|
|
و ماذا بعد... أيسقط الحمار من جديد؟... بقلم : ابن الأطلس -مصطفى زيان- الرباط قال الزعيم الشاعر: سقط الحمار من السفينة في الدجى فبكى الرفاق لفقده وترحمــــوا حتى إذا طلع النهار أتت به نحو السفينة موجة تتقدم قالت خذوه كما أتاني سالما لم ابتلعه لأنه لا يـهضم ما أشبه الأمس باليوم... ما أشبه الأحداث بالأحداث... فكلنا أبناء جيل الصدأ في المدرسة الوطنية التي غربت وعربت في إطار مؤامرة فرنكو-عروبية على الذاكرة المغربية. نتذكر هذه الأبيات من القصيدة التي أقرضها الزعيم العميد إبان طمع الحزب العتيد في الاستفراد بالحكم المجيد بيد من حديد... كان القصيد، أو لنقل ذلك النشيد، والذي عنونوه "السفينة والحمار" ليقرأه كل تلميذ في مدارس الدولة المغربية في زمن السذاجة والغباء اللذين أصابا هذا الشعب منذ سلم أمره لقوى الاستلاب تمرغه في رداءة الذلة والمسكنة... أبيات غنينا ورقصنا لها بما أوتينا من "حسن نية" السيئ الذكر في وجود رفاق السوء الذين تآمروا ولا يزالون على الشعب المغربي... ولا شك أن الكثيرين من أبناء المغرب العميق ممن تعجبه شطحاتهم الأندلسية لا زالوا يرددونها معهم... وقد يجعلون "الشليح" يرقص لهم على أنغامها المقطعة بقهقهاتهم الخبيثة دون أن يدري "الكورتيش" أنه المستحمر في أنشودة الزعيم... ولا شك في أن أغلب شباب زمن "الهيب هوب" و"حقي فبلادي فاين؟" لا يدرون شيئا في رموز وألغاز جهابذة الكلم عند أسلافهم خريجي جوامع القرويين والأزهر والزيتونة وكنائس موسكو وباريس... فمن كان له من سوء النية ما يكفي ليحسب حسابها القذر فيدري أن من شعر بعض المغاربة العاربة ما يذم باقي المغاربة؟... من كان ينتظر أن يكون المعنيون ب"الحمار" في قاموسهم الأدبي الملتوي والسياسي والفلسفي هم هؤلاء "الأمازيغ" الذين حار الزعيم سنة 56 الحاسمة في إمكانية جلائهم أكثر من همه بجلاء المرتزقة الفرنسيين كما سيذكر المؤرخون عنه؟... وحتى يبطل العجب من التهجم على هذه الأبيات من شعر ما يسمى"الحركة الوطنية"، عفوا يا تاريخ وأنت أدرى بمن تكون شلة القومجيين، علينا فقط أن نجلي الحقيقة عن سفينتهم (...) وما حملته للماضي من ضغينة وتزوير ولذلك الحاضر من دسائس ومؤامرات ولهذا المستقبل من نتائج تجعل هذا البلد من أتعس بلدان البسيطة... و عليا أن ننير هزيع ليلهم الذي طال منسدلا على ما يخفيه من ازدراء وظلم وتجويع... وعلينا أن نعيد شريط "سقوط الحمار" وكيف من هزليته ووضاعته أضحك حتى أبكى الرفاق وكيف تعاف الأمواج... فإذا علمنا أن المعني بالدجى هو ليل الاستعمار وفهمنا أن السفينة إنما هي مركبة ما سيسمى الحركة الوطنية نستنتج أن الساقط في المعادلة هي المقاومة الشعبية الأمازيغية لمخططات فرنسا البغيضة بتآمر مفضوح من قباطنة سفينة الرفاق... لقد لعبوا لعبتهم إبان ما سموه هم بالظهير البربري ليبدأوا سياستهم التي كانت ولا تزال عنوانها "المغرب لنا لا لغيرنا" ومضمونها أن يحكموا هذا الشعب دون إشراك لهؤلاء "البربر" الذين لا يحسبوها أبدا برياضيات السياسة والتجارة الربوية والذاتية النازية أمام قدسية ما يعتبرونه أقدس المقدسات وهو الحرية والكرامة للأمة جمعاء.... الرفاق في سفينة "الاستغفال" ضربوا عصفورين بحجر واحد، فالأمازيغ ظلوا في مقاومتهم مستعصين على المحتل "المرتزق" الذي لقنوا جنرالاته الدروس في فنون القتال وفي قيم الحضارة وفي عزة النفس... لقد خيبوا آمالها في أن تكون حملة تهدئة المغرب نزهة، فأسقطت فرنسا البربر من حسابات ما بعد الرحيل لتبحث عمن هو أكثر استعدادا للحفاظ على مصالحها... ويحكي لنا المهدي المنجرة في إحدى محاضراته عن توفر هؤلاء المستعدين للعمالة مع "سراق الزيت الفرنسي" حين ذكر بقصة ذلك الفقيه الذي اعتصم طالبا مقابلة المقيم العام ليقول له ما معناه "ارحلوا مرتاحين... فقد أوجدتم هنا جيلا هو أكثر استعدادا للحفاظ على مصالحكم أكثر مما تفعلون بأنفسكم..." وهنا سقط العصفور الثاني عندما برزت سفينة الرفاق لتجد فيها القوى الاستعمارية تفهما لمصالحها وعقليتها المجبولة على "قولبة" الشعوب بفن السياسة الذي ليس للأمازيغ فيه من نصيب لعدم استيفائهم لشرط سوء النية اللازم لممارسة اللؤم والجشع والبغي والاستلاب وهي أسس السياسة الإمبريالية... لكن، وضمن مراسيم "تسليم المهام القذرة"، كان الأمازيغ وقضيتهم من بين ما كان على السفينة أن تتكفل بحمله من جديد... وبأن ما خفي و"ما جرت به المقادير" عندما تجلى استعلاء "الإخوة العروبيين" على "إخواننا البرابير" حتى بلغ ببعض ما فيها من غلاظ القفا والخنازير أن يقارنوهم بالقردة وينعتوهم بالحمير... نعم... خرج المغرب من الحكم المباشر للاستعمار لحكم مشبوه من طرف ربابنة سفينة الرفاق، فكان ما كان من غدر مهين لأبطال المقاومة ولمغرب جبال العز، وتسبب بن بركة وعلال في خراب الريف والأطلس اللذين هبا بهما من بقي من الرجال الأحرار يعلنون أن لا لاستقلال تستلب فيه الحرية... كان ما كان مما تحدثت عنه الركبان وما لا يزال ظاهرا للعيان... ... وهذه الأيام يبدو أنها ليست وحدها الصدف تعود بورثة سفينة الرفاق إلى منصة الحكم في وقت تتصاعد فيه الاعتداءات الصريحة على حق الأمازيغ في المشاركة وربما حتى في الإعلان عن الحق الكامل في الوجود... فمن مصادمات في الجامعات مرت بصمت في تواطؤ مريب من الإعلام بكل مشاربه إلى منع أنشطة عديدة تهم القضية الأمازيغية، مرورا بما جرى من اعتقالات وقمع للشعب الأعزل في مناطق ظلت هادئة ردحا من الزمن تحت نير الإقصاء والتهميش وليس آنفكو ودادس وبن الصميم وصفرو آيت يوسي وإيفني آيت باعمران وما جرى فيها وفي غيرها إلا تعبير عن سوء الحال بسبب سياسات تجاوزت أن تكون مجرد إهمال وتهميش وكانت وستظل نوعا من العدوان البغيض الذي يمارس على أبناء الشعب ببعض أبناء الشعب الذين أبانوا حقيقة المطبخ الذي هيأهم ليكونوا ما يجعل المغرب هذه الأيام من أشهر البلدان بعد أن أصبح مضرب الأمثال بما فعلوه في إيفني... لقد مسوا بكرامة الشرطي المغربي، أما كرامة آيت باعمران فشامخة وستبقى كما كل جبال العز والمقاومة يشهد لها الواقع المعاش كما شهد التاريخ... تلك الجبال وتلك القبائل التي هي ظهر البعير الذي ما عاد يقبل من شرذمة الانتهازيين ومافيا الانتخابات والتسلط زيادة قشة... على مستوى السياسة بما يعفينا من حالها من التوصيف، يكاد ما جرى من إخراج وإبعاد الحركة الشعبية، بما لها من حساسية أمازيغية ولو بكثير من ضعف الإيمان، من المشاركة في حكومة العباس أبو النجاة هو تعبير واضح عن عودة حليمة للعادة القديمة مع بزوغ حقبة جديدة تعيد "أهل فاس" للواجهة بعد مع تقزيم التركة البصروية برحيل وموت "مولاي إدريس سطات" كما قال عنه "المرحوم مولاي حفيظ" وتنزيل الاتحاد الاشتراكي لمرتبة الوصيف السياسي بعد أن بين له من خلال رتبته الخامسة في انتخابات أنه وصيف وليس بالديموقراطي بل ضمن نفس النظرة البعيدة التي تعيد للأذهان أن الاستقلاليين لا زالوا يؤمنون أنهم الحزب الوحيد الذي له أن يحكم وحده لأن طبخاته "واعرة" وتقتضي حضور "أهل البيت فقط"... إن له حسابات يصفيها مع الشعب فكيف يرضى أن يشرك غنائمه أبناء الشعب... بإنزال العنصر الحركي الحرضاني للبحر من جديد وهو من لا يدري فن العوم في يم التخلويض المعارضاتي بسبب عادته في الاكتفاء ب"نعم" الصافية التي تضمن الحجز على السفينة ولما جرب بعضا من جزء من"لا الاستعطافية" التي لا ترقى حتى للا الناهية وبالأحرى النافية لما دبر في حكومة عباس القبلية، قيل له : "انزل أو تهاو يا "شلحا" لا تطاق، انزل فلا مكان لك على الإطلاق في سفينة الرفاق، انزل لك الموج الأزرق يناديك نحو الأعماق، انزل للحضيض ما دامت قد تخلت عنك القمم ونام على آلامه الأطلس العملاق حين خان سذاجتك مغرب الشقاق والنفاق وأصبحت تطالب بالمساواة مع الرفاق، انزل فالبحر أمامك والبحر وراءك واشرب ما شئت حتى الاختناق"... ولسنا ندري ماذا قد يفعله الرحامنة وهم المهيؤون كما يبدو لمناوشة الفاسيين بهمة تذكر بحرب مملكة مولاي إدريس ومملكة تامسنا لآيث "برا غواتا" الذين يبلغنا اسمهم أنهم إنما كانوا أول من أراد تطبيق "الحياد" أو ما نسميه اليوم بسياسة عدم الانحياز وقد كانت لهم الغلبة والاستمرار بعد سقوط الأدارسة... ففي حين سقطت دولة فاس ظل البرغواطيون بعدهم كثيرا حتى قوض كيانهم نظام الموحدين الذين وضعوا حدا فاصلا في التاريخ السياسي للمغرب الذي لم يعد فيه حرا وغير منحاز منذ تاشفين... فهل نحضر المغرب لحقبة جديدة على شاكلة تجارب سابقة مرتبطة بشخص وتحكمها سنة الحياة من مخاض وشباب وانهيار أم أننا مع "حركة لكل الديموقراطيين" ستدخلنا من جديد في عصر "عدم الانحياز السياسي" الذي يحرر البلد من الاستلاب ليظل منفتحا اقتصاديا وحضاريا على كل ما من شأنه أن يعيد ل"سويسرا القديمة" تلك المثل التي يكمن وراءها سر كون المغرب أعرق ملكية ولدت ديموقراطية وغير منحازة فلم تفقد يوما احترامها ولا صفتها عبر التاريخ... وأما آخر ما ينم على أن العباسيين لم يستوعبوا حق التعددية وواقع الاختلاف في هذا البلد ما قامت به "الدولة المغربية " من منع عنصري بليد لقيام حزب أمازيغي في حين أن أحزابهم لا يمر يوم إلا وتذكرنا أنها أحزاب عروبية قومية وعضوة في المؤتمر القومي العربي ولربما كان الهاجس القومجي فيها هو أهم ناموس يحركها... والواقع أن الأمازيغية ذاتها وهي اللغة التي لا علاقة لها بالقومية ولا بالعرقية لأنها أكبر وأشمخ وأهم من أن تختزل في هؤلاء البربر... بل هي أوسع بشكل يستدعي أن يدافع أقح ألأعراب وأقح الأوربيين عن وجودها كإرث إنساني يتجاوز الاختلاف ليشكل علامة بارزة على طريق وحدة البشر بعد أن فرقت بينهم الإيديلوجيات وباعدت بينهم الانتماءات والصراعات. أمر آخر نعتبر أن الدولة المغربية، بمبادرة من الرفاق، ضالعة فيه بشكل لن يغفره التاريخ هو قضية إدماج الأمازيغية في المنظومة الرسمية من دستور وحياة عامة وتعليم وسياسة وإعلام... ويكفي أن نتابع مسيرة الكذب للتهرب من إنجاز القناة "القناة التلفزية الأمازيغية"... ولسنا ندري إن كانت لا تعي خطورة أن لا تخاطب جزءا هاما من الشعب برفضها لستين عاما استعمال لغة ذلك الشعب في أهم وسيلة إعلامية هي التلفزيون... ومع ذلك لا زال هناك من يستبلد الناس فيحكي عن الصعوبة التقنية والفنية وشح المواد وكأنه حرام على القناة الأمازيغية أن تستعمل ما يصلح من برامج دولية ومختصة تتم ترجمتها تعميما لفائدتها على الأمازيغ، مثلها مثل أيها القنوات، في حين أنهم يمسون ويصبحون على قناة حتى صرن سبعة بالتمام والكمال تنتشين في الرداءة الفنية والتعتيم الإخباري والفكري... ومن جهة أخرى فإن ذريعة الدولة تزيل أية مصداقية عن نيتها الحقيقية من وجود ذلك الكائن المعتكف ك"سيزيف" عندما انهارت عليه الصخور عند قارعة مدينة العرفان وقد تقوس كنعام حين يغطس رأسه "آل إيمجان" في التراب... ذلك الإيركام أبو سبع في سبع: سبع مليارات كميزانية وسبع سنوات طوال عجاف، إذا لم يساعد في خلق قناة أمازيغية لشعبه، فبالله عليكم زيدوه بعض "فايجات من التراب" لكي يغبر بالمرة من أمام عيوننا واربحوا أنتم بالسبع المنزلات في موازين ومجامير ومزامير وللالعروسة أو ما شابه فيما تفه أو ما انتاب "حكامتكم الجيدة" من سفه... وأما إذا انتقلنا إلى الوضعية على المستوى الصحفي، فلن يخالفنا أحد في كون القضية اتخذت شكل حملة غاشمة جديدة على الأمازيغ وهويتهم ومطالبهم العادلة... فتجد من كتاب القومجية من يتناولهم من باب اعتبارهم أقلية لا لون ولا ذوق لهم وبالأحرى أن يحلموا بهوية والكل في المغرب يعرف عن كونهم أغلبية ساحقة أمر لا يجدر بذي عقل ومنطق حتى أن يطرحهم للمقارنة مع الأجناس الوافدة... وينبري آخر بما أوتي من نقابة ووزارة في الاستهتار بحقوق الإنسان ليعتبر بكل وقاحة أن القرود أقرب إلى إمكانية التقدم من الأمازيغ... وفي موقف لا يقل استهتارا، ها هي للا وزيرة الرياضة تجيب برلمانيين عن بناء ملعب في "آزرو" بانفعالها الفاضح لما يخالجها من ازدراء للمغرب العميق "واش نبني ملعب لقرودة؟"... وآخر يحرجه أن يعبر عن ما يكنه من كراهية واستعداد للأسوأ فيعتبر أن الأمازيغية خطر على الوحدة الوطنية أو يتهمهم بالعمالة للغرب أو حتى لإسرائيل... ونسوق هنا أمثلة من جريدة الأسبوع... فبعد سلسلة (ح.ع) التي كانت ربما أوقفتها جريدة الأسبوع لما ظهر أن كلام صاحبها مجرد ترهات فارغة يبغي صاحبها الإساءة المجانية للأمازيغ وتاريخهم ومجتمعهم هاهو (ع.ح.س) ينبري ليعدنا على عموده "بكل سخافة أو لنقل بكل وقاحة" بجولة جديدة من "السب والشتم"... فالأمازيغية في أدنى اعتبار لها تظل مغربية من حقها أن تتهم هذا الساذج المتنطع بجريمة السب والشتم لما يعتبرها "خطرا على الوحدة" الوطنية... ومن حقنا كأمازيغ أن نطالب الدولة بتفسير التهديد الصريح للأمازيغ من طرف هذا الأمازيغوفوبي حين يتساءل بلا خوف من عدل وقانون العرب : "على ذقون من يريد أن يضحك هؤلاء المغرورون الباحثون عن حتفهم بظلفهم؟"... أليست هذه دعوة صريحة للعنف يجرمها قانون الإرهاب؟... أليست دعوة صريحة لإعداد العدة لحرب أهلية؟... ألم يعد لدى هذه الدولة من "يفرمل" عجلة بعض متنطعي العروبية؟... هل أهدر دم من يطالب بدسترة الأمازيغية حتى يهددنا هذا السب-اعي بالقتل؟... وردي الوحيد على أمثاله "إن لم تستحي ف"تكشبيلا" افعل ما شئت... و"تيوليولا" إن كنت تسمع زغردة باعمرانية أو مواويل أطلسية أو وصلة ريفية فينتابك الذهول من لغة الأرض وتحس أنك إنما "دزة" صوف تحملها الرياح فتتشابه عليها الأوطان... ولكن الأنكى والأقوى هو ما سيرد في أبواب التاريخ وعلوم الاجتماع والأنساب والجغرافيا والمنطق وحتى علم الغيب لما ليس للمرء إلا أن يجيب أن "العلم لله" وذلك فيما اعتبر وثيقة تاريخية لأحد الفاسيين نشرتها الأسبوع مؤخرا... فبعد بدايته غير الموفقة انبرى الكاتب لتقمص الخبير في علم الأنساب الذي يظل رغم كثير الأساطير تائها عن القدرة للنفوذ لحقيقة نسب الشعوب لبعضها... يخبرنا أننا من نسل "بني حمير" حاشاكم ... "نكا أراو ن مجغيول"... وكمغربي أصيل لا أتكلم باسم أحد إلا أمازيغيتي أهمس له بصوت عال "شخصيا أفضل أن أكون قردا أنط على أغصان بلوط الأطلس إلى أن يصيبني الجرب وأصيح أقرعا أفطس على أن أكون من "حمير" ولو بكسر الحاء كما تذهب إلى ذلك وثيقتكم التاريخية التي بالغت في افترائها على التاريخ وفي التطفل على علم اللسانيات لأن الأمور كلها عكس ما ذهب التلميذ الوحيد في مغرب قال عنه إنه "لا يقبل فيه أحد على تعلم البربرية"... وهو أمر يجتر وراءه ألف سؤال ساخن على مثل تلك الأسئلة: عن أي مغرب يتحدث الفاسي؟... لأن المغرب الذي نعرفه وعرفه الفاسي كان أغلبه يولدون أمازيغ ويكبرون في الأمازيغية؟ ... وأما ذيل تلك الأسئلة فلهؤلاء الذين يصنفون ما هو رديء وغير لائق في مصاف ما هو تاريخي... ألا تستحقون الفلقة في أحد أقسام التحضيري الخاص بالكسالى؟... والضرب على قفاكم الغليظة... وحتى لا نطيل في قضية الأنساب نذكر فقط أن الفرع لا يمكنه أن يزايد على الجدع في مجال الأصالة... فالأمة الأمازيغية التي هي أصل في شجرة الحضارة الإنسانية أقدم بكثير من عصر عاد وثمود ومن عصور الفراعنة والعبرانيين وبالأحرى أن نتحدث عن كونهم من نسل الخرافة العنصرية سام أو حام... أما إن ربطنا العرب بنسل إبراهيم الذي عايش الربع الأخير من الألفية الثالثة قبل الميلاد فيصبحون من أحدث الأمم مثل أعمامهم من بني إسرائيل، فمن أين لهم أن يكونوا أصولا لأمة أعرق من كل ذلك بكثير؟... ابحثوا في الاتجاه المعاكس فقد تجدون علم الأنساب الأصح وإن لم يكن هناك من يدعوكم للربط بإلصاق ما لا يلتصق كما تفعلون... ألا يكفينا أن نكون إخوانا في الإنسانية لنتعايش بلا إثم ولا عدوان؟... أليس من غير المنطقي أن نؤاخي بين العروبة و تيموزغا فنتحدث بعدها عن بعضنا باستصغار وازدراء؟... أليس القول ولو على لسان حارس سجن ساذج من أهلها البسطاء بأن "الأمازيغية ليست لغة" يعني أن الأمازيغ ليسوا من بني آدم الذين ميزهم الخالق باللغة... ما رأي أساتذة المنطق والاجتماع والقانون والسياسة في مغربي يعتبر مغربيا آخر حيوانا؟... فيا آل العباس الذي أقسم أن يناضل على بكرة أبيه ضد الأمازيغية... لقد علمتمونا العربية والفرنسية مشكورين... وأنتم لم تتعلموا الأمازيغية بشهادتكم وتوثيقكم... وكما ليس لكم أو عليكم ولن يكون لكم أن تصبحوا أمازيغ انطلاقا من كون هوية "تيموزغا" تكتسب باكتساب اللغة الأمازيغية وليس بتقديس العرقية والقومية وتـــنميطها بالطرقية وبالمذهبية… فأخطر ما في الحركة الأمازيغية هو من يفكر بعقليتكم، أي أن ما زرعتموه من لوث فكري قد ينقلب عليكم وكم زرعتم من رياح ستجنون منها العواصف... فلو كتب لحزب أمازيغي حقيقي أن يولد لقلنا إن على هذا الحزب أن يكون أمميا يقوم مقام "المؤتمر العالمي الأمازيغي" ليدافع بأشكال جديدة على الحقوق الدستورية والاجتماعية والثقافية للإنسان الأمازيغي في كل الدول... وسيكون عليه أيضا أن يقود إعادة الاعتبار لوحدة الهوية الأمازيغية في بعدها اللغوي عبر مقاربة تتوافق وحقيقة الأمازيغية كلغة أم لبقية لغات المتوسط وهو ما قد يجعل لها اعتبارا خاصا في أمور عديدة حول اتحاد هذا المتوسط العريق الذي لن يقيس جيدا تلك العراقة ولن يرى معالم ما مر به الإنسان من أهوال التاريخ وتطور الفكر إلا إذا عاد ينقب في أسرار الكلمات... فمن الكلمات نشأ الفكر وكانت الحضارة وما الأمازيغية إلا أم الكلمات... وحدها تستطيع فك طلاسم الأسماء وتفسر كيف اختلفت اللغات بينما هن في الأصل لغة واحدة اختلفت في تكوين ما نحسبه كلمات بينما هي في الواقع جمل في لغتنا الأصل المشتركة... لكنكم ومن على شاكلتكم من حضارات التاريخ حرفتم "الكلم" عن مواضعه وبه تاهت الإنسانية في تطورها المستلب لأكاذيب وخرافات المتقدمين منكم وأضاليل وأساطير المتأخرين... لذلك فلئن أتقنا الفرنسية وغنينا لها وخبرنا العروبة ورقصنا الزمن على أنغامها وانغمسنا في كفاحها الأتوبي وصراعها مع الحضارات في حلبات الاستلاب سنظل إما أمازيغ بأمازيغيتنا ولو على ما قد يشتهي البعض أن يسميهم بدأ من أسماء الحيوانات إلى أسماء التوحش والتيه والهذيان... سنظل أمازيغ أو نصبح "لا شيء"... وذلك ما من حقنا "ننخ" أن لا نريده، و بالعربية تاعرابتنخ : "نرا تامازيغت إينخ"... تامازيغت... ليس فقط لأنها لغتنا ومن الطبيعي أن تكون نبع وجداننا ولكن لأنها فوق ذلك أمانة حقيقية وإرث إنساني لا مثيل له في ارتباطه بتلك الخطوات الأولى للإنسان على درب الحضارة... تامازيغت لها رسالة تؤديها وليس في أمتها وحسب بل في مقاربات العديد من الشعوب المحيطة بها، والتي خرج ما يحكم العالم اليوم من أفكار... وكجمالكم التي لا تنسى إلا أسنامها تذكروا وأنتم تسبون وتشتمون الأمازيغ أن الناس في "الحدبة" سواء و"اللسان بلا عظم" وغسيل التاريخ والجغرافيا العربيان أوسخ من أن ينشر... فدعوا عنكم التاريخ والجغرافيا قبل أن ينقلبا عليكم بما قدمت أفعالكم وأحوالكم عبر الزمن فتصبحوا على ما قدمت أقلامكم من افتراء عليهما نادمين... الخلاصة "ما كاين باس"، احكموا وحدكم بلا بربر يا آل العباس وكلوا "القديد" في فاس واشربوا حتى "جغديد" في مكناس ولا بأس أن يغلب معظمكم النعاس فالكل داخ من التخمة "ياك إديرها الكاس آعباس؟"... ءوااااااهـا آعباس أبو النجاة اللي من فاس... وخا ها دشي راه اطلع فالراس من يوم الفاس دي فاس جات فالراس، ديما كاندعيو معاكم نعام آس: "الله إيديكم للجنة أو يدينا حنا غير لفاس"... فاس العظيمة ومن كذب ليحسب ما ذهب في السر والعلن من ملايير المغرب في بطون أهل فاس عبر التاريخ، أو لا يكفي أن نذكر ملايير عيد ميلاد "لالة فاس" ليقول المرء أينما كان "الله إيهنيك آلمغرب ديخ غر فاس"؟... ذاك المغرب الآخر الذي يعنيه صاحب وثيقة الأسبوع عندما قال عن مغربه وآله... لكن يبقى السؤال الحتمي والأساس: هل قدرتم حق تقديرها أبعاد عودتكم "الرفاقية" للسياسة الاستحمارية من جديد يا أولاد الناس؟... هل قدرتم أن عودة عباس محمد السادس لسياسة علال محمد الخامس قد "تقلب الحمار على الشواري أو ما يفكوها الدراري"؟... لا تنسوا... لا تنسوا... قالها الحكيم: الصمت لا يمنع الصدى من أن يسكن حتى صخور الجبال...
|
|