| |
منافقو التعريب:
لماذا لم تمنعوا التعليم الفرنسي عن أبنائكم إن كنتم صادقين؟
بقلم: أسافو ؤ
تمازغا / مواطن إفريقي أمازيغي مغاربي
أكثر من نصف قرن وهذا البلد الإفريقي
الأمازيغي المظلوم يتعرض – ولا يزال - لتعريب أعمي أتى على الخصر واليابس. غير أن
مهندسي التعريب لم يتوقفوا بعد عن مواصلة عمليات التعريب والتخريب والتهريب
والترهيب ضد الشعب الإفريقي الأمازيغي وهويته ولغته وحضارته وثقافته وتاريخه. بيد
أن هؤلاء لا يعربون أنفسهم الفرنكوفونية/اليوطية. فهم فرنسيون أكثر من فرنسا -
أمهم- والفرنسيين أنفسهم.. لا يتقنون العربية بل الفرنسية ولم يتلقوا تعليما عربيا
بل تلقوا تعليما فرنسيا في المغرب وفي أوروبا. وهم فرنسيون من أخمص قدميهم حتى
النخاع. إنهم منافقو التعريب.
كيف يحاربون اللغة الفرنسية - كما يزعمون - وهم
فرنسيون بلباس عروبي؟.
إن محاربتهم للفرنسية تعني محاربتهم لأنفسهم ولأبنائهم المفرنسين. إنهم كاذبون
منافقون ويريدون منا أن نصدقهم ليستمروا في تعريبنا - وليس تعريب الفرنسية - كما
كانوا يفعلون مند القرن العشرين إلى اليوم في القرن الواحد والعشرين. إن المغرب لو
لم يكن إفريقيا أمازيغيا هويته ولغته الأولى والأصلية هي لغتنا الوطنية الأمازيغية
لما دعا هؤلاء إلى التخريب والتعريب. لأن الذي يهمهم - والذي يريدون - هو قتل
واغتيال الحضارة الأمازيغية والهوية الأمازيغية ولغة الشعب المغربي الأمازيغية، ليس
إلا. وإلا فالعربية لا تهمهم والفرنسية تهمهم. فهم لا يدافعون عن العربية وهم لا
يحاربون لغتهم الفرنسية التي هم منها إن لم نقل هي كذلك منهم على اعتبار إنهم ورثة
اليوطي وحفدته. واليوطي هذا - كما نعلم - كان عربيا أكثر مما هو فرنسي، وهؤلاء -
خلفه - الذين يدعون أنهم يحاربون لسانهم الفرنسي الذي جعل منهم حكاما ووزراء وعلماء
- علماء التعريب وحكامه ووزراؤه طبعا - هم فرنسيون أكثر مما هم عرب. فكيف يحاربون
اللغة اليوطية وهم خلف اليوطي وورثته. إن اليوطي جعل من لغته الفرنسية ولغة جده
عقبة بن نافع العربية.. جعل منهما شقيقتين في المغرب. لا عربية بدون فرنسية ولا
فرنسية بدون عربية. ولهذا فالعربية والفرنسية هما وجهان لعملة واحدة. إنهما لغتا
اليوطي ولغتا حركته الو...نية من بعده إلى اليوم وحتى اليوم. إلى درجة أن أي دفاع -
في المغرب طبعا - عن الفرنسية هو دفاع أيضا عن شقيقتها العربية والعكس صحيح
بالضرورة. وهذا يعني أن هاتين اللغتين هما لغة واحدة في الحقيقة. لأن الحركة
الو...نية - وحزبها الفاسي تحديدا- والراحل اليوطي الفرنسي ثم العربي هما شيء واحد
وموحد. فالذين كرسوا العروبة ولغتها العربية بتامازغا الغربية هم أنفسهم من كرسوا
بها اللسان الفرنسي. إنهم اليوطيون الفرنسيون منهم والعروبيون مما يسمونه بحركتهم
الوطنية، إي الحركة العربية الفرنسية أو الفرنسية العربية. بحال بحال. سيان. ثم إن
هؤلاء المنافقين لو صدقوا فيما يدعون أنهم يمارسونه من محاربة للغتهم اليوطية/الفرنسية
دفاعا عن العربية لغتهم ولغة جدهم عقبة وموسى وغيرهما من الأسيويين المشرقيين العرب
القرشيين الأمويين والهاشميين.. كما يزعمون.. لو صدقوا لأغلقوا في وجوه أبنائهم
وبناتهم مؤسسات التعليم الفرنسي كمدرسة البعثة الفرنسية بانفا/ كازا بلانكا- شارع
غاندي - وليسي اليوطي بها - كازا - وليسي ديكارت بمدينة الموحدين الرباط وغيرها من
مؤسسات ومعاهد التعليم الفرنسي المنتشرة بالمملكة المغربية = تامازغا الغربية والتي
لا يدرس بها إلا أبناء الحركة الو...نية إي أبناء الذين يدعون أنهم يحاربون اللغة
الفرنسية. أليس هذا هو النفاق والكذب بعينه. فهل يقدم هؤلاء التعريبيون الظالمون
على إغلاق هذه المؤسسات الفرنسية ويسحبوا منها أبناءهم وبناتهم ليسجلوهم في مؤسسات
التعليم العربي؟. أم أن هذا التعليم العربي خاص بالمواطنين الأمازيغيين وحدهم؟ وإلى
حين أن يكون للشعب الإفريقي الأمازيغي المغاربي المغربي المظلوم تعليمه الوطني
الأمازيغي الحقيقي بدل سيطرة التعليم الأجنبي العربي الفرنسي والفرنسي العربي..
أقول لكم.. ازول فلاون. ولا تنسوا أن تناضلوا من أجل التعليم الوطني الإفريقي
الأمازيغي المغاربي. إنه التحدي الأكبر. أليس كذلك؟
|