|
من
”الظهير
البربري“ إلى
منح جائزة
الأمير ”كلاوس“
لمحمد شفيق!!! بقلم:
محمد بودهان 1
ـ
مُنحت جائزة
الأمير
الهولندي "كلاوس"
Claus الكبرى
Grand Prix Prince Claus 2002
عن
سنة 2002 للأستاذ
محمد شفيق،
اعترافا بما
قدمه من
خدمات جليلة
للغة
والثقافة
الأمازيغيتين
على مدى أزيد
من نصف قرن.
وقد سُلّمت
له يوم
الأربعاء 11/12/2002
بمقر
البرلمان
الهولندي
بالعاصمة
"لاهاي"
أثناء حفل
أقيم
بالمناسبة
حضرته ملكة
هولاندا "بياتريس"
Béatrix والأمير
"وليام" William
وأعضاء
الحكومة وعدد
كبير من
السفراء
المعتمدين
بلاهاي.
وقد اختارت
لجنة التحكيم
Jury
بالإجماع
الأستاذ محمد
شفيق من ضمن
عشرة مرشحين
آخرين
للجائزة التي
تساوي 100.000
أورو، والتي
أنشأتها
مؤسسة الأمير
كلاوس
للثقافة
والتنمية
بهولاندا،
وتمنح سنويا
لشخصيات
ومؤسسات
عالمية
مكافأة لها
على أعمالها
وإنجازاتها
المتميزة في
مجال الثقافة
والإبداع
والتنمية.
وقد ذكّر
رئيس اللجنة
السيد Adriaan Van Der
Staay في
كلمته
بالمساهمات
الكثيرة
للأستاذ محمد
شفيق في سبيل
الحفاظ على
للغة
والثقافة
والهوية
الأمازيغية
ورد الاعتبار
لها.
2
ـ
لقد قلت لكم
مرارا
وتكرارا بأن
القضية
الأمازيغية
هي من خلق
الاستعمار
القديم
والحديث؛ وما
كان ليكون
لها كل هذا
الشأن
والضجيج لولا
الأيادي
الأجنبية
التي ترعاها »بتحريك
دولي واسع مع
مؤسسات دولية
استعمارية
مشبوهة« (جريدة
"التجديد")،
ولولا تشجيع
ومكافأة دعاة
الأمازيغية
من طرف
مؤسسات
عالمية »تمهيدا
لتوظيفهم
بشكل مباشر
وغير مباشر
لخدمة أهداف
استعمارية
فرنكوفونية
واضحة« (جريدة
"التجديد")
بهدف تفتيت
الأمة
العربية
الإسلامية
ومحاربة
الإسلام
وإضعاف اللغة
العربية. لقد
شرحت لكم بأن
كل هذا "الاهتمام"
الذي يبديه
الغرب تجاه
الأمازيغية
ليس إلا
محاولة
لإحياء "الظهير
البربري"
بمضمونه
العنصري،
وأهدافه
الاستعمارية،
ومخططه
الصليبي
المعادي
للعروبة
والإسلام.
هناك
من ردّ علي
بأن كلامي
مجرد مزاعم
واتهامات
تمليها
مواقفي
الأمازيغوفوبية.
وها هي جائزة
الأمير كلاوس
التي منحت
لأحد أقطاب
الدعوة
الأمازيغية
مكافأة له
على "نضاله"
الأمازيغي
تؤكد، بما لا
يترك مجالا
لأي شك، صحة
ما كتبته
وقلته حول
دور المؤسسات
الأجنبية
الاستعمارية
في رعاية
الأمازيغية
والاهتمام
بها والدفاع
عنها قصد
استعمالها ضد
العربية وضد
الإسلام وضد
وحدة الأمة
العربية
الإسلامية.
إن هذه
الجائزة لا
تثبت صدق ما
حذرت منه
ونبهت إليه
فحسب، بل
تثبت أن
الدعم
الأجنبي
الاستعماري
للدعوة
الأمازيغية
لم يعد
مقصورا على ـ
ولا متسترا
وراء ـ
منظمات غير
حكومية ONG، وإنما
أصبح دعما
علنيا تتبناه
مؤسسات
حكومية
ودولتية ةtatique
معروفة،
مثل مؤسسة
الأمير كلاوس
الهولندية
التي منحت
جائزتها عن
سنة 2002 لمحمد
شفيق. وهذا
تطور نوعي
خطير في
التوظيف
الصليبي
الاستعماري
للأمازيغية
والأمازيغيين.
ثم
لماذا بالضبط
هولاندا هي
التي منحت
جائزة
للأمازيغية
وليست فرنسا
أو ألمانيا
أو بلجيكا أو
أية دولة
أخرى أوروبية
لها نفس
الاهتمام
المشبوه
بالأمازيغية؟
لأن هولاندا
هي أول بلد
مسيحي يعتزم
برلمانه
إصدار قانون
يقضي بإغلاق
المدارس
الإسلامية (اقرأ
الخبر في "الشرق
الأوسط"
ليوم 6/12/2002) بدعوى
أنها تعلّم
الكراهية
تجاه حضارة
الغرب وتحضّر
الأطفال
ليصبحوا
إرهابيين.
لهذا فإن منح
هذه الجائزة
من طرف مؤسسة
ملكية
بهولاندا،
ولداعية
أمازيغي، هو
جزء من مخطط
محاربة
الإسلام
واللغة
العربية. ومن
هنا جاء منح
الجائزة
متزامنا مع
التحضير
للإغلاق
النهائي
للمدارس
الإسلامية
التي ذنبها
الوحيد أنها
تعلّم مبادئ
الإسلام
واللغة
العربية
لأبناء
الجالية
المسلمة
بهولاندا.
ترون إذن كيف
أن كل شيء في
هذه المسألة
ليس بريئا
ولا مجانيا
ولا عفويا،
بل هو ثمرة
تفكير عميق
وتخطيط لمدة
طويلة.
3
ـ
أستسمح الذين
أكون قد "اختطفت"
منهم هذا
العنوان ـ من
"الظهير
البربري" إلى
جائزة الأمير
كلاوس ـ الذي
كان يمكن أن
يكتبوه
كعنوان بارز
لمقال "هام"
يتضمن تحليلا
"علميا" و"موضوعيا"
لظاهرة توظيف
الغرب
للأمازيغية
لضرب الإسلام
والعروبة
العزيزة!،
مثل ذلك
المقال الذي
نشر مباشرة
بعد انعقاد
المؤتمر
العالمي
الأمازيغي
بتافيرا، تحت
عنوان مثير: "من
الظهير
البربري إلى
المؤتمر
العالمي
الأمازيغي". إذا
كان ما كتبته
في الفقرة
رقم 1 أعلاه
يبدو
متخيَّلا،
فإن ما
يتضمنه من
أفكار و"استدلالات"
ليست خيالية
إطلاقا، بل
هي ما يفكر
فيه وبه
الذين لا "تعجبهم"
الأمازيغية،
والذين لا
يجدون ما
يبررون به
معارضتهم
ورفضهم لها
سوى تلك
الأفكار "والاستدلالات"
التي تحيل
دائما على "الظهير
البربري"،
والاستعمار،
والأيادي
الأجنبية،
والفتنة،
والعنصرية،
والتقسيم
والتفريق...
إلى آخر
اللازمة. ولا
شك أن أصحاب
هذه المواقف
سيضيفون
جائزة الأمير
كلاوس
الممنوحة
للأستاذ محمد
شفيق إلى
ترسانة "أدلة
الإثبات"
Pièces à conviction التي
يؤكدون بها
رعاية
"القوى
الأجنبية"
المعادية
لملف
الأمازيغية،
على غرار ما
قيل عن
الكنكريس
العالمي
الأمازيغي
الذي "تحتضن"
مؤتمراته دول
أجنبية
استعمارية،
أو INALCO والمعاهد
الأوروبية
الأخرى التي
تدرّس
الأمازيغية،
أو "التمويل"
الأجنبي
الوهمي
للجمعيات
الأمازيغية،
أو تبني
منظمات
أجنبية
لأطروحة "الشعوب
الأصلية"...
إلخ. كما
سيضيفون كذلك
إلى سلسلة
الأسئلة
المعروفة:
لماذا تدرّس
دول أجنبية
أوروبية
الأمازيغية؟
لماذا تسمح
هذه الدول
بعقد المؤتمر
العالمي
الأمازيغي
ببلدانها؟
لماذا تهتم
منظمات
أجنبية "مشبوهة"
بالأمازيغية؟...
سيضيفون إلى
هذه الأسئلة
السؤال
الجديد:
لماذا منحت
مؤسسة ملكية
هولاندية
جائزة
الأمازيغية
لمحمد شفيق؟ إذا
تأملنا هذه
الأسئلة
سندرك أنها
ناقصة،
وبالتالي فقد
كان يجب أن
يزاد إليها
الشق الثاني،
المحذوف أو
المسكوت عنه،
لتكون ذات
معنى، وتحفّز
على البحث عن
الجواب
والحقيقة.
كان ينبغي أن
تكون هذه
الأسئلة كما
يلي: لماذا
تدرّس دول
أجنبية
الأمازيغية
ولا يدرّسها
بلدها المغرب؟
لماذا تسمح
هذه الدول
الأجنبية
بعقد المؤتمر
العالمي
الأمازيغي
ببلدانها ولا
يسمح بذلك
المغرب؟
لماذا تهتم
منظمات
أجنبية "مشبوهة"
بالأمازيغية
ولا تهتم بها
الدولة
المغربية ولا
منظمات
مغربية؟...
وأخيرا:
لماذا منحت
مؤسسة حكومية
أجنبية جائزة
الأمازيغية
لمحمد شفيق
ولم تمنحها
له دولته
المغربية؟
لماذا منحت
مؤسسة أجنبية
أوروبية
جائزة
الأمازيغية
لمحمد شفيق
ولم تمنحها
له مؤسسة
عربية تابعة
لدولة عربية؟
لماذا سكتت
وسائل
الإعلام
المغربية
والعربية عن
هذا الحدث
الكبير ولم
تعره أي
اهتمام يذكر؟ إذا
طرحنا إذن
نفس الأسئلة
التي يرددها
بلا كلل ولا
ملل
المناهضون
للأمازيغية،
لكن بصيغتها
الثانية التي
تُدخل في
الحساب موقف
الدولة
المغربية من
الأمازيغية،
فإننا قد نصل
إلى أجوبة
واضحة وشافية
وصريحة قد
تسمح لنا
بالتفكير على
الأقل في
إيجاد حل
لمسألة
الأمازيغية،
بدل
طرح أنصاف
الأسئلة
المعروفة،
والتي تُبعد
النقاش عن
صلب الموضوع
ولا تعطي إلا
أجوبة مغلوطة
ومضللة تجنبا
لمواجهة
حقيقة إقصاء
الأمازيغية
بوطنها
المغرب
وتهربا من
الاعتراف
بذلك.
|
|