|
|
الفيضانات كارثة طبيعية، وانعدام البنى التحتية كارثة مخزنية بقلم: محمد الهاشمي (وجدة)
مؤخرا.. كثيرا ما سمعنا الحديث عن هشاشة البنى التحتية بالناظور، بعد الفيضانات التي اجتاحت هذه المنطقة من المغرب المجهول، أو بتعبير أدق "من المغرب المنسي، والغير النافع". كثيرا ما فتحنا نقاشات مع فاعلين جمعويين وأطر مسؤولة عن هشاشة هذه البنى فلم نثر انتباه الفئات العريضة من المجتمع التي انبهرت بضخامة المشاريع والأوراش التي افتتحت بالمنطقة، وخصوصا "الطريق الساحلي، السكة الحديدية ونفقها وسط المدينة"، ناهيكم عن إعادة ترميم الطرق الرئيسية وتعبيدها، و-تزويق- الأرصفة... هكذا مر الصيف بخير والحمد لله، واستمتعت جاليتنا المقيمة بالخارج بنسيم الكورنيش، وجولاتهم بقوارب المارتشيكا "ربحار أمزيان"، البحيرة الحارة إن صح التعبير، مصب الوادي الحار الذي يحمل غنائم للمحيط البيولوجي... على كل فلنعد للبنى التحتية، حيث عادت جاليتنا بشفاههم المنبسطة لأحوال التغيير ومظاهر التمدن التي عمت مدينة الناظور، وحل بنا فصل الخريف وفاجأنا بأمطاره الغزيرة غير المعهودة، وانطلقت سيول الأمطار، من الجبال نحو السفح، نحو المدينة التي يفترض أنها بنيت بعد استشارات وعلى يد خبراء الهندسة المعمارية، والتي يفترض أن تستوعب أمطار الشتاء لا الخريف فقط، لكن وكما اتضحت الأمور أن كل تلك المشاريع ومقومات البنية التحتية التي حظيت بها الناظور -وهنا أتحدث عن مركز المدينة فقط- فالقرى الريفية، ومعظم الريف قرى لا تتوفر على أدنى شروط الحياة البسيطة من طرق ومواصلات ووو.. ناهيك عن مراكز الترفيه والصحة العمومية ومدارس ووو... قبل مواصلة هذه السطور فلنترحم على أرواح ضحايا الفياضانات، وهنا سيتبين دور الكارثة المخزنية، في بناء قناطر "علا الله" وتعبيد طرق كانت من قبل أودية، ويا ليت المسؤولية تتوقف هنا فقط، لكن أثناء غرق معظم الأحياء، لم نر بزة رسمية واحدة همت للإنجاد، لا رجال وقاية مدنية، لا شرطة لتنظيم المرور بعد انقطاع الطرق، ولا، ولا.. وبعد هذه الأمطار سقط القناع عن القناع، لتبقى الطريق الساحلية معلقة حيث انجرفت جوانبها مع السيول، وتحولت شوارع المدينة المرممة حديثا إلى أودية لعدم كفاية أو وجود قنوات التصريف، وعلق أحد شيوخ المنطقة على الأحداث بأن المشاريع تنجز بالناظور أثناء الصيف ويظنون أننا نعيش الصيف فقط بالناظور.. ولا أمطار تكشف عن مخطط "كور وعطي للعور" المتبع لإنجاز المشاريع بالمنطقة. وهنا تعالت الأصوات، منادية بهشاشة البنى التحتية بالمدينة، وانعدامها بالقرى، وعاود السؤال القديم الجديد نفسه: هل لا زال الريف يصنف ضمن المغرب غير النافع؟؟ massin84/محمد الهاشمي، oujda massin84@gmail.com |
|