|
|
حزب التقدم والاشتراكية والتنافس على الأمازيغوفوبية مع الأحزاب الأخرىبقلم: إيتو علي أحمد (ازيلال) في إطار تحضيره لمؤتمره القادم، أصدر حزب التقدم والاشتراكية كتيبا بعنوان: "تهييء المؤتمر الوطني السادس، مشروع الأطروحة والبرنامج العام لحزب التقدم والاشتراكية". فبعد قراءة متأنية لهذا المشروع، أثار انتباهي أسلوب اللف والدوران الذي تعامل به أصحاب الأرضية مع الأمازيغيية: ففي الفصل الأول، تم نعتنا ب"العرب": »إن أحسن وسيلة يمتلكها العرب، من أجل فرض الاعتراف بحقوقهم المشروعة... تكمن في تعزيز التضامن العربي.... العمل بين الدول العربية... إذ يجب على العرب أن يعوا ... كل الأطراف العربية ... تفعيل الجامعة العربية.... بناء المغرب العربي...«. (من كلام محضري المشروع). من خلال هذا يتضح أن الإخوان في PPS ما زالوا على قوميتهم رغم ثبوت أسطوريتها، كما أن مثل هذه التسميات تتناقض مع كل ما يمكن أن يسجل كموقف إيجابي من الأمازيغية. أما الفقرة الثالثة من الفصل الثاني: فقد أعطى أصحاب الورقة التحضيرية مفهوما دقيقا وعمليا للثقافة، لكن سرعان ما تم خرقه. وهذا ما يظهر من خلال ما يلي: »يعتبر حزب PPS أن المركب الثقافي هو المغرب المتجذر بعمق تأريخه وحضارته العربية الإسلامية، وبانفتاحه على الثقافات الإنسانية، والمتنوع بمكوناته الغنية ثقافيا ولغويا وإثنيا، انطلاقا من انتمائه المتعدد الأبعاد إلى الحضارة الإسلامية الأمازيغية العربية والإفريقية والمتوسطية... من ثمة فالشخصية المغربية شخصية متوازنة ومستقرة في إطار جدلية الوحدة في التنوع«. (من كلام معدي الأرضية). الملاحظ اختزال التاريخ المغربي وحضارته في بعديهما العربي الإسلامي. وهذا يشبه تعامل أعداء الأمازيغية (المخزن ومن يدور في فلكه) مع تاريخ المغرب، خصوصا وشمال إفريقيا عموما. وهذا إجحاف في حق الشعب المغربي الذي أنتج حضارة ترجع إلى ما قبل الإسلام، وإن سعى أصحاب الورقة نفي ذلك ليجعلوا البداية التاريخية للمغرب تتطابق مع دخول الإسلام إليه. كما يفهم كذلك من هذه الفقرة أن المغرب عربي إسلامي، ثم بعد ذلك توافدت عليه الأبعاد الأخرى كالأمازيغية والإفريقية والمتوسطية. فيا للأسطورة! أهكذا يتعامل أصحاب التحليل العلمي مع قضية من قبيل القضية الهوياتية بالمغرب. أما الفقرة الرابعة من نفس الفصل فقد خصصها المشروع للنقاش الوطني حول القضية الأمازيغية حيث حذر من مغبة السقوط في المنزلقات (ربما المطالبة بدسترة الأمازيغية منزلق في نظر المشروع). كما دعا إلى نقاش هادئ (كأن هناك عنفا) لدعم مطالب الحركة الثقافية الأمازيغية. وعلى المستوى العملي يقترح ما يلي: ـ على مستوى المؤسسات: التأكيد على رسمية العربية دون سواها لأنها العنصر الموحد للمغاربة. من هنا يتضح الموقف المعادي لدسترة الأمازيغية كما أشرت سابقا، والاتفاق على النهج الحالي الذي يقسم الأمازيغية إلى لهجات رغم مطالبته، وبشكل فضفاض بصيانتها والاعتناء بها، ـ وعلى المستوى التعليمي: مطالبة المشروع بتدريس الأمازيغية وحث العلماء والباحثين لإيجاد السبل الكفيلة لذلك. وهذا في نظرنا لن يكتب له التنفيذ ما دامت الأمازيغية غير معترف بها دستوريا، ولا أدل على ذلك مآل خطاب 20 غشت 1994، وتصريح الوزير الأول أمام البرلمان. ـ على المستوى الإعلامي: تحدث المشروع عن المستوى المتدني للتلفزة المغربية في تعاملها مع التنوع الثقافي بالمغرب. إننا نضيف نفس الملاحظة بالنسبة للإذاعة والصحافة مع استثناءات قليلة، كما نؤكد للمرة الألف أن هذا لن يتم تجاوزه (تدني الخدمة الإعلامية) إلا بدسترة ومأسسة الأمازيغية. وبصدد الحديث عن جاليتنا المقيمة بالمهجر، فقد دعا المشروع إلى تدريس أبنائنا ببلدان المهجر اللغة العربية وتعريفهم بحضارتهم العربية الإسلامية مع مراعاة خصوصيتهم العربية الأمازيغية الإسلامية. نلاحظ أن الرفاق الذين أعدوا المشروع ما زالوا أوفياء لأسطورة القومية العروبية حيث لم يعيروا مفهوم الهوية أي اهتمام، وطالبوا (ولا ندري لمن يوجهون مطالبهم) بتعريب المهاجرين المغاربة والتركيز على هويتهم العربية بالدرجة الأولى، بينما الأمازيغية في درجة ثانوية رغم أن العكس هو الصحيح استنادا إلى نتائج العلوم الإنسانية لا إلى الخرافة كما يدعي المدعون. خلاصة القول أن هذا المشروع يحمل بين طياته مجموعة من التناقضات تصب في مجملها في التوجه الذي يسعى إلى مسخ هويتنا الأمازيغية رغم كونها العمود الفقري للهوية المغربية. نتمنى صادقين أن يتعامل المؤتمر الوطني القادم لحزب التقدم والاشتراكية مع هذه المسألة بوضوح بعيدا عن أساليب اللف والدوران وجعل مؤتمر مارس القادم مؤتمر المصالحة مع الذات. |
|