|
|
حوار مع المناضل والشاعر أنديش إيدير حاوره: ماسين ن ميظار
أنديش شاهد المعروف ب «إيدير» شاعر وكاتب ومناضل أمازيغي ريفي قومي، ابن مدينة أعزيب ن ميظار بإقليم الناظور مزداد عام 1988 طالب، له العديد من المبادرات التي تهم القضية الأمازيغية، عضو في حركة شعراء العالم، كما أنه عضو بجمعتين أمازيغيتين: جمعية أمزروي بمدينة الناظور كمستشار وكذلك كاتب عام لجمعية «ثيفاوين» بأعزيب ن ميظار، وعضو باتحاد المدونين الأمازيغ وله العديد من القصائد الشعرية بالأمازيغية نشرت في بعض الجرائد الوطنية والمحلية. يمتاز بالدينامية حيث إنه واحد من أنشط الشباب داخل صفوف الحركة الأمازيغية، مثل الشعراء الأمازيغ في الحملة الدولية التي أطلقها بعض الشعراء العالميين تضامنا مع عائلة الشاعر المغتال جايمس أناماريا أوسوكو، كما أنه أطلق مؤخرا حملة شعرية عالمية تضامنا مع المعتقلين السياسيين للحركة الثقافية الأمازيغية. وقد أنه شارك أيضا في الأنثولوجيا التي تعدها الأكاديمية الأوروبية للفن والأدب بقصيدة تمثل الأمازيغ. سؤال: هل يمكنك أن تعطي للقراء نبذة عن شخصك؟ جواب: أولا أريد أن أشكرك أخ ماسين على التفاتك هذه، كما أود أن أهنئ جريدة «ثاويزا» على عيد ميلادها الثالث عشر، أنديش هو ابن تراب أيث ثوزين، بميظار مرت مرحلة الطفولة ببراءتها وأفراحها وأتراحها إلى أن نلت شهادة الباكلوربا، بعد ذلك انتقلت إلى الناظور لأنهي دراستي، لدي عدة محاولات في الشعر، وصلت إلى حدود الديوان، أهتم كثيرا بالثقافة والقضية الأمازيغيتين التي تأخذ نصيب الأسد من اهتماماتي. س: كاتب، شاعر وعضو بحركة شعراء العالم.. هل من شيء آخر لا نعلمه؟ ج: (يضحك) نعم فبالإضافة إلى كوني عضوا بحركة شعراء العالم، فإني أيضا عضو في اتحاد المدونين الأمازيغ، كما أني وبتنسيق مع الكثير من الإخوة قمنا بتأسيس إطارين جمعويين أولهما أمزروي للدراسات التاريخية والموروث الثقافي وثيفاوين للثقافة والتنمية بميظار، في فترة سابقة ترأست هيئة تحرير موقع إلكتروني أمازيغي، كما أني كنت من مؤسسي الحركة التلاميذية الأمازيغية بميظار. س: من خلال أشعارك وكتاباتك يتضح للقارئ أنك قومي ريفي أمازيغي، ثوري إلى حد ما، هل هذا صحيح؟ ج: أن أكون قوميا أمازيغيا، فهذا قمة الاعتزاز بالهوية الوطنية للمروك التي هي الأمازيغية ذات الأبعاد الإفريقية والمتوسطية، كما أن هذا كرد فعل طبيعي للتهميش ومحاولة فرض اللغة الواحدة والدين الواحد والثقافة الواحدة على الأمازيغ، كل هذا يجعل كتاباتي الشعرية تمشي في هذا الإطار، حين أكتب بالأمازيغية، أحس، بغض النظر عن التيمات التي يمكن التطرق لها، بثورة ضد التعريب والاستعراب وضد كل الأكاذيب العربعثية والإسلاموية التي تحاول أن تجعل من المغرب بلدا عربيا وسكانه عربا، ثمازيغت تجعلنا نحس بكوننا موجودين فعلا، حين نكتبها ونقرؤها، كما أنها تعطي الوجه الحقيقي لهذا التراب.س: الشعر بالنسبة لك، كما يبدو، سلاحك المفضل إلى جانب المقالات اللاذعة؟ ج: نعم فالشعر بمستطاعه التأثير وبهذا التغيير، كلنا نتذكر الأثر الذي تركته مثلا قصائد محمود درويش في نفس الفلسطينين، الشيء نفسه يحدث مع السلفادوري أصوالذو الذي كان صوت المقاومة السلفادورية... إلى غير من ذلك الأمثلة التي تبين لنا وبالملموس أن الشعر يلعب دورا سياسيا وأدبيا خطيرا في نشر الوعي في صفوف الجماهير الشعبية، هذا ما أحاول أن أصل إليه، في تجربتي الشعرية المتأثرة بجرد الواقع وتوظيفه، إلى درجة أن الأكاديمية الأوروبية للفن والأدب حين أرسلت لها قصيدتي الأولى تحت عنوان «اعتقد أو لا تعتقد» رفضت نشرها في الأنثولوجيا التي يشارك فيها كل شعراء العالم بدعوى أنها قصيدة سياسية أكثر من اللزوم على حد تعبير رئيسها... وهذا يجعلني أطمئن للمسار الذي أسلكه، الطريق الذي يمشي في إطار فضح الدولة في سياساتها القومية، حتى أن جل الشعراء اللاتينين اليوم غيروا الكثير من مواقفهم وأفكارهم الخاطئة كاعتبار المغرب بلدا عربيا، حيث وصلوا إلى التعرف على الشعب الأمازيغي وعلى قضيته العادلة والمشروعة، هذا بفضل نشاطنا نحن الشعراء الأمازيغ، لا في حركة شعراء العالم، التي تمكننا فيها بتأسيس نافذة لنا نحن الأمازيغ مستقلة عن العالم العربي تنتمي إلى إفريقيا الهوية الحقيقة للمغاربة. ولا في تواصلنا عبر بوابة الأنترنت التي تجعل من العالم قرية صغيرة نتواصل من خلالها مع إخواننا الكورد الذين شاركونا محنة المعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية... كل هذا إنما يرجع للشعر السلاح الذي أفضله.س: هل سترى قصائدك النور قريبا؟ ج: لا... مع الأسف هذه هي الحقيقة المرة التي لا تعكس تجربتي الشعرية، بقدر ما تعكس أحد أكثر المشاكل التي تقف في مسيرة كل الشعراء الأمازيغ خصوصا بالريف، يجب أن نعترف أن الجمعيات التي تدعي الدفاع عن الأمازيغية في الريف لا تقدم أي دعم مهما كان صغيرا، ليس للشعراء فحسب بل للأمازيغية كلغة، لأن وعيهم لم يصل بعد إلى الدور الكبير الذي تلعبه اللغة في مطلب الترسيم، مثلا فالعمل على طبع مئة كتاب بالأمازيغية في عشر سنوات سيعطي نتائج سياسية أحسن من نضال مئة سنة لأن الكتابة بالأمازيغية سواء أكان ذلك بمقالات، شعر، قصة قصيرة،... تشرعن لمطالبنا العادلة، خطابي ليس موجها إلى الجمعيات الريفية الراديكالية لأنني أعلم جيدا الحالة التي تعيش عليها، هنا أوجه خطابي هذا للآخرين ولا داعي لذكرها بالاسم .س: أنت عضو برابطة شعراء العالم وقمت بحملة شعرية لنصرة المعتقلين الأمازيغ بسجون أمكناس، حدثنا قليلا عن هذه التجربة؟ ج: هذا صحيح والحقيقة أن الحكم القاسي أثار غضبي كثيرا، خصوصا أنه أتى في مناسبة دينية لها رمزيتها الكبيرة عندنا نحن إيمازيغن، هذا ما جعلني (بعد نجاح الحملة التي قمت بها مع المعطلين التي لاقت نجاحا) أفكر جديا في حملة دولية للتضامن مع المعتقلين السياسيين للحركة الثقافية الأمازيغية، يشرفنا أننا نجحنا في لفت الشعراء والأدباء نحو معتقلينا في عز عاصفة أميناتو حيدر، وقد شارك شعراء من مختلف الدول ك ( كوردستان، الجزائر، فرنسا، إسبانيا، البرتغال، كندا...) في حين أن المرحلة الثانية من الحملة ستستهدف شعراء أمريكا اللاتينية وآسيا وإفريقيا لتكون عالمية بمعنى الكلمة.ترجمة النداء إلى الإسبانية والفرنسية والعربية والإنجليزية الذي ساعدني فيه كل من سفير ثامزغا لحركة شعراء العالم الأستاذ علي خداوي والمناضل إيزم والأستاذ والشاعر وجد جعل الكثير من الشعراء يتضامنون مع المناضلين حتى أن النداء نشر على قناة كردية هي روج تي في. س: يعتبر البعض أن مقالاتك متطرفة ومبالغ فيها ربما هذا ما جعلهم يتهمونك بالعداء للدين، كيف ترد على هؤلاء؟ ج: حقيقة أني لا أهتم كثيرا بهذه الاتهامات الخاوية، نعم، أعتقد قرأتها ذات مرة في إحدى المواقع الإلكترونية، لكن المشكل الذي يعاني منه بعض المتطفلين على الجسم الصحفي، هو أنهم لا يستطيعون أن يدخلوا على الأقل في مقارعة فكرية، فقط يوزعون الاتهامات ويحاولون شيطنة شخصي، كان بإمكاني أن أتابعهم قضائيا لكنني لم أشأ أن أمنحهم شرف الاعتقال من أجل حرية التعبير. لكن كتحليل بسيط لكارزميتهم فأعتقد أني أصنفهم مِن مَن قالت عنهم ماريا روزا إنهم يحرمون الخمر ويشربونه، كنت أنتظر شيئا آخر لكن جعلوني أطمئن أني على حق. رغم أن مسألة الإيمان بالله تخصني وحدي لا حق لأحد التدخل فيها لا من قريب ولا من بعيد، إلا أنه وجب التذكير أن رجال الدين المسلمين خصوصا العرب منهم والمتأثرين بهم لا زالوا يعتبرون الأمازيغية من إبداع الاستعمار ويربطونها بـ»الظهير البربري» مباشرة. هذا الذي كنت دائما أحاربه علانية، خصوصا عندما وظفت عدة كلمات أمازيغية في مقالاتي ك (لقورعان ) التي تعني القرآن. فرغم أن هنالك من اتهمني بالإساءة للإسلام إلا أنه هذا يكشف حقيقة الفكر الإسلاموي العروبي المتخلف بالمقارنة مثلا مع الاأندونسيين والأتراك، الذين وصلوا للتأسيس لإسلام منسجم مع خصوصياتهم الثقافية والهوياتية. هذا ما كنت أهدف إليه، هنا في المغرب وثامزغا بصفة عامة كنت دائما أنادي ولا زالت بإسلام منفصل عن العروبة، فيوسف القرضاوي يعبر عن جهل كبير بمفهوم العروبة حيث يقول إنها روح الإسلام في حين أن القومين يعتبرون أن الإسلام وسيلة (وليس غاية) لانتشار العروبة في صفوف الشعوب الأعجمية (هذا الذي يناقض مبادئ الإسلام) مما جعلني أوضح العلاقة بين العروبة والإسلام. الأولى كإيديولوجيا والثاني كدين وعقيدة، بانيا طرحي هذا على مجموعة من الآيات القرآنية لأتفاجأ دائما بأن العقل المسلم المتأثر بالعروبة يريد حجب الشمس بالغربال ويستمر في عقليته التقليدية التي تتجلى في اتهامي بالإلحاد والصهيونية...، لكن رغم ذلك فندائي نحو تأسيس لإسلام منفصل عن العروبة مبني على الحب واحترام الآخر وعلى باقي فضائل الإسلام الجميلة الأخرى، لقي صدى واسعا ورحب به الجميع باستثناء قلة قليلة معروفة في توجهاتها الهدامة. س: كمدون، هل سبق وتعرضت لمضايقات على الأنترنت؟ ج: أمر طبيعي جدا أن يتعرض المدون الأمازيغي لمضايقات. شخصيا ولكثرتها لم أعد أتذكر عددها بالضبط، للمزحة فقط وجدت ذات مرة نفسي شاعرا عربيا قوميا إلى النخاع، حينها أرسل لي أحد الأصدقاء تلك القصيدة التي كانت متواجدة في بريده الإلكتروني حيث كانت مهداة إلى منتظر الزيدي حيث كانت محررة تحت اسمي وتحتها بيان يقذف في حرمة بعض مناضلي الحركة الأمازيغية منهم أكديم والياديب... ضحكت كثيرا ولم أتصور نفسي أبدا في هذا المكان، أما عن الموقع الذي كنت رئيسا لهيئة تحريره، فكانت الاختراقات والمضايقات شبه شهرية.س: وما تقييمك للتدوين الأمازيغي؟ ج: التدوين الأمازيغي أعطى الشيء الكثير للقضية الأمازيغية واستطاع أن يعرفها للعالم بأسره حتى غدت الأمازيغية موضوعا يسيل الكثير من المداد، حتى استطاع المدونون الأمازيغ أن يجمعوا شملهم في اتحاد المدونين الأمازيغ التي ينضوي تحت لوائه مدونون من ثامزغا والدياسبورا. بطبيعة الحال يجب أن لا ننكر أن هنالك صعوبات تعتري الميدان وتؤثر على مردوديته. س: ما الفائدة من التدوين إن فرضت عليه قيود خصوصا بعد اعتقال مدونين أمازيغيين من طرف المخزن؟ ج: هنا تكمن فائدة التدوين، حين يعتقلك المخزن بسبب التدوين، حينها نستنتج أن مقالاتك تؤثر في مجرى الأحداث، لذلك فالمخزن هنا يحاول أن يكتم الأصوات عبر الاعتقال، لكن هذا يعطي أولا شرعية لمطالب الحركة الأمازيغية، باعتبار أن لديها مناضلين يقبعون وراء القضبان وثانيا يزكي الطرح الذي يفيد أن المخزن المغربي لا يحترم حرية التعبير، إذا فدور المدونين هنا إيصال كل هذه المعطيات للعالم عبر الأنترنيت، من أجل مزيد من الضغط على الحكومة الفاسية، ودفعها نحو إطلاق سراح المعتقلين السياسيين للحركة الأمازيغية عامة، والاستجابة لمطالبها. س: أنت ابن ميظار وكما تعرف فالمدينة تحتضر في عدة جوانب، ما رأيك؟ ج: الاحتضار وضع قائم تعيشه ليس المدينة فقط بل كافة الريف الأوسط. هل يجب علينا أن نبكي على ما آلت إليه؟ إذا فما فائدة البكاء؟ خصوصا وأن الكثيرين يحسنون فن البكاء ويركبون عليه... أعتقد أنه حان الوقت للعمل مع كافة الهيئات الديمقراطية من أجل أن نفك العزلة التاريخية على هذه المنطقة بالعمل ولا شيء غير العمل.س: أسست رفقة مناضلين آخرين جمعية أمازيغية بميظار هل هي إغناء أم بديل للبلدة؟ ج: أعتقد أنها بديل وإغناء في نفس الوقت. لماذا؟ لأن لدينا في ميظار ثلاث جمعيات أمازيغية حاليا ولكن تبقى لكل واحد طريقته الخاصة في النضال، نحن في ثيفاوين ما يميزنا على الآخرين أننا اخترنا العمل الراديكالي الأمازيغي، كما قمنا في نفس الوقت بربط الاتصال مع كل الجمعيات التي تشاركنا نفس الهم الأمازيغي من أجل التشاور حول الكثير من القضايا التي تهم مصلحة القضية الأمازيغية، أتمنى من كل قلبي أن تتوج هذه الاتصالات بشيء ما يخدم قضيتنا الغراء.س: في الأخير نود أن تعطينا كلمة في... ميظار: حبي الأول والأخير أريف: لن أرتاح حتى يرتاح موراي موحند : كاد حلمه أن يتحقق أحمد الدغرني: ونعم المناضل ثامزغا : من سيوا إلى كناريا للإشارة فقط المغرب : أ تقصد المروك؟ أسفرو: الحياة الأمة العربية : أمة الهزائم بــلا منازع العرب : شعب يعيش في شبه الجزيرة العربية تنمرت
|
|