|
ما حقيقة قيم التعايش والمساواة في بلاد الأمازيغ؟ بقلم: جوا د برقاوي ، أمزرو تزاكورت (زاكورة)قبل ان نجيب عن هذا السؤال لابد من الحديث أولا عن ايمازيغن وما يعيشونه من حكرة وإقصاء وتهميش في بلادهم تامازغا, بل أكثر من ذلك فهم مستعمرون من طرف أقلية عروبية استولت على كل شيء بمباركة فرنسا مند اتفاقية «ايكس لايبان» التي قال عنها محمد بن عبد الكريم الخطابي إنها مؤامرة ضد الشعب المغربي. هذه النخبة الاوليكارشية التي رحبت بفرنسا ومهدت لتركيع الأمازيغ في بلا دهم، والتي قالت على لسان أحد فقهائها إن مشكلهم فقط مع البربر كيف يتم جلاؤهم وكانت تكتب قصائد وأشعارا في مدح المستعمر الفرنسي بينما حسم الأمازيغ في أمره كما فعلوا في السابق مع الرومان والوندال والفنقيين والعرب... حيث حملوا السلاح في وجهه في كل بقاع المغرب.... فيالها من شرذمة عروبية تسمي نفسها «بالحركة الوطنية», أي وطنية عندما تحكم أقلية عروبية أغلبية أمازيغية، أقلية اعتنقت وتشبعت بأفكار العروبة التي أصبحت تعد في المشرق من النفايات كما قال الأستاذ بودهان في إحدى مقالاته، وتنظر إلى الأمازيغي على أنه ذلك الذي لم يدخل المدرسة أي لم يتحضر بعد !!? أي مدرسة تنعث الأمازيغ بالبربر الذين سكنوا الكهوف والجبال... وفي المقابل تمجد العرب وكأنهم شيدوا فيلات وعمارات سكنوها آنداك في جزيرة العربان. لقد عرف الأمازيغ عبر التاريخ توالي مجموعة من الغزوات التي استهدفت وجودهم واستقرارهم واستنزفت ثرواتهم كان آخرها وأخطرها الغزو العربي لشمال إفريقيا حيث تجاوز الأمر إلى حد الاستعباد والتحقير واستباحة عرض وشرف الامازيغ من خلال تهجير آلاف الأمازيغيات إلى المشرق من أجل اللذة والاستعباد وكذلك تم تخميسهم وجعلهم يدفعون الضرائب رغم إسلامهم. هذا القهر الذي لا زال إلى يومنا هذا متجليا في السياسية المخزنية العنصرية التي كان هدفها المحو الثقافي والهوياتي للأمازيغ مسخرة ترسانة هائلة من الإمكانيات في مجال التعليم والإعلام والإدارة لتعريبهم، أي مساواة عندما تفرض العربية وتقصى الأمازيغية, وأي تعايش عند ما ينعت الأمازيغي في بلاده بالشلح أو «الكربوز» وينعت»العربي»بأنه إنسان شريف محترم, أي تعايش عند ما يتهم المناضل الأمازيغي المدافع عن قضيته الأمازيغية بالفتان والخائن والعميل للصهاينة، أي تعايش عند ما يتم خطف أو اغتيال أو سجن الأمازيغي لا لشيء إلا أنه أمازيغي كما فعلوا مع عباس المساعدي وبوجمعة الهباز ومصطفى أوسايا وواعضوش. ومن جهة أخرى يكرم المجرمون الحقيقيون كبن بركة... الذين لطخت أياديهم بدماء الأمازيغية والأمازيغ, أي مساواة عند ما تحتقر المرأة في شمال إفريقيا وتنعت بالعاهرة من طرف المشارقة وعلى أنها غير صالحة لشيء إلا للمتعة في حين المرأة العربية امرأة شريفة وعفيفة وتنجب المملوك كما قال أحد الملوك الأمويين!!!? أي مساواة يمكن ان نتحدث عنها عندما تدرس جميع لغات العالم في المدارس والمعاهد المغربية وتقصي الأمازيغية من المنظومة التعليمية وحتى وإن درست فإنها تدرس بعشوائية متعمدة قصد إفشالها. أي مساواة وأي تسامح عندما يتم استدعاء فنانين مشارقة وأجانب في حفلات ومهرجانات ضخمة وتقدم لهم أموال طائلة من أموال الشعب، في حين يقصى الفنان الأمازيغي ويهمش لأن فنه لا يعتبرونه فنا بل فولكلورا في مقابل الطرب العربي الأصيل!! أو عندما يتعلق الأمر بفلسطين أو العراق فإن أبواق المخزن تقيم الدنيا ولا تقعدها تضامنا معهما من منظور عروبي قومجي، وكأن العربان هم أكثر الناس معاناة دون سواهم، أما إذا حصلت كارثة طبيعية في أحد المناطق من المناطق الأمازيغية كانفكو فأنهم يلزمون الصمت واللامبالاة. ومن هنا نستخلص أن قيم التعايش الحقيقي والمساواة لا وجود لها في قاموس المخزن العروبي بل التعايش الذي أريد له أن يكون هو أن يتنازل ويتنكر الأمازيغي عن هويته ولغته وثقافته يتبنى العروبة كما فعل طارق بن زياد وسان أوغسطين اللذين خدما ثقافة الآخر على حساب ثقافتهما الأمازيغية. إن التعايش الحقيقي الذي عرفه المغرب هو الذي قام بين اليهود والأمازيغ مند عدة قرون، حيث اعتنق الأمازيغ الديانة اليهودية لعدة سنين وعاشوا جنبا إلى جنب في سلم. بعد دلك أسلم الأمازيغ وتعايشوا مع اليهود وأكثر من ذلك هناك من اسلم منهم على يد الامازيغ حيث اسلم على يد القائد علي أوحماد من أيت مرغاد عدد من اليهود الدين يوجدون تحت حمايتهم *. وهذا إذا دل على شيء فإنما يدل على الروح الأمازيغية المنفتحة والمتعايشة التي تجعل من الإنسان الأمازيغي إنسانا متشبعا بقيم تيموزغا الراقية والنبيلة. * انظر مقال عودة إلى الماروك والمارويكوس للباحث حميدي علي, جريدة ثاويزا عدد 64
|
|
|