|
|
باحث من "ليركام" يحيي خرافة الأصل اليمني للأمازيغ بقلم : المهدي مالك
قام «باحث» من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بزيارة إلى اليمن في دجنبر الماضي حيث صرح في محاضرة أطرها بصنعاء أن أصل الأمازيغ من اليمن، وأن ثقافتهم برمتها بما فيها حروف تيفيناغ هي فرع من الثقافة اليمنية. وهذا الكلام قاله باحث ينتمي إلى مؤسسة أكاديمية مثل المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية التي ما زلت أحترمها إلى حدود الآن باعتبارها مؤسسة طال انتظارها من طرف النخبة الأمازيغية منذ سبعينات القرن الماضي، ومطلب ضمن مطالب ميثاق أكادير بتاريخ 5 غشت 1991 وتحقق بفضل الإرادة الملكية لجلالة الملك محمد السادس الذي يعتبر الأمازيغية مكونا له عمق تاريخي ببلادنا. إن هذه التصريحات اعتبرها خطيرة للغاية خصوصا أنها صدرت عن أحد باحثي هذه المؤسسة الأكاديمية في خارج الوطن حيث إن هذه التصريحات ترجعنا عقودا إلى الوراء أي إلى بداية النضال الأمازيغي أواخر ستينات القرن الماضي حيث كان النقاش آنذاك حول هل الأمازيغية لغة أم لهجات محلية تابعة إيديولوجيا للغة العربية المقدسة والتابعة لما يسمى بالوطن العربي الممتد من المحيط إلى الخليج. والسؤال المطروح ألان بالنسبة لي هو ما مدى مسؤولية المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في اختبار الباحثين من المستوى العالي يؤهلهم ذلك لتمثيل الثقافة الأمازيغية في اللقاءات ذات الطبيعة الأكاديمية سواء داخل الوطن أو خارجه وخصوصا في دول الشرق الأوسط التي ما زالت تنظر إلى القضية الأمازيغية باعتبارها فتنة أجنبية أحدثها الاستعمار الفرنسي في ثلاثينات القرن الفارط... الخ من هذا الكلام المعروف. ووجدت في جريدة العلم المعروفة بمعاداتها التاريخية للمكون الأمازيغي مقالا يروج للأصل اليمني للأمازيغيين حيث يقول ذكر موقع «سبأ نت» الإلكتروني أن مؤسسة الإبداع للثقافة والفنون والآداب استضافت بصنعاء في اليمن مساء السبت الماضي الباحث المغربي بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية الوافي النوحي الذي حاضر حول العلاقات الثقافية والحضارية التي تربط الجمهورية اليمنية بالمملكة المغربية، والقواسم المشتركة في اللغة الأمازيغية واللغة المهرية. وفي المحاضرة التي حضرها رئيس جمعية الإخاء اليمنية المغربية يحيي العرشي وعضو مجلس الشورى الدكتور احمد الأصبحي، والسفير المغربي بصنعاء محمد حمة وعدد من المسؤولين، تم التأكيد على عمق التمازج الثقافي والتاريخي والحضاري بين البلدين الشقيقين، إثباته من خلال التقارب بين اللغة الأمازيغية والمهرية ، فضلاً عن تشابه حروف المسند اليمني القديم وحروف الأمازيغية المغربية، وتشابه وتقارب التراث الثقافي والمعماري في اليمن والمغرب، ولفت الباحث الإشارة إلى أن بعض المصادر والنصوص التاريخية التي تشير إلى أن الأمازيغيين القدامى هم من «البربر» القادمين من اليمن عبر الحبشة ومصر . وأضاف الموقع ذاته أن الباحث قال إن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالمملكة المغربية يحرص على تطوير العلاقات العلمية والثقافية للتعريف بالثقافة الأمازيغية وبحث ودراسة أعماقها وحدودها في مختلف البلدان العربية وعلى رأسها اليمن والتي تستند في القول بأن الأمازيغية من أصول يمنية. إن هذه التصريحات الخطيرة حسب اعتقادي المتواضع حطمت أزيد من 40 سنة من النضال الأمازيغي بهدف استرجاع الشرعية التاريخية للأمازيغية في وطنها الحقيقي وهو شمال إفريقيا وأقول ربما إن الأمازيغيين هاجروا إلى اليمن ما قبل الإسلام وليس العكس بدليل ما قاله الأستاذ محمد شفيق في كتابه إن عددا لا باس به من أسماء الأماكن التي توجد في الطريق الواصلة بين المغرب الكبير وبين اليمن عبر القارة الإفريقية لها صيغ أمازيغية واضحة ولبعضها مدلولات في هذه اللغة ومنها في صعيد مصر أو بوادي مصر مثل أبنو وأسيوط وأخميم وتوشكا الخ. لكن لا يوجد في اليمن نفسها حسب ما هو مرسوم في الخرائط العادية أسماء أماكن من هذا القبيل إلا اسم جزيرة انتوفاش ويرجع تسلسل الأسماء السالفة ذكرها إلى عهد هجرة قديمة تركت آثارها في الأصقاع التي عبرتها أم يرجع إلى قرابة بين اللغة الأمازيغية وبين اللغة المصرية القديمة. والآن يخرج باحث ليعلن بأن أصلنا يرجع إلى شبه الجزيرة العربية. إذن ما الفرق بين نظرية انقراض الأمازيغيين منذ زمان بعيد لصاحبها الرئيس الليبي القدافي ونظرية الأصل اليمني للأمازيغيين؟ وخلاصة القول إنني أستنكر هذه التصريحات الخارجة عن أهم أدبيات الحركة الثقافية الأمازيغية والخارجة كذلك عن سياسة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية كمؤسسة أحترمها شخصيا. لكنني أتمنى من المعهد أن يعطي لنا تفسيرا واضحا لتصريحات الأستاذ الباحث في صنعاء. وأجدد مساندتي للمعهد وكافة مكونات الحركة الأمازيغية.
|
|