جمعية أسكيل

تقرير حول أشغال الدورة الثانية لجائزة الطيب تاكلا

استمرارا في أداء الرسالة الحضارية، الثقافية، الفكرية والإبداعية، ومن أجل إبراز مساهمة مدينة بيوكرى بإقليم أشتوكن أيت باها في الحياة الثقافية والفكرية على الصعيد الوطني، ومواصلة منها في تنفيذ خطط عملها وبرامجها المسطرة، نظمت جمعية أسـكـيل، الدورة الثانية لجائزة الطيب تاكلا بالمركب الثقافي سعيد أشتوك تحت شعار أسئلة الأمازيغية ما بعد الدسترة، وذلك طيلة يوم الأحد 23أكتوبر2011، تميزت بمتابعة إعلامية مكثفة على مستوى التراب الوطني يجسد وزن الجمعية ودورها الإشعاعي خدمة للأمازيغية لغة، ثقافة، هوية، حضارة ومجالا، في إطار التعدد المتآلف بين مكونات الهوية الوطنية، وجدير بالذكر أن جائزة الطيب تاكلا تظاهرة ثقافية فكرية إبداعية تنظم تكريما لروح الطيب تاكلا وتقديرا لعطاءاته في المجــــال الأمازيغي والتعليمي والنقابي والإبداعي، إضافة إلى ذلك أن الذاكرة والحق في حفظ الذاكرة من المواضيع التي تشتغل عليهـــا جمعية أسيكل، وقد مرت أطوار هذه التظاهرة من خلال الفترات التالية:

الفترة الصباحية:

انطلقت على الساعة العاشرة صباحا بتقديم الديوان الأول للمرحوم الطيب تاكلا من طرف ابنه الأستاذ رشيد تاكلا عضو مكتب الجمعية المنظمة، الديوان الذي يحمل اسم تافسوت ن تودرت، الذي قدمه للحضور نائب رئيس الجمعية إبراهيم باوش الصحفي بقناة تامازيغت، باعتباره المكلف من طرف مكتب الجمعية بإعداده ومتابعة جميع العمليات والإجراءات الخاصة بالطبع والنشر إلى أن خرج إلى حيز الوجود، كما قدم الديوان على مستوى الحجم والمحتوى والغلاف الذي رسمه الفنان وأستاذ الفنون التشكيلية عبد الله آمنو عضو مكتب الجمعية، الديوان الذي طبعته الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة .

فترة ما بعد الزوال:

خصصت للجلسة الفكرية للدورة التي قام بتسييرها الأستاذ الحسين العابيدي عضو مكتب الجمعية، حول محور الأمازيغية ورهانات تطبيق الدسترة، الذي تم تناوله بالدرس والتحليل وفق المداخلات والمحاور الفرعية التالية:

المداخلة الأولى للأستاذ عماد بولكيد، تناول خلالها موضوع الأمازيغية في صلب السياسات العمومية، مذكرا بعدم ورود الأمازيغية في صلب اهتمامات الدولة إلا بعد سنة 2001، أي بعد خطاب أجدير، حيث عرفت السياسة العمومية للدولة تجاه الأمازيغية بعض التغيير، ولكن لغرض احتواء الحراك الأمازيغي الذي خلق أسباب الهوامش الأمازيغية، لنصل إلى الدسترة المشروطة بقوانين تنظيمية في دستور 2011، ثم ختم بالتذكير ببعض المقترحات لتفعيل المطالب المشروعة للأمازيغ من خلال سياسة مندمجة ممتدة بين مختلف القطاعات الرسمية.

المداخلة الثانية للأستاذ أحمد أرحموش قدم خلالها الإشكالات المرتبطة بالأمازيغية والوضع التشريعي المغربي من خلال القوانين والظهائر المنظمة للإدارة والوظيفة العموميتين، حيث أقصت التشريعات المنظمة للقطاعات والمرافق العمومية اللغة الأمازيغية من التواصل بين الموطفين والمسؤولين، إضافة إلى ذلك القوانين المنظمة للجنسية والشرط اللغوي لطالبي الحصول على الجنسية المغربية، ثم اقترح استمرار الخطوات النضالية من أجل أجرأة وتفعيل وإخراج المراسيم والقوانين التي من شأنها أن تجسد ترسيم الأمازيغية على مستوى الواقع في إطار دولة الحق والمساواة، مع ضرورة العمل من أجل تغيير بعض القوانين التي ما زالت تعرقل أهداف النضال الأمازيغي.

المداخلة الثالثة للأستاذ محمد بسطام حول تحديات إدماج الأمازيغية في التعليم، تناول خلالها بالجرد ما تم القيام به على المستوى الرسمي منذ خطاب الملك الحسن الثاني في 20 غشت 1994، مرورا بالتصريح الحكومي لسنة 1998، ثم خطاب إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، والمذكرات الوزارية المختلفة الرامية إلى إدراج الأمازيغية في المسارات الدراسية، وبعد هذا الجرد استعرض بعض التحديات التي تواجه إدراج اللغة الأمازيغية في التعليم ممثلة في العقليات المتحجرة وبعض الإشكالات المرتبطة بواقع التعليم ومشاكله، من قبيل التحصيص الزمني والتكوين والمصاحبة الميدانية بغية تدليل الصعوبات، واقترح بعض الخطوات العملية، كالتنسيق مع النقابات الأكثر تمثيلية والحوار مع الأكاديميات والنيابات، مع الاستمرار في العمل الترافعي والاقتراحي والاحتجاج الإيجابي.

أما المداخلة الأخيرة فهي للأستاذ إبراهيم باوش الذي تحدث عن الكتابة والإعلام في خدمة الأمازيغية، من خلال تجربته كأحد المؤسسين للعمل الصحفي الأمازيغي الجديد، الذي رأى النور مع الحضور القوي والبارز للحركة الجمعوية الأمازيغية، حيث تحدث عن المراحل التي مر منها الإعلام الأمازيغي والإشكالات المرتبطة بالقطاع، خاصة منها المواضيع وطرق تناولها ومشكل اللغة والجهاز المفاهيمي للحركة الجمعوية الأمازيغية، الذي يثير مخاوف البعض، إضافة لبعض التصورات لتجاوز كل الإكراهات وخاصة منها المرتبطة باللغة المستعملة والكتابة بحرف تيفيناغ.

الفترة المسائية:

جاءت مباشرة بعد انتهاء الجلسة الفكرية للدورة، حيث كان موعد الجمهور مع أمسية فنية شعرية،من تنشيط ابراهيم باوش شاركت فيها مجموعة تادارت لفن تيرويسا بمعزوفات وروائع تراثية خالدة، صفق لها الجمهور الحاضر المحب للذاكرة والأصالة.

كما ألقى الشاعر والباحث والأستاذ الجامعي إبراهيم أوبلا قصيدة شعرية زاوج فيها بين المضمون الحداثي والشكل التراثي الخالد، كما تميزت الأمسية بمشاركة الفنان الكبير علي فايق بأغانٍ خالدة من فن تيرويسا .

وقد تخلل الأمسية تقديم جائزة الطيب تاكلا، وفق الأصناف المحددة كما يلي:

المخرج عبد العزيز أوالسايح، الفنان علي فايق، الإعلامي محمد أوضمين

تم تتويج خمس تلميذات بناء على مراسلة نيابة وزارة التربية الوطنية بأشتوكن أيت باها، موزعات على خمس مؤسسات تعليمية بالوسط الحضري لمدينة بيوكرى، وهن: زينة بودكوس ــ حسناء بوتكلا ــ فاطمة أبو العلاء ــ أسماء أيت موح ــ فاطمة الزهراء صابر .