|
|
عبد الرحمان بن عمرو وعوربة الحقوق بقلم: محمد بسطام (إشتوكن آيت باها)"العولمة" و"العوربة" و"الخوصصة" مترادفات لها نفس الحمولة الإيديولوجية المرتبطة باحتواء وسحق كل الحقوق الجماعية المتوارثة، سياسية كانت أو ثقافية أو اقتصادية أو اجتماعية، باعتماد أسلوب الاستقواء الشكلي من خلال الفبركة المفاهيمية التضليلية المبطنة لما يطلق عليه الأمازيغ بلغتهم الخالدة: Fekat, i, wida, ccanin, addagh بمعنى أنه: كيفما كان رداء حامل هذه "الثقافة" الاحتوائية، حتى ولو كان يتسم ب"الطهر النضالي" فإنه يخدم نفس الطرح الرامي إلى التبخيس والتخوين، بغية الإقصاء والتهميش لكل ما له علاقة بتاريخ وجغرافية وإنسان هذا الوطن العظيم، الذي اكتسب مناعة قوية ضد أي احتواء منذ آلاف السنسن. وينطبق هذا المدخل العام على موقف الأستاذ عبد الرحمان بن عمرو الممثل لجمعية حقوقية مغربية في المؤتمر الأخير للفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان المنعقد ببلادنا؛ ذلك الموقف الغريب الذي دفع الأستاذ بن عمرو إلى خندقة نفسه في "طليعة" أولئك المصابين بداء اسمه: " الشلح ما يطلع الراس!"، ضدا على المقررات التنظيمية والفلسفية للمؤتمر الأخير للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، المنعقد تحت شعار: "...كل حقوق الإنسان"، وضدا على أخلاقيات مهنة المحاماة التي تفترض الدفاع عن الحق وعن الحقيقة، منتهجا مسلك الطغمة الأندلسية التي كونت منه مدافعا "مناضلا" لأجل تكريس العنترة الانتمائية المفترضة، جاعلا من المواطنين ببلادنا: أعراقا وأصنافا ومراتب، متجاهلا كل ما يمت بصلة إلى المصداقية الفكرية والوطنية والموضوعية والعلمية، فلتنتحر الديموقراطية وحقوق الإنسان! إن شرفاء هذا الوطن يعملون ليل نهار من أجل إشاعة قيم التعدد المتآلف ويساهمون في إبعاد مسلكيات أسلاف الأستاذ بن عمرو في المرجعية الإيديولوجية المشكلين للطغمة الأندلسية المطرودة من منطقة Indelas بسبب تجاوزها للقيم الحضارية الإسلامية التي ركزها طارق بن زياد؛ تلك الطغمة التي لقن لأسلافها يوسف بن تاشفين درسا في الوحدة الوطنية والجدية في تسيير الشأن العام، غير أن "دهاء" تلك الطغمة سيمكنها من تهيئ كل الظروف الانحرافية لمن يحب ممارسة السادية الديمواغوجية ضد أهم مرتكزات الهوية الوطنية، بالعمل بكل الوسائل المستغَلة لإبعاد هموم الشعب المغربي اتجاه القضايا البعيدة عن جغرافيته، حتى يتمكن أحفاد تلك الطغمة، أمثال بن عمرو من اختراق مواقع سياسية وحقوقية، التي من المفروض أن يتواجد فيها من يكون ولاؤه أولا وأخيرا للمغرب، بالدفاع عن كل قضاياه، بدون انتقائية مفضوحة، تحول معها واقعنا الإعلامي والفني إلى سوق استهلاكية للبضائع المراهقة، التي تحمل بين طياتها ثقافة "هز البطن" من فتات موائد الشرقية والبترودولار، بكل ما تنقله لنا هذه "الموائد" من ضروب التشكيك والتهجين والانبهارية المفترضة الضحلة. إن هذه المسلكيات هي التي أنتجت لنا أشخاصا لم يعودوا يحترمون حتى مكانتهم النضالية "إن وجدت فعلا"؛ أشخاصا أنساهم العمى الممشرق حتى من هم؟ لماذا أدوا ضريبة النضال؟ وما هي الحقوق التي يدافعون عنها؟ هل هم مغاربة الانتماء الروحي؟ لقد ذكرني الأستاذ "الحقوقي" بموقفه هذا في مؤتمر الفيدرالية الدولية لحققو الإنسان، حيال القضية الوطنية الأمازيغية، بما سبق أن عبر عنه بجريدة الشبيبة الاستقلالية، إذ مارس العنترة اللغوية في حق اللغة الوطنية الأمازيغية معارضا أن يكون لها حيز في الدستور المغربي، حتى لا تضايق، حسب زعمه، لغة جميع المغاربة والدستور والأمم المتحدة...!! إن انتماء الأستاذ بن عمرو إيديولوجيا إلى المدرسة الأندلسية، هو الذي جعله يضرب عرض الحائط بكل مقررات جمعية حقوقية أسسها مناضلون وطنيون شرفاء، همهم الوحيد أن ينعم المغاربة بكل حقوقهم، وأسندوا إليه الرئاسة، إلا أن شطحاته الممشرقة خيبت ظن أغلبهم، لا سيما وقد سبق له أن قام بفعل لاحقوقي بتفضيله مسيرة الرباط عن وقفة الحقيقة والإنصاف أمام معتقل تازمامارت، حتى يضمن البقاء لنفسه في صفوف أسلافه الأندلسيين؛ هؤلاء الذين أصابهم مرض العروبة (وليس اللغة العربية) وأوهامها اللاموضوعية، فتسببوا في إعاقة التنمية الشاملة ببلادنا، من خلال تبني فكرة: المغرب النافع والغير النافع، ولا أدل على ذلك ممارستهم لأسلوب التخميس اللغوي، في الوثيقة المتعلقة بالتربية والتكوين، التي أرادوا أن تكون خاضعة للتجربة الميدانية والتنقيح لمدة عشر سنوات حتى تكون في مستوى فلسفة خطاب 20 غشت 1994. |
|