|
مولود معمري: مفجر ثورة تافسوت بقلم: رشيد نجيب سيفاو بعد مسار طويل من النضال والكفاح المتعدد في الأبعاد والمعالم لفائدة الهوية الأمازيغية، انتهى الأمر بالنسبة لمولود معمري أن أصبح رمزا لكل أجيال الثقافة الأمازيغية بدءا من سنة 1980. ذلك أن دا المولود ترك بصماته واضحة في كل المشاريع الفكرية والمبادرات العلمية التي استهدفت إبراز الثقافة واللغة الأمازيغيتين وتجديدهما في كل المعارف الإنسانية المرتبطة بهذه الثقافة الإنسانية: سوسيولوجيا، أنتروبولوجيا، لغويا، فنيا، أدبيا... بدأ مولود معمري النضال الأمازيغي انطلاقا من تناوله بالدراسة لمفهوم الهوية عبر مجموعة من الكتابات والأبحاث التي بدأ نشرها في مجلة أكدال منذ سنة 1938 وهي مجلة كانت تصدر بالمغرب وكانت تهتم بثقافة المجتمع الأمازيغي وكان يصدرها المعهد العالي للدراسات الأمازيغية في ظل الحماية الفرنسية. ولقد مكنته هذه الأبحاث حول الهوية بصفة عامة وحول الهوية الأمازيغية بصفة خاصة من الوقوف على مجموعة من الحقائق والوقائع التاريخية المخفية والمطموسة، وهو ما سيعكسه لاحقا في ثلاثيته الروائية الرائعة: التل المنسي، نوم العادل، والأفيون والعصا. وهي روايات عكس فيها بالدرجة الأولى صراع الهوية الأصلية للأرض الأمازيغية مع العناصر التي ترتبت عن التثاقف مع الأجنبي. وقد تلت هذه الثلاثية رواية أخرى سنة 1982 لا تقل أهمية عن اللواتي سبقتها وهي رواية العبور، وهي الإبداع الحضري الأول لمولود وفيه توسع بُعد الهوية لدى المبدع ليمتد إلى تخوم الجنوب الجزائري، وفيها (أي الرواية) خص المؤلف الأغنية التقليدية الأمازيغية المشهورة بمنطقة القبايل والمسماة بأهليل كورارة بتكريم خاص، كما حظي فيها الشاعر سي محند ؤمحند بنفس التكريم أيضا، في دراسة تمزج بين الموسيقى والأنتروبولوجيا. هذا الشاعر المسمى سي محند ؤمحند ألف عنه كتابا جمع فيه معظم أشعاره التي لم تكن محفوظة سوى في الذاكرة، مكملا بذلك نفس العمل الذي قام به كل من مولود فرعون وسعيد بوليفا. وعنوان هذا الكتاب هو "ئسفرا ن سي محند ؤمحند" وصدر سنة 1969 عن دار ماسبيرو بباريس. أما في الجانب المتعلق بلسانيات اللغة الأمازيغية، فقد شرع مولود معمري، ومنذ سنة 1974، في جمع وإعداد القواعد اللغوية الخاصة باللغة الأمازيغية من حيث التركيب والصرف وغيرهما وأصدر كتابا لهذه الغاية. وفي سنة 1980، وإثر منعه من تقديم محاضرة ثقافية بعنوان "الشعر الأمازيغي القديم" بجامعة تيزي وزو ستندلع انتفاضة الربيع الأمازيغي الخالدة المعروفة أمازيغيا بتافسوت ن ئمازيغن. وفيما يلي مقتطفات من نضال وإنتاج الأستاذ مولود معمري: 28 دجنبر 1917 ازداد مولود معمري، وتوفي في فبراير 1989 إثر حادثة سير قرب وجدة بعد مشاركته في ندوة حول الأدب المغربي المكتوب بالفرنسية. في سنة 1938 نشر مجموعة من المقالات حول المجتمع الأمازيغي من زاوية أنتروبولوجية بالمجلة المغربية أكدال. في سنة 1940 شارك في الحملة العالمية المناهضة لاندلاع الحرب العالمية الثانية، وتابع دراسته الثانوية في المغرب. ونجح بعد ذلك في ولوج المدرسة العليا للأساتذة. في سنة 1947 بدأ وظيفة التدريس في ثانوية بمدينة المدية الجزائرية ثم بعد ذلك في بن عكنون. ونجح في تحضير الأستاذية في الأدب. في سنة 1952، أصدر روايته الأولى التل المنسي. في سنة 1953، حصل غل جائزة .quatre Jurés في سنة 1955، أصدر روايته الثانية نوم العادل. في سنة 1957، استهدفته القوات الاستعمارية الفرنسية فقرر اللجوء إلى المغرب. في سنة 1965، أصدر روايته الأفيون والعصا والتي حققت نجاحا باهرا. من سنة 1969 حتى سنة 1980، أسندت إليه إدارة المركز الوطني للأبحاث الأنتروبولوجية والدراسات ما قبل التاريخ والإثنولوجية، كما أسس في هذه الفترة المجلة العلمية ليبيكا والتي اختار لها توجها علميا محضا. في سنة 1974، انتهى من إعداد كتاب حول قواعد اللغة الأمازيغية وأصدره بفرنسا. في سنة 1980، صدر له كتاب " أشعار قبايلية قديمة"، والذي كان موضوعا للمنع في أبريل 1980. في سنة 1982، أسس بباريس مركز الأبحاث والدراسات الأمازيغية، كما أسس المجلة المشهورة أوالawal . في سنة 1988، حصل على جائزة الدكتور هونوريس كوزا من جامعة السوربون. إنه فعلا مسار حافل.
|
|