uïïun  182, 

sdyur 2962

  (Juin  2012)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

"ddahir lbrbari" d tvawsa tamazivt

aäëiã n usqsi n tabaomrant

ifran

Tnifest n Sifaw

Hakku

Taqessist 12

Ghif Ihâykwan

Yemma

Français

La langue amazighe interdite au parlement

Enfin 2M se convertit à l'islam

Le théâtre nord-africain ancien

Organisation des peuples unis

Mnla reçu aux parlements

العربية

الظهير البربري والقضية الأمازيغية

عندما يسيء لساني إلى اللسان

رسالة مفتوحة إلى رئيس الحكومة

الأمازيغية بين القانون التنظيمي والتدابير الحكومية

الشعر الأمازيغي غايات وجماية

تاباعمرانت والأقلام العنصرية

الشجرة التي حاولتم اغتيالها لم تمت

غياب الإعلام عن مسيرة تاوادا

مهرجان تغيرت يحتفي بمولاي علي شوهاد

نشاط جمعية أيت ريدي

بيان جمعية اورتان

لقاء مدرسي الأمازيغية بخنيفرة مع النائب الإقليمي

بيان حركة اليقظة المواطنة

بيان جمعية أمغار

بيان جمعية محمد خير الدين

 

 

 

 

الشعر الأمازيغي غايات وجمالية

بقلم: لحسن ملواني

 

إن الشعر الأمازيغي شعر غائِيٌّ بعيد عن التيه والتجريب اللامحدود الذي أدخل الشعر في العبثية والرمزية المغلقة، ولم ينْجُ الشعر العربي من هذه العملية التي حولت بعضه فصار ألغازا لا سطح لها ولا عمق فيها، وظل بهاته الصفة شعرا مؤسسا علـى اللامعنى، شعرا يعيش على الهذيان والتعالي عن الواقع بمرارته وحلاوته، بمتاعبه ومطامحه، مما جعل الشعراء مطوقين في أبراجهم العاجية، مفصولين عن عوالم بقية الآدميين الذين يشاركونهم في الآلام والآمال، في الأفضية والأزمنة بما تحمله من أفراح وأتراح. فالقفز على الضوابط والقضايا الاجتماعية جريا وراء التجريب، لن يدفع الإبداع الشعري سوى إلى هوة الإهمال والانعزال. إن النص الشعري في نظرنا يستنبت وجوده عبر اتصاله وتواصله بالمتلقي «وان كان أول متلقيه هو الشاعر ذاته. وبذلك لن يكتب الوجود الحقيقي لقصيدة سوى من خلال التلقي والتقبل». ومن هنا فإن التقبل دائم المثول أثناء عملية الإبداع وبعدها»1، والظواهر الإبداعية والأدبية بالخصوص لا تنشأ بالطفرة، فهي تحتاج إلى التطور عبر التفاعلات عبر الزمان والمكان وتشابك العلائق، فالأدبية – على حد قول توفيق الزيدي - ليست من القوى الغيبية، وليست من القوانين التي تستعمل بصفة آلية، وهي أخيرا ليست بالطفرة إنها تكون بالترقي والتطور وإن خفيت العوامل والعلل وتداخلت أطوار التدرج.

إن الشعر أخذ تسميته من الشعور الذي يتولد عبر التواصل مع الذات في علاقتها بالآخر. والشعر الأمازيغي شعر الحياة لأنه لا ينفصل عن التعبير عن همومها المختلفة، ولا يكتفي بذلك، وإنما يقدم الأفكار والرؤى بأسلوب من قبيل السهل الممتنع، أسلوب يحمل السلاسة المغلفة بحسن التصوير والصياغة، الأمر الذي جعله شعرا شعبيا يحمل التعبيرات المشتركة إزاء الواقع المعيش، ولعل هذه السمة المميزة لهذا الشعر مصدرها كون جل أو كل الشعر الأمازيغي شعرا يؤَلف من أجل التغني به بناء على ألحان خاصة بالآلات الموسيقية أو بدونها. فهو ليس إبداعا من قبيل النوافل والكماليات، بل إنه رافق وسيرافق الأمازيغي في استقراره وترحاله، في أعراسه وأعياده، في أفراحه وغضبه واحتجاجاته، فهو وسيلته الحميمية من أجل التعبير عن المشاعر والحاجات.

لذا نجد هذا الشعر باعتباره جوهر الأغاني والأهازيج حاضرا بامتياز في الحصاد والدرس والجلسات العائلية... فسار بذلك رفيق الكلام اليومي بكل ما يحمله التعبير والتواصل الضروري في المجتمع.

أمام هذه السمات الإيجابية المرتبطة بالشعر الأمازيغي نخشى أن يُنحرف به بادعاء التجريب بحثا عن المختلف إلى شعر تطوقه الفردانية وتحوله إلى رموز غامضة عمياء صماء لن يدرك مدلولاته حتى منتجها نفسه. «والتجريب ومنتجه الشعري لا يضني صاحبه فقط وإنما يضني القارئ معه ويكد ذهنه ويرهقه ويضعه في حيرة من أمر ما يقرأه فينصرف عنه، إلاَّ قارئا مختصا متذوقا يملك من أسلحة الثقافة وعدتها ما يُعينه على الصمود والمجاهدة من أجل الخروج بدلالة أو دلالات مناسبة لما يقرأه. ويبدو هذا شيئا مدركا حتى في أوساط ثقافية مفكرة، فالنزعة التجريبية في الفن – كما يقرر «مالكوم برادبري» و»جيمس ماكفارلن» - لا توحي بالتكلف والغموض وحسْب، وإنما توحي أيضا بالتفكك والغربة والضبابية. وكل هذا يجعل التجريب بطبيعته طريقا مبهمة تدفع إلى اتهامه بل إدانته بالتسبب في غموض الشعر وإبهامه وتعقيده» 2، والحال أن الشعر الأمازيغي حتى الآن بعيد كل البعد عن التحديث الاندفاعي والعشوائي الذي من شأنه إغراقه في الانغلاقية والتعمية والإبهام، الأمر الذي قد يسقطه في العبثية واللاجدوى.. والخشية كل الخشية أن ينزاح الشعر الأمازيغي وهو يروم التغيير والحداثة فنقفز به قفزة في الهواء، تسيء إليه وتفقده الأرضية والفضاء الزمكاني الذي يتقاطع معه وجمهور المستمعين والقراء. ولا نعني بهذا عدم الكد والاجتهاد من أجل التطوير والتحديث الفني، وإنما نرى أن يتم ذلك بحكمة وبضوابط يفرضها السياق التداولي العام، فقد يصير التحديث انتحارا بدل أن يصير انتصارا للشعر إذا لم يُقدم في قوالب جديدة تناسب الأذواق وتتماشى مع هموم الجمهور محاولة توصيفها داعية إلى التموقف منها ضمن قالب إبداعي وجمالي إمتاعي.

إن أهمية الشعر وجدواه يقاس بمدى استجابة الجمهور له، وبذلك يؤدي وظيفة اجتماعية وإنسانية، علاوة على وظيفته الإمتاعية، ومن المبالغة ما يعتقده البعض من كون الشعر غايته المتعة والمتعة فقط في الوقت الذي نعتبر أن المتعة ذاتها ترتبط بالتعبير عما له علاقة بالهموم والآمال والأحاسيس المشتركة إزاء الواقع.

إن الفن للفن أو الفن من أجل المتعة فقط، مقولة لن تجد ما يبررها تبريرا يرسم الطريق للمبدع الذي لا ولن يبدع إلا بتصوره أن إبداعه يستهدف به قارئا ينتظره، ولن ينتظره إن لم يعبر عن المشترك من المشاعر والأحاسيس المتولدة جراء التفاعلات بين البشر كفئات في مجتمع تتقاطع فيه المصالح والمفاسد والطموحات والطروحات والعقائد. وللإشارة فالشعر الأمازيغي يتميز بصفات كثيرة تسمه بالتفرد والجماهيرية ومنها:

ـ الارتباط بالقضايا الاجتماعية والحقوقية والإنسانية بصفة عامة.

ـ الانطلاق من الواقع وما يجسده من أمور لها وقعها على النفس سعادة وشقاء.

ـ التعبير عن الوطنية والحرية والحرمان.

-النقد الاجتماعي والسياسي

ـ الموقف من المرأة سلبا وإيجابا.

ـ الحفاظ على العناصر الإيقاعية التي تدخل عنصر التطريب على النص.

ـ الاقتصار على دائرة المواضيع التي يباشرها الشاعر في علاقته مع المحيط والآخر: هموم الوطن ومعاناة الجماهير مع ردود الفعل الذاتية ( التموقفات )

ـ التجديد في المعجم على ضوء التطورات الفكرية والسوسيوثقافية..

ـ عذوبة الوصف.

ـ الإيحاء والرمزية الشفافة التي تتم عبر غلالة رقيقة لا تطبق على المراد والغاية.

ـ ....

إن مثل هذه السمات ونوع القضايا المتناولة في الشعر الأمازيغي ستظل الدعامة القوية التي ستجعل تطويره يأخذ بعين الاعتبار عنصر التقبل من قبل الجمهور العريض في الوقت الذي تحتاج الأمازيغية إلى التعبير عن قضاياها بكل الوسائل الإبداعية والأدبية المتاحة.

هامش:

1ـ مفهوم الأدبية في التراث النقدي إلى نهاية القرن الرابع - منشورات عيون الطبعة الثانية 1987. ص 10.

2-الإبهام في شع الحداثة – د. عبد الرحمان محمد القعود عالم المعرفة - مارس 2002 ص 142.

 

 

 

 

 

 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting