|
عن النزوع الأمازيغي وهفواته(تتمة) بقلم: حميدي علي (خنيفرة) إن التفكير العنصري الذي يدافع عليه صاحب المقال دون الاعلان عليه ومن موقع محاربته هو رفض الاختلاف. ان رفض الاختلاف هو رفض للطبيعة ولقانون الحياة وخوف من الاخر. وهو موقف رجعي متخلف لا علمي. وبالتالي فان تجريد عرق وثقافة من حقه في ان يعيش الحياة كما هو هي العنصرية بامتياز، و التي تروم قتل الطبيعة نفسها. من هنا فالقول بان الامازيغية اسطورة اي غير موجودة في ارض الواقع ـ هو اقصى درجات نفي واقصاء الامازيغ من الكينونة. ومن الذي سبب لك كل صداع الراس هذا ان لم تكن موجودة. انها العنصرية بامتياز، لانه هو بنفسه حين توضيحه للواضحات لم يتردد في العودة الى الخصائص البيولوجية. ان العلم والعصر والديموقراطية تقتضي الاقرار بما هو كائن وليس التحايل عليه، لان هذا السلوك هو سلطة سياسية مؤقتة غير دائمة. وبالتالي فان ممارسته يرهن الوضع للانفجار. بينما التعامل المنفتح هو الذي يضمن التطور المنسجم لان مناخ الحرية هو غير مناخ التحكمية وما تاريخ البشر الا نزوعا نحو الحرية والتحرر. ولننظر اليه وهو يمتطي كلمة العلمية ليقنعنا بشيء هو غير مقتنع به، بل لا يتقدم خطوة حتى يستشهد بعكس ما اثبتته العلمية عنده لدرجة اصبح يمكننا القول مع علميته: نمت بشكل علمي، وخرجت القطة من المرحاض بشكل علمي. او ان زئير الاسد ليس اداة علمية لمعرفته اسدا. الابتذال الذي ما بعده ابتذال. معه كادت العلمية ان تصبح شيئا مبتذلا تفر منه النفوس. يقول: )لقد اثبتت الدراسات العلمية ان مقولة العرق لم تكن في يوم من الايام اداة علمية للتحليل وللتمييز بين البشر(. وفي جملة لاحقة يعود ليستشهد بعكس هذه الفكرة ليؤكد التمازج: (فهناك كما يقول الحبيب الفرقاني: عرب بل شرفاء ونسب الرسول … وامازيغ اصلاء(. هل الفرقاني هو الله حتى نقول انه نطق وحيا. طالما اعجبتك فكرته فلانه من فصيلتك الايديولوجية المعادية للامازيغ لا اقل ولا اكثر. ثم اذا كانت مقولة العرق ليست اداة علمية في التحليل فكيف امكنك التسليم بما قاله الفرقاني؟ وكيف تاتى لك وله الحديث عن عرب شرفاء وعن امازيغ اصلاء. ان قوله هذا فيه تثبيت للعرق وليس تجاوزا له في التحليل. عرب لا يعرفون العربية وامازيغ اصلاء لا يعرفون الامازيغية. وها انت حتى اللغة التي قد تكون اداة للتحليل قد ضحيت بها دون ان تعي ذلك. اذن لم يبق له الا التحدث عن العرق الاصلي. وقد سبق ان استعمل كلمة امازيغ اقحاح. بماذا عرفتهم انهم اقحاح؟ ان "القح" لم تكن في يوم ما اداة للتحليل. وبما انه لم تكن في يوم من الايام اداة للتحليل ففكرتك المفضلة عن التمازج التي بقيت لك وتريدها مطية لضرب احدى طرفي التمازج ونصرة الاخر تقتضي منك عدم القول "عند التقاء العرب بالامازيغ". كان عليك القول "بشر خليط غزا تامازغا والتقى بشرا خليطا" .وبالتالي لا يجوز لك من هنا فصاعدا الحديث عن قوم اسمهم العرب حتى تكون منسجما مع نفسك. لان الحديث عن العرب اصبح مستحيلا وفق "دراساتك العلمية" لان التفاعل كان منذ اقدم العصور. اما عن الدراسات العلمية التي اثبتت ذلك فلا نظن قولة الفرقاني دراسة علمية. فهو لم يقدم لنا ولو عنوانا واحدا منها. اما بالنسبة لنا نحن الامازيغ فلا نهتم بالاعراق حتى نكون على علم بتلك الدراسات. ما يهمنا هو اننا فوق ارضنا ولا نخاف من اي عرق ونعتز بانفسنا لاننا لم نعتد على احد حتى نجهد انفسنا في طلب ودهم تحت ايديولوجية اختلاط الدم او غير ذلك. ما نعرفه نحن هو الدماء الامازيغية المسفوكة على مدى قرون لا غير. بالنسبة لنا نحن فان تلك الدراسات والعرق والتفكير العرقي لا يهمنا ولا يشغل بالنا. ما يهمنا هو ان الاعتناء بالثقافة المغربية تقتضي عدم الاحتكار والسعي الى الحفاظ عليها ونزع مثل هذا التفكير العرقي الذي يجعل كل شيء عربيا، بل والذي لم يكتف بذلك واراد جعل حتى الامازيغي الاصيل بلغة الفرقاني او القح بلغته هو عربيا لمجرد انه كتب بالعربية او تكلم بها. اليس هذا هو التفكير العرقي المبثوث في ثنايا الايديولوجية القومية العروبية والتي بفعل تصريفها اليومي والممنهج في الاعلام والحياة اليومية دفعت الامازيغي الى التفكير في رد الاعتبار لنفسه ولثقافته. ولننظر نحن الى حجم العنصرية التي يخفيها عند انكشاف ان ما يدعي الايمان به وايهامنا به غير صحيح، وسرعان ما يفضح نفسه من حيث لا يدري. يقول: (ولاشك ان هذا المنطق الخفي ـ يقصد العرقي ـ هو الذي دفع احد حاملي هذا التصور الى الاحتجاج على وصف احدى الجرائد الوطنية لوزير الثقافة الحالي محمد الاشعري بانه شاعر ومثقف مغربي "عربي"، حيث علق على ذلك بقوله: ولا نعرف لماذا يوصف هذا الوزير بانه عربي وهو ريفي امازيغي حسب ما كتب هو نفسه في سيرته. ودلائل سريان هذا التصور العرقي نلمسها واضحة في وضع كلمة عربي بين مزدوجتين والحاق اسم الاشارة هذا بكلمة وزير هذا الوزير وهي طريقة في التعبير ادنى ما تنم عليه هو اللوم والرفض لوصف عربي وذلك فقط لان صاحب هذا القول لا يتفق على ان من تكلم العربية فهو عربي ويرى في وصف العربي شتما وسبا ويربط الامازيغية بعرق وهمي لا وجود له اذ كم من عربي تمزغ وكم من امازيغي تعرب). بالنسبة لنا نقول ان قولك ذلك تضربه بجملتك الاخيرة من حيث لا تدري. وهو ما جعل الامازيغي يحتج لانه، وانسجاما مع جملتك: )و يربط الامازيغية بعرق وهمي لا وجود له اذ كم من عربي تمزغ وكم من امازيغي تعرب( تقتضي منا ان نقول هذا الوزير المغربي. فكما انه بفعل التعريب لا وجود لعرق امازيغي وبفعل التمزيغ لا وجود لعرق عربي يبقى احتجاج الامازيغي في محله حين اخد صحيفتك الوطنية حين قالت وزير مغربي "عربي".اذ كيف امكنها اثبات انه عربي مع ان الكل تمزغ والكل تعرب؟ كان عليها وعلى وطنيتها ان لا تستفز مشاعر القراء بقولها "عربي" لاننا معك نحن لسنا عربا ولسنا امازيغ. مرة اخرى هناك امازيغ اقحاح واصلاء اختلطوا بالعرب لدرجة يصعب التمييز بينهما. فلماذا تدافع انت عن قول الجريدة وزير مغربي عربي؟ والى اي حد وفق منطوقك يبقى ذلك الوصف صحيحا؟ لا يمكنك الا ان تقول انه وصف خاطئ. واذا كان الامر كذلك فلماذا تؤاخد الامازيغي؟ وحين تقول "دلائل سريان هذا التصور العرقي يتجلى في وضع كلمة عربي بين قوسين"، الا ترى انت ان قول الجريدة "وزير مغربي عربي" هو تمثل عرقي وتعامل مع المغاربة على انهم عرب وغير عرب؟ لماذا اضافت صفة عربي.. ان اثبات صفة عربي للوزير المغربي يعني ان هناك وزيرا اخر غير عربي، ومن يكون في نظرك هذا الوزير غير العربي في المغرب؟ هل تظنه هنديا او امريكيا او سعوديا او كويتيا؟ بالنسبة لهذا الاخير ليس في حاجة ليضيف لنفسه صفة عربي لان "كويتي" او "سعودي" كفيلة لاداء دور الصفة. بينما وزيرك في المغرب لابد له من اضافة عربي لان مرجعيته الجغرافية لا يعرفها لانها غير موجودة اصلا حتى في مخيلته. ان العنصرية الثقافية والعرقية لا يمكنها ان تتحرك في المغرب دون ان تستفز الامازيغ والمغاربة. وبالتالي فالعنصرية هي صفة العربي الفارض لعربيته بالايديولوجية بعد القمع المادي للشعب. وكل من يجتهد لاخفاء هذه الحقيقة فهو عنصري. ثم عن طريقة التعبير (هذا العربي)، فهي طريقة عربية طالما المكتوب هو بالعربية. وبالتالي فان اللغة ذات الحمولة العنصرية هي التي كتب بها الامازيغي. فهو لا يعرف لغة عربية اخرى. ولتحديد المخاطب في هذه اللغة نستعمل هذا او هذه او ما الى ذلك. اذا بدت له تلك الصيغة غير مؤدبة فالعيب في لغته هو. وهو بنفسه لا يمكنه ان يتكلم دون ان يقول هذا العربي او هذا الامازيغي. اللهم اذا كان ينتظر منا ان نقول هذا العربي سيد الدنيا والاخرة فلندعه ينتظر المستحيل. اذن العيب كامن في ادراكه الذاتي لذاته. فصيغة هذا العربي التي ارقته ولمس فيها دلائل العنصرية تحتمل الوجهين: فنقول هذا العربي الابي، او هذا العربي العنصري. اذن النعت والصفة هي التي تحدد حمولة صيغة هذا العربي… وهنا لا يرتبط الا بصفة مع انه امازيغي، وهذه ليس فيها قذف او مدح ما، اللهم اذا كان يوازي بين الامازيغي والصفات الناقصة، وبالتالي وصف كاتب مغربي عربي ـ اي كتب بالعربية امازيغي يضايق الكاتب. والا فلماذا حاول هو اثبات نسب اخر للاشعري عبر نفي صفته الامازيغيية بقوله: لان السيرة الذاتية ليست هي الرواية واشخاص الرواية يحق لهم ان يتكلموا دون ان يعبروا عن الكاتب. اي عدم الربط بين اقوال الشخوص والروائي. ولماذا يصر هو على اثبات ان الكاتب عربي مع ان العرب تمزغوا ـ اني لا اعرف الاشعري ولا يهمني ان يكون امازيغيا او عربيا. ما اعرفه هو انه عروبي وانه لا يستطيع زيارة خنيفرة بعد ان تخلى على وعوده لرفاقه في النقابة والحزب والذين اعترضوا طريقه لزيارة موقع معركة الهري الامازيغية الشهيرة ضد الغزو الفرنسي، حول على اثره الطريق الرسمي المقرر للموكب الوزاري واعرف انه استبدل مهرجان خنيفرة الامازيغي بمهرجان عين اللوح الفولكلوري تفاديا لما لا يحمد عقباه قلنا من خصائص الرواية التخيل. يحق للروائى ان يتخيل ولا يلزمنا خياله. دعوه يتخيل كما يريد ودعوكم تتقبلون بسهولة ما يقول. اياكم والاساطير التي تقوم عليها الامازيغية لانها تقوم على الخيال، واياكم مرة اخرى لانها تقوم على الوهم. عجبا كيف امكن واستقام له ان يعيث فسادا في اللغة وان لا يعير اهتماما وانتباها لما يكتب. عجبا كيف يظننا، هل يظننا اغبياء لهذه الدرجة التي يمكنه ان يجمع بين مجموعة من الكلمات دون مراعاة سياقها وشكل علاقته بها. اذا كانت السيرة ملمحا من ملامح الاسطورة، واذا كانت المدرسة العربية في بلاد الامازيغ بحثت لنفسها جاهدة عن شيء يدل على ان العرب مارسوا السيرة الذاتية قبل غيرهم، وعملت المستحيل من اجل اقحام هذه الفكرة في اذهان التلاميذ المغاربة، واذا كانت السيرة الذاتية ملمحا من ملامح الاسطورة، والاسطورة اما لا وجود لها واما لها بعد عرقي، فما هي يا ترى العلاقة بين ملمح السيرة الذاتية الاسطوري والبعد العرقي للاسطورة العربية في بلاد الامازيغ؟ و يقول: "…اختلاق اشياء لا وجود لها (سيرة ذاتية) وهو ملمح من ملامح الاسطورة، والعمل على اسقاط العرقية التي اضيفت على الامازيغية والصاقها بالعربية نفسها بحيث لا يكفي ان تتكلم العربية وتبدع بها وتحبها وتدافع عنها.. لتكون عربيا، بل لابد لك من شجرة تثبت نسبك العربي… ببساطة لان المسالة، وهذا هو المسكوت عنه في هذا الكلام، ترتبط بالعرق وبالدم الذي يجري بالعروق. قبل ان نمر لمناقشة هذا الهراء نذكره بالشعار الاتي و هو كفيل ليعري افكار من يفكر بالدم الذي يجري في العروق: الدم العربي واحد.. الشعب العربي واحد. تامل هذا الشعار وفي وجه من يرفع؟ هل هناك في الدنيا من يقول ان الشعب العربي شعبان والدم العربي دمان. ونعود الى الفقرة السالفة. نعم صحيح ما يقوله الامازيغي. ونقولها مرة اخرى: انه لا يكفي ان تتحدث العربية لنحكم عليك انك عربي. ببساطة فانت القائل كم من امازيغي تعرب وكم من عربي تمزغ. فاذا كنت تعي ما تقول فان الامازيغي الذي يعرب فمجرد تحدثه بالدارجة وليس العربية لا يعني انه عربي. ماذا تريد منا ان نفهم من كلامك. هل نفهم منه عكس ما تريد قوله؟ نحن نريد الحقيقة وهذا يلزمك بالاعتراف بدهائك والتراجع عليه لان حبل الكذب قصير كما يقول الدارج المغربي. يقول انه يتفق مع ان من تكلم العربية فهو عربي. وماذا عن الذي تكلم الفرنسية ايكون فرنسيا؟! فكي تكون منسجما مع نفسك كان عليك ان تقول ان الامازيغي محق في هذا الراي، وان قلت عكس ذلك ناقضت نفسك. ومن حق الامازيغي ان يقول ذلك. والدليل اني اتكلم العربية واكتب بها وادرسها ولكن اعي انني امازيغي ومعتز بكوني امازيغيا لا عربيا ولا فرنسيا. لنتامل قوله: "ودلائل هذا النزوع العرقي نجده واضحا فيما تقرره بعض الجمعيات التي تعد نفسها جزءا من الحركة العالمية للشعوب الاصلية، والمدافع الشرعي عن حقوق الشعب الامازيغي، والتي تتحدث ـ مسايرة في ذلك مقررات الكونكرس الامازيغي عن اضطهاد هذا الاخير وتدعو الى ضرورة اخد زمام امره بيده و تقرير مصيره، بل اكثر من ذلك فان المنظمة الافريقية للنساء الاصليات التي اسست مؤخرا بمدينة اكادير المغربية، والتي يوجد مقرها المركزي بامستردام، جعلت من مهامها منع اي حادث قتل جماعي او اثني في حق السكان الاصليين. واستدعاء المجموعة الدولية من اجل التدخل للمساهمة في الحيلولة دون وقوع ذلك. وما يسترعي الانتباه في هذا الهدف الذي ترمي هذه الجمعية الى تحقيقه، هو كلمة قتل جماعي Génocide وقتل اثني Ethnocide ، و كأننا هنا في المغرب امام نساء من عرق خاص يرمين الى القضاء الكلي على نساء اخريات ينتمين لعرق مخالف هو عرق الامازيغيات الاصليات، بينما تاريخ المغرب كله لا توجد فيه سوابق لسلوك مماثل يبرر ادراج هذا البند(. انه يصر ولا يزال يصر على قلب المواقع. .. فالعربيات هن العرق الخاص، هن المركز. والعرق المخالف التابع الشاذ الطارئ هن الامازيغيات. بمعنى ان نساءنا هن المخالفات للعرق الخاص. والحقيقة ان النساء العربيات هن المخالفات لان الاصل في المغرب هو الامازيغيات. وبلغته تلك فانه يتفنن في قلب المواقع لتصبح الاصلية هي الشادة والحالة الطارئة الدخيلة ـ نقصد بالضبط التصور والفبركة الجديدة الدخيلة للمرأة مثل الفبركة الوهابية العروبية المتمسلمة الجديدة للمراة المغربية ـ هي الاصلية والنموذج. ولكن ما بهذا الاحتيال واختيار الالفاظ يتم طمس الواقع؟ ولا بهذه السهولة والاعتقاد في السيادة الان. لان سيادة هذا الاحساس هو نتيجة سيادة سياسية لن تدوم على حالها طالما لا تعمل بالديموقراطية والمنطق. لقد نسي ما عابه على الامازيغي في استعماله لاسم الاشارة هذا حين ارفقها بالوزير قائلا هذا الوزير. نسي هذا ولا يفصله عن قوله الا فقرة. يا لضعف الذاكرة. الم يشعر انه يفضح نفسه حين يقول في هذه الفقرة: وما يسترعي الانتباه في هذا الهدف الذي ترمي هذه الجمعية الى تحقيقه. انه يتافف من هذه الجمعية التي لايريد حتى ذكرها و يتافف حتى من الهدف الانساني العالمي الذي تناضل من اجله. ثم عن هذا التعبير الكلياني: بينما في تاريخ المغرب كله لا توجد فيه سوابق لسلوك مماثل يبرر ادراج هذا البند. الم يسبق له ان طرح نقطة استفهام عن تاريخ المغرب؟ الا زال يستطتع الحديث عن شيء اسمه تاريخ المغرب؟اي تاريخ و اي مغرب؟ هل يعتقد ان فرنسا واسبانيا ركعتا المغرب بالعدل والاحسان والمودة؟ من حقك ان تقول مثل هذا الكلام لانك لست سليل المقاومة المسلحة الامازيغية. اما الامازيغ الذين يرفضون الكلام عن المغرب الكلياني فلا زالوا يتذكرون ويذكرون احفادهم بهمجية الغزو واماكنه وتفاصيله الدقيقة والقنابل التي القتها الطائرات وهي تطارد المقاومة والامازيغ فرادى وجماعات. وهو ما يفسر ان اطفال الامازيغ وصبيتهم الى يومنا هذا كلما سمعوا ازيز الطائرة يفرون لهول وفظاعة ما فعلته بابائهم. هل ما سماه تاريخ المغرب يتضمن شيئا اسمه ذاكرة الشعب؟ ماذا يعرف عن تاريخ المغرب القديم والحديث؟ من سمعه يقول: تاريخ المغرب كله يخال اليه ان هذا الشخص عاصر جميع فترات تاريخ المغرب وعاين احداثها. الا يعرف ان اي غزو بعد ان يتمكن من الاهالي وارضهم يعمل على تضميد الجراح بالايديولوجية ومسح واتلاف كل شيء يشهد على همجيته؟ ماذا تظن السياسة العسكرية الفرنسية فعلت؟ لانك لم تذق طعم القنابل الكيماوية السامة في الريف فانك تنفي، بسهولة الخونة، ما تعرض له الامازيغ على يد الدخلاء. وحدهم الامازيغ يعرفون الجرائم الحربية التي تعرضوا لها. منها ما هو مدون ومنها ما هو عالق بذاكرة الشعب تتوارثه الاجيال. ثم ان بساطة التفكير عنده جعلته يخلص مباشرة عبر التساؤل هل هناك نساء يردن القضاء على الامازيغيات كليا. بساطة التفكير هو انه لكون المنظمة التي يتحدث عنها منظمة نسائية اعتقد ان الحرب العرقية هي بين النساء. ان الرجال الذين يقودون الدول اللاديموقراطية هم الذين ينفدون المجازر في حق الشعوب الاصلية. ان استغرابك لادراج هذا البند يكشف على انك احادي الرؤية واقتناصي التفكير. لا تتردد في ربط اي عمل في الغرب بمعاداة العربية. وهي فكرة خاطئة و دفاعية فارغة. ان العمل الجمعوي لو كنت واسع النظر وكنت تؤمن بالمجتمع المدني هدفه تحصين المجتمع افرادا وجماعات من اي بطش قد يقع باسم الدين او اللون او اللغة، وتحصين هذا المجتمع من اي سياسة لا وطنية في جميع المستويات، وهو شكل من اشكال تعميق الديموقراطية وبنائها على اسس صلبة تقطع الطريق على النخب الانتهازية المتزلفة للسياسة القائمة مبررة التطرف بالمجتمع. ان حماية اللغة و العرق في العالم يبدا بالاعتراف بهما وبالتنصيص قانونيا على حمايتهما. ما ذنب الاسود او الاحمر كي يحتقر ويمتهن على اساس لونه؟ ما ذنب الامازيغي ليحارب على اساس انه امازيغي وتحارب لغته؟ لو لم يكن ذلك النفي للوجود الامازيغي يمارس وحاضر في نية حاملي المشروع العروبي فما الذي يمنعهم من الاقرار بحقوق الامازيغ كاملة غير منقوصة وعلى راسها الحق في المواطنة؟ في قولك ان العرق الامازيغي لا وجود له والذي لا تستطيع الصمود على لغوك كما اشرنا الى ذلك سابقا ـ الا تراه حربا وقتلا جماعيا عرقيا واثنيا؟ انك تجردهم من الوجود اصل. اليس هذا قتل رمزي؟ ماذا عساك تفعل بعد هذا الكلام سوى انك تعبئ لقتل عسكري ضد هؤلاء كلما طالبوا بحقوقهم تحت مبرر انهم غير موجودين. الا تشعر بان هراءك هذا لن يصدقه حتى احمق؟الا تراه حمقا؟ يرى ان هناك فهما سطحيا وهو الذي سيدفعه لتوضيح الواضحات حتى وان كانت من المفضحات. وكاني به يقول "خلونا نفرشوا اللي كاين". وبه ينفضح امره لانه يعتقد انه مالك العلم الحق. وكل من اعتقد ذلك سرعان ما ستنهار اعتقاداته. وكي نكون موضوعيين سنحاول فهم قوله بكل احتمالات معانيه حتى تلك التي لم تخطر له على بال . المفضحات عنده او الفضائح هي انه عندما التقى العرب بالبربر كان هؤلاء صنفين لكل صنف خصائصه. وما هو واضح هو انكم ايها الامازيغ منكم بربر شقر وبربر مجعدو الشعر. وتوضيح هذا الواضح فضيحة، اي ان فضيحتك هي انك مزدوج غير منسجم من الناحية البيولوجية، فدعونا نسكت عن هذا الامر. لا يمكنه ان يقرا قوله الا بهذه المعاني. انه لا يتقدم خطوة واحدة الا وناقض اقواله السابقة وانكشفت خلفياته العرقية العنصرية. لقد سبق ان قال بان العلم الحديث اثبت ان مقولة العرق لا يمكن ان تعتبر في يوم من الايام اداة للتحليل. ورغم ذلك هاهو يعتمد على العرق وخصائصه في التعامل مع الامازيغ، بل ويعتبر ذلك فضيحة. منا الاشقر ومنا مجعد الشعر. اذن التنوع عنده والاختلاف يعد فضيحة ولا يعد مدعاة للتسامح والتخلي عن التمركز عن الذات. اذن يتضح لنا مرة اخرى ان استعماله لهذه الكلمات هو بغرض التضليل والتغطية على عنصريته. انه بعيد كل البعد عن هذه القيم النبيلة ولولا ضغط النضال الامازيغي لما قبل استعمالها ولو بغرض التضليل. لان مرجعيته هي الوحدة، والوحدة القسرية من سمات التفكير العسكري وليس التفكير العلمي. (يتبع) |
|