استمرار
استغلال خطب الجمعية للتهجم على الأمازيغية
بقلم: يوبا ن ثازاغين
في زمن استوى فيه فقهاء الحلال والحرام على منابر المساجد، وفي زمن سمعنا فيه كثيرا
عن خطاب تجديد وإعادة هيكلة الحقل الديني بالمغرب، وفي زمن لا زال فيه الأمازيغ
يعانون من شتى أشكال القمع والعنصرية، نسمع يوميا عن ممارسات تمس أبسط حقوق الإنسان
الأمازيغي. وآخر هذه الأعمال المشينة ما تفوه به إمام مسجد "ثازغين" بإقليم الناظور
في خطبة الجمعة ليوم 25 غشت 2006 حيث أطل علينا هذا الإمام بفتواه التحريمية
الجديدة، وعلى طريقة شيوخه التكفيريين حيث قال بأن تحية الأمازيغ "أزول" حرام وألصق
بكل من ينطق بهذه التحية تهمة العداء للإسلام والتطرف، كما شبه مناضلي الحركة
الأمازيغية، بعناصر الجماعات الإسلامية المطرفة كالهجرة والتكفير وغيرها.
ونظرا لخطورة مثل هذه الخطب التحريضية، ومدى تأثيرها على قلوب وعقول المواطنين
البسطاء، ووعيا منا بالنتائج التي تؤدي إليها مثل هذه الخطايات، فإننا نتساءل عن
مصدر هذه الخطب أو بالأحرى القنابل، هل هي خطب مقررة من طرف المجلس العلمي،
وبالتالي فإن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية هي المسؤولة عن هذا التحريف، أم أن
هذه الخطب و"حي" أوحي به إلى هذا "الفقيه"، والذي لم يكلف نفسه البحث عن قول الدين
الإسلامي في مسألة التعدد اللغوي، ولم ينضبط أيضا لشيوخه الكبار من أمثال يوسف
القرضاوي الذي حيى أمازيغ القبائل بـ"أزول" عوض تحية العرب "السلام عليكم"، وذلك
أثناء زيارته للجزائر. وهنا نتساءل كذلك هل فقيهنا هذا أعلم من شيخ شيوخ الإسلام
يوسف القرضاوي أم أن في الأمر سياسة؟
إذن إلى متى سيظل هذا لوضع الذي تضطهد فيه أدنى حقوق إيمازيغن، ويسلب منهم حقهم في
لغتهم باسم الدين، ومن طرف أناس سيسوا الدين من أجل تحقيق مآربهم السياسوية الضيقة.
وأين وزارة الشؤون الإسلامية من هذا الأمر وإلى متى سنظل معتقلين في أرضنا ويقطع
لساننا يوما عن يوم.
الأمازيغ ينتظرون الجواب يا توفيق الذي نتمنى له التوفيق في محاربة كل ألسنة العداء
والعنصرية، إن أراد لهذا البلد التوفيق.
(يوبا ن ثازاغين)
|