|
|
تمييز آخر ضد الأمازيغية: مبادرة المليون محفظة تقصي الأمازيغية بقلم: الطيب أمكرود (بوجدور) لم يعد يختلف اثنان، رغم مساحيق التجميل وحملات الدعاية والإشهار، على أن مآل كل الأوراش الرسمية التي دشنت قبل سنوات لصالح الأمازيغية هو الفشل الذريع لعدة أسباب ومعطيات لا يتسع المجال هنا لذكرها. فلم يعد خافيا أن كل المبادرات والقرارات التي اتخذت وكان الهدف الظاهر والمعلن عنه منها هو إعادة الاعتبار للأمازيغية في كل تمظهراتها - كما كانت الحركة الأمازيغية تطالب به لعقود - وذلك بتمتيعها بالحماية القانونية وإنقاذ ما تبقى منها عبر مأسستها وإدماجها في كل دواليب الحياة العامة، لم يعد خافيا أن هذه القرارات تعثرت في بداية الطريق ولم تعرف سبيلا إلى التنفيذ، وقد لوحظ منذ البداية تصاعد الجدال واختلاف الآراء بين الفاعلين الأمازيغيين حول جدوى الانخراط في هذه الأوراش في غياب إرادة سياسية وحماية قانونية حقيقية يمثلها الاعتراف الدستوري باللغة الأمازيغية كلغة رسمية للمغرب تقطع الطريق على خروقات وسلوكات الماضي الأليم ومظاهر التمييز ضد الأمازيغ والأمازيغية التي استمرت بل اشتدت اليوم أكثر من أي وقت مضى، حيث ضاعف رفاق عباس الفاسي جهودهم واستغلوا مواقعهم ووظفوا نفوذهم لمحاصرة الأمازيغية واغتيالها عبر استصدار القوانين والتشريعات التي يعد مشروع قانون تعريب الحياة العامة السيئ الذكر باكورتها . ولن يختلف اثنان بعد اليوم في أن أطرافا متعددة، وأمام الصمت المطبق والمريب لعدد من الأوساط، تبذل قصارى جهدها لإحباط وإفشال كل جهد يروم إنعاش الأمازيغية، وما غياب أو تغييب مقرر اللغة الأمازيغية من مئات آلاف المحافظ التي تم توزيعها هذه الأيام عبر ربوع المغرب تنفيذا لمبادرة المليون محفظة التي تدخل ضمن المخطط الاستعجالي لإصلاح التعليم إلا النموذج الصارخ مما نقول.لقد أشرنا خلال كل المواسم الماضية عبر كل الوسائل الممكنة والمتاحة من مراسلات، بيانات، بلاغات، إلى إغفال إدراج مقرر اللغة الأمازيغية ضمن اللوازم المدرسية التي كان يتم توزيعها على مستوى الجهات والأقاليم، ولم ندخر جهدا في إشعار المسؤولين وكل المتدخلين بما يحدث على الأرض من تزوير للأرقام والحقائق كلما تعلق الأمر بتدريس الأمازيغية، ولم نكن نتصور أن آراء عدد هام من الفاعلين الأمازيغ ومواقفهم إزاء المشروع هي الصائبة، وها هي الأيام تثبت ذلك، والتاريخ والوقائع يأبيان إلا أن يفندا مزاعم من يدافعون باستماتة عن كل الأوراش الكبرى الوهمية التي لها علاقة بالأمازيغية، فوزعت مليون محفظة على أبناء المغاربة، تتضمن كل المقررات واللوازم باستثناء كتاب اللغة الأمازيغية، فأي قراءة ممكنة لما حدث ؟ وأية تبريرات أو أعذار سنتلمس مرة أخرى لمن أشرفوا على المبادرة وتتبعوها من البداية إلى النهاية؟ وما التأويلات الممكنة لمظهر آخر من مظاهر التمييز ضد الأمازيغية وقف وقال صارخا بأعلى صوته: لا لتدريس الأمازيغية في المدرسة المغربية، ونعم لاغتيالها. إن آلاف الأسر المغربية المستهدفة بالمبادرة، والتي قيل عنها إنها فقيرة، حصلت على جميع الكتب والمقررات، مهما علا أو بخس ثمنها، إلا مقرر الأمازيغية الذي يبلغ ثمنه اثنين وثلاثين درهما (32)، وهو الرقم المشكوك هو أيضا في الخلفيات التي حددته والمسوغات التي عجلت به، وسرعت بوتيرة ترسيم الكتابين اللذين يباعان به واعتمادهما كمقررين وحيدين على صعيد الوطن وعوض بهما مقرر كان في متناول الجميع لم تمض على الشروع في العمل به إلا أربع سنوات، بل الأدهى والأطم أن مئات الآلاف من نسخه لا زالت مكدسة داخل النيابات والأكاديميات ومآلها الآن مجهول، إن هذه الأسر تتساءل عن الأسباب الخفية التي أقصت مقرر اللغة الأمازيغية وطردته من محافظ المبادرة الوطنية لتوزيع مليون محفظة رغم ارتفاع ثمنه، وكونه الكتاب الوحيد المعتمد في تدريس المادة، كما أننا كأساتذة تجشموا عناء تدريس اللغة الأمازيغية وتحملناه منذ خمس سنوات رغم كل الصعوبات والعراقيل والمثبطات نبحث عن ردود عن أسئلة تؤرقنا منذ سنوات ولم نجد لها ردا أو مجيبا، لعل أقلها أهمية هو لا مبالاة كل المتدخلين واستخفافهم بالمشروع، ويأسا وإحباطا يتضاعف موسما بعد موسم، وحربا نفسية ضروسا يشنها أعداء الأمازيغية المختلفي المشارب والتوجهات ضد كل ما هو أمازيغي، يعد التعليم للأسف الشديد إحدى ساحاتها، حيث لا يجد المنتمون لكل المرجعيات والإيديولوجيات غضاضة في إعلان حربهم عليها، بل أن منهم من عبر هذه الأيام عن فرحه بعدم إدراج كتاب الأمازيغية ضمن هذه المحافظ. فأي شعور وأي رد تنتظرون ممن يتجرع مرارة التمييز والعنصرية والتتفيه لكيانه وشخصه وثقافته كل يوم عشرات المرات ؟ أتمنى أن أحصل على رد ...
|
|