|
|
الحركة من أجل الحكم الذاتي للريف: هواية أم سياسة؟ بقلم: عاشور العمراوي
ينتابني أسف شديد ـ خصوصا أنني ريفي من الناظور ـ لأنني سأقسو وبشدة في هذا النقد الذي سيشمل الحركة ومحركيها الصغار. كنت سأكون على خطأ دائم لو لم أقتن مجلة "نوميذيا" التي أرتني مجموعة شباب تجمعهم صورة بالمجلة. نقرأ في الصورة التي جمعتهم جنبا إلى جنب أنهم غير مؤطرين بالمفهوم السياسي. وهنا السؤال المؤرق الذي يتبادر إلى الأذهان فور رؤية صورة تلك المجموعة من الشباب: كيف يطالبون بشيء اسمه الحكم (الذاتي) من نظام وجوده لاشرعي لأنه بنى وجوده هذا على العروبة في أرض هي أصلا أمازيغية وليست عربية؟ يا شباب، إنكم بمبادرتكم هذه تضعون أنفسكم في وسط اللامكان أولا، لأنه وطبقا للمنطق يستحيل تقبل حكم ذاتي في بيت ذاتي، بمعنى اقتطاع جزء من بيتك لفائدة غريب بغية تفادي الإزعاج الذي يحدثه عندما يتخذ قراراته على مستوى البيت كله. إن إسبانيا ليست أرضا كتلانية كلها، لذلك حق للكتلانيين المطالبة بالحكم الذاتي في إطار سيادة واحدة تديرها إسبانيا من مدريد، على عكس مراكش (المغرب) الذي هو كله بلد أمازيغي تحكمه سلطة عربية بحكم الانتماء العرقي لحكامها وضدا على المنطق الطبيعي الذي يقول بأن هوية الأرض هي التي تحدد هوية السلطة السياسية مهما كان الانتماء العرقي للقائمين عليها تماما مثل الرئيس الأمريكي السيد باراك أوباما. فالذي تجب المطالبة به إذن، ليس بالحكم الذاتي بل تصحيح الوضع القائم للنظام السياسي للبلد برمته في إطار مصالحة حضارية أمازيغية مع النظام الحاكم، ابتداء بالدستور للتنصيص على الهوية الواحدة للبلد وهي الأمازيغية، تاريخ واحد، حضارة واحدة، لغتين وثقافتين، ثم الإعلان عن الاستقلال الكامل، وهذه المرة من التبعية لدولة فرنسا التي مزقت أمجادنا وأحلامنا مع رسم رؤيا واضحة للأمة تكون هي صاحبة القرار فيها تماما مثل قرارات دولة إيران. عاشور العمراوي Achour_74@hotmail.fr
|
|