|
|
قراءة في الفيلم الأمازيغي المرأة: عذاباتٌ وخضوعٌ وحرمانٌ في ظل النعيم. (فيلم "دادا بيهي"* نموذجا: الجزء الأول الثاني) بقلم: لحسن ملواني
في مقال سابق وعدنا القارئ الكريم على مواصلة تسليط أضواء على تيمة المرأة في الفيلم الأمازيغي وموقعها في المجتمع، وقد تحدثنا عن نظرة التقزز والإبعاد للمرأة باعتبارها إبليسا وشيطانا يستعاذ بالله تعالى منه، لما له من أخطار على العلائق الاجتماعية. وفي هذا المقال سنتناول وضع المرأة داخل فيلم "دادا بيهي" ومعاناتها التي لا ترجع سوى إلى تصرفات زوجها ونظرته إلى الحياة. وقبل الحديث عن محور المقال لا بد من إشارات عامة حول الجو العام الغالب على الفيلم في ارتباط مع بطله المسمى ب "طدادا بيهي". "دادا بيهي": جودة التشخيص وواقعية التصرفات: يلاحظ المتتبع لأحداث الفيلم ريادة الممثل المؤدي لدور البطل، فهو ممثل أدى ما أسند إليه من أدوار أداء ممتازا من حيث تجسيد المواقف بواقعية خاصة بصورة تجسد صدق التصرف والتشخيص بجدارة وكفاءة عالية، وهو ما ينقص ثلة من الممثلين في الفيلم الأمازيغي وغيرهم. لقد تمكن من تشخيص الجاهل المخضع للرقاب بالمال، وقد استطاع بهذا الأخير أن يصير المحذور فصار مخيفا للفقيه، للشيخ، لشبان الدوار وكهوله... وصار في ذات الوقت الشخصية الكريهة التي لا تألف ولا تؤلف وصديقه الحمار وهمه جمع المال وشؤون الحقل وطرد المتقرب إليه كيفما كان حتى زوجته وخادمه سعيد الذي يشقى في حقوله بلا مقابل. لن نتناول تسلط "دادابيهي" على جميع أهل الدوار وإنما سنقتصر على تمظهر الظلم والحرمان الذي تواجهه المرأة في بعض القرى والدواوير الأمازيغية، وبذلك يكون الفيلم نقدا وانتقادا لنظرة بعض الرجال الأمازيغ نحو المرأة رغم اغتنائهم وامتلاكهم بما يحسن أوضاعهم وأوضاع أسرهم. وللوقوف على العنف المادي والمعنوي الممارس على المرأة نورد – ترتيبيا- تصرفات "دادا بيهي" إزاءها في الفيلم كالأتي: دادابيهي: 1- يسأل امرأته عن الغذاء علما أنه لم يترك للمرأة ما تتخذه وجبة تعد له عند عودته من الخارج. -2- يعد النقود ويعيد حساباته المالية فلم يترك لامرأته "للا زينة" وابنتها فرصة للنوم. -3- يدفع بامرأته إلى أن تشكو حالها منه وهو الذي لم تغير المتاعب والشقاء مع الغنى من حاله -4 - سِجْن لكل شيء يتعلق بالقوت اليومي وفي خرجه المفاتيح. -5- يطرد أخت امرأته وبنتها اللتين جاءتا لمؤانسة زوجته الشقية. -6- يتعامل تعامل السيد للعبد مع ابنته التي في سن الزواج، فلا تشعر بالحرية في حركاتها وسكناتها. -7- يدفع بامرأته وأخت امرأته إلى اللجوء إلى الفقيه الذي يعتقدان أن بيده خلاصهما من متاعب الزوج الفظ الفاقد لعواطفه ومروءته... الفقيه يبتزهما فصارا كالمستغيث من الرمضاء بالنار. - 8 - يلح على استخلاص أجرة الكراء من أمرأة لا حول لها و لا قوة وفي غياب زوجها. -9 - يتهجم على امرأته وابنته وهما يحاولان استغلال بعضٍ من علف الحمار في غيابه فيحرمهما من ذلك وينالان عقابه ليتركهما في وضع مأساوي يبكيان ويشكوان من تصرفه اللإنساني. -10 – عازم على أن يحتفل بعيد الأضحى بجذي صغير، ويثير بذلك حفيظة زوجته وبنته المغتاظتين من هزالة الأضحية وصغرها. -11 - يتهجم على أخت امرأته وصديقتها ويطردهما بفظاظة من حقله. -21 - يحرم ابنته من الزواج بخادمه سعيد الذي فصله توا من عمله لأنه فقير وأن الزوج الذي يحظى لديه بالقبول عليه أن يكون غنيا يمتلك مخزنا شرط أن يسلم مفاتيحه له. -13- يطرد امرأته من بيته هاجيا إياها بأخس الصفات. هذه الأدوار المتوالية في ثنايا الفيلم تحمل هنات ومعاناة تشكو منها المرأة وابنتها اللتان ليس لهما سوى الرضوخ والخضوع في ظل الحرمان الذي سيعيشانه طوال حياتهما رغم أن الزوج كان بإمكانه تمتيعهما بما يمتلكه من مال وحقول... الفيلم الأمازيغي يحاول انتقاد تصرفات، كما يحاول إبراز مصائر تصرفات لا تليق بالإنسان كإنسان. وهكذا سيصور المصير المأساوي للبطل (العته والحمق) وفي ذات الوقت يصور مصير المرأة التي صارت تبكي ليس لأن زوجها صار مجنونا ولكنها تبكي مصيرها بعد ذلك والذي –ربما – لن يكون أحسن من سابقه. هوامش: *فيلم دادا بهي: ·- تمثيل: فاطمة بوشان- أيت سي عدي محمد – سعدية باكحيل- كوبير مبارك-عيشة بولحوجات- عمر شكيري –كلتوم باكريمي – سعيد خردو- كلثوم عليلو – لحسن شكيري – بلازري إبراهيم – ·سيناريو: ميشاكين عبد اللطيف. ·بمساهمة أيوز فيزيون ·إخراج: رشيد شكيري.
|
|