|
”العنصرية
الأمازيغية“:
من المسمى
إلى الغير
المسمى بقلم:
محد بودهان كتب
الأستاذ عبد
العلي بنعمور
في ركن "على
مسؤوليتي"
بجريدة
الأحداث
المغربية
ليوم 28 يونيو
ما يلي: "...لأن
كلا منا
يعاين بقلق
كبير المواقف
الرجعية لبعض
الجهات
الأصولية،
سواء تعلق
الأمر
بالتأويل
الماضوي
السياسوي
للدين، أو
بمواقف تبرر
بصفة غير
مباشرة عمل
الحركات
الإرهابية،
أو بتبني
خطاب عنصري
واضح". لو أن
الأستاذ
بنعمور كتب
هذا الكلام
قبل صدور
العريضة
المعلومة
التي تتهم
الأمازيغيين
صراحة
وتسميةً
بالتطرف
والعنصرية،
لاحترنا في
من هم أصحاب "الخطاب
العنصري
الواضح"
الذين يصنفهم
الأستاذ
بنعمور ضمن
المواقف
الرجعية. أما
بعد صدور
عريضة
العنصرية،
فلم يعد هناك
أدنى شك أن
المعنيين
بالخطاب
العنصري هم
مناضلو
الحركة
الأمازيغية.
لكن هناك
فرقا بين ما
جاء في عريضة
أسبوعية "لافيريتي"
وما كتبه
الأستاذ
بنعمور: ـ
كانت العريضة
"شجاعة"
عندما أشارت
بالاسم إلى
الأمازيغيين
الذين ألصقت
بهم تهمة
التطرف
والعنصرية.
لكنها لم
تملك نفس
الشجاعة
لتسمية من
أشارت إليهم
بالحركات
الرجعية فقط.
أما الأستاذ
بنعمور فقد
عكس موقف
العريضة من
المسمى وغير
المسمى: فلم
تكن له
الشجاعة
لتسمية
الخطاب
الأمازيغي
باسمه، بل
اكتفى
بالتلميح
إليه بالخطاب
"العنصري".
لكنه وجد
الشجاعة، هذه
المرة،
لتسمية
الحركات
الإسلاموية
التي حددها
في: "التأويل
الماضوي
السياسوي
للدين أو
بمواقف تبرر
بصفة غير
مباشرة عمل
الحركات
الإرهابية".
ويبدو أن
السيد بنعمور
لم يعد يخشى
من
تبعات
الإشارة إلى
الحركات
الإسلاموية
بالاسم، عكس
ما فعلته
العريضة.
لكنه أصبح ،
عكس العريضة
كذلك، يتهيّب
من تسمية
الخطاب
الأمازيغي
باسمه، هذا
الخطاب الذي
يلمح إليه،
كما قلنا، بـ"الخطاب
العنصري". من
أين جاءت
الأستاذ
بنعمور
الجرأةُ لذكر
الحركات
الإسلاموية
بالاسم؟
ولماذا خانته
هذه الجرأة
بخصوص ما
سماه ب"الخطاب
العنصري"
الذي يقصد به
الخطاب
الأمازيغي. لا
شك أن اعتقال
أعضاء من
تنظيم
القاعدة
بالمغرب أعطى
الشجاعة
للأستاذ
بنعمور
لتسمية
الحركات
الإسلاموية
بالاسم وهو
يربطها
بالتطرف
والإرهاب دون
تورية أو
تقية،
اعتقادا منه
أن شعبيتها
ضعفت ونفوذها
تراجع بعد
اعتقال
مجموعة
إرهابية
إسلاموية
كانت تخطط
لتنفيذ
عمليات
إرهابية ضد
المغرب. أما
الحركة
الأمازيغية،
فلم يجرؤ على
تسميتها وهو
يصفها
بالعنصرية
لأنه أصبح
متأكدا بأنها
حركة قوية
ونافذة بعد
أن أجبرت
أسبوعية "لافيريتي"
على سحب
عريضتها
العنصرية
والتراجع
عنها بسبب
ردود الفعل
القوية
والفورية
التي أبدتها
الحركة
الأمازيغية. ـ
إذا كانت "لافيريتي"
قد اضطرت إذن
إلى سحب
عريضتها
العنصرية
بصفة نهائية
ووقف ما كانت
تسميه "النضال
متواصل" Le
combat continue، فإن
السيد بنعمور
لا يزال
يتحدث عن "الخطاب
العنصري"
كتيار سياسي
بالمغرب،
وليس ذلك من
باب الشجاعة
التي رأيناها
غائبة عنده
لما لجأ إلى
أسلوب التقية
والتورية حتى
لا يسمي
الأشياء
بأسمائها، بل
من باب
السخافة
والوقاحة.
فلأول مرة
نقرأ أن
العنصرية
تشكل تيارا
سياسيا
بالمغرب، وهو
شيء لا يمكن
أن يكتب حتى
في فرنسا جون
ماري لوبين.
إنه تحليل
سخيف وتفكير
متخلف ينم عن
شدة فوبيا
الأمازيغية
عند
الإنتيليجينسيا
الحربية
والشرقانية
بالمغرب. لمواجهة
الأمازيغية
التي يسميها
السيد بنعمور
في مقاله بـ"العنصرية"،
يطالب من
ينعتهم بـ"الديموقراطيين"
ـ من هم وأين
هم؟ ـ بـ"الوقوف
صفا واحدا ضد
التطرف
والعنصرية" ـ
أي
الأمازيغية
والأمازيغيين
ـ لتشكيل قطب
أول حداثي
وديموقراطي
حول الاتحاد
الاشتراكي في
الانتخابات
المقبلة،
وقطب ثانٍ
يميني وديني
محافظ حول
حزب
الاستقلال.
هل الحداثة
والديموقراطية
والتقدم إلى
الأمام يكون
بالعودة إلى
الخلف، إلى "الحركة
الوطنية"
وأحزابها
وأفكارها
وشرقانيتها
ولاديموقراطيتها
ولاوطنيتها؟
إن الأستاذ
بنعمور لا
يزال يحلل
أوضاع المغرب
كما لو أننا
في أواخر
الخمسينات
حيث لم يكن
هناك من
أحزاب سوى
حزبي
الاستقلال
والاتحاد
الوطني
للقوات
الشعبية، ولم
يكن هناك من
أفكار سوى
أفكار "الحركة
الوطنية"
التي ترفض
الاختلاف
والتعدد
والرأي الآخر.
لكن مطالبة
السيد بنعمور
بالعدوة إلى
حزبي الحركة
الوطنية هو
ما يفسر فزعه
من
الأمازيغية
التي يعتبرها
حاملة "لخطاب
عنصري" لأن "الحركة
الوطنية" هي
أول من ألصق
تهمة
العنصرية
بالأمازيغية
منذ 1930. إذا
كنا نقرأ في
الصحافة أن
الحكومة
تتحرك ببطء
مقارنة مع
ديناميكية
المؤسسة
الملكية، فإن
المثقفين
الحزبيين ذوي
الميولات
الشرقانية لا
يسيرون في
مواكبتهم
للتغير
والتطور ببطء
فحسب، بل
يسيرون إلى
الخلف
ويتقدمون إلى
الوراء رغم
انهم
يتحدثون، بلا
كلل ولا ملل،
عن التقدم
والحداثة
وبناء
المستقبل.
وهذه
المفارقة بين
المفاهيم
التي
يستعملونها
وما يمارسونه
عمليا هي أحد
مظاهر سيرهم
إلى الخلف
وتقدمهم إلى
الوراء.
|
|