uïïun  94, 

sinyur  2005

(Février  2005)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

Timsirin zg arbaï… maca di takufäa d tlkkawt n yiman

Tamawayt

Amerwas amaynu

Akud n izeggilen

Ahersvi, asusem

Akabar n ileghman

Afellah

Tghil d

Capdat kul

Di acal nnem

Tiwirga g wakud abrran

Français

Du complexe au mythe

Da la standardisation de l'amazigh

L'issue de la laïcité

Lorsque imazighen créaient les royaumes heureux

A la mémoire de la radio amazighe

La pensée arabe

Hymne à un nom

Ilallene: essai d'histoire

العربية

التفسير الجنسي للكوارث الطبيعية

دروس من الرباط، في الاستلاب واحتقار الذات

نهاية التكافؤ الاجتماعيي

الكذب الرسمي والتزوير الحكومي

عيد السنة الأمازيغية: مناسبة للتأمل ومراجعة الحصيلة

ليته بخط حزب الاستقلال

الاشتقاق في اللغة الأمازيغية

تيفاوين أ تامازيغت: مقاربة تحليلية

الأمازيغية وسؤال التنمية

لماذا يريد المسؤولون أن نصبح مرتزقة للغير؟

مدينة ورزازات تزرع ومدن أخرى تحصد

انطباعات

الإعلان العالمي للشعوب الأصلية: متى؟

المؤتمر الليبي للأمازيغية

تقرير حول إنجاز معايير جديدة لتيفيناغ

شكر على تعاز

جمعية اتحاد المرس تحتفل

جمعية سلوان تجدد مكتبها

بلاغ الجمعيات الأمازيغية المستقلة

 

الكذب الرسمي والتزوير الحكومي لحقائق التاريخ الخاصة بالأمازيغيين
بقلم: محمد بودهان

على الموقع الأنترنيتي الرسمي لوزارة السياحة المغربية www.tourisme-marocain.com، نكتشف ونقرأ عجائب وغرائب، لا تصدق، من التزوير والبهتان الرسمي المقصي للأمازيغيين نهائيا من تاريخ المغرب، وبشكل مستفز وحقير يثير الغيظ لدى القارئ الغيور على تاريخ بلده وسمعة حكومته التي تنتمي إليها الوزارة المسؤولة عن الموقع الذي ينشر الكذب والبهتان والعنصرية.
فعندما ننقر على الرابط المتعلق بتاريخ المغرب، والذي يتضمن معطيات رسمية أُعدّت خصيصا للسواح الأجانب الراغبين في زيارة المغرب، نقرأ ما يلي: «كان المغرب مسكوناً منذ أقدم العصور التاريخية. وتدل على ذلك الآثار العديدة التي تعود إلى حقبة ما قبل التاريخ. فقد تتابعت عليه العهود والعصور منذ الفينيقيين، وحتى القرطاجنيين، والبيزنطيين، والرومانيين، والونداليين... ثم جاء بعدئذ العرب في القرن الثامن الميلادي».
فرغم أن هناك اعترافا بأن المغرب كان مسكونا منذ القدم، إلا أن النص تعمّد عدم ذكر اسم هؤلاء الذين سكنوه منذ قبل التاريخ، والذين ليسوا سوى الأمازيغيين الذين لا تريد وزارة السياحة أن يعرف الزوار الأجانب للموقع هذه الحقيقة، التي هي أن الأمازيغيين هم السكان الأصليون للمغرب. لكن النص يسهب في ذكر كل الشعوب التي وفدت على المغرب، من فينيقيين، وقرطاجنيين، وبيزنطيين، ورومانيين، وونداليين، لتنتهي الفقرة بالعبارة التالية: «ثم جاء بعدئذ العرب في القرن الثامن الميلادي»، والتي صيغت بشكل يجعل القارئ يفهم منها أن هؤلاء العرب هم "خاتم" الوافدين، وبالتالي فإن المغرب "عربي" في ساكنته التي لم تعرف وافدين جددا عليها منذ مجيء العرب، خصوصا أن تلك الشعوب السابقة عن دخول العرب قد انقرضت واختفت ولم يعد لها وجود ليبقى المغرب "عربيا" قحا.
يا له من تحايل سخيف وتزوير منحط يثير أصحابه من الشفقة بقدر ما يثيرون من السخط والغضب.
ويتابع المؤرخ الرسمي لوزارة السياحة المغربية كذبه وبهتانه فيقول: «ولكن المغرب كدولة لم تؤسس إلا عام 788 عندما تم تنصيب مولاي إدريس الأول كملك على البلاد في مدينة وليلي». وهذه كذبة أخرى أضخم من سابقاتها: فالمعروف والثابت المؤكد أن المغرب عرف دولا وممالك منذ ما يزيد عن ألف وخمسمائة سنة قبل ظهور مولاهم إدريس الأول الذي يتحدث عنه مؤرخ وزارة السياحة المغربية. فأين هي مملكة "شيشونق" في القرن العاشر قبل الميلاد؟ أين هي دولة المازيليين التي أسسها "أيليماس" في القرن الرابع قبل الميلاد؟ أين الملوك الأمازيغيون مثل "ماسينيسا"، "بوكوس"، "باكا"، "يوكرتن"، "يوبا" الأول، وأين هي ممالكهم ودولهم التي عاشت كلها قبل الميلاد؟ لماذا هذا التشطيب، بجرة قلم وبهذه السهولة، ودون حياء ولا خجل، على أزيد من خمسة عشر قرنا من تاريخ الأمازيغيين ودولهم وممالكهم؟ ومن جهة أخرى، هل حقا أسس إدريس الأول دولة؟ ألم تكن تلك الدولة، إذا جاز أن نتكلم عن دولة، أمازيغية وبقبائل أمازيغية وجيش أمازيغي وسلطة أمازيغية؟ لكن التاريخ العربي الأسطوري جعل منها دولة أسسها إدريس ذو الأصل العربي "الشريف".
وإذا كان المؤرخ الرسمي لوزارة السياحة قد ألغى 15 قرنا من تاريخ الأمازيغيين، فذلك حتى يكون منسجما ومنطقيا مع ما قاله في الفقرة الأولى التي تحدث فيها عن كل الشعوب التي غزت المغرب إلا الشعب الأصلي الأمازيغي المستقر على هذه الأرض منذ بداية الخليقة. لقد حذف هذا "المؤرخ" الأمازيغيين نهائيا من الوجود، وبالتالي لا يمكن لمن لا يوجدون أن يكون لهم تاريخ ودول. إن الفضل كله يرجع إذن إلى العرب وإلى إدريس العربي "الشريف" الذين بفضلهم جميعا أصبحت للمغرب دول وممالك.
إنه تأريخ عنصري يقوم على الزور والبهتان والكذب بهدف إقصاء الأمازيغيين لأنهم ليسوا عربا.
وتقدم الصفحة الثانية الموالية، بنفس الباب المتعلق بتاريخ المغرب على نفس الموقع، خلاصة لمراحل تاريخ المغرب بادئة بما يلي: «681: بداية فتح المغرب من قبل العرب ودخول الإسلام إلى البلاد. 788: بداية عهد سلالة الأدارسة. 809: تأسيس مدينة فاس من قبل إدريس الثاني». كل شيء إذن بالمغرب بدأ مع العرب وبالعرب وينتهي إلى العرب. فقبل 681 لم يكن هناك أي شيء يذكر لأنه لم يكن هناك عرب، كان هناك فقط الأمازيغيون، وهو ما يدخل في "لاشيء" بالنسبة لمؤرخ وزارة السياحة. ولنلاحظ تشديد هذا "المؤرخ" على كلمة "العرب" عندما كتب: «بداية فتح المغرب من قبل العرب ودخول الإسلام إلى البلاد». لماذا لم يكتف بالقول: "فتح المغرب من قبل المسلمين" أو "دخول الإسلام إلى المغرب"؟ لأن ذلك لن يبرز بما فيه الكفاية دور العرب كسلالة وعرق في تأسيس الدولة المغربية. إنها عنصرية رسمية مكشوفة ومفضوحة.
ويبلغ التفسير العرقي والعنصري للتاريخ المغربي قمته عندما يكتب "المؤرخ" النِّحرير لوزارة السياحة: «وقد ارتقى جلالة الملك محمد السادس على العرش عام 1999. وبما أنه من سلالة النبي صلى الله عليه وسلم فإنه أمير المؤمنين: أي الزعيم الديني والروحي للمغرب.». فصفة "أمير المؤمنين" يستمدها الملك إذن، حسب "مؤرخ" وزارة السياحة، ليس من البيعة ولا من الشعب ولا من الدستور، بل من أسطورة النسب النبوي الشريف. وهذا يعني أن الإمام الخيمني، مؤسس الجمهورية الإسلامية بإيران، لم يكن زعيما روحيا ودينيا لأنه لم يكن من سلالة النبي! فشرط الإمارة، وما يرتبط بها من سلطة سياسية، ليس هي صناديق الاقتراع ولا القواعد الديموقراطية، ولا الإرادة الشعبية، بل النسب العربي النبوي الشريف. إن كتابة مثل هذه الخزعبلات، في القرن الواحد والعشرين، وفي موقع حكومي رسمي، شيء يثير الضحك ويقدم صورة كاريكاتورية متخلفة عن المغرب والمسؤولين الذين وافقوا على نشر هذه الترهات والسخافات على موقع يتردد عليه الآلاف من الزوار.
إذا عرفنا أن هذه الأكاذيب التاريخية والقلب الرسمي للحقائق منشور على الموقع المذكور بسبع لغات، نعم بسبع لغات، وأن الآلاف من السواح الذين يعزمون التوجه إلى المغرب يزورون هذا الموقع ويقرأون المعلومات "اللاتاريخية" الرسمية التي يتضمنها ليكوّنوا فكرة عن البلد الذي يخططون لزيارته، إذا عرفنا كل هذا سندرك الحجم الكبير والخطير والمهول لعملية تزوير تاريخ المغرب وتشويه حقائقه لإفراغه من كل مضمون أمايغي لتأكيد، للعالم أجمع، أن المغرب "عربي" وأن الأمازيغيين لا وجود لهم.
وإذا كان هذا التزوير الرسمي لتاريخ المغرب يقتصر في السابق على المقررات المدرسية الوطنية، فإنه مع مثل هذا الموقع الأنترنيتي الرسمي، أصبح ذا بعد عالمي ودولي، لأنه لا يتوجه إلى تلاميذ المدرسة المغربية فقط، بل إلى العالم كله ما دام أن هذا الموقع مفتوح للجميع وليس مقصورا على المغاربة فحسب. إنه تغليط للعالم كله حول حقيقة المغرب وحقيقة هويته.
إذا كانت فعاليات أمازيغية قد رفعت دعوى قضائية ضد وزارة التربية الوطنية بسبب ما تضمنه كتاب مدرسي من افتراء على الأمازيغيين مرتبط بأكذوبة "الظهير البربري"، فإن ما يتضمنه هذا الموقع من تشطيب نهائي على الأمازيغيين وجودا وتاريخا هو أخطر بكثير من أسطورة "الظهير البربري" التي اعترفت بوجود "البربر"، ولو كمصدر للتفرقة وعملاء للاستعمار وحلفاء للمسيحيين ومرتدين عن الإسلام وعائدين إلى الوثنية والجاهلية! فهل سترفع الحركة الأمازيغية دعوى قضائية ثانية ضد الدولة المغربية ووزارة السياحة؟
وما موقف المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، بعمادته ومجلسه الإداري، من استمرار هذه الحرب "التاريخية" الرسمية على الأمازيغية والأمازيغيين، وهو الذي يتوفر على مركز لتمحيص تاريخ المغرب وتصحيح ما لحق به من تشويه وتحريف وما علق به من أساطير وأباطيل تستهدف كل ما له علاقة بالأمازيغية والأمازيغيين؟
 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting