ولا شعارات الوحدة العربية التي تجعل لمصر دور الريادة، ولا حتى ذلك الاختراق الثقافي الذي نجح المصريون في تحقيقه بتواطؤ من دعاة العروبة عن طريق الدعاية والتعليم والمسلسلات التلفزيونية والأغنية...

لماذا ينحاز المغاربة ل»الخصم» الجزائري ضد «الأخ الأكبر» المصري ؟! ليس ثمة سوى جواب واحد عن هذا السؤال: هو أن الجوهر رغم ما اعتراه من صدإ الاستلاب لا يزال سليما. إن الأمازيغية هي التي نطقت – حتى من دون وعي الناطقين – حين هب المغاربة لمؤازرة الجزائريين لما مست هويتهم المشتركة التي يعد الانتماء إلى تامزغا عمادها.

وإذا كان هذا شأن المغاربة حين تماهوا بالجزائريين باعتبارهما ذاتا في مقابل آخر، فإن المصريين من جانبهم لم يخطئ حدسهم حين اعتبروا أن المغاربيين سواء، فعاملوهم معاملة واحدة.

جاء في جريدة «الصباح»: «عبر المخرج السينمائي المغربي إدريس اشويكة عن استيائه لما تعرض له الفنانون المغاربة أثناء حضورهم المهرجان السينمائي للقاهرة، خاصة أن إدارته غيرت تعاملها اتجاههم واتجاه الفنانين المنتمين إلى المغرب العربي. ويقول اشويكة إنه بعد هزيمة المنتخب المصري في المباراة التي جمعته بنظيرة الجزائري، ألغي حفل تكريم الممثل احميدو بن مسعود وعدد من الوجوه الفنية المنتمية إلى المغرب وتونس والجزائر. ولم يقتصر الأمر على إلغاء التكريم، وإنما أكد اشويكة أن النتائج الخاصة بمسابقة الأفلام خلال المهرجان نفسه عرفت تغييرا، موضحا أن لجنة التحكيم كانت انتهت من اختيار الأعمال السينمائية الفائزة يومين قبل إجراء المباراة، لتتلقى أوامر بعد هزيمة المنتخب بعدم منح أية جائزة لكل من الأفلام المغربية والجزائرية والتونسية. لذلك عقدت لجنة التحكيم اجتماعا طارئا لوضع لائحة جديدة.»

انتهت رواية «الصباح»؛ وقد نقلتها على طولها لدلالتها. لقد علم كل أناس مشربهم. فكما أحس ألمغاربة – مشجعين وصحفيين ومعلقين وعامة – أن» شيئا» ما يجمعهم بالجزائريين، كذلك أدرك المصريون أن «شيئا» ما يجمع بين المغاربيين، يستحقون لأجله أن يعاملوا نفس المعاملة: الاحتقار والإهانة. أما ذلك «الشيء» فهو الانتماء الموضوعي إلى الأمازيغية.

نعم، إنه لا أحد من الصحفيين والمعلقين الذين ذكرتهم أدرك بوضوح المحرك الهويتي لمواقف هؤلاء وهؤلاء. فقد واصلوا ما تعودوا عليه من سلوك جلد الذات من خلال البكاء على هذه «الأمة العربية» المنكوبة في عقلها وزعاماتها ونخبها... أو ردوا ما وقع إلى الشوفينية القطرية، أو فسروه تفسيرا نفسانيا بربطه بمرض تورم الأنا عند المصريين؛ أو غيرها من التآويل التي من شأنها أن تؤمن خروج فانطازم العروبة من الأزمة سليما أو بحد أدنى من الخسائر.

إنك لتشعر بالشفقة وأنت تقرأ رسائل العتاب التي أرسلها هؤلاء المكلومون إلى مصر العروبة: رسائل إن كانت تقطر مرارة وألما وإحباطا، فإنها لا تصل أبدا إلى درجة إعلان التمرد أو القطيعة وفك الارتباط. يظل العاشق المصدود يمني نفسه بالوصال رغم قسوة المعشوق. وليست عبارات اللوم و العتاب التي يحملها رسالاته إلا استدرارا للعطف وتوسلا إلى المحبوب أن يشعر بالعذاب الذي يسببه للمحب إعراض الحبيب وصدوده...

إنه «بسيكودرام» حقيقي هذا الذي شهدناه؛ أبطاله مغاربة شغفتهم مصر العروبة حبا، ومصر لا يزيدها تودد المغاربيين إليها إلا تيها ودلالا وإعراضا. ولولا خشية الإملال لضمنت مقالتي شواهد من هذه الميلودراما التافهة تفاهة المسلسلات المصرية التي تعرض علينا صبحا وعشيا.

إنه إذا كان لا أمل يرجى من هؤلاء المستلبين الذين فطموا على العروبة، فإن الأمل كل الأمل في الأجيال الجديدة من المغاربيين الذين لا شك أن مثل هذه الصفعات التي توجه إلى هويتهم الحضارية ستكون بمثابة المهماز الذي سيوقظهم على حقيقتهم: حقيقة الانتماء إلى حضارة ليس عليهم أن يخجلوا منها أو يبتغوا عنها عوضا أو بديلا. حضارة كان أهلها عبر القرون رقما أساسيا في كل المعادلات المتوسطية. حضارة من تجلياتها لغة حية لم تفارق ألسنة أصحابها على مدى آلاف السنين لتستقر – كما فعل غيرها – في بطون كتب لا تقرأ وتصبح لغة ميتة. حضارة أبدعت مؤسسات لا تزال مجتمعات ما بعد الحداثة تعيد اكتشافها: ك»ثاويزا» و»أكدال» و»أكادير» وغيرها من مناهج الحكامة الحسنة وتدبير الشأن العام والتعايش... حضارة أبدعت أدبا وفنونا ليس مكانها رفوف المكتبات المغبرة ولا أقبية المتاحف المعتمة، بل مجالها الذاكرة الحية والخيال المتجدد تجدد الحياة نفسها والجسد الأمازيغي المثخن بالتاريخ والحضور.

هؤلاء الذين ستغنيهم أمومة تامزغا عن البحث عن أم تتبناهم.

الذين يدركون أنهم ليسوا لا لقطاء ولا يتامى هويتيين ليلتمسوا الهوية عند غيرهم؛ بل هم أمازيغيون و»ثموزغا» هويتهم: هوية احتوائية لا إقصائية، منفتحة لا منغلقة، إنسانوية لا عنصرية ولا شوفينبة ولا متطرفة ولا مطلقية.

هؤلاء لا يوشكون أن يقع لهم ما يقع للموالي المغاربيين، الذين مهما تفانوا في خدمة أوليائهم وأعلنوا الولاء لهم لا يجدون منهم إلا الإعراض والازدراء؛ ولا يتوانون في تذكيرهم بنسبهم الوضيع في زعمهم وبكونهم ليسوا سوى»بربر و زبالة»...

حكاية أمازيغية

يحكى أن فتى كان يلعب الكرة مع أترابه في الحي؛ فكان أن وقعت الكرة في خم قريب، ففزع الدجاج الذي فيه فزعا شديدا جعل صاحبة الخم تخرج لتتفقد دجاجها؛ وحدث أن صادفت الفتى وهو يتخطى الحاجز بعد أن استرجع كرته من خم الدجاج. فصاحت فيه من الغضب تعيره: «لو كنت حقا فتى لما انتسبت إلى غير أمك!». وكان الفتى فصل عن أمه رضيعا بسبب كيد كيد لها جعل الجماعة تنفيها؛ فتبنته امرأة من نساء القوم؛ ونشأ الفتى في كنفها يناديها: «أمي»، يقينا منه أنها أمه حقا... إلى أن كانت واقعة الكرة والدجاج.

انصرف الفتى مكسور الخاطر مما سمع، ودخل على المرأة التي كبر وهو متيقن بأنها أمه، فوجدها تهيئ الحريرة؛ فغافلها وأمسك بيدها وأغطسه في القدر الذي كان يغلي على النار وهو يصيح فيها: «لن أتركك إلى أن تخبريني إن كانت لي أم غيرك!». فما كان من المرأة إلا أن أقرت بأنها ليست أمه، وأنها تكفلت به بعد أن أنتزع من أمه التي نفيت من البلاد كيدا... أخلى الفتى سبيل كافلته وانطلق هائما على وجه مقتفيا أثر أمه. قطع المسافات وجاز القفار والمفازات؛ صارع الوحوش الكاسرة وواجه قطاع الطرق؛ وكلما حل ببلدة سأل أهلها عن أمه التي علامتها كذا... إلى أن ألفاها أمة تلبس جلد البقر و ترعى غنم بعض الوجهاء (وقد كانت قبل نفيها سيدة أميرة).

تعرفت الأم على ابنها بعلامة كانت فيه؛ وعرفها هو بسمات وصفت له. واجتمع شمل الأم بابنها؛ وأكرم الابن أمه وأعاد إليها مكانتها في قومها. (أوشا أكغ د ساد د سيها د، أور أي د يوري شا، توري أي د شوايت ن تيذت، أد تنبظا مارا) : مررت من هنا وهناك؛ ولم أجن من أسفاري شيئا؛ أصبت منها شيئا من الحقيقة، سنقتسمه معا.

انتهت الحكاية.

لقد كانت الكرة الطائشة في الحكاية سببا في إنهاء وضع زائف (تصحيح نسب الفتى)، وإعادة الاعتبار إلى أم أقصيت وأهينت ظلما وجورا. فهل ستكون الكرة الطائشة في «أم درمان» سببا في استعادة الأمازيغيين هويتهم (تصحيح نسبهم الحضاري) ورد الاعتبار إلى تامزغا- الأم المفترى عليها ؟

ذلك ما نرجوه.

سيقولون: إن هي إلا مشاكسات «أخوية» بين مشرق عربي و»مغرب عربي». لا تصدقوهم: إنهم كاذبون!

 

 

 

 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting