|
قراءة
في الحكاية
الشعبية
الأمازيغية ”عارْبْ
هْلالْ“ صراع
بين ثقافة
دخيلة مستبدة
وثقافة أصيلة
متسامحة (الجزء
الثاني) بقلم:
بوغانم خالد (لفنيدق،
ثيطّاوينة) انطلاقا
من قراءتنا
للحكاية فإن
الفكرة
الجوهرية
الظاهرة
للعيان،
والفارضة
نفسها بقوة،
هي تلك
المرتبطة
بذلك
الاندفاع
والتصادم
الذي حصل بين
الابن الممثل
لقيم وخلفيات
ثقافية
أمازيغية، و”عارب
هلال“ المجسد
للمرجعية
المشرقية في
تجلياتها
السلبية. ومع
أن الحكاية
فضلت عدم
الكشف عن
الهوية
الإثنية
للابن مع
أنها أفصحت
بالمقابل
بصريح
العبارة عن
الانتماء
العرقي لـ"عارب
هلال"،. فإن
ذلك يعني أن
الإنسان
الأمازيغي لم
تكن في نيته
الشرعنة
لتصادم
أمازيغي عربي
على أساس
عرقي، وإنما
الصراع أخذ
طابعا متطورا
كانت فيه
الأخلاق
والقيم
المثلى هي
المعيار، وهي
المقياس لخوض
المعركة. وما
تسمية
الحكاية لـ"عارب
هلال" بهذا
الاسم الذي
يحيل ظاهريا
على انتماء
الشخص
الإثني، أو
بالأحرى على
النظرة إلى
الآخر على
أساس عرقي
قبَلي.. إلا
نوعا من
التمييز الذي
لا يخرج عن
دائرة
التضييق
المبني على
أساس أخلاقي،
وخاصة في
بداياته..
والمجتمع
الأمازيغي،
حسب الكتابات
التاريخية
القديمة، كان
مثالا يحتذى
به في
التعايش مع
مختلف
الشعوب، ولا
يوجد أي نص
تاريخي يثبت
قيام
إمبراطورية
أمازيغية بشن
حرب ضد
مجموعة
عرقية، إلا
إذا ما ثبت
لها أن
مرماها
وهدفها شيء
آخر. وأكيد أن
عقبة بن
نافع
ما كان
للأمازيغ أن
يصيبوه بأذى
لو أنه التزم
بالطريق الذي
سلكه في
البداية
أثناء دخوله
للمرة الأولى.
وما كان ـ"إكزل"
Igzel أن
ينتفض ضده،
ولا لجوؤه في
المرة
الثانية من
دخوله
لتامازغا إلى
الحملة
العسكرية. اليهود
لم يدخل معهم
الأمازيغ في
حرب، ولم
يحسوا أبدا
بأنهم
مُغْيّربيون
(تصغير مغربي)،
رغم أنهم لم
ينصهروا بشكل
تام في
الثقافة
الأمازيغية..
لقد احتفظوا
بديانتهم
اليهودية ولم
يجبرهم أحد
من الأمازيغ
المسلمين أن
يتأسلموا أو
أن يدخلوا في
دين الإسلام
عن غير طيب
خاطر. كما لم
يرغمهم أحد
بالتخلي عن
لغتهم أو
استبدال
أسمائهم
اليهودية.
ولكنهم، على
خلاف عقبة،
ومن تولى
الدفاع عن
أفكاره من
بعده، كانوا
أشد ما
يركزون عليه
احترام
الآخر،
والتنكر
للذات وإعطاء
الثقافة
الأمازيغية
أهميتها
باطلاعهم
عليها وتعلم
تامازيغت.
الابن
في حكاية "عارب
هلال" لم
يتوان في فتح
صدره وباب
بيته في وجه "عارب
هلال"، تماما
كما فُتح باب
تامازغا أمام
عقبة للمرة
الأولى. لكن
جزاء تعاطفه
وشفقته كان:
انتزاع زوجته
"حبة الزين"،
والهروب بها
نحو مكان غير
مسمى. بعدما
تم تخديره
وتنويمه
بمادة وضعها
له "عارب هلال"
داخل الطبق
الذي أعدته "حبة
الزين". وإذا
كان ميمون
سلك طريق
القطيعة
المطلقة مع
القيم
الشرقية التي
يمثلها "موسى"
في الحكاية
الشعبية (ميمون
الأمازيغي
وموسى العربي)
التي أوردها
حمادي في
كتابه "حكايات
الأحرار ـ
حكايات شعبية
أمازيغية" (انظر
تحليل
الأستاذ عبد
السلام خلفي
لهذه الحكاية
في جريدة "العالم
الأمازيغي"
ابتداء من
العدد 8)،
فالابن أرغم
على اللجوء
إلى آلية
التصادم
المباشر مع "عارب
هلال"، بعدما
تأكد له أن "عارب
هلال" لم يشأ
التكفير عن
خطيئته،
والنزوع إلى
الانضباط
بعدما استرجع
الابن "حبة
الزين" بنفس
الطريقة التي
أخذها منه "عارب
هلال" (تخديره). فـ"عارب
هلال" في هذه
الحكاية، هو
الذي عمل على
شرعنة
التصادم،
حينما قرر
الالتحاق
بالابن
ورفيقه
لينتزع منهما
"حبة الزين"
بالقوة، في
الوقت الذي
كان من
المنطقي أن
يقوم الابن
بهذا الفعل
دفاعا عن
حرمته وشرفه
اللذين قلما
يتنازل عنهما
الإنسان
الأمازيغي..
هذا الموقف
الشجاع الذي
لا نجد مثله
حتى في أرقى
الحضارات، له
أكثر من
دلالة، وهو
جواب واضح لا
يكتنفه أي
غموض على
الأطروحات
الهجينة
القائلة
ببربرية
الإنسان
الأمازيغي
وميله إلى
التعصب
وإقصاء الآخر.
وستكون هذه
الحكاية
الشعبية
بمثابة وثيقة
تاريخية
فريدة تغنينا
عن كل ما كتب
حول دخول
العرب بلاد
تامازغا بصفة
عامة وعرب
بني هلال على
وجه أخص، لأن
الآداب
الشفوية ـ
كما يقول
الأستاذ عبد
السلام خلفي
ـ "هي أصدق ما
يعبر عن
النزوعات
الجماعية
للمجموعات
الثقافية،
وبالتالي فإن
ما يشكل لحمة
الجماعة،
ليست هي
الخطابات
المعقلنة، أي
الخطابات
الشعورية
التي يمكن
تبريرها
ومناقضتها،
أو على الأقل
التراجع عنها
تبعا
للسياقات،
لكن الذي
يشكل لحمتها
إنما هي ذلك
المخيال الذي
تغذيه اللغة
اليومية
لحياة الناس
وتبرزه ما لا
يحصى من
الأشكال
التعبيرية" (العالم
الأمازيغي،
عدد 9). فإذا كان
الابن
الأمازيغي قد
استبعد فكرة
الثأر من "عارب
هلال" الذي
انساق
لرغباته
الحيوانية
الجامحة، فإن
هذا الأخير (أي
عارب هلال) لم
يكن ليتفهم
لباقة وحكمة
وتبصر الابن
في الكيفية
والأسلوب
الذي عالج به
قضية اختطاف
زوجته "حبة
الزين"..
الشيء الذي
جعله يتبنى
أطروحة
التصادم
المباشر مع
الابن ولغة
التجريم
والعداء رغم
أنه في موقف
ضعف: "عارب
هلال" (شخص
واحد) مقابل
الابن ورفيقه
وزوجته (ثلاثة
أشخاص). وهو
موقف يذكرنا
به النظام
العراقي
القائم حاليا
في شخص صدام
حسين الذي
أراد أن يهزم
العالم
بخطاباته
الرنانة.
وحتى الآن ما
زال يحصد ما
كان قد زرعه،
على مرأى
العالم
المدعو
عربيا، والذي
كانت ثقته
فيه للوقوف
إلى جانبه
كبيرة تفوق
كل التوقعات. لقد
أقدم الجزار
في الحكاية
على
الاستحواذ
على "حبة
الزين" زوجة
الابن، بعد
استرجاعها من
"عارب هلال".
لكنه (أي
الجزار) لم
يكن ليتصرف
كما تصرف "عارب
هلال" بعدما
استرجعها منه
رفيق الابن
بالطريقة
والكيفية
نفسها التي
أخذها بها
الجزار من
الابن. فهل
لعنة الثأر
لصيقة بالعرب
دون غيرهم؟!
والثأر
المقصود
هاهنا ليس
ذلك المبني
على أسس
منطقية،
تجعله يدخل
في باب
الدفاع عن
الشرف
والعزة،
وإنما المراد
منه ذلك الذي
يجعل من حق
الآخرين
الدفاع عن
أنفسهم
اعتداء على
الآخر
وانتهاكا
لحرمته،
يستحق من
خلاله الرد
والثأر. و"عارب
هلال" كان
يحكمه هذا
الفهم الخاطئ
والمحرف
لمسألة
الثأر، لما
هاجم الابن
لانتزاع "حبة
الزين" منه
مرة ثانية.
ولهذا الفعل
أهمية خاصة
لفهم
الخروقات
التي شابت
مرحلة ما بعد
دخول عرب بني
هلال، في حق
السكان
الأصليين،
حتى أن تسمية
"عارب هلال"
الواردة في
الحكاية توحي
بالكثير من
الدلالات.
فلماذا لم
تسمّ الحكاية
"عارب هلال"
باسمه
الحقيقي
واكتفت
بالإحالة إلى
جنسه
وقبيلته؟ بالفعل،
كما سبق أن
أشرنا إليه
أعلاه، فإن
الصراع لم
يأخذ منحى
عرقيا، على
الأقل من
الطرف
الأمازيغي
كما قد يعتقد.
فلو حدث أن
اختطف
أمازيغي زوجة
الابن/بطل
الحكاية،
لكان رد فعل
هذا الأخير
لا يختلف في
شكله ومضمونه
عن الذي قام
به تجاه عارب
هلال/العربي.
لكن، لماذا
لم تشر
الحكاية إلى
الاسم الشخصي
"لعارب هلال"،
وهو كاف لفهم
وجود صراع
أخلاقي بين
الابن ومن
قام باختطاف
زوجته "حبة
الزين"؟ من
المنطقي جدا،
حينما يصدر
فعل معين من
طرف شخص، ثم
يقوم بتكراره
شخص آخر من
بني جنسه أو
من قبيلته،
ثم ثالثا، ثم
رابعا، ثم
خامسا... لا
تملك الجماعة
المتضررة إلا
أن تختصر عدد
الأسماء،
باتهام
القبيلة أو
الجنس الذي
يجمع كل
هؤلاء... ويكون
حكمها
بالتالي عاما
وشموليا يمس
كل من ينضوي
تحت هذه
القبيلة أو
هذا الجنس. الأمازيغ
لم يعمموا
لفظة "عارب
هلال" إلا
بعدما لاحظوا
أن الخيانة
والفساد
الأخلاقي
يمكن أن يصدر
عن "سعد
الهلالي" (من
بيني هلال"،
كما صدرت عن
قيس الهلالي،
وعن طلحة
الهلالي، وعن
ثعلب
الهلالي، وعن
تأبط شرا
الهلالي، وعن
فلان بن فلان
الهلالي... إذ
أن لفظة "عارب
هلال" أصبحت
لدى الإنسان
الأمازيغي
رمزا للغدر
والخيانة
والانحلال
الأخلاقي،
كما أن لفظة
Arumi كانت
وما تزال
رمزا للقساوة
والاستبداد.
ومن التعابير
التي تحتفظ
بها
الأمازيغية
في هذا
الموضوع: Ur
nnek d arumi ومعناها:
قلبك قاس/لا
يرحم، Cek d arumi ومعناها:
أنت قاس/لا
ترحم، Ad tafed deg wrumi
wala dag s بمعنى:
أرومي أرحم
أيها القاسي. وبالمقابل
تختفظ لنا
على تعابير
لها علاقة
بالإنسان
العربي كـAorab
ad ak ixes nfeoت!!،
Aqa d aorab ig yedja... وغير
ذلك من
التعابير
التي أضحت
تشكل جزءا من
الخطاب
اليومي لدى
الناطقين
بالأمازيغية
والناطقين
بالدارجة على
حد سواء،
أكان الخطاب
صادرا من هذا
الذي يتحدث
بالأمازيغية
إلى تظيره
الذي يعبر
بنفس اللغة،
أو منه إلى
الذي يتخذ من
الدارجة
أداته
اللسانية
للتعبير
اليومي..
وعليه فإن "عارب
هلال" لا يكاد
ينأى من حيث
دلالته
وحمولاته
السلبية في
اللاشعور
الجمعي
الأمازيغي عن
لفظ Arumi التي
هي الأخرى
تستحضر ماضيا
سحيقا جدا
يعود إلى
أزمنة ما قبل
التاريخ،
أيام استباح
الرومان غزو
منطقة
تامازغا قصد
الاستيلاء
عليها
واستنزاف
ثرواتها. لقد
كان إذن "عارب
هلال" في
الحكاية
الشعبية قيد
الدرس ممثلا
للتيار
الإباحي
والاستبدادي
الذي يستهدف
تقويض القيم
ذات النزعة
الإنسانية،
مكرسا
بالتالي نفس
المنحى
المنتهج من
طرف عقبة بن
نافع: قتل
وتنكيل، وسفك
للدماء،
بالرغم من أن
قوة الشر في
شخص عقبة
كانت
الغالبة،
بينما تمكن
الابن
بمؤازرة صديق
أبيه من
التغلب عليها
والانتصار
لقيم الخير،
بعدما تمكنوا
من وضع حد
لحياة "عارب
هلال" وإيقاف
نزعة الجزار
الشيطانية
عند حدها...
وبعدما تمكنا
من استعادة
مبدأ الثقة
بين بني
مازغ، والذي
تظهره لنا
الحكاية في
التزام الابن
بتعهداته
إزاء رفيقه
الذي ناضل
إلى جانبه من
أجل استرجاع "حبة
الزين" من
قبضة "عارب
هلال"
والجزار، لما
وضعه في
المحك بإرسال
زوجته إلى
الابن تطلب
منه تسليمه
إياها أطفاله
الثلاثة،
مدعيا أن
الموت يتهدده
إن هو لم يعمل
بنصيحة طبيبه
المتمثلة في
احتساء دماء
طرية لثلاثة
أطفال صغار...
وهو الأمر
الذي رضخ له
الابن كما
رضخ سيدنا
إبراهيم لأمر
ربه بذبح
ابنه
إسماعيل،
طاعة له
واستجابة
لندائه عز
وجل. وبين
الابن في
مواجهته لـ"عازب
هلال" وIgzel في
مواجهته
لعقبة الكثير
من نقاط
التقاطع. الابن
في الحكاية
لم يشأ فتح
باب التصادم
المباشر مع "عارب
هلال"، بل فرض
عليه فرضا من
قبل هذا
الأخير، الذي
اختار
الانصياع
لرغباته
الحيوانية
على حساب قوة
العقل
والمنطق.
فكان فعله
هذا سببا في
وضع حد
لحياته. وهو
ما يعني
انتصار
العقل،
وانتصار
القيم
الإنسانية
الأمازيغية..
وقد تصرف
الجزار أكثر
ذكاء من "عارب
هلال" حينما
تراجع عن
الاستيلاء
على "حبة
الزين"، وهو
الموقف
الحاسم
والمنطقي
الذي أنقذه
من موت مؤكد.
وكان موقف
الحكمة
والتبصر هو
نفسه الذي
نهجه Igzel في
محاربة جحافل
عقبة، بحيث
احترم
المسلمين
الذين دخلوا
القيروان
ووفر لهم
الأمن
والسكينة
فلقي
المهاجمين
خارج الحصن
العسكري
حفاظا على
أرواح هؤلاء
المسلمين.
وهو إقرار
واضح من Igzel الأمازيغي
بإيمانه بروح
التعايش
السلمي الذي
عرفت به
منطقة
تامازغا منذ
فجر التاريخ،
وعلى امتداد
الأحقاب
الزمنية. ولا
شك أن
الأغراض
تتشابه بين
عقبة العربي
وقبيلته "بني
هلال"
العربية أيضا
حينما
اختاروا دخول
منطقة
تامازغا، وإن
كانت تختلف
صيغ وأشكال
الغزو بين
الإثنين..
فعرب بني
هلال، ومعهم
عرب بني
سليم، وجدوا
في البداية
سندا سياسيا
من طرف سلطان
مصر الفاطمي
الذي قام
بتحريضهم
لدخول
إفريقية في
القرن الحادي
عشر للميلاد
انتقاما من
المعز بن
باديس
الصنهاجي
الذي تنصل من
الدعوة
الفاطمية.
وفي القرن
السادس
للهجرة (حوالي
84) نقل المنصور
بني هلال
ومعها بنو
جشيم إلى "المغرب"،
وكان عليها
في البداية
الرضوخ لسلطة
القبائل
الأمازيغية
التي أرغمتها
على مغادرة
مواقعها
وسهولها،
فاستقرت في
الواحات حتى
تتقوى شوكتها
بعيدا عن
ضغوط القبائل
الأمازيغية. وقد
ساعدت هذه
الظروف في
القرن 7ه/13م على
تدفق وزحف
أعداد كبيرة
من سكان
القبائل
المعقلية ثم
قبائل عربية
أخرى كـذوي
حسان، بني
مختار، ذوي
منصور... هذا
السيل من
الهجرات
العربية،
ساهم في
إضعاف قوة
بعض القبائل
الأمازيغية
شيئا فشيئا،
مما أدى بها
إلى التنازل
عن أخصب
أراضيها
والالتجاء
إلى
الاستقرار في
أعالي الجبال. والراجح
أن "عازب هلال"
الذي تتحدث
عنه الحكاية
الشعبية
الأمازيغية،
ينتمي إلى
فترة حكم
المرينيين،
لما استفادت
العناصر
العربية من
عدة امتيازات
من قبل
السلطة
الحاكمة،
كتكليفها
بجمع الضرائب
وتقسيمها بعد
ذلك مناصفة
معها. وهي
أيضا الفترة
التي تقوت
فيها شوكة
العرب في كثير
من مناطق "المغرب
الأقصى"
مشكلة لوبيا
ضاغطا على
الطبقات
السياسية
الحاكمة،
بعدما اغتنت
بأموال
القبائل
الأمازيغية،
وبعدما
استولت على
أجود وأخصب
الأراضي... وهو
ما يسّر لها
القيام بأي
شيء يتبادر
إلى ذهنها من
دون احترام
لا للقيم
الدينية ولا
للقيم
الإنسانية
المبنية على
أسس الاحترام
المتبادل.
وأصبحت تخضع
تفكيرها دون
حياء للمقولة
الأمازيغية
Amucc n barra itazzer x wen n ugensu (القط
الأجنبي
يطارد القط
الأصلي في
عقر داره). والحكاية
الشعبية "عارب
هلال" إذ تؤرخ
لواقع كائن
في تلك
الفترة أو
لواقع مأمول
فيه أن يكون
في ظل تجبر
وتكبر "عارب
هلال" الممثل
الشرعي لفكر
وعقلية
الأقلية
العربية التي
استوطنت
أراضي شمال
إفريقيا..
فإنها في كلا
الحالتين (أي
سواء كان
انتصار الابن
على "عارب
هلال" انتصارا
ميدانيا
وحقيقيا، أو
كان متخيلا
ومأمولا فيه
أن يكون من
قبل أبناء
الأرض Tarwa n tmurt فإنها
(أي الحكاية)
تقدم لنا
تصورا فكريا
وأخلاقيا لما
يجب أن يكون
عليه المجتمع..
تصورا يضع
لكل شيء
حدوده،
وضوابطه،
ويجعل من
مخالفي هذه
الحدود
والضوابط
أناسا غير
مرغوب فيهم
تجب محاربتهم
والقضاء
عليهم إن دعت
الضرورة إلى
ذلك. وما
قام به الابن
ورفيقه هو
الذي تعمل من
أجل إقراره
الحركة
الثقافية
الأمازيغية،
لكن هذه
المرة ليس في
مواجهة شر
آتٍ من الشرق
عبر أناس
مشارقة فحسب،
وإنما
المعركة
بدؤوها من
المستعربين
الذين بدأوا
يتناسون
هويتهم، ومن
الأمازيغيين
الحربائيين
الزئبقيين
الذين يربطون
إخفاء أو
إظهار هويتهم
بمصالح
اقتصادية أو
سياسية ضيقة.
وقد سماهم
الأستاذ عبد
الله زارو في
مقالة له
نشرت في
جريدة "العالم
الأمازيغي"
بـ"إشلحاي ن
سربيس".. ولا
مجال هنا
لاستعراض
أسماء لُمّعت
وضخمت في شتى
الميادين، لا
لشيء إلا
لأنها
أمازيغية
استترت تحت
مظلة عربية
مشرقية،
وعرفت كيف
تكذب على
نفسها،
وتمارس بشكل
مشوه المبدأ
المعروف
قديما عند
أهل الشيعة
بمبدأ التقية.
بوغانم
خالد، فنيدق/ثيطّاوين
Ass n 20/10/2002 |
|