|
|
عربية القرآن حجة على العربان بقلم: بْراهيمْ أسافو ؤُتْمَازْغَا
القرآن عربي والرسول عربي والجنة عربية... تلك أمانيهم..! يا بنات وأبناء آدم وشيث وأنوش وقينان.. يا بنات وأبناء نوح وحام ويافث وسام... أيها الناس، أيها البشر «لن تكونوا مسلمين ومؤمنين حتى تكونوا عربا! فمن ليس من العرب فلا إسلام ولا إيمان ولا إحسان له! لماذا؟! لأنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم هو عربي وكتاب الله تعالى رب العالمين هو كتاب عربي والجَنَّة عربية». هذا ما يقولون، وهم – في الحقيقة- إنما يكررون ما قاله أهل الكتاب قبلهم، حين «قالوا: لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى، تلك أمانيهم، قل: هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين». نعم، تلك أمانيهم! ولا برهان ولا سلطان ولا دليل ولا حجة لهم، ألبتة. لماذا؟ لأن العروبة واللغة العربية كانتا موجودتين قبل النبي (ص) وقبل القرآن وقبل الإسلام وقبل المسلمين. ولا برهان ولا حجة لهم فيما يرونه من أن «القرآن عربي والرسول عربي والإسلام عربي والمسلمون عرب والجنة عربية والآخرة عربية...». لماذا؟ لأنَّ كون النبي (ص) عربيا (من أبناء النبي إسماعيل بن إبراهيم الكلداني عليهما السلام)، هو حجة على العرب وليس حجة لهم. وكذلك كون مصدري الديانة الإسلامية (الكتاب والسنة) مكتوبين باللغة العربية (لسان العرب). ذلك أن العرب لن يُسلموا ولن يرمنوا لو أن النبي (ص) ليس عربيا، أي ليس منهم. ولو كان الرسول غير عربي لكان القرآن الكريم – كذلك - مكتوبا بلغة غير لغة العرب (لأنَّ النبي- المنزل عليه - ليس عربيا)، كما هو الشأن في كُتُب الله تعالى قبل «القرآن الكريم»: «التوراة» بلغة النبي موسى بن عمران وقومه و»الإنجيل» بلغة ابن أخته النبي عيسى بن مريم بنت عمران وقومه و»الزبور» بلغة النبي داوود وقومه. فلماذا لم تكن جميع كُتُب الله تعالى مكتوبة بلسان العرب؟ عن هذا السؤال يجيب الله تعالى في القرآن الكريم قائلا: «وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم». فكيف يُبَيِّنُ النبيُّ (ص) للعرب، الذين كانوا أهل كفر وشرك وعناد وضلال مبين، لو أن القرآن أُنزل بلغة أخرى غير لغة العرب؟ إذن، القرآن هو باللغة العربية لا بغيرها من اللغات الإنسانية الأخرى كاللغة الفارسية واللغة الكوردية واللغة الأمازيغية واللغة اليونانية وغيرها من اللغات. لماذا؟ لأنَّ المنزل عليه النبي والرسول (ص) هو عربي وليس غير عربي. ولماذا النبي (ص) هو عربي لا غير عربي؟ الجواب: لأنَّ العرب لن يُسلموا ولن يؤمنوا إذا لم يكن الرسول (المنزل عليه) عربيا. إذْ لو أنه – عليه الصلاة والسلام - كان كذلك (أيْ غير عربي)، لقال العرب: كيف نؤمن لبشر ليس منا، أي ليس عربيا؟! وآنذاك لا تقوم عليهم الحجة إذا لم يؤمنوا ولم يُسلموا. بهذا نعلم - علم وعين اليقين- أن عروبة وعربية الرسول والقرآن والسنة، هي دليل ضد العرب: عروبة / عربية النبي (ص) والكتاب والسنة هي حجة على العرب، لا حجة لهم، كما هو واضح بكل جلاء. كيف؟ لأنه إذا كان الرسول (ص) والقرآن الكريم عربيين، فلا مبرر- بعد ذلك - للعرب إذا لم يسلموا ولم يرمنوا بالدين الإسلامي، العالمي الكوني، الذي جاء لينقذهم من ظلمات جاهليتهم وعروبتهم إلى نور دين الله تعالى رب العالمين، أي ليس للعرب على الله تعالى من حجة بعد الرسول العربي والقرآن العربي، مصداقا لقوله تعالى: «رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِيلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً». (سورة «النساء» المدنية، الآية 165). أي «لئلا يبقى لمعتذر عذر» كما قال الشيخ ابن كثير رحمه الله. وليس هناك من عذر، للعرب، أفضل من أن يقولوا: «كيف نؤمن ولا نكفر والرسول والقرآن ليسا عربيين»‼ أما الآن، فإن من لم يسلم ولم يؤمن من العرب، فإن كفره هو كفر عناد وتعنت، لأن القرآن عربي والرسول عربي. وهذا ما يشير إليه القرآن الكريم بقوله: «ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته، آعجمي وعربي» . أي لقال العرب: هلا أنزل القرآن مفصلا بلغة العرب، ولأنكروا ذلك قائلين: «كيف ينزل كلام غير عربي على مخاطب عربي لا يفهمه!؟ « (تفسير ابن كثير، سورة «فصلت» ، نقلا عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير والسدي وغيرهم. انظر كذلك: أوائل كتاب «إعجاز القرآن «للشيخ الباقلاني رحمه الله).لغة الجنة وجنة اللغة: أما زعمهم بأن العربية هي لغة أهل الجنة، فهو كلام باطل عن الدليل عاطل. هو مجرد زعم لا أساس له من الصحة، لا من قريب ولا من بعيد. و”الحديث” الذي “يستدلون” به هو “ حديث” موضوع ومكذوب لم يقله النبي(ص). فقد روى الطبراني في "الأوسط" والحاكم والبيهقي في "شعب الإيمان" وغيرهم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحبوا العرب لثلاث: لأني عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي). وهذا الحديث حكم عليه ابن الجوزي بالوضع، وقال الذهبي: أظن الحديث موضوعا، وقال الألباني: موضوع. )السلسة الضعيفة . رقم 160 و 161 ). )انظر «اقتضاء الصراط المستقيم" لابن تيمية: الجزء الأول. ص 158(. يقول أستاذنا المناضل، مفخرة تامازغا اليوم، ماسّ ميمون أمسبريذ في مقاله «مصطفى العلوي أو حين تنعق غربان الشؤم»: (... ويواصل مصطفى العلوي لعبة استغفال الأمازيغيين عن طريق ما دأب عليه العروبيون من التشويش على العقول بالربط العضوي بين الدين والعرق، ناسيا أنه بإزاء جيل من الأمازيغيين لم تعد تنطلي عليه مثل تلك الحيل السخيفة. هكذا نجده يخبر قراءه بأن العربية لغة القرآن (يا له من سبق!!)، وكأن هناك من يجهل ذلك. وهو بذلك يريد أن يوحي بأن الإسلام والعروبة شيء واحد؛ وأن من كان مسلما عليه أن يتخلى عن لغته ويصبح عربفونيا بل وعربيا. وهذه رسالة جديدة – رسالة العروبة – ينشرها مصطفى العلوي وقبيلته بين المغاربة. وهو إذ يفعل، يغفل قصدا حقيقة يعرفها كل الأطفال، وهي أن اللغة والعرق ليسا مرادفين للدين، بل ولا توجد بين الثلاثة أية علاقة غير العلاقة التاريخية، وهي لا تعني شيئا من المنظور الثيولولوجي. إن المسيح مثلا فلسطيني من الناصرة بلغ رسالته الشفوية بالآرامية، ثم تبنتها عبر ألفي سنة من تاريخ العالم لغات شعوب من جميع القارات دون أن تغير هذه الشعوب لا جلدها ولا لغتها لتصير فلسطينية تتكلم الآرامية (ولا الإغريقية ولا اللاتينية، لغتا آباء الكنيسة فيما بعد). ويعلم مصطفى العلوي علم اليقين أن ما لا يقل عن عشرين من المائة من العرب لا يدينون بدين الإسلام؛ وبالمقابل تمثل الشعوب غير العربية وغير الناطقة بالعربية الأغلبية المطلقة من المسلمين؛ إذ لا يتجاوز عدد العرب الستين مليونا مما يقدر بالمليار ونصف من المسلمين. وهو ما يبطل كليا دعوى العلاقة العضوية أو المنطقية بين العربية والعروبة والإسلام. ولن أضيع وقت القارئ باستدلالات نصية من المتن الإسلامي نفسه على بطلان تلك الدعوى، فهي معلومة لدى الخاص والعام...). (شهرية / مدرسة "ثاويزا". مارس 2957 / 2007).الهامش: (1)- يقول الشيخ ابن كثير في تفسير قول الله رب العالمين: (وَلَوْلَا أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ). يقول: (أي وأرسلناك إليهم لتقيم عليهم الحجة ولينقطع عذرهم إذا جاءهم عذاب من الله بكفرهم فيحتجوا بأنهم لم يأتهم رسول ولا نذير. كما قال تعالى بعد ذكره إنزال كتابه المبارك وهو القرآن: "أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة". وقال تعالى: "رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل"...). (تفسير ابن كثير / سورة "القصص". الآيات: 46 و 47 و48).
|
|