uïïun  111, 

sayur

  2006

(Juillet  2006)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

is ïaëiq bnu ziyyad d amaziv?

Aslmd n tmazight s mani?

A tudrt

Ddunit

Menck ad urigh?

Tadelsa n tagda

Ajddig n tayri

Tilelli

Timyurin1

Nghan agh, nfst asn

Yelli

Français

L'autre Lyautey

Le complexe d'Augustin

Tamazight en perte de vitesse

Moussem de l'arganier, de la poudre aux yeux

Observations du comité pour les droits économiques

Figement lexical en rifain

Communiqué de Ayt Mraw

Ma mésaventure avec studio 2M

العربية

هل كان طارق بن زياد أمازيغيا؟

الطفل الأمازيغي والمحرقة

الحكم الديني، خطوة إلى أين؟

عندما يتجول الإرهاب على رجليه

الأمم المتحدة تحاكم الحكومة المغربية

المغرب يفشل في الامتحان الأممي

حوار مع الأستاذ بوبكر أنغير

اختفاء المعطيات العددية من بوابة المغرب

الهروب من التجريد كخلاص

الأمازيغية وأسئلة التغيير الدستوري بالمغرب

الذكرى 26 للربيع الأمازيغي

في المسألة الأمازيغية

الأنواع الشعرية في أحيدوس

بعض الأشكال التعبيرية بآيت ورياغل

الشعر الأمازيغي بالريف

رمزية الحيوان من خلال بعض الحكايات

إلى روح عادل لمرابط

الأمازيغية وأسئلة المغرب الراهن

مذكرة الحزب الديموقراطي الأمازيغي حول الدستور

مهرجان السينما الأمازيغية بورزازات

محاضرة لمحمد إبراهيم من سيوا

تلاميذ إيمي ن تانوت يصنعون الحدث

بيان تنسيقية محمد خير الدين

دعوى ضد الأستاذ إبراهيم وزيد

بيان تضامني مع الأستاذ وزيد

بيان تضامن لجمعية ابن رشد مع الأستاذ وزيد

بيان تضامن لتنسيقية خير الدين  مع الأستاذ وزيد

بلاغ جمعية أسيكل

 

 

 

رمزية الحيوان من خلال بعض الحكايات والأمثال المتداولة بمدينة أبركان (2/2)
إنجاز الباحثة: مريم مركوم –كلية الآداب وجدة-

* الحكاية السابعة:
أراد القنفذ والذئب أن يحتالا على رعاة الغنم، فصنعا دفا، وذهبا إلى الرعاة لتسليتهما، وبينما تسلل الذئب متوجها نحو الغنم، بدأ القنفذ يضرب على الدف ويغني قائلا: «أزدو، أزدو، أزدو، أوش إثلاث، أوش إيغزر، أوش إيفري ماني نزذغ، كبض السكاتي، أتلك البحلاتي»، أي إذهب بعيدا، واختبئ في الوادي، او في الغار، اقتل الخرفان واترك الماعز. وحينما رأى بأنه قتل العديد من الخرفان بدأ يقول: «أزدو، أزدو، أزدو، أوش إثلاث أوش إيغزر أوش إيفري ماني نزذغ، كبض البحلاطي، أتلك السكاتي» اي بدا يأمره بأن يترك الخرفان، ويقتل الماعز، حتى يسمع الرعاة صراخها فيذهبوا بعيدا عنهما. وفعلا، سمع صراخ الماعز، فتوجه الرعاة إلى الوادي تاركين القنفذ والذئب، فأخذ القنفذ يملأ سرته بالشحم واللحم، وقد خبأها في بطنه، لكن الذئب أكل ما تيسر له. وحينما هربا من الرعاة، وبينما هما في الطريق بدأ يخرج القنفد من سرته الشحم واللحم ويأكل، فرآه الذئب وطلب منه أن يعطيه مما يأكل وإلا غضب منه، فأخبره بأنه يضرب بطنه بالسكين فيخرج ما يأكله، فصدق الذئب قوله، ففعل ما أخبره به القنفذ، فسقط قتيلا للتو، وهكذا انتصر القنفد مرة أخرى بحيله أمام تسلط الذئب وجبروته.
انطلاقا مما سبق، يمكن القول بأن الذئب رمز لجميع الصفات الذميمة، فهو رمز للخديعة والمكر، أما القنفذ فهو رمز للفطنة والذكاء. ولعل ما تقدم من الحكايات تشير إلى العلاقة بين الذئب والقنفذ، وهي علاقة موجودة على مستوى الحياة اليومية في مجتمعنا، علاقة الخير والشر، وهذه الثنائية اللامتناهية، التي تبرز في كل زمان ومكان، ثنائية تكمل إحداهما الأخرى.
3- في باب الحمار: الحمار بالعربية الفصحى، أو أغيول، أو أمشخور، أو أزعوق بأمازيغية بني يزناسن. وتعد الحمير من أكثر الدواب انتشارا بالمنطقة الشرقية، وقد تميزت بعدة مميزات أبرزها تعدد استعمالاتها، صبرها، قلة تكاليفها، رخص أثمنتها. وبالرغم من كل هذا، فإنها تحتقر من طرف الإنسان، ويضرب بها المثل في الغباء وعدم الفهم، وغيرها من النعوت القبيحة غير المبررة، فهي رمز للغباء بالدرجة الأولى، والصبر بالدرجة الثانية. لكننا نعلم جيدا بأن الحمير لها قوة كبيرة على التحمل والقناعة، ولها ذاكرة مثل باقي الحيوانات الأخرى، فإذا تعودت خط سير معين، ذهبت باتجاهه بدون رقيب، كما تتميز أيضا بالحيلة والمكر، وفيها نورد ما يلي:
الحكاية الأولى:
في موسم الحصاد، أمر الفلاح الحمار بأن يذهب إلى المنزل ويحمل ما هيأته له الزوجة من طعام، وحينما كان عائدا إلى الفلاح حاملا الزاد فوق ظهره، وجد الذئب في طريقه، وقد كان هذا الأخير قد رآه من بعيد، فقرر أن يحتال عليه. فتمارض وطلب من الحمار أن يحمله في طريقه، وبعد إلحاح طويل، حمله الحمار. أما الذئب الماكر فقد أكل الطعام وشرب اللبن ولم يترك شيئا، حينها طلب من الحمار أن ينزله بحجة أنه اقترب من منزله. وعندما وصل الحمار إلى الفلاح لم يجد شيئا في الكيس، فصرخ في وجه الحمار، وهدده بعقاب لم ير مثله من قبل. فأخذ الحمار يخبر الفلاح بقصته، وقد عرف بأن الذئب احتال عليه، ووعد الفلاح بأنه سيحضر له الذئب. وفعلا انطلق الحمار بحثا عن الذئب إلى أن عثر على غاره، فتمدد أمام مدخل الغار كأنه ميت، وفي الصباح الباكر خرجت زوجة الذئب فرأت الحمار هناك، ودخلت مسرعة وأنهضت زوجها قائلة: يا زوجي العزيز لقد حلمت بأن هناك حمارا ميتا أمام الغار، اذهب وتحقق من الحلم. وحينما خرجا معا وجدا الحمار متمددا هناك، ففرحا واقترحت الزوجة أن تربط ذيل زوجها بذيل الحمار، ليجره ويدخله داخل الجحر، حتى لا تأتي حيوانات الغابة ويقتسمون معهم الفريسة، وفعلا ربطت ذيل الذئب بذيل الحمار، حينها نهض الحمار وسار بسرعة البرق فبدأت تنادي الذئبة قائلة لزوجها: «أطف ذكزير» أي أمسك بالعشب وهو يرد قائلا «اتنقلعن» أي أن العشب ينقلع من جذوره. ولما وصل الحمار إلى الفلاح وقد أوفى بالوعد الذي قطعه، أمسك الفلاح الذئب وسلخ جلده، ودهنه بالملح، وتركه يذهب إلى حال سبيله، ولما كانت الشمس ساطعة رأته زوجته من بعيد وصارت تصرخ قائلة: «مانيس شك أبو يقرفضان أزكاغ»: من أنت يا صاحب القفطان الأحمر، فأجابها قائلا: «وو أنتش، واخا ذيم أثيرجا نثمشومت» أي هذا أنا يا ذات الأحلام المزعجة. فمن خلال هذه الحكاية يتضح لنا ذكاء الحمار، فبالرغم من أنه في البداية سقط في مكيدة الذئب، إلا أنه استطاع أن ينتقم لنفسه ويحفظ ماء وجهه.
* الحكاية الثانية:
يحكى أنه كانت هناك صداقة تجمع بين الجمل والحمار، بحكم اشتغالهما لدى أحد الفلاحين، وفي يوم من الأيام وبينما هما جالسان، بدأ الفلاح يملأ أكياس الحبوب رفقة صديقه، وكانت تبدو ثقيلة. فسأل الحمار الجمل قائلا: ترى من سيحمل كل هذه الأكياس، فأجابه الجمل «لمحير» أي الذي سأل. وبينما هما يتبادلان أطراف الحديث، تقدم الفلاح نحو الجمل، ليحمل عليه الأكياس، فناداه صديقه وقال: لا داعي لأن تحضر الجمل، إن المسافة قريبة لذا أنصحك باستعمال الحمار.
من هنا يمكن أن نستنتج بأن الحمار شماعة تعلق عليها جميع المسائل كيفما كان حجمها، ومع ذلك نجده صابرا قانعا بما يأتيه.
*الحكاية الثالثة:
كان في أحد الحقول حمار يشتغل برفقه بغل، وكان صاحب الحقل بخيلا، لا يطعمهما جيدا، وبالرغم من ذلك طلب الحمار من الفلاح أن يطعمه الشعير مثل البغل، لأنه سئم أكل التبن، وفعلا استجاب الفلاح لطلب الحمار، وأطعمه من طعام البغل، وفي الصباح الباكر ذهب به إلى الحقل، وبدأ يضع فوق ظهره أكياس الشعير إلى أن سقط الحمار أرضا. وحينها قال: «التبن والراحة ولا الشعير أو الفضيحة». فأصبح يذكر هذا المثل لحد الساعة، في المواقف التي لا يستطيع الإنسان تحقيق هدف ما، بالرغم من توفر جميع الوسائل المساعدة لذلك، ومن ثمة لابد من القناعة والرضا.
ومن الأمثال الشائعة نجد الآتي:
- قديم وغشيم محال حمار الطاحونه.
- إلى كلت السبع حمار ركب لو اللجام
- ألي ما عندو هم تولدولو حمارتو.
- ربط حمارك مع لحمير يتعلم الشهيق والنهيق أو خرجان الطريق.
- لو كان الصفيحة ترد العار لوكان ردته على الحمار.
- لحمار غي حمار فلمدينة ولا فالدوار.
4- في باب الكلب:
الكلب أو السلوقي بالعربية الفصحى، أو آيذي، وأهكار، وأقزين بأمازيغية بني يزناس، حيوان كثير الألفة، يتخذه الإنسان صديقا، وهو رمز للألفة والصداقة والوفاء والإخلاص، دائم الجوع والسهر، يخدم الإنسان ليل نهار بدون كلل أو ملل، يدفع الأذى عن صاحبه، ويطرد اللصوص. وهو نوعان: أهلي ويلازم الإنسان في البيت ويقوم بالحراسة، وسلوقي يتخذ للصيد وحراسة الغنم، لا يؤذي صاحبه إلا إذا أصيب بداء الكلب، حينها يصير ريقه سما قائلا.
الحكاية الأولى:
ومما يحكي عنه، أنه في يوم من الأيام وبينما هو يباشر حراسة أحد المنازل مستمرا في النباح، فكر قائلا: لماذا الناس نيام، وأنا اتعب نفسي بالسهر على راحتهم والنباح ليل ونهار؟ لماذا لا أتوقف عن عملي هذا؟. حينها قام من مكانه وذهب واختبأ في أحد الصناديق الفارغة التي يوضع بها النحل، اي «الجْبَحْ»، فداهمه النعاس. وبينما هو على هذه الحال، حضر اللصوص وأرادوا سرقة العسل، فبدأوا يفتشون الصناديق، فوجدوها خفيفة. وحينما وصلوا إلى الصندوق الذي ينام فيه الكلب أعجبهم لأنه ثقيل فقال أحدهم، لا داعي لحمل كل هذه الصناديق لأن هذا الصندوق سيغنينا عن الباقي فهو ثقيل جدا، فحملوه خفية والناس نيام والكلب المسكين بداخله، وحينما وصلوا إلى المنزل أرادوا اقتسام العسل، ففتحوا الصندوق وإذا بالكلب يخرج من هناك، فاستعجبوا لذلك وكرهوا ما رأوه، فضربوه ضربا مبرحا لم ير مثله من قبل. فعاد إلى منزل صاحبه قائلا: لقد كنت أحرس نفسي وليس أهل المنزل، ومن يومها وهو مستمر في الحراسة والنباح دون انقطاع. والمثل القائل «العساس إعسس على راسو» لا يزال يضرب في سياق الكلام، إشارة لهذه الحكاية.
الحكاية الثانية:
يحكى أنه كان هناك ذئب يسير في الطريق، فالتقى بسلوقية، فأعجب بها، وعبر لها عن ذلك فطلبت منه أن يخطبها من أهلها. فذهب إلى أبيه، وطلب منه أن يذهب معه، رفض الأب ذلك وحذره لكنه لم يأبه لذلك، وقرر الذهاب لوحده، لكن ما أن اقترب من مقر سكناها وناداها، حتى هبت عليه الكلاب من كل صوب، وطاردته إلى أن أغمي عليه. كل هذا والسلوقية تضحك وتسخر منه. ولما استفاق من غيبوبته، عاد إلى منزله. ولما دخل على والده سأله هذا الأخير: هل وفقت في خطبتك؟ أجابه قائلا: «من سوو لي يدجين أذ اسيولغ أيوسار» أي من تركني أن أنطق ببنت شفة أيها العجوز. وهذا دليل على أن الكلاب والذئاب لا تتفق مطلقا.
ومن الأمثلة الأخرى المتداولة نجد:
- الكلب ما يعضش يد مولاه.
- الكلب ما يعضش اليد اللي تتمدلو.
- أمنثرو خوول أنس أيذي يسوفوع أول أنس
- إذا من زو كيذي إغويان زو موش.
ويقال عن الكلاب إنها ترى الشياطين، وأن الكلب الأسود شيطان لعين، والإنسان البركاني يتطير بنباح الكلاب، وهذا التطير مستوحى من التجربة لديهم، فهم يتشاءمون لنباحه، لأنه ينذر بوقوع شيء غير عادي في محيطهم، إلى درجة أن عواء الكلاب صار فألا للموت لديهم.
5- في باب من كل فن طرب:
الحكاية الأولى:
- يحكى أنه كانت هناك صداقه بين الثور (الفرد) والحمار، فكان الفلاح يستعمل الثور في مساعدته على حرث الأرض، ويستعين بالحمار أثناء التسوق ونقل الأشياء، وبينما هما على هذه الحال، قال الثور للحمار: يا صديقي أنا مللت من هذه المهنة، أريد أن أرتاح فما أنا فاعل؟ قال الحمار: تظاهر بالمرض حتى يعفيك الفلاح من عملك. فسمع الثور لنصيحة الحمار، وفي الصباح الباكر أحضر لهم الفلاح العلف، أكل الحمار بينما الثور بقي في مكانه دون حراك ممتنعا عن الأكل، فاعتقد الفلاح أنه مريض، لذلك أخرج الحمار واستعمله مكان الثور واستمر في حرث أرضه. مرت أيام والحمار والثور على هذه الحال. حينها قال الحمار: لابد من أن أخرج نفسي من هذا الموقف الحرج. فتوجه نحو الثور وقال له: آه يا صديقي، لقد سمعت الفلاح يخبر زوجته بأنه سيبيعك إلى أحد الجزارين، لأنك على وشك الموت. خاف الثور مما سمع وانتفض من مكانه، وعاد إلى العمل من جديد. لذا يقال «مادير خيرما يطر باس»، و»اللي شفت راكب لحمار كول لو مبارك العود». أي أنك إذا نصحت أحدهم وأردت مساعدته، فإنه لن يعترف بجميلك بل يرد لك الصاع صاعين، ويورطك فيما أنت في غنى عنه.
الحكاية الثانية:
يحكى أن الغراب أحس باقتراب أجله، فنادى ابنه، وقال له: أوصيك يا بني، إذا رأيت الإنسان مادا يده إلى الأرض، أهرب بسرعة، لأنه لا محالة سيأخذ حجرا ويرميك به. فقال له ابنه: لا تخف يا أبي فأنا لن انتظر الإنسان حتى يمد يده إلى الأرض فأنا سأهرب كلما رأيته من بعيد.
حينها قال الغراب مطمئنا «أدجيغت ثعمر»، أي أنني سأموت مرتاحا لأن ابني ذكي ويعرف مصلحته جيدا.
الحكاية الثالثة:
يحكى أن يمامة التقت بنملة في أحد الحقول، فنشأت صداقة بينهما، وذات يوم طلبت النملة من صديقتها اليمامة أن تزورها في بيتها، ولبت هذه الأخيرة دعوتها، فوجدت أمامها ما لذ وطاب من الطعام والشراب، فأكلتا وتسامرتا. وفي يوم من الأيام أرادت اليمامة أن تستضيف النملة وتكرمها، فأخبرتها بالقدوم إلى منزلها، وحينما ذهبت النملة، دخلت إلى بيت اليمامة، وخرجت هذه الأخيرة لتحضر ما تأكلانه. لكن طال غيابها، فملت النملة من الانتظار، وخرجت للعودة إلى منزلها، وبينما هي في طريقها، وجدت ريش اليمامة ملقى في القمامة فقالت: «وي ورن إخدم خزيك يتونشاف إخلق ذو علاف»، أي أن الإنسان الذي لا يعمل في صغره ويحضر ما يجده في المستقبل يقع له مثلما وقع لليمامة، فبدأ الناس يضربون بقولها المثل.
الحكاية الرابعة:
في يوم من الأيام كانت ضفدعة تتجول في أحد الحقول، فسقطت في «متمورة»، أي مكان لتخزين الحبوب، وبينما هي هناك خائفة، رآها ثعبان جائع، فنزل ليلتهمها، فصاحت قائلة: «يا غياث يا مغيث يا الموجود في الندهة، يا اللي مارات عين أو ماخفات خفية، يا ربي تلطف بي»، واستمرت في قولها تدعو الله تعالى لإنقاذها، وبعد برهة، بدأت الأمطار تتساقط فامتلأت «المتمورة»، فنجت الضفدعة من الهلاك وعادت سالمة إلى بيتها. وهذا دليل على أن «من توكل على الله كفاه»، ويقال أيضا «دير النية وركد مع الحية».
الحكاية الخامسة:
يحكى أن الذئب كان يتجول في السوق، فرأى الناس ترتدي الأحذية، فقرر أن يجرب ارتداءها، فذهب إلى أحد التجار، وطلب منه حذاء، لكن التاجر رفض لأن الذئب لا يملك نقودا، وبينما هو سائر في الطريق رأى أحذية كثيرة أمام أحد المساجد، فسرق حذاء ولبسه وتوجه إلى الغابة، فوجد الأسد أمامه، ورافقه في رحلة صيد، فتعمد الذئب السير به في مناطق شائكة مليئة بالحصى، وبدأ الأسد يتألم، وقد سال الدم من حافريه. فاقترح الذئب أن يصنع له حذاء مثل حذائه. وافق الأسد، فصنع له الذئب حذاء من جلد الماعز وكان حذاء ضيقا، وطلب من الأسد أن يمكث في الشمس حتى ييبس الجلد، فلما يبس الجلد ازداد الأسد تألما وصراخا، فضحك منه الذئب وتركه. وهذا دليل على خبث الذئب ومكره، فقد استطاع أن يحتال على الأسد، بالرغم من قوة وشراسة هذا الأخير.
الحكاية السادسة:
يحكى أن الطيور اجتمعت في يوم من الأيام، وقررت أن تختار قائدا لها، وأجمعت على أن يكون هذا القائد أكثر الطيور ذكاء، وأن يطير عاليا. جرب كل طائر حظه، فكان الفوز من نصيب أصغر الطيور حجما ويسمى «الدسيس».
وذات يوم وبينما طائر «القوبع» يطعم فراخه، متخذا نبات السدرة عشا له، مر به الفيل، فداس الفراخ المسكينة وقتلها، فذهب القوبع يشتكي ما وقع لفراخه، وطار باحثا عن الدسيس، وكان كلما وجد أحد الطيور في طريقه وحكى له قصته إلا وقال له: كيف يمكنك مواجهة الفيل وجسمه ضخم مرعب. وهكذا إلى أن وجد الدسيس فاخبره بقصته، وطلب منه إنصافه، فخرجا معا بحثا عن الفيل، فوجده يرعى كعادته، فأوقفه الدسيس، واستفسره عن الحادثة، لكن الفيل سخر منه ونظر إليه نظرة استهزاء، وقال له: «افعل ما شئت إن استطعت»، حينئذ ثار غضب الدسيس، وبدأ يطير حول الفيل في جميع الاتجاهات، إلى أن سقط أرضا فاتحا فاه، فأخذ الدسيس حصى وألقى بها في جوفه، فاختنق الفيل، وحينها قال الدسيس «لعمود ألي تحكرو يعميك». أي أنه لا يجب احتقار من هم أصغر منا سنا، ولا من هم أقل منا مرتبة، لأن كل واحد منا إلا وله سلاحه الخاص به.
خاتمة:
من خلال قراءة موجزة لما سبق، نستنتج أن المخيال الشعبي يعبر عن عقلية اليزناسني، وتصرفاته إزاء الحياة اليومية. فهذه الحكايات والأمثال المستقاة من هذا الوسط، يغلب عليها طابع التصور المثالي للخصال الإنسانية، ونجدها تصب في اتجاه الموعظة والإرشاد، مرجعيتها التجربة والخبرة. وهكذا أكون قد قمت بجولة سريعة في ذاكرة الإنسان اليزناسني من خلال هذا التراث الحكائي الشفهي المليء بالفائدة، والذي يستحق منا جمعه وتدوينه لحفظه من الزوال.
******
إحالات:
1 - حسين عبد الحميد أحمد رشوان، الفولكلور والفنون الشعبية من منظور علم الاجتماع، ط1، مطبعة الإنتصار، المكتب الجامعي الحديث الإسكندرية 1993، ص 57.
2 - محمد الغامي، وهي البينة، ط1ن دار الكتاب، الدار البيضاء 1970، ص 127.
3 - حسين عبد الحميد أحمد رشوان، مرجع سابق ص: 58.
4 - حسين عبد الحميد أحمد رشوان، مرجع سابق، ص 41.
5 - مالكة العاصمي: «الموروث الشعبي وصورة المرأة»، مجلة المناهل: دراسات إبداع قراءات، مجلة تصدرها وزارة الشؤون الثقافية المملكة المغربية، مطبعة دار المناهل، عدد 54، ص 91.
6 - إدريس كرم ،الأدب الشعبي بالمغرب الأدوار والعلاقات في ظل العصرنة، منشورات، إتحاد كتاب المغرب، ط1، 2004، ص 32.
7 - حسين عبد الحميد أحمد رشوان، مرجع سابق، ص: 41.
8 - حسين عبد الحميد أحمد رشوان، مرجع سابق، ص: 42.
 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting