uïïun  130, 

sinyur 2958

  (Février  2008)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

is ad ilmd ugldun mulay lpasan tutlayt tamazivt?

Sghin imar nnegh

Tsul tudart

Tunga n imar nnegh

Nek d ixef inu

Jar tmewwa

Min trigh?

Français

Les nouveaux épisodes de la pacification

Lettre ouverte à l'élite amazighe

L'écriture amazighe au féminin

Le voyage de Loti

L'intraitable PI veut aller contre le courant

العربية

هل سيتعلم ولي العهد الأمير مولاي الحسن اللغة الأمازيغية؟

المهجرون الأمازيغيون في السياسة الثقافية للحكومة المغربية

تحرير فلسطين أم التحرر من فلسطين؟

مولاي محند والحركة الريفية

الخطة الأمازيغية البديلة

لغة الخشب

كلام في الهوية

الثقافة الأمازيغية والتنمية لبشرية

ريح الخيبة تجتاح قلاعيا

كتاب: تجاوزات جيش التحرير الجنوبي في سوس

قبيلة صنهاجة

بلاغ للمعهد الوطني لعلوم الأثار

حوار مع رئيس فرقة إيمنزا

بيان المنتدى الأمازيغي

وزارة الداخلية ترفض الاعتراف بالمنتدى الأمازيغي

أحداث بومالن ن دادس

بيان الحركة الأمازيغية بإمتغرن

بيان جمعيتي أنزروف وخير الدين

محضر الجمع العام الاستثنائي لتامينوت تاغجيجت

بيان اللجة الوطنية للإعلام الأمازيغي

بيان تنسيقية دعم معتقلي الحركة الأمازيغية

بيان العصبة الأمازيغية

طرد أعضاء من الشبيبة الأمازيغية

بيان المنتدى الأمازيغي

المجلس البلدي للدشيرة يحتفل

بيان جمعية أمزيان بمناسبة السنة الجديدة

بيان جمعية إلماس

بيان الاتحاد الوطني لطلبة المغرب 

 

 

على هامش حضور ممثل عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مؤتمر البوليساريو بتيفاريتي:

تحرير فلسطين أم التحرر من فلسطين؟

بقلم: محمد بودهان

في الوقت الذي ينظم فيه المغاربة تظاهرات مليونية وحيدة وفريدة في العالم العربي والإسلامي تضامنا مع الفلسطينيين، وفي الوقت الذي يوفر فيه الحكم المغربي طائرة مغربية خاصة ـ من أموال الشعب المغربي طبعا ـ نقلت رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من فاس إلى مؤتمر "أنابوليس" بالولايات المتحدة، وفي الوقت الذي يترأس فيه المغرب لجنة القدس، وفي الوقت الذي يمنح فيه المغرب خمسة مليون دولار لفلسطين، وفي الوقت الذي يتبنى فيه المسؤولون العروبيون بالمغرب القضية الفلسطينية كقضية وطنية، وفي الوقت الذي تتصدر فيه أخبار فلسطين الصفحات الأولى للجرائد الوطنية، وفي الوقت الذي لا تخلو فيه خطبة لصلاة الجمعة من الدعاء لفلسطين… في هذا الوقت نجد ممثلا عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين يحضر مؤتمر البوليساريو بتيفاريتي، ويلقي كلمة يقول فيها: "كفاح الشعب الصحراوي يتقاطع كثيرا مع كفاح الشعب الفلسطيني، فكلاهما يحاربان الاستعمار الأجنبي" (جريدة "المستقبل"، الثلاثاء 18 كانون الأول 2007 - العدد 2825).

لم أستعرض بعض الأمثلة مما يسديه المغرب من خير كثير ودعم مالي ومعنوي غزير لفلسطين، وما تحتله هذه الأخيرة من مكانة لدى المغاربة، لأخلص إلى التنديد بالفلسطينيين الذين يردون الجميل للمغرب بطعنه، ليس من الخلف، بل من الأمام، أي طعنه وهو يسمع ويرى، وبكل صراحة ووقاحة، وذلك باستعمال مساندته للقضية الفلسطينية لمساندة أعدائه وخصوم وحدته الترابية. ليس الغرض إذن من إيراد هذه الأمثلة من الجود والعطاء المغربي، وما يقابلها من جحود ونكران من بعض الجهات الفلسطينية، هو إدانة هؤلاء الفلسطينيين الذين لهم كامل الحق في أن يحضروا أي مؤتمر أرادوا، ولو كان مؤتمرا ضد المغرب كذلك الذي حضروه بتيفاريتي، وذلك حسب قناعاتهم ومواقفهم وعلاقاتهم الخارجية وسياستهم التي يرونها تخدم قضيتهم. أما الذين يستحقون التنديد والإدانة فهم المسؤولون المغاربة الذين جعلوا من فلسطين قضية وطنية يرصد لها من المال العام ومن الجهد والاهتمام ما لم يحظ به أطفال "أنفكو" الذي يموتون بردا وجوعا في قمم الأطلس.

والسؤال الذي يطرح نفسه ليس هو: لماذا يتنكر هؤلاء الفلسطينيون لجميل المغرب وما يسديه لهم من خير ودعم ومال؟ وإنما السؤال هو: لماذا يستمر المسؤولون بالمغرب في التعامل مع القضية الفلسطينية كقضيتهم الوطنية رغم الطعنات الخلفية التي يتلقونها من بعض الفصائل الفلسطينية كرد على جميل المغرب تجاههم؟ لا يمكن تفسير هذه المفارقة إلا بوجود نزعة مازوشية لدى المسؤولين المغاربة في علاقتهم بالفلسطينيين خاصة، والبلدان العربية عامة. هذه النزعة التي تتميز باستلذاذ الضحية لما تتعرض له من عقاب وعذاب على يدي جلادها. وهذه العلاقة المازوشية للمغاربة مع المشرق العربي، ولا سيما مع فلسطين كما قلت، ترسخت وتجذرت منذ أيام "الحركة الوطنية". ومما يؤكد أن الأمر يتعلق بنزعة مازوشية حقيقية في علاقة المسؤولين المغاربة بفلسطين، هو أن هذا النكران الفلسطيني للجميل المغربي ليس هو الأول من نوعه، ومع ذلك يستمر المغاربة في مغازلتهم للفلسطينيين واحتضان قضيتهم واستدرار عطفهم ورضاهم بحثا عن سعادة مازوشية طفولية. فقد سبق لوفد من منظمة فتح أن حضر أحد مؤتمرات البوليساريو بالجزائر في ثمانينيات القرن الماضي وألقى ممثله خطابا قال فيه بأن الشعب الصحراوي يعاني من الاحتلال مثل الشعب الفلسطيني. وقد غضب آنذاك الحسن الثاني غضبا شديدا كشف عنه في خطاب غاضب إلى "شعبه العزيز" يدعوه فيه إلى قطع كل علاقة مع فلسطين والفلسطينيين ويتوعد، وهو يحرك خنجرا خشبيا بيده، من لم يلتزم بتلك الأوامر بطلي باب داره ب… لكن بعد شهور، تناسى المسؤولون فعلة الفلسطينيين وسلمت دور المغاربة من الطلي ب…!! ولم يستطع الحسن الثاني تطبيق ما دعا إليه من قطيعة مع الفلسطينيين هياما من الضحية بجلادها كما في العلاقة المازوشية. واليوم يتكرر نفس الشيء بتيفاريتي، ولم يغضب أي مسؤول ولا هدد بطلي بيوت المغاربة ب… لقد أصبح الغدر الفلسطيني (والعربي في كثير من الحالات) تجاه الجميل المغربي شيئا عاديا، بل طبيعيا، تماما كما تتحول ممارسة الأفعال السادية على المازوشي شيئا عاديا ومقبولا، بل ومطلوبا ومرغوبا فيه.

ولا يهم في هذا النكران الفلسطيني للجميل المغربي أن الذي حضر مؤتمر تيفاريتي لا يمثل السلطة الفلسطينية، بل الجبهة الشعبية المعارضة. فالذي حضر من السينيغال يمثل هو كذلك الحزب الاشتراكي المعارض ولا يمثل السلطة الحاكمة. ومع ذلك كان غضب المغرب على السينيغال كبيرا ورد فعله قويا أدى إلى استدعاء سفيره بهذا البلد الإفريقي. هذا رغم أن المغرب لا يقدم أي دعم أو مساعدة للسينيغال، ولا يجعل من قضاياه قضايا وطنية يتبناها ويدافع عنها كما يفعل مع قضايا فلسطين. هذا بالإضافة إلى أن المغرب قد يخسر، في حالة تدهور علاقته بالسينيغال نتيجة احتجاجه واستدعاء سفيره بعد مشاركة الحزب الاشتراكي السينيغالي في مؤتمر تيفاريتي، قد يخسر مكاسب اقتصادية مهمة، في حين لن يخسر شيئا، في حالة "تدهور" علاقته بالفلسطينيين، بل سيربح أولا كرامته، وثانيا المساعدات المالية وكل الدعم الذي يخص به فلسطين لتحويله إلى استعمال وطني داخلي.

فهذا التمييز في تعامل المسؤولين المغاربة مع السينيغال وفلسطين بصدد موقفين مماثلين ومعاديين لمصالح المغرب، حيث احتجوا ونددوا في ما يخص السينيغاليين، وسكتوا وتحملوا في ما يخص الفلسطينيين مع أن الأمر بالنسبة لهؤلاء يتعلق بحالة عود Récidive، هذا التمييز يبين بوضوح أعراض نزعة مازوشية في علاقة المسؤولين المغاربة بفلسطين خاصة وباقي الشعوب العربية عامة كما سبق أن أشرت. فالضحية في هذه العلاقة لا تريد إغضاب جلادها، بل تقبل وتتحمل وتتنازل خوفا من أن يحرمها من لذة العذاب والعقاب والإذلال والإهانة.

هذا ما جنته السياسية العروبية بالمغرب: تحمل وقبول الأذى الموجه ضده من طرف العرب بمتعة وسعادة!

إن مشكل فلسطين لا ينحصر فقط في ما يعرف بالنزاع العربي الإيسرائيلي. بل له وجه آخر خطير جدا، وهو الذي يجعل من القضية الفلسطينية أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في تبرير وتأبيد استبداد الأنظمة العربية ونزوعها نحو الديكتاتورية والطغيان. فهذه الأنظمة تمارس استبدادها وتستمر في استيلائها على السلطة والثروة باسم القضية الفلسطينية والدفاع عن فلسطين. ومن يعترض على استبدادها يتهم بأنه صهيوني خائن للقضية الفلسطينية. ففي المغرب مثلا، الجميع "يأكل" من القضية الفلسطينية ويسترزق منها لدعم موقفه السياسي والإيديولوجي وكسب السند الشعبي لحماية مصالحه وسلطته، سواء الحكم، أو الأحزاب، أو أئمة المساجد، أو الصحافة...: فدائما هناك حضور طاغٍ لفلسطين، والحديث عن فلسطين، وتحاليل عن فلسطين، وأخبار عن فلسطين، ودعم فلسطين، وتحرير فلسطين، والتظاهر لفلسطين، وجمع التبرعات لفلسطين، والدعاء لفلسطين، والجهاد لفلسطين، والانفجار من أجل فلسطين... إلا أن أكثر الاستعمالات السياسية الوقحة والخبيثة لقضية فلسطين، هي اتهام الخصوم والمعارضين وأصحاب الرأي المختلف بأنهم "صهاينة" وخونة للقضية الفلسطينية يعملون لصالح اليهود! كما يفعل العروبيون مع الأمازيغية التي يحاولون شيطنتها عندما يتهمون نشطاء الحركة الأمازيغية بأنهم "متصهينون" موالون لإسرائيل ومعادون للقضية الفلسطينية. وقد رأينا ذلك بأم العين بمدخل جامعة مكناس عندما رسم "الجانجويد" المغاربة العلم الأمازيغي بجانب العلم الإسرائيلي مع علامة "تساوي" تربط بينهما.

وبناء على هذا الاستعمال السياسيوي والمصلحي لقضية فلسطين، لا نعتقد أن هؤلاء "المدافعين" و"النائحين" على فلسطين، وخصوصا من أصحاب السلطة والحكم، يرغبون حقا في تحرير فلسطين، لأن تحريرها وإغلاق ملفها يعني إغلاق أبواب حكمهم الاستبدادي ورزقهم الإيديولوجي.

إن هذا الحضور "المتطرف" والهيمنة الطاغية للقضية الفلسطينية بوجدان وعقول المغاربة بفعل غسل الدماغ الذي يخضعون له يوميا عن طريق المدرسة والإعلام والأحزاب والسلطة، يجعل من فلسطين، ليست هي المستعمَرة (بفتح الميم) من طرف إسرائيل كما يقولون، بل هي المستعمِرة (بكسر الميم) لعقولنا والغازية لوجداننا والمحتلة لمشاعرنا. إن الاحتلال، على هذا المستوى، يصبح فلسطينيا وليس إسرائيليا.

لهذا فما نحن في حاجة ماسة إليه اليوم، نحن المغاربة، ليس تحرير فلسطين، بل تحرير أنفسنا منها بعد أن أصبحت تحتلنا أكثر مما تحتلها إسرائيل، وتسيطر على عقولنا ووجداننا التي بنت بها مستوطنات أكبر وأدوم من التي تبنيها إسرائيل، مع تجهيزها بكل البنى التحتية اللازمة للاستقرار الدائم، لكن دون مجارٍ للصرف الصحي وذلك حتى تتراكم قاذوراتها وتترسب بعقولنا ووجداننا بشكل دائم وفعال. هذا التحرير لأنفسنا من فلسطين يكاد يصبح اليوم، خصوصا مع تزايد استغلالها السياسوي والإيديولوجي المبرر لكل الاستبدادات والانتهاكات لقواعد الحكم الديموقراطي، شرطا ضروريا للديمقراطية التي تداس باسم القضية الفلسطينية.

وسيلة هذا التحرير هو العودة طبعا إلى الأمازيغية كنظام وهوية وسلطة ولغة وثقافة وتاريخ. لقد أفرغت سياسة التعريب الهوياتي واللسني عقول ووجدان المغاربة من جوهرها الأمازيغي النبيل والنظيف الطاهر. فكانت النتيجة هو ملؤها بنفايات المشرق العربي وقاذوراته النتنة والمتعفنة. فالعودة إلى الأمازيغية يعني غسل أدمغتنا من هذه القاذورات لملئها من جديد بمضمونها الأمازيغي الزكي الطاهر. إن عودتنا إلى الأمازيغية يجعلنا صرحاء مع أنفسنا وأمام أنفسنا، دون حاجة إلى التستر وراء قضايا الآخرين نغطي بها عن عجزنا، ونبرر بها فشلنا، ونخفي بها أخطاءنا، ونزكي بها استبدادنا ونمتهن بها كرامتنا. فعندما نكون أمازيغيين، حكما وسلطة وهوية، آنذاك سنتعامل مع فلسطين بعيدا عن كل استغلال سياسوي أو استعمال إيديولوجي أو حماس زائد لا ينتج، بالمقابل، سوى النكران والغدر والطعن من الخلف كما رأينا.  

 

 

 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting