|
|
الفنان الأمازيغي وثمن الاختياربقلم: حساين عبود
قدمت التلفزة المغربية سهرتها الأسبوعية ليلة السبت 18/11/2000 في شكل لقاء حميمي بمنزل "عميد الموسيقيين المغاربة" بين فنانين ينتمون إلى مجالات مختلفة كالسينما والتمثيل والغناء، وضمنهم رشيد الوالي، فريدة بليزيد، وفاطمة دهكون… وكان طبيعيا تغييب الأمازيغية وفنانيها احترازا من إفساد صفو وحميمية اللقاء. أثار انتباهي الثراء ومظاهره البادية على المنزل من فاخر الأثاث والكراسي الوثيرة والأشياء النفيسة، وإن حرص صاحبه على التأكيد أنه بيت متواضع، ليس قياسيا على بيوتنا طبعا. لم أكن في حاجة إلى الاستغراب والاستفهام عن مصدر كل ذلك الذي يضمن له العيش الرغيد حين حضرتني واقعة إحدى الفنانات المغربيات، اسما وميلادا، والمشرقية غناء. شاركت في مهرجان وليلي 2000 ، المنظم من طرف وزارة الثقافة في أواسط شتمبر المنصرم، مقابل مبلغ خيالي، واشترطت علاوة على ذلك أن يكون الأداء بالعملة الصعبة لا بالدرهم المغربي. إذن، إذا كانت صفة فنان تتيح الثراء والرخاء، أيمكن تعميم القاعدة والقول بأن الفنانين الأمازيغ يعيشون الأوضاع المادية المريحة عينها، سيما ذوو وذوات رصيد يمتد لأربعة عقود أو أكثر؟ سؤالي كان استنكاريا لأني أعرف، كما يعرف الكثير، أن هؤلاء الفنانين يعيشون الكفاف والعوز، ولا تأويهم إلا فضاءات التشرد، وبمشقة الأنفس يحصلون على لقمة العيش، وبالأحرى الكماليات ومصروفات العلاج عند المرض وما يطمئنون به على المستقبل غير مضمون. غالبيتهم تعيش فقط على صدقات الأسخياء من الغيورين. تراهم يرحلون بكيفية مأساوية ويلفهم النسيان وعرضة للاستغلال من طرف المنتجين الذين لا يصونون لهم حقوق الملكية الفنية، ولا يدخلون ضمن انشغالات نقابتي الفنانين والموسيقيين. ألا يكفي أن يبلغ الاحتياج بأحد أعمدة هذا الفن مطالبة الجهة الرسمية التي اقترحت عليه زيارة الديار المقدسة على نفقتها بأداء المبلغ له نقدا ليستعين به على متطلبات الحياة؟ إن الأمازيغية ليست قضية لسنية، بل لها أبعاد متداخلة ومتشابكة. وأصبح لزاما على كل فنان اختار الأمازيغية كلمة ولحنا وأداء أم يدفع ثمن اختياره وأن يجد نفسه خارج لائحة الفنانين
|
|