|
|
التعريب رجس من عمل الشيطان بقلم: بْراهِمْ أسافو ؤتْمازْغا «على مدى نصف قرن من الزمن تم رفع العروبة، في المغرب، إلى مقام الفضيلة الكونية. فكفت بذلك عن كونها تحيل على عرق من الأعراق وثقافة من الثقافات، أنتجها ذلك العرق البشري، لتقدم للمغاربة على أنها المثل الأعلى الذي يتوجب عليهم أن يجتهدوا في تحقيق ولو شيء قليل منه في أنفسهم، إن كان لهم أن يطمعوا في أن يغفر لهم كونهم لم يولدوا عربا. فأن لا يكون الإنسان عربيا بالمولد هو نوع من الخطيئة الأصلية التي عليه أن يشغل عمره كله في طلب التكفير عنها؛ وذلك بأن يحمل نفسه على التجرد من كل ما ليس عربيا فيها؛ بدء من اللسان إلى الروح ومرورا بالأشكال الرمزية كلها. وخلال ذلك، عليه ألا يألو جهدا في اكتساب فضيلة العروبة عبر اصطناع لسانها وتمثل شعاراتها والتشبع بإديولوجيتها وميثولوجياتها... لقد قدمت «تمغربيت» للمغاربة على أنها النقيصة التي تشين صاحبها ويحسن التخلص منها أو إخفاؤها؛ وفي أحسن الأحوال على أنها وعاء فارغ ينبغي ملؤه بـ»فضائل» العروبة وأنظمتها الدلالية وأنساقها القيمية. أي سحب المشرق العربي على المغرب. ولقد حققت الدولة المغربية وطبقتها السياسية وأنتلجنتسيتها في هذا المضمار نجاحا يبدو، من قوته، أنه أخذ يفزع بعض المستعربين المغاربة أنفسهم» (المفكر الأمازيغي الأستاذ المناضل ماسّ ميمون أمسبريذ / “ثاويزا”، أوطّون 101) . يُعتبر التعريب (أيْ تحويل الإنسان الأمازيغي خاصةً والإنسان غير العربي عامةً من إنسان لا عربي إلى إنسان عربي) رِجْساً من عمل الشيطان الرجيم . لماذا؟ لأنه (أيْ التعريب = التخريب والتذويب والتعذيب) تغييرُ خلْق الله رب العالَمين. كيف ذلك؟ لقد خلق الله الأمازيغ وجَعَلَهُمْ أمازيغيين / ئمازيغْنْ، يستمدُّون انتماءهم الهوياتي الأمازيغي من أرضهم الأمازيغية منطقة إفريقيا الشمالية = بلاد تامازغا. بيْد أن الظالمين قد غيّروا، ويُغيِّرون، خَلْقَ الله تعالى. فعرَّبوا ـ ويُعرِّبون ـ المُواطن الأمازيغي، وحوّلوا وبدّلوا وزوّروا هوية الشعب الأمازيغي المظلوم من هوية أمازيغية مستنبطة ونابعة من الأرض الأمازيغية، إلى “هوية عربية” مُستمدَّة من “العرْق العربي” المزعوم والموهوم. وماذا يعني تغيير خلْق الله رب العالَمين؟ إنه عمل من أعمال الشيطان الرجيم. وهذا ما يشير إليه الشيطان نفسُه حين قال، لعنه اله تعالى، لرب العالمين: (لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا، وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ، وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا). (تاكطّومت نْ تْمْغارين / سورة النساء، الآية 119). قال ابن كثير رحمه الله: “... أي لا تبدّلوا فطرة الله ودَعُوا الناسَ على فطرتهم؛ كما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يُهوّدانه أو يُنصّرانه أو يُمجّسانه، كما تولد البهيمة بهيمة جمعاء هل تجدون بها من جدعاء] “ . (تفسير القرآن العظيم للشيخ ابن كثير: الجزء الثاني . ص 395 ـ 396). التعريب، إذن، هو تغييرٌ لخَلْق الله تعالى. وتغيير خلْق الله هو عَمَلٌ شيطانيّ . أيْ: أنّ التعريب هو رجْسٌ مِنْ عَمَل الشيطان الرجيم، فاجتنبُوه وقاومُوه وكافحُوه وحاربُوه وناهضُوه لعلَّكم تُفلحون . تغيير الهوية تدنيس للكرامة الإنسانية: يقول الأستاذ المناضل ماسّ محْمّْد بودهان الأمازيغيّ في مقاله القيم: “الكرّوج مغربي بالقميص وعربي بالقلب والدم!!”: «إن المواطن المغربي يدنّس في الحقيقة كرامته ويخون ذاته عندما ينسب هويته إلى العروبة والمشرق. ليس لأن الانتماء إلى العروبة فيه تدنيس للكرامة، بل لأن تغيير الهوية هو الذي يعتبر تدنيسا للكرامة. فلو كان المغاربة عربا لكان اعترافهم بذلك يزيدهم كرامة واعتزازا بذلك الانتماء. لكن أن يتنكروا لهويتهم الأمازيغية ويختلقوا هوية أخرى مزورة وغير موجودة إلا في أكاذيب المقررات المدرسية، فهذا ما يمس الكرامة ويدنسها. سيسترد المغاربة هويتهم كاملة في اليوم الذي سيعتبرون فيه أن أسوأ شتم يمكن أن يوجه إليهم هو أن ينسبوا إلى غير هويتهم الأمازيغية وانتمائهم الإفريقي». (شهرية “ثاويزا” المناضلة . ؤُطُّون 90 / أكتوبر 2954) .أزول فلاونت / فلاون. تانميرت أطّاس / باهرا outmazgha_2959@hotmail.com
|
|