|
|
وزير الثقافة يجتمع بـ"التبادل الثقافي" على خلفية التظلم الذي رفعه الأستاذ الصافي ضد وزارته
سبق أن تطرقنا في العدد السابق إلى قضية الأستاذ الصافي مومن علي الذي رفع تظلما إلى وزارة الثقافة بعد أن أقصي كتابه الأمازيغي من جائزة الكتاب برسم سنة 2009. وقد أضحنا أن سبب التظلم ليس عدم فوز الكتاب بالجائزة، وإنما لإقصاء هذا الكتاب دون أن يقرأ من طرف أعضاء اللجنة الذين يجهلون بالمرة الأمازيغية وحرفها تيفيناغ الذي كتب به كتاب الأستاذ الصافي. وهو ما يخالف الشروط القانونية لمنح جائز الكتاب، ويكشف عن إقصاء قبلي ومسبق للإبداعات الأمازيغية، فضلا عما يتضمنه من غياب للنزاهة والموضوعية، ومن تحيز وتمييز ضد الأمازيغية. بعد توصل الوزارة بتظلم الكاتب السيد الصافي مومن علي، الذي (التظلم) ليس إلا الخطوة الأولى لرفع دعوى أمام القضاء الإداري، سارع وزير الثقافة السيد بنسالم حميش إلى عقد اجتماع مع جمعية "البحث والتبادل الثقافي"، التي ينتمي إليها السيد الصافي مومن علي، بمقرها بالرباط، تحوّل فيه الوزير إلى مدافع عن الأمازيغية وحرفها تيفيناغ، مع الوعد بإنشاء جائزة سنوية خاصة بالأمازيغية. كما أنه طلب كذلك عقد لقاء مع مسؤولي المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لمناقشة الملف الأمازيغي في شقه الذي يعني وزارة الثقافة. هذا "التحرك" "الأمازيغي" المفاجئ لوزير الثقافة، الذي جاء مباشرة بعد تظلم السيد الصافي مومن علي، يطرح أكثر من سؤال: ـ كيف لوزير دشّن عمله الوزاري بالتهجم على الأمازيغية من خلال طعنه في حرفها تيفيناغ وإعلانه رفضه لهذا الحرف، وبقناة عمومية يشاهدها الملايين داخل المغرب وخارجه (برنامج "تيارات" ليوم 8 فبراير 2010 على قناة دوزيم)، ودون مراعاة منه لحرمة قرار الملك الذي رسّم حرف تيفنياغ وصادق عليه، والذي هو نفس الملك الذي عيّن السيد بنسالم حميش وزيرا للثقافة، كيف إذن لمن يحمل كل هذا "الثقل" الأمازيغوفوبي أن يغير موقفه بين عشية وضحاها ويتخلص من ذلك "الحمل الثقيل" لينتقل من التهجم على تيفيناغ إلى امتداحه والدفاع عنه في اجتماع خصه لهذا الغرض مع جمعية "البحث والتبادل الثقافي"؟ ـ كيف يبادر من عبّر عن موقف عدائي تجاه الأمازيغية في قناة تلفزيونية عمومية، إلى طلب لقاء مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لمناقشة وسائل النهوض بالأمازيغية، علما أن مسؤولي هذا المعهد ملوا من توجيه مراسلات إلى وزارة الثقافة يطلبون فيها برمجة اجتماع بينهما لتفعيل مضامين اتفاقية الشراكة المبرمة بين الطرفين، ولم يكونوا يتلقون ردا ولا جوابا؟ ـ وهل كل هذا "التحرك" "الأمازيغي" الإيجابي، الذي أبداه الوزير بعد تلقيه تظلم الكاتب الأمازيغي السيد الصافي مومن علي، هو "تحرك" تلقائي وذاتي ناتج عن اعتراف الوزير بخطئه تجاه الأمازيغية وتجاه القرار الملكي الخاص بحرف تبفيناغ، وعن اقتناعه بضرورة إصلاح هذا الخطأ الذي افتتح به أنشطته الوزارية كعضو في الحكومة، أم أن هناك "عوامل" "خارجية " ـ وليست ذاتية ـ هي التي "حركت" السيد بنسالم حميش ونبهته إلى هفواته وزلاته المتصلة بالأمازيغية وبمنح جائزة الكتاب في جانبها "الأمازيغي" كذلك؟ |
|