|
|
أكره هويتي... كره الزور بقلم: عاشور العمراوي
كرهت الزور وأنا واقف أمام هيئة محكمة في إطار نزاع على ملكية قطعة أرض...، كرهته وأنا أسمع لجاري يشهد بأن القطعة الأرضية محل النزاع تعود لملكية خصمي الذي خاصمه إخوته من أمه وأبيه حتى يعيد القطعة الأرضية لصاحبها وهو والدي، لأنهم لا يريدون إرثا مسروقا يقسمونه باسم إرث أبيهم، كون هذه القطعة في اسم أبيهم زورا وسرقة، فرفض طلبهم وأصبح وحيدا . شاهد الزور هذا وبخته كل ساكنة القبيلة وبخاصة رجل مسن يعرف كل خبايا الريف بأكمله فما أدراك بقبيلة، لقد كره هذا الرجل المسن كل من تحدث عن الإسلام بهذا الشكل (إسلام الزور) ولو لا ألطاف القدر، فالرجل كان يريد أن يسكر في عز شيخوخته عسى السكر يأتي له بمعروف يسمى النسيان. وكما أكره الزور... أكره هويتي المزورة... أكره أن أكون مناصفة بين الدولة الفرنسية والدولة العربية فوق أرض بلدي وأجدادي. فبطاقة تعريفي للهوية تقول إن لفرنسا نسبة ستين في المائة فيها وللدولة العربية الأربعون الباقية وراء الصورة، وهذا يعتبر هامشا بكل التحليلات والهامش إما أن يكون قليلا أو غير ذي جدوى. فأنا الأمازيغي وهذا نداء... قد تم تقسيمي إما مناصفة أو نسبوية بين هاتين الدولتين اللتين لا أنتمي لهما بتاتا، فأنا واقف على طريق القطار الذي انطلق للأسف منذ بعيد أتأمل السكة وألعنها ونسيت أنها مغروسة فوق أرض هويتي الأم. أنا الأمازيغي... أريد أن أجسد هويتي في كل آفاق واقعي وأن تمتثل الحقيقة أمام محكمة ذهنيتي ومنطق تفكيري، فحملي لهذه البطاقة يعتبر خنجرا مغروسا ليس في ظهري فقط، فأنا أقدم نفسي في طبق مزور، بل في حلة امرأة حتى بكوني رجلا. وهذا يذكرني بأن الأمازيغ هم الرجال الأحرار، ولكن هذا علينا لا ينطبق ولا يستقيم. أنا مرغم على حمل هذه البطاقة العار والشماتة، هي التي تقدمني على أنني شاذ هوياتيا، وتقدمني للأسف الشديد على أنني نكرة ضخمة، ولا أجد ما يناسب خاتمة مقالي هذا إلا قول ميناحيم بيغن "أعانكم الله القادر على أحزانكم" مواساة للمصريين بعد اغتيال السادات. achour_74@hotmail.fr عاشور العمراوي
|
|