|
جميعكم وجميعنا بقلم:حميدي علي جميعكم، وبإمكانات وأموال الشعب من أجل تدمير لغته وهويته الأمازيغية والقضاء عليها في المهد. جميعكم من أجل تعريب المرأة/القلعة القروية عبر حملات محو الأمية/الشخصية وانتزاع الطفل من وسطه الثقافي الطبيعي الأمازيغي عبر تعميم روض الأطفال لتسهيل عملية الدمج القسري الذي انتدبت المدرسة العربية للقيام بها. ليس لكم إلا ذلك الباب للقضاء على هذه الهوية/القضية التي تقض مضجع السلطة المخزنية على مر التاريخ. ليس لكم من حل لتتخلصوا من "البرابر"، حلم علال الفاسي والمهدي بن بركة والجابري، سوى القضاء على لغتهم وهويتهم حتى إذا ما تطورت مطالبهم وأداؤهم يمكنكم التذرع لحظتها بأنهم أقلية. ليس لديكم إلا أن تراهنوا على هدوء الأمازيغ ـ مع أنه قد يكون كذلك الذي يسبق العاصفة ـ لترفعوا من وتيرة التعريب لأنه الحل الوحيد والممكن للتخلصوا من البرابر/الحرية. فلتتجندوا جميعكم إذن من أجل إلحاق المغرب ببلاد العرب بتزوير التاريخ والحاضر بكل أبعاده. جميعكم من أجل القيام بهذه المهمة القذرة التي ستدر عليكم خيرات الاستفادة والسيطرة، والتي ستضع الأمازيغ/المغرب رأس الرمح لمواجهة أعدائكم، وبه يصبح الدم الأمازيغي يسيل من أجل "قضاياكم". وجميعكم من أجل مهمة غدر وخيانة الطفل الأمازيغي البريء والكذب عليه وتزوير نسبه لاستعماله في مشاريع القومية العربية. جميعكم إذن من أجل هذا الهدف الخفي القذر. ولكم أن تستفيدوا من الواقع المزري للعالم القروي ومن علوم الإحصاء وعلم التقديرات، لتتوقعوا أن الطفل الذي ستبدأون في التشويش على لغة أمه ابتداء من سنة 2004، تاريخ تعميم روض الأطفال على البالغين سن الرابعة، ستصلون في طريق عشرين سنة ـ تاريخ/عمر زواج أول طفلة التحقت بالروض ـ إلى تحقيق المعجزة، الهدف القذر. التعريب ابتداء من السنة الرابعة أحسن سلاح فتكا لشيء اسمه الحق في التعلم بلغة الأم. فلتجندوا له كل شيء حتى تخلفوا وراءكم مغربا بلا "برابر"!، المشروع/الحلم. إنها أحسن طريقة تؤدي إلى الهدف بعد أن تيقنتم بلا جدوى التدمير العسكري. عليكم جميعكم كل هذا، وعلينا أن نعي أنه لو كنا أقلية فسنضطهد ونقطع إربا إربا. علينا أن نعي أن القضاء على تامازيغت هو قضاء علينا. علينا أن نعي أن وضعنا الذاتي في صالح مشاريعهم جميعهم، أحب من أحب وكره من كره. علينا أن نعي أن تصوراتنا المهادنة ستصل إلى الباب المسدود، وأن كل فاعل سيجد نفسه مضطرا إلى التنازل عن حريته، وإما أن نطرح القضية في بعدها التاريخي المرتبط بالأرض والوجود الأمازيغي بعد أن يتيقن بأن تدريس الأمازيغية وهوية المغرب هي أمور لن تتحقق إلا على يد الأمازيغ وليس على يد من يحارب الأمازيغية. علينا أن نعرف أننا جميعا نعرف أن التخطيط لإقبار لغتنا وهويتنا يتم أمام أعيننا وبأموالنا. علينا أن نعي أن وحدة الصوت الأمازيغي العالمي ومصداقية تمثيلية ضرورة ملحة، وأن أي دفع للاختلاف باتجاه التشكلات المستقلة سيؤثر بشكل سلبي على قضيتنا. وإذا كانت الديموقراطية من تقاليد الأمازيغ حتى قبل أن يهتدي إليها الغرب، فإننا الأجدى والأجدر بتطبيقها والاحتكام إليها داخل إطاراتنا. فإذا كانوا جميعهم يحترمون الحد الأدنى في ما بينهم، والذي هو تعريب البلاد والقضاء على أمازيغية أهلها، فإنه بالمقابل الحد الأدنى الذي من المفروض أن نتوحد عليه والقيام بحملة دولية لفضح حقيقة مشاريعهم والدفاع على هوية البلاد في كل تمظهراتها والتعريف بها. ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا بإطار واحد يعيد إلى سطح الأحداث مسؤولية فرنسا في ما تعرض له الأمازيغ وما نتعرض له الآن، وكذلك يراسل الأحزاب السياسية في العالم وحركات التحرر الوطني والجمعيات ورؤساء الدول والمنظمات الدولية في شأن قضيتنا. يدعم نضاله إطار نقابي للمدرسين الأمازيغ بالداخل يوازي بين نضاله النقابي على الملف المطلبي الذي تم إجهاضه من طرف النقابات العروبية ومستوى السياسة التعليمية التخريبية. ولا أظن الكرة الآن إلا في مرمى رجال التعليم الأمازيغ، أبناء الثقافة الحقيقيين الغيورين وحدهم على المصير المجهول لذرية الأمازيغ. كثير هي المطالب الأخرى التي لن يختلف عليها من هو مهدد في حياته لأن معناها أن تكون أنت وليس أن تكون شيئا آخر.
|
|