أسباب
الأزمة
الثقافية
بقلم:
عبد الصمد
الوسطي (آيت
بوعياش،
الحسيمة)
إن
الاهتمام
بالقضايا
السياسية
وحدها،
وبالدرجة
الأولى،
وإهمال بقية
القضايا لا
بد أن يوقعنا
في المستقبل
في أزمات أشد
وأعظم من
التي نعيشها
اليوم. إن
للنظام
السياسي طبعا
أهميته، لا
شك في ذلك،
ولكن الأهم
من ذلك هو
المحتوى
الإنساني لأي
نظام، سياسيا
كان أو
اقتصاديا.
فإذا لم
يتحرر هذا
المحتوى
الإنساني
نبقى دائرين
في حلقة
مفرغة،
منتقلين من
أزمة إلى
أزمة.
يجب
الاعتناء
بالدرجة
الأولى
بالإنسان
الذي تتعرض
ثقافته ولغته
وهويته
وتاريخه
للتهميش
الممنهج،
وذلك بتوعيته
وتثقيفه
وتنظيمه حتى
يستطيع هذا
الإنسان أن
يعي بذاته
ويعود إلى
هويته ويتخلص
من الاستلاب
الشرقاني
والقوماني
البعثي. يمكن
أن ننظر إلى
هذه الأزمة
الثقافية
من
زوايا مختلفة.
وأريد أن
أركز على ما
أعتقد أنه هو
الأصل
والمحور.
وأعتقد أن من
بين أسباب
هذه الأزمة
هو أن
الثقافة لا
تزال في
مجتمعنا
الأمازيغي عل
هامش حياتنا
ولم تصبح
الموضوع
الأول
والرئيسي في
اهتمامات
نخبنا
السياسية
والمثقفة.
فهناك أخطار
تهدد هويتنا
الأمازيغية
بالمسح
والمسخ
كالخطر
العروبي
السلفي
والناصري،
الذي يدعو
إلى تعريب
الحياة
العامة وطمس
الثقافة
الأمازيغية
الأصيلة،
وبالتالي نشر
ثقافة
مستوردة ذات
أصول شرقانية
لا علاقة لها
بالمجتمع
المغربي
الأمازيغي.
هذه الأخطار
تستلزم منا
تجهيزا
دفاعيا كما
تستلزم
تجهيزا
اقتصاديا.
ولذلك نجد أن
معظم مواردنا
لا تستعمل
لهذا الهدف.
وعندما نأتي
إلى الثقافة
نجدها في
الدرجة
الثالثة أو
الرابعة أو
الخامسة من
اهتماماتنا.
ونرى أن
عنوان أي
مجتمع هو
ثقافته
وحضارته.
والثقافة هي
التي تؤصله
في انتمائه
من ناحية،
وهي التي
تيسر له
مقومات
الحياة
المعاصرة من
ناحية ثانية.
نجد أن
الدولة تنفق
ملايين أو
عشرات
الملايين على
الأجهزة
الدفاعية
والأجهزة
الاجتماعية
لا أقول إن
هذا غير
ضروري، ولكن
أقول إن جزء
من هذه
الملايين كان
يجب ان تنفق
في قطاع
التعليم
والثقافة
ودور النشر
والجامعات.
ولو حصل ذلك
لأعطى في
النهاية
نتيجة أوفر
مما تعطي في
الوقت الحاضر.
الثقافة كما
قلت تعيش
عندنا في
الهامش ولذلك
تجد المثقف
المغربي لا
يعطي الإنتاج
المطلوب منه
لأنه يهتم
بلقمة عيشه
خوفا من
الجوع. ولهذا
فهو إلى جانب
كونه كاتبا
أو مثقفا
نجده موظفا
أو مدرسا أو
طالبا أو
عاطلا ولا
يعطي
للثقافة إلا
القليل من
وقته.