uïïun  163, 

ymrayur 2960

  (Novembre  2010)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

man ufur n uvmar n tutlayt tafransist di lmrruk?

Awal

"Ismmidven n usefru"

Français

Autour des ponts insolubles pour définir la culture amazighe

La poésie amazighe

La télévision amazighe

Découverte archéologique à Oukaymden

Les montagnards du monde se rencontrent à Oloron

Liberté pour Chakib

العربية

ما سر هيمنة اللغة الفرنسية بالمغرب؟

تصحيح المفهوم الخاطئ للحضارة الأمازيغية

بين الإفصال والانفصال

سؤال الأمازيغية كسؤال الروح والموت

مدرسة النجاح طريق نحو التكرار

رد على مقال العملاء والصهيونية

أمازيغوفوبيا حزب الاستقلال

معلمة أمجاو في ذاكرة التاريخ

لماذا لا نريذ أن نتواصل؟

حوار مع الروائي عبد الله صبري

موقع الطفل الأمازيغي ضمن شبكة الأنتنيت

بيان المرصد الأمازيغي للحقوق والحريات

الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ومعاداة السامية

بيان فرع تازة لسكان العالم

نداء الحركة القوية الأمازيغية بالريف

تنسيقية أيت غيغوش تزور عائلات المعتقلين الأمازيغيين

الأمازيغية على ضوء التقرير الأممي الأخير

 

 

 

لماذا لا نريد أن نتواصل؟

بقلم: ذ. مبارك اباعزي

 

قال أحد الاستقلاليين الفاسيين :»يحكمنا ليهود، ولا يحكمنا الشلوح»، وقال آخر من نفس الفصيلة الاستعمارية: «أيها الإخوة، إن جلاء الجيوش الأمريكية والإسبانية والأمريكية لا شك فيه، ولكن مشكلنا المزمن هو البربر، فكيف جلاؤهم.؟». وأضاف ثالث: «إنني أوجه قبل كل شيء اللوم إلى أجدادنا من رجال العرب الذين حملوا رسالة الإسلام والعربية لهذا الوطن، فإنه عوضا عن أن ينكبوا على العمل لإكمال مهمتهم التاريخية المقدسة، شغلوا أنفسهم بالتطاحن على الغنائم وعلى مقاعد الحكم.» والنصوص والأقوال التي تعد من نفس الطينة لا تنتهي...

كل شيء يؤكد أن رسالة الله ورسوله التي حملها العرب على عاتقهم، حولوها إلى ذريعة استعمارية استنزافية لثروات وأراضي وخيرات الشعوب الأخرى. وكل النخب، من مفكرين وفلاسفة وكتاب ورجال سياسة ودين.. أصبحوا يتفقون على أن الكيان العربي الذي كان المطلوب منه أن يفتح الشعوب الأخرى بوصفه مسلما قام بغزوها بوصفه عربيا. أما ما لا جدال فيه، فهو أن الكيان العربي الآن شبيه، بل نسخة طبق الأصل عن الكيان الصهيوني في عنفه وهمجيته.

كلمة «الشلوح» في النص الأول رديفة للأمازيغي، لأنهم ما زالوا يشدون بقبضة من حديد، على تلك المفردات التي كرسوها منذ غزوهم لشمال أفريقيا. ومحتوى هذين النصين ليس ملتبسا على أحد، بل يكفي أن ينشر على العامة ويتم استيعابه، ليجعلهم ينتفضون ويملأون الشوارع بالدم المراق. ليس لأنهم معنيون بالأمر لأنهم أمازيغ، بل أيضا لأن هذا الكلام يدرج ضمن محاباة السامية؛ فلكثرة شحن أذهانهم بالقضايا العروبية، لن يكون بمقدورهم استساغة أية محاباة لليهود والصهاينة.

الأمازيغ لا يحترمون ذواتهم، ولا يقدرون ما يملكون، يقدمون احترامهم لأي كان وإن كان من أرذل خلق الله. يتقبلون الإهانات في وسائل الإعلام كأنهم أعيان الصمت لا ينطقون، تسرق أراضيهم عنوة وتحت شمس الله وهم جامدون كالصخور، تسبى نساؤهم فتراهم على أدبارهم ينقلبون، كأنهم أصيبوا بالعنة على حين غرة.

اليوم الذي تبدأ فيه بالإحساس بأهميتك بوصفك أمازيغيا، سيبدأ الصراع والخصام، تخاصم نفسك وتخاصم الآخرين. لم يحدثنا التاريخ عن شعب ليست له دولة ، حكومة، رئيس/ ملك يمثله، إلا الأمازيغ. لم يحدثنا عن لغة لم تجد طريقها إلى كراسي المدرسة بعد، ما عدا الأمازيغية، عن أمة بدون إعلام... أليس من العار أن يحصل الأمازيغ على قناة إعلامية باسم «الثامنة»، في نهاية العقد الأول من القرن الواحد والعشرين؟ ليست هناك قناة أخرى باسم التاسعة، لأن الأمازيغية من آخر اهتمامات الدولة العروبية.

أتحدث عن الخصام هنا بمعناه الحرفي، لقد حدث لي ولغيري ممن يغارون على أمازيغيتهم أن تجاذبت أطراف حديث أمازيغي، انتهى بالخصام والسباب، لأن أتفه ما ينفر أعداء الأمازيغية من سماعه، هو حديثنا عن أنفسنا.

جربوا ذلك ، وتحدثوا ودافعوا عن أمازيغيتكم واحملوها حيثما ذهبتم، وسترون أن الجميع سيعاديكم. إن حملك لللأمازيغية، شبيه بحمل سكين حادة أو رصاصة قد تؤدي بالشْرفاء والعرب. أما عن هؤلاء الذين يسمون بالشْرْفاء، فلا أعرف من أين يأتيهم الشرف، هل لهم أفضلية على غيرهم من المسلمين، هل يتم احترامهم وتبخيس قيمة غيرهم، أم أن الاحترام واجب بين الناس جميعا، مسلمين، وغير مسلمين، دينيين ولا دينيين...؟

لقد كان الأمير الأمازيغي يغمراسن الزياني مصيبا عندما قال لرهط من المتزلفين، حاولوا إقناعه بانحداره من أصل شريف، قال لهم بالأمازيغية ما فحواه: «أما الدنيا فنلناها بسيوفنا لا بهذا النسب، وأما نفعهما في الآخرة فمردود إلى الله»(العلامة، بنسالم حميش، ص، 53).

لقد برمجت أذهاننا على العقلية العربية، وأصبحنا نفكر بها، بل يخيل إلينا في بعض الأحيان أننا أصبحنا عربا. وبين لحظة وأخرى، لم نعد نستطيع أن نكون من كنا، ولا أن نكون من نريد أن نكون.

لهذا كله لم نعد نريد أن نتواصل، إذ لا يمكن أن نتحمل من الآن فصاعدا، احتقار الآخر للغتنا. فالفرد الذي يسكن مدينة أكادير منذ طفولته، ولا يعرف من أمازيغي سوس إلا كلمة «مانزاكين»، يقولها عندما يروق له ذلك، يخفي احتقارا عظيما للغة الأمازيغية، ولمن يتكلمها، إننا في نظره، كيان لا يستحق أن يوجد.

لا نريد أن نتواصل، لأن، من يعتقد أنه عربي، فقط من خلال كون الدارجة لغة أمه، يحس دائما أنه أقمن وأجدر بالتقدير والاحترام من الأجنبي الذي يتحدث الدارجة بركاكة. إنهم لم يستطيعوا بعد أن يفهموا، أن لنا لغة خاصة بنا، وأننا لسنا عربا.

حدث كثيرا أن سمعت أن الأمازيغ عنصريون، كأنهم هم من يحكم المغرب الآن أو الجزائر أو تونس أو ليبيا... لقد أصبح لزاما على العربي أن يخجل من نفسه، وأن يقطع لسانه وأن يعيش في هذا الوطن كضيف على أرض كان لها أصحابها وما زالوا. إن الأرض ما زالت تنطق بالأمازيغية رغم التعريب المتواصل. بربك كيف تتحول «ماست» إلى «ماسة» و»أكلميم» إلى «كلميم» أو»كليميم» و «إخف أومليل» إلى «رأس أومليل» والحبل على الجرار.

ولا يجب أن يستغرب القارئ، إن قلت إن القناة الأمازيغية المسماة بالثامنة، هي نفسها تقوم بالتعريب الحقيقي الأكثر خطورة، وما تقوم به من أكبر الجرائم التي ترتكب في حق الأمازيغية الحرة والنبيلة. فالترجمة التي ترفق بالأفلام والبرامج وغيرها تجعل المشاهد السوسي يقرأها في حال مشاهدة فيلم أو برنامج باللهجة الريفية والعكس بالعكس.

ولكي نوضح الأمر أكثر، على المرء أن يقوم بتجريب عملية تعليمية تتم في إطار تعلم اللغات. لقد شاهد المتلقي الأمازيغي العشرات من الأفلام الأمريكية، ولا يعرف من اللغة الانجليزية إلا كلمة « أي لوف يو» و»فاك يو»، لأنه يعتمد أثناء المشاهدة على الترجمة العربية المرفقة.

أما أن يتم التركيز على اللغة في حد ذاتها، فسيكون مفيدا جدا في تحصيل اللغة أو فهمها على الأقل. فمن يريد أن يشاهد فيلما، عليه أن يشاهده بدون ترجمة.

هذا يحدث الآن في القناة التي من المفروض أن تؤسس للغة أمازيغية ممعيرة مشتركة، إنهم يعوقون الأمازيغية، ويحولون دون نموها. وعلى القائمين على ذلك أن يدركوا مدى خطورة الأمر. عليهم أن يضحوا بنسبة المشاهدة مدة من الزمن، وبعد حين، ستعود المياه إلى مجاريها، وبكثافة هذه المرة.

المياه ستعود إلى مجاريها، لأن في الأفق أكثر من دليل. قال العروي في كتابه «من ديوان السياسة» إن الأمازيغية قادمة. والناس يقولون الآن، في الشمال والوسط والجنوب، لقد سئمنا، لم نعد نحتمل كل هذا الدمار. «إن تكلمت تموت، وإن سكتت تموت، تكلم إذن ومت». هذا ما قاله طاهر جعوط.

ما الحل إذن، ألم يفت زمن الكلام، ألم نتجاوز مرحلة المقالات الجوفاء، ألم يحن زمن الكتابة بالسيف وبالسكين؟

على خطابنا أن يكون واضحا، فالإحساس بالانتماء له شروطه، ونحن لم نعد نحس به، فالأرض يقولون إنها عربية، والإنسان يقولون إنه عربي، والعرق لا أهمية له، لأن الاستيعاب اللغوي رهين بالاستيعاب العرقي، وهكذا... أصبح الوجود عدما والعدم وجودا. تهافت الفلاسفة وتهافت التهافت وتهافت الجميع.

العرب يتقنون فلسفة واحدة، هي فلسفة السرقة والمحو، فلسفتان لفلسفة واحدة. وما زال هناك من يلومني: «لماذا تلقي كل شيء على العرب»؟ وأتساءل دائما ماذا لو ذهب العرب إلى أراضيهم وتركوا لنا الإسلام؟ أم أن لتبليغ دين الله مقابلا في الدنيا وليس في الآخرة؟

لهذا كله ولأسباب أخرى، لم يعد التواصل يعنينا، فقد مللنا من هذه اللعبة القذرة، وعلى شعار «التعدد في الوحدة» السلام.

(طانطان في m.abazzi@hotmail.com)

 

 

 

 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting