|
|
افتتاحية: من هشام العلوي إلى مصطفى العلوي: الأمازيغوفوبيا ملة واحدة بقلم: محمد بودهان
لم يمض سوى أقل من شهر على تصريح الأمير مولاي هشام العلوي، الذي قال فيه بأن ترسيم الأمازيغية يعدّ إحياء "للظهير البربري" (انظر ردنا على مولاي هشام في العدد 175 الماضي من "تاويزا" لشهر نونبر 2011)، حتى انبرى علوي آخر، مصطفى العلوي مدير جريدة "الأسبوع الصحفي"، لمهاجمة الأمازيغية من خلال نشره، في عدد ثالث نونبر 2011، لصورة تمثل نشطاء أمازيغيين يحيون العلم الأمازيغي، تحتل النصف الأعلى من الصفحة الأولى، تأكيدا على أن الموضوع هام ورئيسي، مثير ولافت، بجانب عنوان، بالنبط العريض وبلون مخالف، أكثر إثارة ولفتا للانتباه، يقول: «إنهم يبايعون ويصلون للعلم الأمازيغي بدل العلم الوطني»، مع تعليق ـ وهذا هو بيت القصيد ـ تحت الصورة جاء فيه: «تنفرد الأسبوع بنشر هذه الصورة لمجموعة من الشباب الأمازيغي، وهم يبايعون ويصلون للعلم الانفصالي الأمازيغي في مظهر لم نشاهده من قبل في حق العلم الوطني». فبما أن ما قاله هشام العلوي عن الأمازيغية كان "فتحا" أمازيفوفوبيا كبيرا وعظيما، قد يؤهله أن يكون "أميرا" بالفعل للأمازيغوفوبيين، وهو ما رأى فيه العلوي الثاني، مصطفى، تهديدا لمكانته كملك لملوك الأمازيغوفوبيا، وكشيخ للأمازيغوفوبيين وعميدهم وقيدومهم، لهذا انطلق ينافس هشام العلوي في هذه "الرياضة" الأمازيغوفوبية التي يتقنانها ويحبانها، ليُظهر تقدمه وتفوقه على هشام، حتى يثبت بذلك، للجميع، أنه لا زال يحافظ على لقب البطل الأول في مجال الأمازيغوفوبيا، وملك ملوك الأمازيغوفوبيين بلا منازع ولا منافس. لماذا هذا التنافس في السباق الأمازيغوفوبي بين العلوييْن، هشام ومصطفى؟ لأن ما يجمع بينهما ليس نسبهما الأسطوري فحسب، بل عداؤهما الأسطوري كذلك للأمازيغية، الذي يغرفانه من أسطورة الأساطير، التي هي "الظهير البربري". ولهذا لا نجد جديدا في كل ما يقولانه ويكتبانه عن الأمازيغية خارج تكرار ما قالته وكتبته عنها أسطورة "الظهير البربري". فإذا كان هشام العلوي قد أشار صراحة، وبالاسم، إلى "الظهير البربري" في رفضه لترسيم الأمازيغية، فإن العلوي الثاني ـ مصطفى ـ ركز هو كذلك، في تعليقه على الصورة المعنية، على ما يشكل لبّ وجوهر "الظهير البربري"، وهو مفهم "الانفصال" الذي هو موضوع "اللطيف" المشهور الذي يقول" «ربنا رب المقادير، لا تفرق بيننا وبين إخواننا البرابر»، وهو نفس "اللطيف" الذي سبق للعلوي الثاني أن استعمله كعنوان لسلسلة من مقالاته بعد اعتقال مناضلين أمازيغيين من "كلميمة" عندما رفعوا شعارات تطالب بترسيم الأمازيغية في تظاهرات فاتح ماي 1994. وكانت تلك المقالات عبارة عن التماسRéquisitoire حقيقي بتشديد العقوبة على المعتقلين، تماما كما تفعل النيابة العامة في ملتمساتها ومرافعاتها. إذا كان إذن مصطفى العلوي معروفا، كعلم في رأسه نار، بأنه ملك ملوك الأمازيغوفوبيا، وشيخ الأمازيغوفوبيين وسلطانهم بالمغرب كما سبقت الإشارة، فذلك لأنه ليس مجرد امتداد فكري وإيديولوجي فحسب، مثل هشام العلوي، لأصحاب "اللطيف"، بل هو من البقايا الممثلين المباشرين لهم، فكرا وإيديولوجية وإنسانا وسلوكا وقناعة وأمازيغوفوبية. وهذا شيء نعرف أن مصطفى العلوي سيعتز به وسيعتبره مدحا وتقريظا له. وبما أن أصحاب "اللطيف" كانوا من أكبر الكذّابين والمفترين على المغاربة، كما هو معروف اليوم بعد افتضاح أكذوبة "الظهير البربري"، فإن مصطفى العلوي، عندما يعادي الأمازيغية بالشكل "اللطيفي" الذي يميز مواقفه الأمازيغوفوبية، فهو لا يفعل أكثر من الكذب والافتراء على المغاربة مثل أساتذته الروحيين من أصحاب "اللطيف". فماذا عسى أن يعلّم أستاذ متخصص في الكذب لتلاميذه من غير الكذب؟ ولهذا عندما يتحدث عن "مبايعة" العلم الأمازيغي "الانفصالي"، فهو كذّاب ومفترٍ ومضلّل لأنه يريد أن يقول للقارئ: هؤلاء يسعون إلى إقامة كيان انفصالي يقسم الوطن ويجزئه. وحتى نشرح ونفضح كذبه وافتراءه وتضليله للقارئ، نورد مثال جبهة "البوليساريو": فهؤلاء الانفصاليون، الحقيقيون، لهم علم يعتبر انفصاليا بالفعل. لماذا؟ لأنهم يدعون ويرمزون، من خلال هذا العلم، إلى فصل جزء من المغرب (الصحراء المغربية) عن مجموع التراب الوطني ليقيموا بهذا الجزء كيانا سياسيا ـ وهو بالمناسبة كيان عربي وليس أمازيغيا ـ منفصلا عن المغرب، الوطن الأم. فعن السؤال: من ينفصل عمن؟ يكون الجواب واضحا: ينفصل جزء من المغاربة بجنوب المغرب عن هذا المغرب. وبالتالي، إذا كان العلم الأمازيغي انفصاليا، فيجب أن يدعو ويرمز، على غرار علم "البوليساريو"، إلى إقامة كيان يفصل جزءا من المغرب عن مجموع التراب الوطني. وإذا كان الجواب واضحا وبديهيا حول "من ينفصل عمن؟" في حالة "البوليساريو"، فإن مصطفى العلوي لا يستطيع ان يعطينا الجواب عن هذا السؤال في حالة العلم الأمازيغي الذي اعتبره "انفصاليا". مما يؤكد أن وصفه لهذا العلم بـ"الانفصالي" ادعاء كاذب ومضلل للقارئ. ذلك أنه لا توجد بالمغرب أية منطقة تعتبر أمازيغية من دون المناطق الأخرى، وتريد، بناء على خصوصيتها الأمازيغية، أن تنفصل عن باقي تراب المغرب غير الأمازيغي. فأينما وليت وجهك بالمغرب، ستجد الأمازيغية حاضرة هناك، وليست مقصورة على منطقة دون أخرى حتى يصح الكلام عن انفصال هذه المنطقة الأمازيغية عن المناطق الأخرى غير الأمازيغية. فالمغرب كله منطقة أمازيغية بكاملها. فمن ينفصل إذن عمن بناء على الانتماء الأمازيغي الذي هو انتماء المغرب كله؟ فالقول بأن العلم الأمازيغي انفصالي يعني القول بأن المغرب يريد أن ينفصل عن المغرب. فهل هذا معقول؟ نترك الجواب "للشريف" مصطفى العلوي. لنحلل الآن الألوان والعلامات التي يتشكل منها العلم الأمازيغي لنرى هل تحمل دلالات انفصالية حسب ما يقوله مصطفى العلوي. فهذا العلم يتكون من ثلاثة أجزاء متساوية، تتمايز بألوانها الثلاثة المختلفة: الأزرق في الجزء الأعلى، الأخضر في الوسط والأصفر في الأسفل. فهل يستطيع مصطفى العلوي أن يبيّن لنا أين يحضر "الانفصال"، العزيز لديه، في دلالات هذه الألوان للعلم الأمازيغي، التي ترمز، عكس افتراءاته، إلى مجموع التراب المغربي بكل مناطقه وأجزائه وحتى تضاريسه؟: فاللون الأزرق يرمز إلى الجزء الشمالي من المغرب المحاذي للبحر، واللون الأخضر يرمز إلى الحقول والسهول التي تتوسط أرض المغرب، واللون الأصفر يرمز إلى الصحراء المغربية. نلاحظ إذن أن العلم الأمازيغي، بأجزائه وألوانه، اختير قصدا ليغطي في دلالته كل التراب المغربي من طنجة إلى لكويرة. أما حرف "الزاي" الأمازيغي، الذي يخترق الألوان الثلاثة ويتوسط العلم كله، فهو رمز إلى الهوية الأمازيغية للأرض التي يعبّر عنها هذا العلم الأمازيغي. أما لونه الأحمر فهو رمز إلى التضحية والشهادة من أجل هذا الأرض. فهذا العلم يرمز، إذن، بمجموع عناصره اللونية والحرفية، ليس إلى إيديولوجية خاصة أو دين معيّن أو حقبة تاريخية محدودة، بل هو يرمز إلى أرض المغرب وهويتها الأمازيغية، بكل ما تعرفه وعرفته هذه الأرض الأمازيغية من أديان وإيديولوجيات، وما عاشته من تاريخ طويل يمتد على حقب كثيرة ومختلفة. إنه إذن علم "ترابي" وهوياتي يرمز إلى الأرض الأمازيغية الأبدية للمغرب، وليس علما إيديولوجيا يخص مرحلة من التاريخ، أو يعني فئة معينة، أو يرمز إلى دين خاص. فأين الانفصال في هذا العلم الأمازيغي؟ أليس هو علم الوحدة والتوحيد بامتياز لأنه يرمز إلى كل أرض المغرب بكامل أجزائها وترابها، وإلى هويتها الأمازيغية الواحدة التابعة لهذه الأرض الواحدة، بغض النظر عن الأصول العرقية المختلفة لسكانها؟ ومن جهة أخرى، فهذا العلم ليس خاصا بالمغرب وحده، بل هو يرفرف في ليبيا حيث كان الثوار يرفعونه وهم في جبهة القتال ضد كتائب القذافي، وهو حاضر في تونس يعبر عن استيقاظ الوعي الهوياتي الأمازيغي لدى التونسيين، الذين احتضنوا المؤتمر العالمي الأمازيغي السادس الذي انعقد ببلادهم ما بين 30 شتمبر و 2 أكتوبر 2011. أما في المغرب والجزائر فهو علم معروف ومألوف، حاضر في كل مكان بهذين البلدين. نلاحظ إذن أن هذا العلم الأمازيغي لا يرمز إلى وحدة المغرب فحسب، بل هو رمز لوحدة كل البلدان الأربعة لشمال إفريقيا: ليبياـ تونس، الجزائر والمغرب. إنه علم يوحّد إذن هذه البلدان بانتمائها الأمازيغي وبانضوائها تحت ألوانه، عكس الأعلام الوطنية الحالية لهذه البلدان، والتي هي في الحقيقة أعلام "انفصالية" لأنها تفصل هذه البلدان بعضها عن بعض. العلم الأمازيغي، إذن، عكس افتراءات وتضليلات "الشريف" مصطفى العلوي، هو علم الوحدة والتوحيد، وذلك على مستويين اثنين: ـ يوحد المغرب لأنه يرمز إلى هويته وكل مناطقه وأجزائه وتضاريسه، ـ يوحد البلدان الأربعة لشمال إفريقيا لأنه يرفرق فوق التراب الأمازيغي لهذه البلدان الأربعة. وعلى فرض أن الشباب، الذين يظهرون على الصورة، كانوا بالفعل يبايعون ويصلون للعلم الأمازيغي، فأين هو المشكل؟ وأين هو الانفصال في هذه المبايعة والصلاة؟ إنها مبايعة وصلاة لوحدة الأرض الأمازيغية التي يمثلها هذا العلم، تعبيرا عن الاعتزاز بالانتماء إلى هذه الأرض الواحدة والموحّدة. وهل من يبايع أرضه، عبر مبايعته لعلم هذه الأرض، يعتبر انفصاليا؟ ألا يعبر ذلك عن قمة الوطنية وحب الانتماء إلى هذا الوطن؟ إذا كان مصطفى العلوي يعتبر مبايعة العلم الأمازيغي، التي هي مبايعة للأرض الأمازيغية التي يرمز إليها هذا العلم، عملا انفصاليا، فلأنه ألف المبايعة والصلاة، ليس للأرض المغربية ولا للعلم المغربي، بل للنسب الخرافي العرقي الذي يعتقد أنه ينحدر منه، والذي يعتبره أهم وأفضل من الأرض. لهذا يرى في المبايعة للعلم الأمازيغي، ذي المضمون الأرضي الترابي، ممارسة انفصالية لأنها بالفعل تفصل العرق والنسب "الشريف" لمصطفى العلوي، عن الأرض التي يشكل الانتماء إليها مصدر كل شرف حقيقي، وليس الانتماء إلى نسب "شريف" خرافي وزائف كالذي يعتقد العلوي أنه ينتسب إليه. إن الانفصاليين الحقيقيين بالمغرب، هم من يبايعون، مثل مصطفى العلوي وكل القوميين العروبيين ببلدنا، أعلاما أجنبية عن هذا المغرب، مثل علم فلسطين والعراق والسفاح بشار الأسد، والتي يرفعونها في كل التظاهرات، وبشكل يكاد يختفي معه العلم الوطني الذي يصبح هو العلم الأجنبي الحقيقي وليس تلك الأعلام. وعلى ذكر العلم الوطني، نسأل "الشريف" مصطفى العلوي، وهو "الخبير" في تاريخ المغرب: ما هو مصدر هذا العلم؟ ما هو تاريخه؟ من أنشأه ومتى؟ أليس هذا العلم من صنع الماريشال "ليوطي"، بعد أن كان للمغرب علم برموز أخرى منذ العهد المريني؟ ومع ذلك فنحن نحترم هذا العلم وننحني له كعلم وطني، ولا نعتبره علما استعماريا فرضه الاستعمار الفرنسي. وماذا كان سيقول ويكتب، على سبيل المقارنة، "الشريف" مصطفى العلوي لو أن العلم الأمازيغي خلقته فرنسا مثل العلم الوطني؟ لا شك أنه كان سيدعو إلى إحراق الأمازيغيين في ساحات عمومية. في الحقيقة، الانفصال الوحيد الذي يدعو إليه العلم الأمازيغي، والذي يخافه "الشريف" العلوي ويذعر منه، هو الانفصال عن العروبة العرقية، ذات الأصول الجاهلية، المهيمنة بالمغرب، والتي تشكل رأس المال الإيديولوجي والاقتصادي "للشريف" العلوي، والتي بها يسترزق، ويكذب ويفتري ويضلل. ولهذا فهو يحمل لقب الانتساب الخرافي إليها كما سبقت الإشارة. نعم، الحركة الأمازيغية انفصالية في علاقتها بهذه العروبة العرقية الجاهلية، لأنها (الحركة) تريد فصل المغرب عنها، وذلك بإقامة دولة أمازيغية، ليس بالمفهوم العرقي مثل الدولة العروبية الحالية، وإنما بالمفهوم الترابي الذي يعني استمداد هذه الدولة لانتمائها من الأرض الأمازيغية التي تسود عليها، وهو الانتماء الذي يرمز إليه العلم الأمازيغي، كما سبق أن شرحنا. ولأن هذه الدولة الأمازيغية ستكون ذات انتماء ترابي وليس عرقي، فإنها ستتعامل مع "الشريف" العلوي، ليس كأجنبي عن هذه الأرض مثل كل أصحاب النسب" الشريف"، بل كواحد من مواطنيها الذين ينتمون إلى هذه الأرض بغض النظر عن أصولهم العرقية، الخرافية أو الحقيقية. لقد عرفت الأمازيغية تقدما ملحوظا في السنوات العشر الأخيرة، وصل بها إلى أن تصبح لغة رسمية في دستور 2011. وهذا التقدم الأمازيغي هو ما يفسر ارتفاع درجة حمى الأمازيغوفبيا والحملات العدائية المسعورة ضد الأمازيغية، كتلك التي يتزعمها هشام العلوي ومصطفى العلوي ـ ملك ملوك الأمازيغوفوبيا ـ وكل المتمسكين بالعروبة العرقية الجاهلية، مثل العلوييْن، والتي تحاربها الأمازيغية بقوة وبلا هوادة. لكن هل سيأخذ ملك ملوك الأمازيغوفبيا، مصطفى العلوي، العبرة من صنوه ملك ملوك إفريقيا (معمر القذافي)، الذي خصص له مقالة بنفس العدد من جريدته تحت عنوان: «ملك ملوك إفريقيا ينتهي في قادوس بوخرارب»؟. فليحذر هو كذلك أن ينتهي، كملك لملوك الأمازيغوفوبيا، في قادوس بوخرارب الخاص بتصريف الأمازيغوفوبيا العنصرية والنتنة، عندما يلفظها التاريخ كقيء عفن ألخن. في الوقت الذي كان المنتظر من السلطات أن تشرع في الإعداد لإجراءات إصدار قوانين جديدة خاصة بحماية الأمازيغية من الحملات العنصرية التي تستهدفها، تمشيا مع وضعها الدستوري الجديد، فإذا بهذه السلطات تتلكأ، عندما تكون الضحية هي الأمازيغية، حتى عن تطبيق القوانين الحالية التي تعاقب على التحريض على الكراهية والعنصرية، كما هو الحال في ما نشره مصطفى العلوي، والذي يدخل تحت طائلة الفصل 39 مكرر من قانون الصحافة المغربي، الذي ينص على أن كل من استعمل وسائل النشر «للتحريض على التمييز العنصري أو على الكراهية أو العنف ضد شخص أو أشخاص اعتبارا لجنسهم أو لأصلهم أو لانتمائهم العرقي أو الديني [...] يعاقب بحبس تتراوح مدته بين شهر وسنة واحدة وبغرامة تتراوح بين 3.000 و30.000 درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط». كما يسري الفصل 44 من نفس القانون على نعت مصطفى العلوي للعلم الأمازيغي بـ"الانفصالي"، وهو ادعاء كاذب يعتبر قذفا بالمعنى الذي يشرحه هذا الفصل الذي يقول: «يعد قذفا ادعاء واقعة أو نسبتها إلى شخص أو هيئة إذا كانت هذه الواقعة تمس شرف أو اعتبار الشخص أو الهيئة التي نسبت إليها». وبالتالي يعاقب عليه الفصل 45 من نفس القانون «بحبس تتراوح مدته بين شهر واحد وسنة واحدة وبغرامة يتراوح قدرها بين 1.200 و100.000 درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط». فرغم الاعتراف الدستوري بالأمازيغية، إلا أن هذا الاعتراف سيبقى غير ذي فعالية ولا جدوى كبيرة، إذا لم يطبق القانون بصرامة وعدالة على مثل هذه المواقف الأمازيغوفوبية التي تحرض على الكراهية والفتنة والعنصرية، مستعملة الكذب والتضليل، والتي لا علاقة لها بممارسة حرية الرأي والتعبير، التي لا تمنع من مناقشة الأمازيغية واتخاذ مواقف معارضة إزاءها، لكن دون تحريض ولا كراهية ولا عنصرية ولا كذب ولا تضليل. فما دامت النيابة العامة لا تتدخل تلقائيا لتقديم مصطفى العلوي، بسبب كتاباته العنصرية والأمازيغوفوبية الماسة بالنظام العام، إلى المحاكمة استنادا إلى الفصول 39 مكرر، و44 و45 المذكورة أعلاه، فذلك يعني أن العروبة العرقية، الجاهلية والعنصرية، لا زالت تعربد بالمغرب كما تشاء، متحدية القانون والقضاء رغم إثارتها للفتنة ومسها بالنظام العام، واستفزازها لمشاعر المغاربة وتحقيرها العنصري لهويتهم وانتمائهم. فالنهوض بالأمازيغية، والاعتراف الرسمي بها، غير مفيد إذن إن لم تصحبه حماية قانونية لردع العنصريين والجاهليين الذين أعمتهم الأمازيغوفوبيا، فأصبحوا كالكلاب المسورة تعضّ بأنيابها المسمومة كلَّ شيء.
|
|