|
بيان
ما ورد في
العريضة من
بهتان بقلم:
الدكتور موسى
أغربي، أستاذ
باحث (كلية
الآداب، وجدة) العريضة
وسياقها:
ليس من
الصدفة في
شيء صدور
عريضهَ
مناهضة
العنصريِة
المنشورة
بصحفية La vérité
في
شهر ماي الذي
ارتبط في
أذهاننا
بأسطورة ظهير
16 ماي 1930، التي
مارست النخبة
من خلالها كل
أشكال الجذبة
السياسية
والدروشة
الفكرية
وإنتاج
المفاهيم
المزيفة
وأوهام
التمييز
اللغوي
والثقافي في
فترة عانى
فيها السواد
الأعظم من
المغاربة من
سياسة ليوطي
في التعليم
المبنية على
إنتاج النخب
بعد قمع
العمل المسلح
الثوري.
واليوم، ونحن
على عتبة
الألفية
الثالثة،
وبعد مرور 72
سنة على
قراءة اللطيف
في المساجد،
ها هم
المخلصون
للوطن (بتعبير
زكريا تامر
طبعا) ومبادئ
القيم
الكونيِة
وحقوق
الإنسان
والقيم
الديموقراطية
من سياسيين
وصحفيين
وباحثين
وجامعيين،
شمروا على
ساعد الجد
للوقوف
كالبنيان
المرصوص
الشامخ في
وجه المد
العنصري الذي
أصبح يهدد
منذ سنوات
مشروع
مجتمعنا
الديموقراطي
ويتناقض
وتاريخنا
المبني على
هوية موسومة
بثراها
التعددي وما
إلى فلك مما
جاء في
ديباجة
العريضة.
وعلى الرغم
من الكلام
المنمق
الجميل الذي
صيغ بلغة
ديكارت لا
بلغة العرب
ولا بلغة
الأمازيغ
المحصورة في
دوائرها
الجهوية
والمحلية،
فإن سؤالا
ملحا يفرض
نفسه: إذا كان
تاريخنا على
هذه الصورة
من النبل،
فكيِف انقلب
هذا المنقلب
الخطير منذ
سنوات (كذا)
وكيف تمكنت
حركات رجعية
لم يتجرأ
موقعو البيان
تسميتها درء
لكل التباس، (ولكن
الشجاعة
واتتهم حينما
أشاروا إلى
بعض
المتطرفين
الأمازيغ!!) من
ترسيخ ثقافة
غريبة عن
المغاربة في
ماضيهم
وحاضرهم؟ لقد
قال لي يوم
صديق من
الحركة
الأمازيغية:
علينا أن
نتوقع في
الأيام
المقبلة
مزيدا من
ردود الفعل
العنصرية بعد
أن صدر
القرار
الملكي
بإنشاء
المعهد الخاص
بالأمازيغية.
لم يكذب
الصديق! فقبل
نصف شهر من
صدور العريضة
المعلومة
نشرت صحيفة"La
gazette " في
عددها 259
بتاريخ 15
أبريل ملفا
عن "التطرف
الأمازيغي"!
علاوة على
بعض الجرائد
الصغيرة
المحلية التي
روت خبر
توقيعات من
لدن "جمعية"
أمازيغية
مساندة
لشارون!
والمستهدف
حقا من خلال
هذه الضجة
الإعلامية
كلها هي
الأمازيغية
باعتبارها
قضية مبدئية،
لا في صورتها
المتظرفة" أو
"العنصريِة"
المزعومة!! تهافت
العريضة شكلا
ومحتوى:
من مفارقات
هذه العريضة/الأعجوبة
التي أريد
لها أن تكون
مختومة
بالمصداقية
بحكم أن
موقعيها من
الذين ثقلت
موازينهم في
النضال
السياسي من
أجل
الديموقراطية
وحقوق
الإنسان
والنزاهة
والشفافية،
وفي مجال
الأبحاث
الأكاديمية
حول اللغات
السامية
الحامية!! 1
ـ التحايل
على الموقعين
واستدراج بعض
المثقفين من
لدن السياسي
للتوقيع على
بياض، إيمانا
من هؤلاء
بمبدأ "حسن
النية" الذي
هو من سمات
الإنسان
البدائي.
وهنا لا
يسعني إلا أن
أحيي البعض
من الذين
تجرأوا على
فضح المتاجرة
بمبدأ مناهضة
العنصرية
النبيل
وإقحام
أسمائهم
بطريقة ماكرة
ودون الاطلاع
ع على مسودة
العريضة.
وإذا كان
خطباء
المنابر
الحزبية لا
يتورعون عن
تزوير
الأسماء
الموقعة،
فكيف يحق لهم
مواجهة
جماهيرهم في
موسم
الانتخابات
المقبلة
بالخطاب
المكرور حول
النزاهة
والشفافية
ودمقرطة
الحياة
السياسية و. . و. .
و. . و.. وكيف
تتعانق
لديهم لحظة
الشعور
واللاشعور في
صورتها
الدرامية
المأساوية
التي تحدث
عنها علماء
النفس بهذا
الشكل الجلي:
العزوف عن
الشيء هو
رغبة فيه 2
ـ إن العريضة
هي بمثابة
قانون (أو
مشروع قانون)
لردع كل
تمييز على
أساس إثني أو
ديني أو جنسي.
هذا شيء جميل
ونصفق له
بدون تردد،
وبحرارة،
ولقد أحسنت
صحيفة La vérité صنعا
حينما أوردت
القوانين
التشريعية
الفرنسيةالتي
سُنت لمحاربة
العنصرية،
والتي تعتبر
بحق أفضل ما
أُنتج في
العالم، ولكن
المشرع
الفرنسي ما
كان له لأن
يمارس إرهابا
لغويا على
الفرنسيين
بأن يخاطبهم
بلغة أجنبية
عنهم
كالعربية أو
الأمازيغية
أو
الكاطالونية،
لأن المخاطب
هو المواطن
الفرنسي
بالدرجة
الأولى،
وعملية
محاربة
العنصرية
منوطة به
وحده. فالحق
في التواصل،
وعن
طريق اللغة
المتداولة،
هو أبسط
درجات
المواطنة.
ترى من
المخاطب في
ذهنية أبطال
متزعمي
العريضة؟ أو
ليس هذا مجرد
تأثر بقشور
القوانين
الكونيِة دون
اللباب؟ في
البدء إذن
كان الحيف
اللغوي (ولا
أقول الميز
العنصري)
وكان الخطاب
معكوسا لأنه
ينقلب ضد
أصحابه. 3
ـ إن العريضة
هي إسقاط بكل
امتياز. فقد
استغل
أصحابها
ظاهرة تنامي
اليمين
المتطرف في
بلدان أوربية
عديدية مثل
النمسا
وهولإندا أو
فرنسا. . ، وكذا
إقدام شارون
السفاح على
استكمال
حلقات تصفية
الشعب
الفلسطيني
بدعوى محاربة
الإرهاب
الدولي وخلق
إسرائيل
الكبرى على
أنقاض جماجم
النساء
والأطفال
والشيوخ
الأبرياء، من
أجل إيهام
الرأي العام
بأن هناك في
المغرب قوى
حية قادرة
على إجهاض ـ
على غرار
باقي القوى
الديموقراطية
في العالم (في
فرنسا على
سبيل المثال)
ـ أي امتداد
عنصري في
بلادنا. وإذا
أخذنا في
الحساب أن
أغلبية
التوقيعات (Made
in PPS ) تبين
لنا بجلاء
بدء الحملة
الانتخابية
ضد أشباح جان
ماري لوبين
المنزوية في
مكان مظلم من
بلادنا. فإذا
كان
الفرنسيون قد
فوتوا الفرصة
على صعود
اليمين
العنصري،
فلماذا لا
يفعل
المغاربة
الشيء نفسه؟
الاستنساخ
إذن واجب
الوجوب،
وتقليد
النموذج
الغربي بعد
تجريده
من سياقه
التاريخي
والسياسي
والإيديولوجي
هو قمة إفلاس
نخبنا
السياسية
والثقافية
التي لم
تُمْنَ أمام
صعود خطاب
الحركة
الأمازيغية
ومطالبها
المشروعة
بغير هذه
الردة
الرهيبة التي
لم أجد كلمات
لتشخيصها
أبلغ من هذه
العبارات
للكاتب
اللبناني "على
حرب"، إذ يقول:
" . . . فالمثقف
الذي يحسن
صنع الأزمات
وفبركة
المشكلاتَ،
بات هو نفسه
في أزمة، بعد
أن تكشفت
المبادئ
والنظريات عن
عوراتها، في
مواجهة
الاعتبارات
والتحولات
التي يشهدها
العالم، على
غير صعيد، في
الواقع
والأفكار، أو
في النظم
والمؤسسات،
وهذا ما جعل
المثقف يفقد
مصداقيته
ويعرى من
أسلحته. هذا
يحدث الآن،
فالقيم التي
دافع عنها
المثقفون
تنهار تحت
مطرقة
الوقائع
الغضبى
الهازئة من
سذاجة
الشعارات
والمشروعات،
الثائرة على
عجز البرامج
وقصور
النظريات". (أوهام
النخبة ، ص : 39). نعم
هذا ما يحدث
الآن ومداد
العريضة/الأعجوبة
لم يجف بعد.
وقد لا يغيب
عن أي إنسان
مهما كانت
درجة فطانته
وبساطة ذكائه
أن صور
الدمار
الشامل في
فلسطين قد
تثير أفعالا
غير مسؤولة
وغير متزنة
تجاه مواطنين
مغاربة قبل
كل شيء (أي قبل
أن يكونوا
بهذه الصفةَ
الدينية أو
الإثنية أو
الجنسية)
وصادرة من
لدن مشعوذين
لا وازع
لديهم من
ضمير أخلاقي
أو ديني، وقد
رضعوا لبن
الفاشيات بكل
تلاوينها،
والتي لم
تعتبر أبدا
أن اليهود
مواطنون في
بلدهم . بيد
أنه يجب أن لا
نتخذ من هذه
العريضة أداة
للمقارنة بين
ما يجرى وما
جرى في بعض
البلدان
الأوربية وما
قد يحدث في
بلدنا، فلا
مكان للقياس
مع وجود
الفارق، وكان
الأولى
بمحرري
العريضة أن
يذكروا لنا
وللرأي العام
أن ما يمتاز
به المغرب هو
هذا التعايش
المثالي بين
المغاربة
بصرف النظر
عن جذورهم
العرقية،
فاليوم كما
يقول المناضل
المغربي "شمعون
ليفي" يوجد
اليهود في
جهاز الدولة
وفي أحزاب
المعارضة،
وهذا هو
المثال (أو
النموذج
الحضاري)
الذي يمكن أن
نفتخر به
ونقدمه
للعالم:
انظروا: عرب
ويهود
ومسلمون جنبا
إلى جنب في
وطنهم
المشترك. (انظر
نص الحوار من
صحيفة
لافيريتي،
عدد 68). وإني
لأرى أن ما
عبر عنه "شمعون
ليفي" ليس
غائبا عن
ذهنية أصحاب
العريضة،
ولكنهم
تعمدوا
تجاهله عملا
بالمبدأ
القائل: "إياك
أعني يا
جارة، أي أن
المستهدف في
المقام الأول
هو
الأمازيغية
وامتدادها
الفكري الذي
أصبح يقلق من
اطمأن إلى
شعارات
الحركة
الوطنية
وقصور
نظرياتها
وبرامجها
العاجزة، ذلك
أن المرء
ليعجز عن فهم
هذا التناقض
بين حملة
الصحيفة ضد
العنصرية
وكافة
تجلياتها،
وبين نعت
مناضلي
الحركة
الأمازيغية
بممارسة
العنصرية ضد
االعرب!! في
حدود علمي لا
أعرف جمعية
أمازيغية
مسؤولة شرعت
للمبدأ
الفاشي "رمي
شعب آخر في
البحر"، أو
تفضيل لغة
على لغة أو
ثقافة على
ثقافة، بل إن
مراجعة
أدبيات
الحركة
الأمازيغية
بصورة كافيهَ
ينقض ما ورد
فى العريضة/الأعجوبة.
وسأكتفي
بإيراد ما
ورد في ميثاق
أكادير: ". . . ومن
هذا المنطلق،
تكون الثقافة
المغربية
متمثلة في كل
من البعد
الأمازيغي
والبعد
الإسلامي
والبعد
العربي
والبعد
الإفريقي
والبعد
الكوني ومع
أبعاد لا
يمكن
اختزالها في
بعد أو نموذج
واحد على
حساب الأبعاد
الأخرى". ترى
أين موقف
نخبنا
السياسية
والثقافية
الشمولي من
الثقافة
المهمشة
والمبعدة. أم
أن حديث
العريضة عن
هوية ثرية
بأبعادها
المتعددة
مجرد وقاء من
هذا "الآخر"
الذي كان
رائدا في
صياغة هذه
الهوية بغية
تجريمه
وتخوينه بدء
بقراءة
اللطيف
وانتهاء
بابتكار
التهمة
القديمة/الجديدة
"العنصرية"،
ولا أدري كيف
تواتي
الشجاعة من
بيته من زجاج
ويقذف الناس
ـ مع ذلك ـ
بالحجارة!!. العنصرية
سلاح الضعفاء:
خلافا لما
قد يظن
البعض، فإن
العنصرية
كنظرية، أو
منهجيه في
السلوك
وتحديد
العلاقة بين
المجتمعات
المختلفة
وتعدد
ثقافاتها
وحضاراتها،
لا تنم عن قوة
ممارسيها،
سواء أكانت
هذه القوة
متصلة
بالجانب
العقلي (تقدم
ثقافة أو
أفضليتها
بالنسبة
لثقافة أخرى)،
أو بالجانب
المادي (الإخضاع
عن طريق
القوهَ
العسكرية أو
الغزو)، بل عن
ضعف وإحساس
بالذل
والانهيار
يبلغ مداه في
صورة التعالي
تجاه الآخرين
ولغتهم
وثقافتهم. لقد
صاغ الباحث "ويلي
فان بيير"
فرضية جديرة
بالتأمل،
وذلك انطلاقا
من التحليل
التاريخي،
مؤداها أن
الإغريق، بعد
أن أصبحوا
قوة رئيسية
في حوض البحر
الأبيض
المتوسط يندر
أن تصادف في
نتاجهم
الثقافي من
فلسفة وآداب
وعلوم ما ينم
عن شعورهم
بالتفوق على
الآخرين، ثم
إن كلمة "بربروس"
لم تكن تحمل
دلالتها
القديمة
القدحية في
صورة قارة
وثابتة، بل
كانت تتغير
وفق متغيرات
علاقات
الإغريق
بالشعوب
الأخرى قوة
أو ضعفا (الثقافة
العالمية،
عدد 112، مايو 2002،
ص: 150 ـ 148). وفي
منطقتنا
الشمال
الافريقية
تجد أحداثا
تاريخية ذات
دلالات بليغة
على نبذ
العنف
العنصري حتى
في لحظة
انتصار
الأمازيغية
على جحافل
العساكر
للدولة
الأموية
الأعرابية،
فهذا كسيلة
الذي أذله
يوما ما عقبة
الفهري يدخل
القيروان ولا
يقتص من
الذين دخلوا
هذه المدينة،
بل أمنهم
وساكنوه،
وحينما رجعت
هذه الجحافل
مرهَ أخرى
انتصر ضميره
الأخلاقي على
نزعته
الاستراتيجية
الحربية
حفاظا على
أرواح
المسلمين
المؤتمنين
لديه فلقي
المهاجمين
خارج هذا
الحصن
العسكري
الهام فكانت
النهاية
المعروفة لدى
المؤرخين. وأما
الفاشية
العربية
ومثقفوها
الذين يسبحون
بحمدها شرقا
ومغربا،
فإنها أعلنت
وحدتها
الوهمية
الممتدة من
الماء إلى
الماء، والتي
لا تتسع لغير
جنس واحد
ولغةَ واحدة
وتاريخ
مشترك، وأما
المواطنون
الآخرون من
أكراد
وأشوريين
وأكاديين
وآراميين و "بربر"
ويهود، فهم
لوثة حضارية
وقنطرة عبور
الاستعمار
إلى الوطن
المقدس يجب
إبادتهم
ماديا
وثقافيا
وتحويلهم
إيديولوجيا
من الأكثرية
إلى الأقلية،
ومن مضطهدين
ثقافيا إلى
عنصريين و"ضد
العرب". إنها
فعلا صورة
كاريكاتورية
لواقع مؤلم،
أسهمت في
تشكيله نخب
سياسية
وثقافية
ينتهي بها
الأمر إلى
تزويد "المؤتمر
القومي
العربي العام"
بأطر مكتهلة
تتخذ من فندق
بيروت مقر
إصدار
البيانات إلى
الأمة
والمخاطر
التاريخية
التى تهددها،
أو إصدار
عرائض ضد
العنصرية
التي تهدد
الوجود
العربي
والإنسان
العربي . . !! إلى
واحد ممن
جمعتني به
مهنة الوظيفة: أعرفك
إنسانا كتوما
لا يأخذ منك
المرء حقا
ولا باطلا،
وحينما رأيت
اسمك من ضمن
الأسماء
الموقعة لم
أكبر فيك
إخلاصك لمبدأ
نبيل مثل
مناهضة
العنصرية، بل
لمبدأ وقوفك
ضد ما يمسك
أنت وما
تَؤمن به في
طفولتك
وشبابك
واكتهالك
الآن، وإذا
كان المرء قد
واتته الفرصة
فلماذا لا
يثأر
لطفولته،
خاصة إذا
كانت مقهورة
من لدن وسط لا
يحاور "الغريب"،
ولكن ليمارس
في حقه أشنع
سلوك
الانحطاط:
اللعنة ..
وماعدا ذلك
مما لا يمت
إليك بصلة
فلا خير في
دماغك حتى
ولو كانت في
حجم الثقب
المهيأ لدفن
الأفعوان
واقفا. وهذا
حقك الخاص
وأنت حر
لتصريفه كما
تشاء. أو لست
الإنسان
الليبرالي
الذي لا يقدم
على شيء إلا
في ضوء
حسابات الربح
والخسارة؟
وهنا، أتذكر
ما حدث ذات
يوم وقبل عقد
من الزمان من
شجار بيني
وبينك بعد
حادثة
العريضة أو
التقرير
المعلومة لدى
الزملاء، لقد
كانت لك
آنذاك
حساباتك
الخاصة كما
كانت لنا
حساباتنا
الخاصة ولا
سبيل للجحود
أو النكران،
لكنك انتدبت
نفسك نيابة
عن الآخرين،
وحينما قررت
أن تتولى
الاتصال
بالمسؤول، لم
تخبر بأمر
اللقاء
زملاءك، ولما
فاتحتك في
الأمر قلت
غاضبا: لست
ساعي البريد.
فعلا لست
ساعي بريد في
تلك اللحظة،
ولكنك كنت
كذلك قبلها.
ألم تقرر أن
تتصل بزملائك
قصد جمع
التوقيعات
حينما كان
حساب الربح
حاضرا، ورفضت
الاتصال
حينما حضر
الربح أيضا.
أعرفك لسانيا
في اللغات
السامية
الحامية، وقد
كتبت عن
الأمازيغية
التي أصبح
أصحابها
عنصريين
ووقعت ضدها
لأنك انسقت
وراء
السياسي،
بل
لأن طرفا
أكثر أهمية ـ
دائما بمقياس
الربح لديك ـ
في الجملة
الأولى من
الفقرة
الثانية من
العريضة "المعلومة"
هو الذي دفعك
إلى التوقيع
ضد صك
الاتهام،
وأما اللغة
الأمازيغية
التي هي من
الضفة الأخرى
فإنها مجال
للاشتغال وهم
من هموم
الوظيفة، وهي
بهذا المعنى
تندرج في
خانةَ الربح
لا في خانة
المبدأ
باعتبارها
موضوعا بكرا
يفتح مجال
السفر
بالطائرة
للمشاركة في
ملتقيات
دولية بأوربا
وأمريكا، بل
إنها بالنسبة
لك مجال
تحقيق مبدأ "التعدد
اللغوي" الذي
يخول لك
الوجود في أي
مكان أو
ملتقى،
والفرصة
الممكنة لا
تواتي
الإنسان
الغير الذكي
المحصور في
مكان محدد من
حيث المنطلق
والغاية، إنك
فعلا رجل "تقية"
بكل معنى
الكلمة حتى
ترضى عنك
الأقوام ولكن
أخشى عليك من
المبدأ
الانتهازي
المعروف:
تتعشى مع
معاوية وتصلي
خلف علي!! إن
مأساة المثقف
تبدأ حينما
يقع في مصيدة
السياسي
ويصبح ألعوبة
بين يديه،
وأما الحديث
عن التوقيع
باسم المبدأ
ليس إلا
فحديث خرافة
وشكل من
أشكال
التمثيل
الهزلي لا
يثير غير
الاشمئزاز،
لقد وجدت
نفسك من بين
المتدافعين
نحو اكتساب
رصيد معنوي
ما (أنت تعرفه
أحسن مني)،
ولكن
ستكتشف أن
مياها غزيرة
جرت من تحت
أقدامك، فلا
تحاول القفز
فوق هامتك. وعلى
سبيل الختَم
أقول لك: إنه
لمن المحزن
أن يتعامل
المثقف مع
مبدأ كوني
نبيل مثل "محاربة
العنصرية"
بعقلية
المرابي
والانتقائية،
فيصبح ممثلا
في مشهد
كرنفالي
تنتفي فيه
التراتبية
Hiérarchie ليتحول
الجلاد إلى
ضحية والضحية
إلى جلاد
والحر إلى
عبد. |
|