|
|
تقييم خمس سنوات من تدريس الأمازيغية إعداد: واعزيز المصطفى سيتم التمييز في هذه الدراسة بين محورين، اخترنا أن يكون المحور الأول مدخلا تاريخيا سيتعرض للمرحلة الفاصلة بين مطلب تدريس الأمازيغية في أدبيات الحركة الثقافية الأمازيغية والإدماج الرسمي لها في المنظومة التربوية الوطنية. فيما سيغطي المحور الثاني مرحلة ما بعد الإدماج وسيقف عند سؤال الحصيلة، أي حصيلة تقييم خمس سنوات من تدريس الأمازيغية بالمدرسة الابتدائية، تحديدا ببلدية الخميسات. المحور الأول: مدخل تاريخي يعد مطلب تدريس الأمازيغية من بين المطالب الجوهرية والمبدئية للحركة الثقافية الأمازيغية بالمغرب منذ عقد الثمانينيات من الألفية الثانية إلى مطلع الألفية الثالثة، والتي عرفت نقلة نوعية ومتقدمة مع بداية عقد التسعينيات، ستتوج بإصدار وتوقيع ميثاق اللغة والثقافة الأمازيغيتين، المشهور بميثاق أكادير، الصادر في 5 غشت 1991 في أعقاب الدورة الرابعة لجمعية الجامعة الصيفية بنفس المدينة ما بين 29 يوليوز و5 غشت 1991 ،والموقع من طرف ممثلي ست جمعيات: إبراهيم أخياط عن الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي (الرباط)، لحسن كحمو عن الجامعة الصيفية (أكادير)، علي حرش الراس عن جمعية غريس الثقافية (كلميمة)، الحسين أخياط عن الجمعية الجديدة للثقافة والفنون الشعبية (الرباط)، محمد الشامي عن جمعية إلماس الثقافية (الناظور)، وحمزة عبد الله قاسم عن الجمعية الثقافية لسوس( الدار البيضاء).يتضمن ميثاق أكادير خمسة محاور: 1-الهوية الثقافية المغربية 2-الثقافة الأمازيغية 3-اللغة الأمازيغية -4- واقع اللغة والثقافة الأمازيغيتين -5-ـ آفاق العمل الثقافي الأمازيغي يتضمن المحور الخامس مطالب الحركة الثقافية الأمازيغية الهادفة إلى إقامة سياسة لغوية وثقافية ديمقراطية تتأسس على احترام الحقوق اللغوية والثقافية المشروعة، وتتجسد تلك المطالب في:
1- الإقرار في الدستور المغربي بكون اللغة الأمازيغية، لغة وطنية إلى جانب اللغة العربية، 2- إخراج معهد الدراسات والأبحاث الأمازيغية إلى حيز الوجود ليتولى تأطير مشاريع النهوض باللغة والثقافة الأمازيغيتين بهدف تطبيق الإجراءات التالية: أ ـ وضع خط معياري موحد لكتابة اللغة الأمازيغية.ب ـ تحقيق معيارية اللغة الأمازيغية. ج ـ إعداد أدوات بيداغوجية لتدريس اللغة الأمازيغية. د ـ إدماج تعليم اللغة والثقافة الأمازيغيتين في البرامج التعليمية الرسمية. 3- إدماج الثقافة الأمازيغية في مختلف مجالات الثقافة والتعليم وإنشاء شعب للغة والثقافة الأمازيغيتين بالجامعات المغربية. 4- إعطاء الثقافة الأمازيغية إمكانيات الاستفادة من برامج البحث العلمي الجامعية والأكاديمية. 5- إعطاء الثقافة الأمازيغية حقها في وسائل الإعلام المكتوبة والسمعية والمرئية على غرار المكونات الثقافية الأخرى، 6- تشجيع الإنتاج والإبداع في مختلف مجالات المعرفة الثقافية باللسان الأمازيغي. 7- إعداد ونشر واستعمال أدوات التعبير والتلقين باللغة الأمازيغية. ستمر ثلاث سنوات على توقيع ميثاق أكادير، ليتعرض سبعة مناضلين شباب أمازيغ للاعتقال التعسفي، وحكم عليهم بالسجن والغرامات المالية لا لشيء إلا لأنهم رفعوا لافتة بمناسبة فاتح ماي 1994 يطالبون فيها بتدريس الأمازيغية. وهو الحدث الذي دفع الراحل الحسن الثاني في خطاب 20 غشت 1994 إلى الإعلان عن إدماج "اللهجات الأمازيغية" في المنظومة التربوية الوطنية (في السلك الابتدائي). وهو الإعلان الوحيد الذي لم ينفذ في عهده الطويل، لتبقى المبادرة مجرد حبر على ورق ووعود سياسية معسولة. ستمر 6 سنوات من الركود ومن الوقت الميت في عمر الحركة الثقافية الأمازيغية، لتأتي مبادرة الأستاذ محمد شفيق، بإصدار البيان المعروف بـ"بيان بشأن الاعتراف الرسمي بأمازيغية المغرب"، والذي حرر بالرباط يوم فاتح مارس عام 2000، والذي جاء في صيغة بيان للتوقيع ومذكرة مطلبية مؤلفة من تسعة مطالب أساسية ( منها المطلب الرابع، الذي طالب من الحكومة أن تعد مشاريع قوانين ترمي إلى فرض تعلم الأمازيغية في المدارس والمعاهد و الجامعات. وأن تنشئ المنشآت العلمية القمينة بتنميط اللغة الأمازيغية وبتهييء الآليات البيداغوجية اللازمة لتدريسها.(البيان، ص33)) لقد كانت الغاية من البيان هي التعبير عن العزم على مقاومة الهيمنة الثقافية الساعية إلى القضاء على الأمازيغية، وذلك بأشكال جديدة تتجاوز العمل داخل الجمعيات الثقافية، التي استنفدت جهدها في احتواء غيظ الأمازيغ، كما هدد البيان بوشك تحول القضية الأمازيغية من قضية اقتصادية – ثقافية إلى قضية سياسية، إذا لم تتخذ الإجراءات السريعة لتدارك الموقف. كانت المبادرة بمثابة زلزال هز أركان الحركة الثقافية الأمازيغية، حيث أحدثت دينامية كبرى خاصة بين الموقعين على البيان، كان أفقها هو تأسيس إطار سياسي أمازيغي بإستراتيجية دفاع جديدة، وهو ما تم إجهاضه في الحال من خلال المنع الذي طال لقاء بوزنيقة الثاني.
كما كانت المبادرة إشارة التقطها عاهل المغرب محمد السادس لرد الاعتبار الفعلي الأمازيغية (بعد مرور 6 سنوات من البياض-باستثناء نشرة اللهجات- عن خطاب والده)، حيث أعلن في خطاب العرش ل 30 يوليوز 2001 عن الطابع المتعدد للهوية المغربية واضعا البعد الأمازيغي في أولوية عناصرها، كما أعلن عن إدراج الأمازيغية لأول مرة في تاريخ المغرب في المنظومة التربوية الوطنية. أكثر من ذلك، أعلن عن إنشاء مؤسسة من أجل النهوض بالثقافة الأمازيغية أطلق عليها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، والتي أسست فعليا بمقتضى ظهير أجدير في 17 أكتوبر 2001، والتي عهد إليها بالحفاظ على الثقافة الأمازيغية والنهوض بها، وتعزيز مكانتها في الفضاء الاجتماعي والثقافي والإعلامي الوطني. وكذا في الشأن المحلي والجهوي، والمساعدة بالتعاون مع السلطات الحكومية والموئسات المعنية، على إدراج الأمازيغية في المنظومة التربوية. ولتسهيل تعليم الأمازيغية، تكلف المؤسسة "المعهد" بدراسة التعابير الخطية وذالك عبر: - إنتاج الأدوات الديداكتيكية اللازمة لتسهيل تعليم الأمازيغية وإعداد معاجم خامة وقواميس متخصصة. - إعداد خطط بيداغوجية في التعليم العام وفي البرامج، في جزئها المتعلق بالشأن المحلي والحياة الجهوية. وكل ذالك بانسجام مع السياسة العامة التي تنهجها الدولة في ميدان التربية الوطنية.( الميثاق الوطني للتربية و التكوين و الكتاب الأبيض و الوثيقة الإطار...) - الإسهام في إعداد برامج للتكوين الأساسي والمستمر لفائدة الأطر التربوية المكلفة بتدريس الأمازيغية والموظفين والمستخدمين الذين تقتضي مهنتهم استعمالها، وبوجه عام، كل من يرغب قي تعلمها. سنتان بعد خطاب أجدير، وبتاريخ فاتح شتنبر 2003 ستدمج الأمازيغية لأول مرة في تاريخ المغرب في المنظومة التربوية وبالتعليم الابتدائي بالتحديد. من فاتح شتنبر 2003 إلى الآن (2008)، مرت خمس سنوات على تدريس الأمازيغية بالمدرسة الابتدائية المغربية. أي تقييم للتجربة ؟ أين وصلت ببلدية الخميسات بشكل خاص وبالمغرب بشكل عام؟ وإلى أين تسير ؟ وما هي البدائل الممكنة التي تقترحها الدراسة للارتقاء بتدريس الأمازيغية وتجاوز الإكراهات؟ المحور الثاني: سؤال حصيلة تقييم خمس سنوات من تدريس الأمازيغية ببلدية الخميسات. هذه المساهمة هي دراسة ميدانية من أجل تقييم خمس سنوات من تدريس الأمازيغية ببلدية الخميسات، لها أهداف ولها مقاربة منهجية.الأهداف الإستراتيجية العامة للدراسة: ـ المساهمة في وضع، رهن إشارة المتدخلين والمعنيين، معطيات عملية وواقعية عن إدماج الأمازيغية في المنظومة التعليمية المغربية. ـ المساهمة بمقترحات للارتقاء بتدريس الأمازيغية وتجاوز الإكراهات. الهدف الخاص النوعي للدراسة: ـ تقييم خمس سنوات من تدريس الأمازيغية، وذلك من خلال المقارنة بين القول المتضمن في التزامات وزارة التربية الوطنية، الواردة في المذكرات الوزارية، والفعل في الممارسة اليومية المرتبطة بالتدريس في المدارس الابتدائية ( ببلدية الخميسات نموذجا ). المقاربة المنهجية المعتمدة في الدراسة: ـ جمع ودراسة جميع المذكرات الوزارية حول إدماج الأمازيغية في المدرسة المغربية العمومية والخصوصية، ـ إجراء مقابلات مع توزيع استمارات على المعنيين بتدبير وتتبع وتدريس الأمازيغية وفق الخطوات التالية: · مقابلا ت مع أعضاء الخلية الإقليمية المكلفة بتدبير تدريس الأمازيغية بنيابة الخميسات، · مقابلات مع المفتشين المكلفين بتتبع تدريس الأمازيغية، وهم أعضاء في الخلية الإقليمية، · مقابلة مع الأستاذ المتطوع بتدريس الأمازيغية بمركز تكوين المعلمين والمعلمات بالخميسات، · مقابلات مع مديري المدارس الابتدائية السبعة التي غطتها الدراسة، · توزيع 74 (أربعة وسبعين) استمارة على مدرسي الأمازيغية. توجد 88 مدرسة ابتدائية من مجموع 139 مؤسسة تدرس بها الأمازيغية في كل إقليم الخميسات المكون من دوائر أربعة.ومن ضمن مجموع 18 مدرسة ابتدائية تابعة لبلدية الخميسات، تدرس الأمازيغية بسبعة منها. إذا كانت قد مرت خمس سنوات على تدريس الأمازيغية ببلدية الخميسات، فما تقييم التجربة؟ كيف تسير وإلى أين تسير؟ وما هي البدائل الممكنة للارتقاء بتدريس الأمازيغية؟ معطيات: ـ تنظم إدماج الأمازيغية في المدرسة الابتدائية، إلى حد الآن( 2008) خمس مذكرات وزارية، وجاءت على الترتيب الزمني التالي: * المذكرة رقم 108 بتاريخ فاتح شتنبر 2003 حول إدماج تدريس اللغة الأمازيغية في المسارات الدراسية. * المذكرة رقم 82 بتاريخ 20 يوليوز 2004 حول تنظيم الدورات التكوينية في بيداغوجيا و ديداكتيك اللغة الأمازيغية. * المذكرة رقم 90 بتاريخ 19 غشت 2005 حول تنظيم تدريس اللغة الأمازيغية وتكوين أساتذتها. * المذكرة رقم 130 بتاريخ 12 سبتمبر 2006 حول تنظيم تدريس اللغة الأمازيغية وتكوين أساتذتها. * المذكرة رقم 133 بتاريخ 12 أكتوبر 2007 حول إدماج اللغة الأمازيغية في المسارات الدراسية. ويشمل الإطار التنظيمي لتدريس الأمازيغية شقين: 1 – شق التنظيم البنيوي لمكونات منهاج الأمازيغية (أي المقرر الدراسي بمعنى الضيق جدا للمنهاج)، حيث يجب أن تقدم البرامج السنوية للغة الأمازيغية بجميع مستويات المدرسة الابتدائية في 34 أسبوع موزعة على أسدسين (أي دورتين) يتكون كل منهما من 17 أسبوع) وفق التوزيع الحالي: - 24 أسبوعا فعليا للدراسة - 08 أسابيع للتقويم والدعم. - الأسبوع الأول من الدورة الأولى (الأسدس الأول) يخصص للإعداد والتقويم التشخيصي قبل انطلاق الدراسة الفعلية، والأسبوع الأخير من الدورة الثانية ( الأسدس الثاني) يخصص للإجراءات الإدارية والتربوية. تخصص أسابيع الدراسة الفعلية لإنجاز ما مجموعه 08 وحدات ديداكتيكية، تقدم في 24 أسبوعا وأربع وحدات للدعم، تقدم في 08 أسابيع. بعبارة أخرى، بعد الانتهاء من دراسة وحدتين ديداكتيكيتين في 06 ستة أسابيع، يخصص الأسبوعان المواليان للتقويم والدعم. 2- الشق المرتبط بتنظيم الزمن المخصص لتدريس اللغة الأمازيغية: حيث تم تحديد الغلاف الزمني المخصص لمكونات درس اللغة الأمازيغية في ثلاث ساعات أسبوعية في جميع مستويات التعليم الابتدائي. ويتم تدبير الغلاف الزمني الأسبوعي لدرس اللغة الأمازيغية حسب الصيغة المعتمدة في استعمالات الزمن، أي إحدى الصيغتين الأولى أو الثانية. وتتكون الحصة الأسبوعية لدرس اللغة الأمازيغية من ستة 06 أنشطة متفاعلة ومتكاملة، مهما اختلفت صيغ جداول الحصص المعتمدة، تدوم كل واحدة في جميع المستويات ثلاثين دقيقة: هي: Amsawad- التواصل الشفوي (30 دقيقة) فيالحصة الأولى. Tighri- القراءة (30 دقيقة) في الحصة الثانية، Tirra- الكتابة (30 دقيقة) في الحصة الثالثة، ـ tajrrumt/ asfti النحو والصرف (30د).ح.الرابعة، ـ ourar الأنشطة الترفيهية (30 دقيقة) في الحصة الخامسة،ـTayaduzt التقويم (30 دقيقة) في الحصة السادسة. لوزارة التربية الوطنية بخصوص تدريس الأمازيغية التزامات على عدة مستويات: على المستوى المركزي وعلى مستوى الأكاديميات الجهوية وعلى مستوى النيابات الإقليمية و المفتشيات وعلى مستوى المدارس الابتدائية. تقتصر الدراسة الميدانية على دراسة لالتزامات الوزارة في المستويين الأخيرين، أي على مستوى: النيابة الإقليمية والمتفشية وكذا المدارس الابتدائية التي تهمنا هنا. استنتاج: أيام التكوين غير المنجزة ببلدية الخميسات هي 407 أيام (تقريبا 24 شهرا)، وبالتالي فالمدرسون لم يستفيدوا سوى من 63.3 % من التكوين الأساسي وبنسبة هدر تصل إلى 36.7 % من التكوين. والخطير في الآمر وجود حالة (معلمة/أستاذة) لم تستفد من التكوين على الإطلاق ورغم ذلك أسندت إليها مهمة تدريس الأمازيغية في المستوى الرابع. ويمكن آن نتخيل نتائج ذلك على مستوى السير العادي لتدريس الأمازيغية والإدماج التدريجي لها حيث لا تحترم الالتزامات في التكوين الأساسي. تتعهد الوزارة من خلال مديرات ومديري وأساتذة مؤسسات التعليم العمومي والخصوصي، كل من زاوية اختصاصاته ومسؤولياته، التطبيق الكامل لمقتضيات المذكرات الوزارية. ما هو التقييم الذي نخرج به من تجربة خمس سنوات من تدريس الأمازيغية بالبلدية المعنية ؟ كيف تسير وإلى أين وصلت؟ ما هي البدائل الممكنة للارتقاء بتدريس الأمازيغية؟سؤال الحصيلة؟ ـ هناك هوة عميقة جدا بين القول والفعل، بين الخطاب المتضمن في المذكرات الوزارية لما ينبغي أن يكون، وبين ما هو كائن في الممارسة اليومية لتدريس الأمازيغية.ـ هناك اختلالات مهولة في الممارسة اليومية المرتبطة بتدريس الأمازيغية، وتهم كل المستويات (سواء بالنيابة أو بجهاز التفتيش أو بالمدارس الابتدائية) ـ بالنيابة الإقليمية بالخميسات: هناك خلل في الخلية المكلفة بتدبير وتتبع الأمازيغية: المفتش منسق الأمازيغية غير موجود، غياب الإشراك والتشارك، عدم إدماج الأمازيغية في المدرسة الخصوصية،عدم احترام دورية اجتماعات الخلية (نهاية كل دورة)، عدم احترام أجندة الدورات التكوينية الثلاث لمدرسي الأمازيغية الجدد. ـ جهاز التفتيش: حضور ضعيف جدا إلى درجة الغياب. في المدارس الابتدائية السبع التي شملتها الدراسة: يعاني درس الأمازيغية من الارتجال الشيء الذي يقر بعدم نجا عته، فباستثناء مدرستين يتم الحرص فيها على الالتزام بالاختيارات والتوجهات، في المستويات الأولى، تظل الأمازيغية غائبة في المستويات الأخرى، لتراوح مكانها في المدارس الخمس الأخرى، بحيث لا تعدو أن تكون مجرد تقديم لحروف تيفيناغ والتمرين على كتابتها والنطق بها إلى جانب كلمات أخرى من قبيل أمان، أفوس، أغروم، بالإضافة إلى بعض البنيات الصرفية والنحوية البسيطة جدا للاستئناس فقط في حين أن الهدف من تدريس الأمازيغية ( حسب منهاجها) هو تنمية الكفايات التواصلية عند المتعلم، بالإضافة إلى الكفايات الإستراتيجية والثقافية والمنهجية وفق ما يسمح به سن المتعلم ونموه. فاقد الشيء لا يعطيه، هي اللازمة التي تتردد عند جل مدرسي (ات) الأمازيغية ببلدية الخميسات. تدرس الأمازيغية في غياب تام للأدوات الديداكتيكية اللازمة لتسهيل تعليمها ولمعاجم خاصة بها وقواميس متخصصة. تدرس الأمازيغية في غياب الكتاب المدرسي وفي ضعف التكوين الأساسي وغياب التكوين المستمر وفي أقسام بها حساسيات مقاومة: مرة ثقافية وتارة سياسية وإيديولوجية. في أحيان أخرى هي ضحية أحكام قيمة تعتبر تدريس الأمازيغية إلى جانب اللغات الأخرى ( حسب الاستمارات ) مضيعة للجهد والوقت. والذهاب إلى حد الزعيق بأنه من المفيد جدا التقدم إلى الأمام (لا أعرف أي أمام) عوض تدريس الأمازيغية.بدائل ممكنة للارتقاء بتدريس الأمازيغية وتجاوز الإكراهات: 1.التكوين الأساسي والمستمر للجميع: أساتذة ومفتشين ومديرين والخلية الإقليمية،2.تعيين الأستاذ المتخصص في المدارس وفي مركز تكوين المعلمين والمعلمات بالخميسات، 3.تفعيل دور جهاز التفتيش، 4.توفير الكتاب المدرسي في آجاله والمعاجم والقواميس المتخصصة، 5.إحداث آليات لمواكبة وتتبع وتقييم تدريس الأمازيغية، 6. استراتيجيه إعلامية وتحسيسية وتواصلية للارتقاء بتدريس الأمازيغية، 7. إستراتيجية تواصلية بلغة بسيطة باستثمار فضاءات التجمعات التقليدية (كالأسواق الأسبوعية والمساجد والجوامع....) 8.إطلاق حملات وقوافل ودورات تكوينية لجمعيات الآباء والمدرسين والمديرين لتذويب الحساسيات المقاومة للأمازيغية. (للارتقاء بهذا العمل المتواضع، مرحبا بملاحظاتكم، إضافاتكم وانتقاداتكم على البريد الالكتروني الآتي: ouazizmoss@yahoo.fr)
|
|