|
|
عندما نحس بالدونية بقلم: بلغربي سعيد اطلع بعض أصدقائي على بعض من كتابات أدبيات الحركة الثقافية الأمازيغية، ولاحظ أن جل ما كتب لا يخلو من مصطلحات من قبيل "التهميش"، "الإقصاء"، "الإهمال"، "الإبادة"… فقال مستفسرا بأنه لا ينبغي أن نتموقع في موقف الضعف، فنحس دائما بأننا نعيش الإقصاء والتهميش، ونجعل من القضية الأمازيغية قضية الضعيف اليائس أمام القوي المتسلط. لكن حاولت أن أقنع محدثي حول فهم الموضوع، موضحا أن الأمازيغ لا يواجهون قوى طبيعية كالبراكين والفيضانات… متهمين هذه الأخيرة بأنها تعمل على طمس المعالم الأمازيغية ووأدها تحت الأنقاض لإخفاء معالمها، لكن الأمر يتعلق بمواجهة أفكار تسكن عقولا صماء لا تفقه في لغة الحوار إلا التعنت والاستبداد. مسألة الدعوة إلى رد الاعتبار والاهتمام اللائق بالأمازيغية كثقافة ولغة تضرب جذورها في أعماق شمال إفريقيا منذ الآلاف من السنين هي التي جعلت من هذه المعركة السلمية التي تقودها الحركة الثقافية الأمازيغية، وبمختلف وسائلها وتوجهاتها ومنهجياتها، جعلت منها مطلبا شرعيا وحقا من حقوق المواطنة. ومن الطبيعي في آخر المطاف أن يكون الانتصار لصالحها. لكن، وبمقابل هذا، أرض الواقع تعج بترسانة فكرية عربوفونية ما زالت تحن إلى الأغنية المكاوية (الأرض تتكلم عري) وإلى ترهات ميشيل عفلق وشطحات الجابري الانتهازية وأسطورة الحلم العربي… ومع إصرار هؤلاء العملاء للنظريات الناصرية الجوفاء على اعتبار المسألة الأمازيغية مسألة خطيرة خطورة الاستعمار، تهدد الأمن على الأرض العربية والغير العربية، وعملهم على إحباط وتشويه كل ما يمت بصلة إليها تحت ذريعة الحفاظ على أمانة القومية العربية، والإحراز على وسام الشرق العربي. فأمام كل هذه الأساطير، من الطبيعي أن يحس الأمازيغي بأن هناك إقصاء وإهمالا يحيط من كل الجوانب ـ وهذه حقيقة ـ وهو إحساس لم يأت أبدا من منظلق الضعف، ولكن من منطلق العقل السليم المدرك بممارسة حقوقه الشرعية في كل النواحي التي تهمه كمواطن مغربي، حقه في ممارسة الإعلام بلغته في التعليم، في العمل، في…
|
|